محمود رشوان
2010/12/17, 12:27 AM
و لماذا يتحمل حسن شحاته وحده هزيمة اليوم التاريخية أمام منتخب قطر؟، و لماذا يجب أن نستمتع بصلب كبارنا إذا تراجعوا و نجومنا إذا إرتاحوا؟، و لماذا لعبنا اليوم في قطر من الأصل؟، حزمة من الأسئلة البريئة ألقيها عليكم كمشجع مصري لا يعرف كيف يدير سمير زاهر كرة القدم في مصر، فاللقاء اليوم كان من المفترض أن يتم بين الشقيقين المصري و الأردني، و لا يعرف أحد الداعي لتغير قبلتنا الودية من عمّان لقطر سوى سمير زاهر، الذي يبدو أنه قد قبض الثمن غالياً جداً من أجل أن يقبل رأس محمد روراوة و من أجل أن نخسر كبريائنا الكروي في عاصمة عربية جديدة، فلا يوجد منتخب كروي يدمن تنغيص عيشة مواطنيه في المهجر مثل منتخبنا المصري، و الأغرب من منتخبنا هو ذاك السباق المحموم بين عواصم البترول التي تكتظ بالعمالة المصرية على إستضافة المنتخب المصري، لا لشئ سوى ترفيه مواطنيهم بإذلال العمالة المصرية "كروياً" بعد إذلالهم معيشياً و إقتصادياً، و هنا يمكن تلخيص نتيجة مباراة مصر و قطر الودية في أنها الهزيمة التي يجب ألا تغتفر لمن سوّق مصر كـ "منتج" كروي بهذا الثمن البخس ..!
و كانت الهدف الأول في شباك الوطن هو ذاك الصلح المشبوه ما بين سمير زاهر و روراوة، هذه هي أولى هدايا الدوحة لكأس العالم بأن تكون مسرحاً للصلح "العرفي" الذي حدث بين رجلين كادا يقودا مصر و الجزائر لحرب حقيقية، كالعادة لن نتسائل ما هو الفارق بين المبادرة القطرية و بين غيرها من المبادرات الإماراتية و الليبية التي قوبلت برفض متبادل و متشدد من الطرفين، و لكن المؤكد أن القطري بن همام قد دفع الكثير حتى تخرج لقطة المصالحة من الدوحة، و هو نصر إعلامي سعت إليه قطر ليؤكد مجدداً أن التخطيط الجيد سيظل دوماً هو الفارق بيننا و بين الآخرين، فإن كان من حقهم أن يخططوا و يضعوا الخطوط العريضة لمستقبل كرة القدم في الشرق الأوسط، لم يكن من حقنا أن نسايرهم في كل هذه المخططات من أجل مصالح أضيق من كافة الثغرات الدفاعية التي خلقها مدافعونا اليوم، و أهدوا بها أول فوز لقطر على مصر في كرة القدم، لتكتمل الصورة التاريخية في الدوحة بمكاسب أكثر جداً مما سعى إليه القطريون في بداية الأسبوع ..!
و مع إستمرار اللعب و تأزم الموقف، سجل الإعلام المصري الهدف الثاني بعد نهاية اللقاء عندما شرّح كل من أفراده في الجهاز الفني الأنجح في تاريخ مصر، فحسن شحاته أصبح بين ليلة و ضحاها لا يفقه شيئاً في كرة القدم، و شيكابالا ثروة قومية يجب محاسبة من أهدرها هباءاً، و لم ينقص أصحاب السعادة و السمو من محللي معامل المختبر و البرج إلا أن يتهموا شحاته بأنه السبب في لعبة متعب المحيرة ما بين الأهلي و ستاندرلييج، و تناسى هؤلاء أن الدوري المصري ذاته لم يلد مهاجمين سوى هداف كاميروني و آخر رفض الإنضمام للمنتخب في آخر تجمعاته، فبأي منطق يكافئ هؤلاء شيكابالا على هروبه و يعاقبون المعلم على مبادئه و ثوابته التي لو فرط في أحدها لخسرنا هذا الفريق الذي سنقضي عمراً طويلاً حتى نرى جيلاً مثله، و على أي حجة إستند هؤلاء على هجومهم المستعر على شحاته متناسين في ريب عظيم خطيئة زاهر و إتحاده "السوستاوي" الذي خرج من رحم نظام سياسي يمكن أن يبيع أي شئ من أجل دولاراً واحداً، لم يقدر إعلاميونا على زاهر فقدروا على شحاته و لاعبيه الذين يجب أن ننحني لهم إحتراماً بدلاً من أن نذبحهم في كل صباح ..!
هذه هي الأهداف التي أحزنتني في لقاء اليوم أكثر من هدفي سباستيان سورية و وائل جمعه، الفارق كبير بين أمة تنجب و أمة "تجنّس" و ترسم ملامحها الكروية بالنفط الخام، الفارق شاسع بين فريق إشترى كل شئ حتى يربح نصراً إعلامياً زائفاً ساهم فيه مهرجي الوطن و راقصي كأس العالم، و كأس العالم هو الصداع المقبل على الشرق الأوسط، أمامنا نصف قرن على الأقل حتى تنسى قطر "غزوة كأس العالم"، و حتى ذلك الحين علينا إما أن ننسى كرة القدم أو ننسى قطر بجزيرتها بإعلامها بودياتها و رسمياتها، لا يجب أن نحزن في لقاء إشترى فيه الخصم الحكم و الشاشات و الملعب و الجماهير، و لا أجد أبرز من جملة الأخ السعودي ماجد المالكي الخالدة لأختتم بها مقالي عن قطر و ما جرى فيها منذ ساعات .. تكلموا على هواكم .. فمصر فوق مستواكم ..:))
(منقول)
و كانت الهدف الأول في شباك الوطن هو ذاك الصلح المشبوه ما بين سمير زاهر و روراوة، هذه هي أولى هدايا الدوحة لكأس العالم بأن تكون مسرحاً للصلح "العرفي" الذي حدث بين رجلين كادا يقودا مصر و الجزائر لحرب حقيقية، كالعادة لن نتسائل ما هو الفارق بين المبادرة القطرية و بين غيرها من المبادرات الإماراتية و الليبية التي قوبلت برفض متبادل و متشدد من الطرفين، و لكن المؤكد أن القطري بن همام قد دفع الكثير حتى تخرج لقطة المصالحة من الدوحة، و هو نصر إعلامي سعت إليه قطر ليؤكد مجدداً أن التخطيط الجيد سيظل دوماً هو الفارق بيننا و بين الآخرين، فإن كان من حقهم أن يخططوا و يضعوا الخطوط العريضة لمستقبل كرة القدم في الشرق الأوسط، لم يكن من حقنا أن نسايرهم في كل هذه المخططات من أجل مصالح أضيق من كافة الثغرات الدفاعية التي خلقها مدافعونا اليوم، و أهدوا بها أول فوز لقطر على مصر في كرة القدم، لتكتمل الصورة التاريخية في الدوحة بمكاسب أكثر جداً مما سعى إليه القطريون في بداية الأسبوع ..!
و مع إستمرار اللعب و تأزم الموقف، سجل الإعلام المصري الهدف الثاني بعد نهاية اللقاء عندما شرّح كل من أفراده في الجهاز الفني الأنجح في تاريخ مصر، فحسن شحاته أصبح بين ليلة و ضحاها لا يفقه شيئاً في كرة القدم، و شيكابالا ثروة قومية يجب محاسبة من أهدرها هباءاً، و لم ينقص أصحاب السعادة و السمو من محللي معامل المختبر و البرج إلا أن يتهموا شحاته بأنه السبب في لعبة متعب المحيرة ما بين الأهلي و ستاندرلييج، و تناسى هؤلاء أن الدوري المصري ذاته لم يلد مهاجمين سوى هداف كاميروني و آخر رفض الإنضمام للمنتخب في آخر تجمعاته، فبأي منطق يكافئ هؤلاء شيكابالا على هروبه و يعاقبون المعلم على مبادئه و ثوابته التي لو فرط في أحدها لخسرنا هذا الفريق الذي سنقضي عمراً طويلاً حتى نرى جيلاً مثله، و على أي حجة إستند هؤلاء على هجومهم المستعر على شحاته متناسين في ريب عظيم خطيئة زاهر و إتحاده "السوستاوي" الذي خرج من رحم نظام سياسي يمكن أن يبيع أي شئ من أجل دولاراً واحداً، لم يقدر إعلاميونا على زاهر فقدروا على شحاته و لاعبيه الذين يجب أن ننحني لهم إحتراماً بدلاً من أن نذبحهم في كل صباح ..!
هذه هي الأهداف التي أحزنتني في لقاء اليوم أكثر من هدفي سباستيان سورية و وائل جمعه، الفارق كبير بين أمة تنجب و أمة "تجنّس" و ترسم ملامحها الكروية بالنفط الخام، الفارق شاسع بين فريق إشترى كل شئ حتى يربح نصراً إعلامياً زائفاً ساهم فيه مهرجي الوطن و راقصي كأس العالم، و كأس العالم هو الصداع المقبل على الشرق الأوسط، أمامنا نصف قرن على الأقل حتى تنسى قطر "غزوة كأس العالم"، و حتى ذلك الحين علينا إما أن ننسى كرة القدم أو ننسى قطر بجزيرتها بإعلامها بودياتها و رسمياتها، لا يجب أن نحزن في لقاء إشترى فيه الخصم الحكم و الشاشات و الملعب و الجماهير، و لا أجد أبرز من جملة الأخ السعودي ماجد المالكي الخالدة لأختتم بها مقالي عن قطر و ما جرى فيها منذ ساعات .. تكلموا على هواكم .. فمصر فوق مستواكم ..:))
(منقول)