yaqot
2013/10/02, 04:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن أتبع هداه الى يوم الدين
عروس جحا
كان جحا يجلس مع أصدقائه حين كان يتحدث عن رغبته في الزواج من عروس جميلة ذات نسب وحسب ومال.
قال أحدهم: وهل وجدت تلك العروس يا جحا؟
قال جحا: وكيف أجدها وفتيات تلك البلدة يضعون النقاب على وجهوهن قلا أعرف لهن نسبا ولا شكلاً.
قال آخر: لا بد أن نساعدك يا جحا في الوصول الى العروس المنشودة.
قال جحا: بشرط أن تنطبق عليها المواصفات المطلوبة.
وذات يوم جاءه صديق وأخبره أن هناك عروسا ذات جمال رائع.
فرح جحا وسأله: وماذا عن الحسب والنسب والمال؟
قال الرجل متأثرا: للأسف يا جحا إن أهلها فقراء ولكنهم طيبون .
قال جحا: آسف يا صديقى إن جمال الفتاة لا يُغني عن المال والحسب والنسب فأصرف نظرك عنها.
وفي يوم آخر جاءه أحد الأصدقاء قائلا: يا جحا.. أين أنت يا رجُل؟ لقد بحثت عنك في طول البلاد وعرضها.
قال جحا: لا بد أن هناك أمراً هاما. قال الصديق وهل هناك أهم من العروس؟
قال جحا في سرور: بشرط أن تكون بالمواصفات المطلوبة.
قال الصديق: ليست بالقبيحة ولا الجميلة ولا هي بالغنية ولا الفقيرة ووالدها كاتب قاضي البلدة.
قال جحا في غضب : ماذا بكم يا أصدقائي؟ فكل منكم يأتيني بغير طلبي. سأذهب بنفسي الى دلالة تتعامل مع نساء البيوتات فتدلني على العروس المطلوبة.
أسرع جحا الى المرأة وسألها عن عروس بالمواصفات المطلوبة. فطلبت منه أن يمهلها يومين لتأتي له بالعروس المطلوبة بشرط أن تحصل على مكافأة مجزية.
وبعد يومين جاء جحا الى المرأة فاستقبلته بالترحاب وأخبرته أن لديها ما يتمناه. قال جحا: ومن تكون؟ قالت: ابنة سايس القصر. قال جحا: ابنة سايس القصر لن تكون غنية. قالت : إذن هناك ابنة خياط البلدة فهي جميلة وكريمة قال جحا: ليتني ما جئت اليك فأنت مثل أصدقائي.
قالت المرأة: لا تغضب يا جحا هناك ابنة شيخ التجار وكبيرهم فهو يمتلك الكثير من البيوت والأطيان. قفز جحا فرحاً وقال: هذه هي ذات الحسب والنسب والجمال سأتزوجها وهاك جائزتك.
وفي اليوم التالي ذهب جحا ومعه بعض أصدقائه الى شيخ التجار يطلب منه الزواج من ابنته فرحب شيخ التجار في سرور بالغ.
وتم الزواج حسب العادات المتبعة في ذلك الوقت باتفاق أسرتي العروسين دون أن يرى العريس عروسه وبعد الحفل حضرت العروس الى بيت جحا.
فلما سُمِحَ له أن يرفع النقاب عن وجه عروسه فُوجئ بقبح وجهها وبينما هو متأثر من سوء المفاجأة سألته العروس : قل يا عزيزي أوامرك , أمام منْ منَ الناس أضع النقاب , وأمام منْ أكشف وجهي؟
قال جحا في ضيق: اكشفي وجهك أمام كل الناس وضعي النقاب أمامي أنا..
ثم قال في نفسه: أردتُ الغنية فعليَّ أن أتحمل قُبحها.
أخي الحبيب
هذا الحديث رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .
وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها.
وإنما المعنى : أن هذه مقاصد الناس في الزواج ، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال ، ومنهم من يطلب الحسب ، ومنهم من يرغب في المال ، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها ، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :
" الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات الدين ، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين ، لا أنه أمر بذلك ... وفي هذا الحديث الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم " باختصار .
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي :
" قال القاضي رحمه الله : من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى الخصال واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون ، لا سيما فيما يدوم أمره ، ويعظم خطره " اهـ .
وقد اختلف العلماء في معنى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تربت يداك ) اختلافاً كثيراً ، قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :
" وَالْأَصَحّ الْأَقْوَى الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ فِي مَعْنَاهُ : أَنَّهَا كَلِمَة أَصْلُهَا اِفْتَقَرَتْ , وَلَكِنَّ الْعَرَب اِعْتَادَتْ اِسْتِعْمَالهَا غَيْر قَاصِدَة حَقِيقَة مَعْنَاهَا الْأَصْلِيّ , فَيَذْكُرُونَ تَرِبَتْ يَدَاك , وَقَاتَلَهُ اللَّه , مَا أَشْجَعه , وَلَا أُمّ لَهُ , وَلَا أَب لَك , وَثَكِلَتْهُ أُمّه , وَوَيْل أُمّه , وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنْ أَلْفَاظهمْ يَقُولُونَهَا عِنْد إِنْكَار الشَّيْء , أَوْ الزَّجْر عَنْهُ , أَوْ الذَّمّ عَلَيْهِ , أَوْ اِسْتِعْظَامه , أَوْ الْحَثّ عَلَيْهِ , أَوْ الْإِعْجَاب بِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَم " اهـ .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن أتبع هداه الى يوم الدين
عروس جحا
كان جحا يجلس مع أصدقائه حين كان يتحدث عن رغبته في الزواج من عروس جميلة ذات نسب وحسب ومال.
قال أحدهم: وهل وجدت تلك العروس يا جحا؟
قال جحا: وكيف أجدها وفتيات تلك البلدة يضعون النقاب على وجهوهن قلا أعرف لهن نسبا ولا شكلاً.
قال آخر: لا بد أن نساعدك يا جحا في الوصول الى العروس المنشودة.
قال جحا: بشرط أن تنطبق عليها المواصفات المطلوبة.
وذات يوم جاءه صديق وأخبره أن هناك عروسا ذات جمال رائع.
فرح جحا وسأله: وماذا عن الحسب والنسب والمال؟
قال الرجل متأثرا: للأسف يا جحا إن أهلها فقراء ولكنهم طيبون .
قال جحا: آسف يا صديقى إن جمال الفتاة لا يُغني عن المال والحسب والنسب فأصرف نظرك عنها.
وفي يوم آخر جاءه أحد الأصدقاء قائلا: يا جحا.. أين أنت يا رجُل؟ لقد بحثت عنك في طول البلاد وعرضها.
قال جحا: لا بد أن هناك أمراً هاما. قال الصديق وهل هناك أهم من العروس؟
قال جحا في سرور: بشرط أن تكون بالمواصفات المطلوبة.
قال الصديق: ليست بالقبيحة ولا الجميلة ولا هي بالغنية ولا الفقيرة ووالدها كاتب قاضي البلدة.
قال جحا في غضب : ماذا بكم يا أصدقائي؟ فكل منكم يأتيني بغير طلبي. سأذهب بنفسي الى دلالة تتعامل مع نساء البيوتات فتدلني على العروس المطلوبة.
أسرع جحا الى المرأة وسألها عن عروس بالمواصفات المطلوبة. فطلبت منه أن يمهلها يومين لتأتي له بالعروس المطلوبة بشرط أن تحصل على مكافأة مجزية.
وبعد يومين جاء جحا الى المرأة فاستقبلته بالترحاب وأخبرته أن لديها ما يتمناه. قال جحا: ومن تكون؟ قالت: ابنة سايس القصر. قال جحا: ابنة سايس القصر لن تكون غنية. قالت : إذن هناك ابنة خياط البلدة فهي جميلة وكريمة قال جحا: ليتني ما جئت اليك فأنت مثل أصدقائي.
قالت المرأة: لا تغضب يا جحا هناك ابنة شيخ التجار وكبيرهم فهو يمتلك الكثير من البيوت والأطيان. قفز جحا فرحاً وقال: هذه هي ذات الحسب والنسب والجمال سأتزوجها وهاك جائزتك.
وفي اليوم التالي ذهب جحا ومعه بعض أصدقائه الى شيخ التجار يطلب منه الزواج من ابنته فرحب شيخ التجار في سرور بالغ.
وتم الزواج حسب العادات المتبعة في ذلك الوقت باتفاق أسرتي العروسين دون أن يرى العريس عروسه وبعد الحفل حضرت العروس الى بيت جحا.
فلما سُمِحَ له أن يرفع النقاب عن وجه عروسه فُوجئ بقبح وجهها وبينما هو متأثر من سوء المفاجأة سألته العروس : قل يا عزيزي أوامرك , أمام منْ منَ الناس أضع النقاب , وأمام منْ أكشف وجهي؟
قال جحا في ضيق: اكشفي وجهك أمام كل الناس وضعي النقاب أمامي أنا..
ثم قال في نفسه: أردتُ الغنية فعليَّ أن أتحمل قُبحها.
أخي الحبيب
هذا الحديث رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .
وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها.
وإنما المعنى : أن هذه مقاصد الناس في الزواج ، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال ، ومنهم من يطلب الحسب ، ومنهم من يرغب في المال ، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها ، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :
" الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات الدين ، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين ، لا أنه أمر بذلك ... وفي هذا الحديث الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم " باختصار .
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي :
" قال القاضي رحمه الله : من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى الخصال واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون ، لا سيما فيما يدوم أمره ، ويعظم خطره " اهـ .
وقد اختلف العلماء في معنى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تربت يداك ) اختلافاً كثيراً ، قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :
" وَالْأَصَحّ الْأَقْوَى الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ فِي مَعْنَاهُ : أَنَّهَا كَلِمَة أَصْلُهَا اِفْتَقَرَتْ , وَلَكِنَّ الْعَرَب اِعْتَادَتْ اِسْتِعْمَالهَا غَيْر قَاصِدَة حَقِيقَة مَعْنَاهَا الْأَصْلِيّ , فَيَذْكُرُونَ تَرِبَتْ يَدَاك , وَقَاتَلَهُ اللَّه , مَا أَشْجَعه , وَلَا أُمّ لَهُ , وَلَا أَب لَك , وَثَكِلَتْهُ أُمّه , وَوَيْل أُمّه , وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنْ أَلْفَاظهمْ يَقُولُونَهَا عِنْد إِنْكَار الشَّيْء , أَوْ الزَّجْر عَنْهُ , أَوْ الذَّمّ عَلَيْهِ , أَوْ اِسْتِعْظَامه , أَوْ الْحَثّ عَلَيْهِ , أَوْ الْإِعْجَاب بِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَم " اهـ .