yaqot
2013/10/18, 07:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قابلت رجلاً مسناً قارب التسعين من عمره ، وكان في منتهى اللطف والدعابة وحديثه لا يمل ، وفي نهاية جلستنا سألته عن أهم شيء تعلمه في هذه السنين الطويلة ؟ ، وكان رده غريباً حيث قال لي وهو يتنهد بنفس المتحسر : ( مشكلتي ياولدي ما فهمت الدنيا إلا عقب ما أفقت ) !.
تجربتنا في هذه الحياة هي مغامرة مشوقة غير قابلة للتكرار ، ولذلك علينا أن ندرك أسرارها قبل فوات الأوان ، ولن ندرك شيئاً من أسرارها وقواعدها ما لم نعرف إجابات دقيقة لسؤالين مهمين : ( من أنا ؟ - ماذا أريد ؟ ) ، ورغم بساطة هذه التساؤلات إلا أن إجاباتها شديدة التعقيد ، فتحتاج إلى كشف حساب مفصل عن المهارات الموجودة لديك والأخرى التي يمكن اكتسابها ، وحقيقة المشاعر والأحاسيس الطارئة والمستديمة ، ومنظومة القيم الأساسية والفرعية ، والأفكار التي من خلالها ترى العالم ، والطباع النفسية والعملية ...الخ .
والحياة العظيمة لا تصنع بدون «رؤية» ، وللأسف الشديد فإن كثيراً من الناس وحتى المنظمات لا تدري إلى أين تسير ، ولا تعرف وجهتها النهائية ، فمثلها كما يقولون كمثل السمك الميّت الذي يتحرك كما يريد التيار لا كما يريد السمك !.
مهاتير محمد رجل دخل التاريخ الحديث من أوسع أبوابه عندما وقف في لحظة مهمة من لحظات ماليزيا ، وقرر أن يغير وجهة الماليزيين من الزراعة إلى الصناعة ، وأعلن عن الرؤية الجديدة بوضوح ، فتسابق الشعب بكافة فئاته والحكومة بكل أجهزتها للركض في درب «الرؤية الجديدة»، حتى أضحت ماليزيا اليوم من أفضل بلدان آسيا الصناعية .
تاريخك كتاب فارغ وبيدك القلم لتكتب هذا التاريخ ، وأنت وحدك
من يقرر محتوى هذا الكتاب ، وكل خطوة تخطوها هي كلمة في هذا الكتاب ، والرؤية الخاصة بك هي فقط من تنقش على غلاف الكتاب ، فإذا غابت الرؤية صار كتاب حياتك بلا عنوان !.
وعندما تقسم عمرك إلى عقود تسهل عليك الحياة ، وتعرف خطتك القريبة وتتلذذ بمراحل الإنجاز ولحظات الاسترخاء
وفي الختام .. عمرك لك إلا إذا تركته يسرق منك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قابلت رجلاً مسناً قارب التسعين من عمره ، وكان في منتهى اللطف والدعابة وحديثه لا يمل ، وفي نهاية جلستنا سألته عن أهم شيء تعلمه في هذه السنين الطويلة ؟ ، وكان رده غريباً حيث قال لي وهو يتنهد بنفس المتحسر : ( مشكلتي ياولدي ما فهمت الدنيا إلا عقب ما أفقت ) !.
تجربتنا في هذه الحياة هي مغامرة مشوقة غير قابلة للتكرار ، ولذلك علينا أن ندرك أسرارها قبل فوات الأوان ، ولن ندرك شيئاً من أسرارها وقواعدها ما لم نعرف إجابات دقيقة لسؤالين مهمين : ( من أنا ؟ - ماذا أريد ؟ ) ، ورغم بساطة هذه التساؤلات إلا أن إجاباتها شديدة التعقيد ، فتحتاج إلى كشف حساب مفصل عن المهارات الموجودة لديك والأخرى التي يمكن اكتسابها ، وحقيقة المشاعر والأحاسيس الطارئة والمستديمة ، ومنظومة القيم الأساسية والفرعية ، والأفكار التي من خلالها ترى العالم ، والطباع النفسية والعملية ...الخ .
والحياة العظيمة لا تصنع بدون «رؤية» ، وللأسف الشديد فإن كثيراً من الناس وحتى المنظمات لا تدري إلى أين تسير ، ولا تعرف وجهتها النهائية ، فمثلها كما يقولون كمثل السمك الميّت الذي يتحرك كما يريد التيار لا كما يريد السمك !.
مهاتير محمد رجل دخل التاريخ الحديث من أوسع أبوابه عندما وقف في لحظة مهمة من لحظات ماليزيا ، وقرر أن يغير وجهة الماليزيين من الزراعة إلى الصناعة ، وأعلن عن الرؤية الجديدة بوضوح ، فتسابق الشعب بكافة فئاته والحكومة بكل أجهزتها للركض في درب «الرؤية الجديدة»، حتى أضحت ماليزيا اليوم من أفضل بلدان آسيا الصناعية .
تاريخك كتاب فارغ وبيدك القلم لتكتب هذا التاريخ ، وأنت وحدك
من يقرر محتوى هذا الكتاب ، وكل خطوة تخطوها هي كلمة في هذا الكتاب ، والرؤية الخاصة بك هي فقط من تنقش على غلاف الكتاب ، فإذا غابت الرؤية صار كتاب حياتك بلا عنوان !.
وعندما تقسم عمرك إلى عقود تسهل عليك الحياة ، وتعرف خطتك القريبة وتتلذذ بمراحل الإنجاز ولحظات الاسترخاء
وفي الختام .. عمرك لك إلا إذا تركته يسرق منك ..