تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية بنت اسمها نوال


ابو ايه1
2013/10/03, 02:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


حكايات بنت اسمها نوال



نهضت نوال من نومها وأسرعت نحو المرآة ،، إقتربت منها ، إقتربت أكثر وهي تحدق بعينيها وتمعن النظر جيدا ، بدأ الضيق عليها وهي تشاهد التجاعيد وقد بدأت تظهر بوضوح على وجهها الجميل ، وأخذت بوضع يدها على وجهها تتحسس بعض التجاعيد ثم أمعنت النظر في شعرها وإذا بها ترى شيبةً هنا وشيبةً هناك !!
ش
آه لقد ظهر الشعر الأبيض ..

ذهب الجمال وكبرت نوال هكذا كانت تُتَمتِـم مع نفسها ثم إستغرقت في تفكيرٍ عميق وبدأت تسترجع شريط الذكريات ، عندما كانت شابةً جميلة يطلب ودها الكثيرون ويصطف من خلفها المعجبون ،، راحت تتذكر كيف كانت ترفض طالبي الزواج الواحد بعد الآخر وهي تقول لوالدتها وأختها الصغرى منال : نوال لا ترضَى بأي زوج ولن تتزوج من إنسان عادي ، فالشخص الذي أحلم به لم يأتِ بعد وله مواصفات خاصة حتى يليق بأن يكون زوج نوال وأب أولادها ..

كانت دموعها تتسابق هي والذكريات الأليمة فتهطل هطول المطر عندما تعود لواقعها المرير .. فهي قد تخطت حاجز الأربعين عام ببعض السنين ولم تتزوج بعد أو بالأحرى لم يأتِ ذلك الفارس الذي تحلم به ..

كانت تتألم وتتهكم على نفسها بتلك الكلمات وبكاؤها يشتد وهي تتذكر أختها منال التي تصغرها بخمس سنوات التي تزوجت منذ سنين عدة ولديها من الدنيا أجمل طفلتين " أبرار ، وأفراح " وكذلك فعل أخوها محمد الذي يصغرها بثلاث سنوات وتزوج ولديه من الأبناء " خالد وفاطمة " ..

أما نجاحها هي فقد كان فقط في الجانب العلمي وهي الآن مديرة مدرسة وكفاءة عالية جدا لدى الوزارة ،،

لا زالت نوال تحدق في المرآة ،،،

هذا اليوم ليس يوماً عادياً ، هكذا تشعر هي .. لأنها مكتئبة جدا بعد أن سمعت بعض العبارات التي جرحتها من إحدى المدرسات من سليطات اللسان ..

هذه الأستاذة كانت قد طلبت منها الإذن بالخروج قبل نهاية الدوام بنصف ساعة يوميا حتى تلحق بمدارس أبنائها وموعد خروجهم لتأخذهم معها للمنزل .. ولكن المديرة نوال رفضت طلبها لعدم وجود من يسد الفراغ مكانها في هذا الوقت .. وعندها ثارت ثائرة المدرّسة وقالت وهي تصرخ بوجهها : لا ألومك لأنك ليس عندك أبناء حتى تُقدري طلبي وتوافقي عليه أيتها العانس ..

سقطت كلمة " عانس " على نوال وكأنها خنجرٍ مسمومٍ أصابها في قلبها ..

تتذكر نوال هذه الكلمة وهي تبكي بحرقة شديدة وتقول مع نفسها : هذه نهايتك يا نوال .. ثم تصمت وتضيف بإستغراب : عانس !!! نوال الفاتنة الجميلة أصبحت عانس !!

وبدأت تهذي وتروي بعض آلامها للمرآة فتقول : حاولت ذات مرة أن ألحق بقطار الزواج حتى لا يفوتني فتبادلت النظرات مع أحد الشبان كي أجعله يُعجب بي ومن ثم يقوم بخطبتي وسأوافق عليه على الفور ولكن أتدرين أيتها المرآة ماذا حصل .. فأكملت حديثها " كنا في الشارع أنا وهو عندما بادلني النظرات توقفت على جانب الطريق كي أتيح له الفرصة للإقتراب مني والحديث معي .. هل تعلمين ماذا قال لي يا مرآتي عندما إقترب .. سأخبرك : نظر إلي عن كثب ثم قال : أعذريني يا خالتي فلم أقصد الإساءة . قال ذلك بكل أدب ورحل ..

لم يعلم بأن أدبه قتلني من الداخل وأخبرني بأني بمثابة أمٍّ له فقد ناداني بكلمة خالتي ..

هنا إزدادت وتيرة البكاء والنحيب لديها وهي لا تزال تريد أن تروي المزيد من المواقف التي آلمتها كثيرا ..

أما ذلك الرجل الذي أخذت رقم هاتفه الجوال وعند أول إتصال قلت له : أنا فتاة شريفة عفيفة ومن أسرة كريمة لا تظن بي السوء ..
فرد علي : نعم نعم شريفة وأضاف لا يهم كلهم يقولون هكذا في البداية وما دمنا بدأنا نتكلم بوضوح كم تريدين من المال لتخرجي معي ؟ ثم ضحك بسخرية وقال : مع أنه من المفترض أن أطلب المال أنا ولست أنتِ ... فأنتِ إمراةً كبيرة أكل الدهر عليها وشرب ..

بدأ التعب ينال من نوال في هذا الصباح وبدت منهارةً أيما إنهيار .. تبكي وتصمت ، وتعود للذكريات ..

تنظر بشدة للمرآة ، تتذكر بأن هذا اليوم " الجمعة " هو يوم إجتماع كافة أفراد الأسرة عندهم ، ستأتي أبرار وأفراح وفاطمة وسيأتي خالد سيأتي أولادي الذين لم أنجبهم ولكنهم متعلقون بي كثيرا

يحبونني وأحبهم .. كيف سأقابلهم اليوم كيف !! أنا متعبة ومرهقة جدا أخبريني أيتها المرآة كيف ؟

كانت كالذي يشحن نفسه عندما يهدأ فيثور من جديد ،، هكذا كانت نوال ...

الحزن والكآبة دفعاها لحافة الإنهيار الكلي فعادت للصراخ وهي تمسك بشعرها تارةً وبوجهها تارة أخرى وتقول بقوة : كيف سأعيش بقية حياتي كيف ؟؟ ولماذا أعيشها أصلاً ؟؟ ولمن اعيش ؟؟؟

ملامحها تغيرت وكأن شياطين الدنيا كلها قد دخلتها هذه اللحظة تنظر للمرآة وتصرخ " يجب ان تموتي يا نوال يجب ان تموتي حالاً فلا حياة لك في هذه الدنيا ،،

ومدت يدها بعنف ناحية المرآة وضربتها بشدة فتناثرت أشلاءً أشلاء وإستقر الزجاج في يدها وبدأت اورتها تنزف وتنزف ،،

ويستمر بكاء نوال وهي في حالةٍ هستيرية ٍ لا تُحسد عليها ــ

بكت نوال كثيرا والدماء تنزف بغزارة ولم تصرخ طالبةً النجدة فهي تعلم بان إستغاثتها تعني عودتها للحياة من جديد وهذا ما لا تريده هي ...

نزفت كثيرا حتى خرّت ساقطة ..

فانهت حياتَها وأسدلت الستار على حكاية نــَـوال وكتبت نهايتها بالــدمـــاء ....

الشقي ميدو
2013/10/20, 06:06 AM
بارك الله فيك أخي

جلال العسيلى
2013/10/20, 01:08 PM
بارك الله فيك أخي
وجعل ماقدمته في موازين حسناتك
تحياتي لك

تامريحيى
2013/10/20, 02:01 PM
لااله الا الله محمد رسول الله اللهم ارزق بنات المسلمين الصبر ونجنا جميعا من الفتن

نور حشمت
2013/10/20, 02:13 PM
بارك الله فيك يا اخى ابو ايه1 لموضوعك القيم وتقبل مرورى

اشرف فتحى
2013/10/21, 03:41 PM
أخى الحبيب
بارك الله بك ولك
وجزاك الله خيرا

جمال السباعى
2013/10/22, 12:00 PM
بارك الله فيك

ابو حسين 1
2013/10/28, 05:09 PM
بارك الله فيك أخي

hetler2h
2013/11/06, 08:03 AM
بارك الله فيك أخي