اشرف حسين
2011/01/03, 09:10 AM
http://img24.imageshack.us/img24/2348/4613885b80.gif
السلام عليكم
اخى الحبيب
أيهما أحب إليك؟ الأخذ أو العطاء؟ أيهما يشعرك بسعادة أكثر؟
عندما تحوز شيئاً ما .. أم عندما يحوزه غيرك وبمساعدة منك؟ إن حب التملك غريزة عند الإنسان تدفعه أحيانا إلى أن يظلم غيره ليحصل على ما يريد، وغالباً ما يبرر لنفسه هذا الظلم بادعاء الحق مرة، أو ادعاء عدم استحقاق الآخر مرة أخرى.
وأيا كان التبرير سواء كان حقاً أم باطلاً فان ثقافة الأخذ والتملك ولو على حساب الآخرين هي الثقافة التي سادت في عالمنا المعاصر، وهي ثقافة فردية يمارسها الفرد كما أنها ثقافة جماعية تمارسها الجماعات والمنظمات والدول، وربما يعد بعض الناس هذه الثقافة نوعاً من الذكاء ويسميها (شطارة)، وكلما حصلتَ على أشياء أكثر كنت أشطر، ونتيجة لهذه الثقافة قُتل أناس أبرياء واستعمرت شعوب وسرقت خيراتها واستغلت بغير وجه حق، بل إن هذه الثقافة دفعت إلى سرقة جهود الآخرين وابتكاراتهم ونسبتها لشخص السارق تفادة
منها بغير وجه حق، وبالمقابل ضَمرت ثقافة العطاء وأوشكت أن تختفي من الوجود بسبب أنانية الإنسان وحبه لذاته دون الالتفات استحقاقات للآخرين، إن ثقافة العطاء هي الأصل في سنن الله تعالى في كونه والتي فطر موجودات عليها من جماد ونبات وحيوان .. فكل هذه الموجودات تأخذ من الأرض بقدر ما تحتاج فقط وهي بالمقابل تعطي لمحيطها أكثر مما تأخذ، إلا الإنسان ( المُخيَّر ) فهو يريد أن يأخذ فقط ، وإذا أراد أن يعطي بحث عن الفتات ليعطيه.
وأبرز المخلوقات التي تبرز فيها ثقافة العطاء بوضوح هي :
النباتات وأبرزها وأظهرها حجماً من النباتات ..
الأشجار ..
http://img806.imageshack.us/img806/7538/36170142594297589814524.jpg
إن الأشجار تأخذ من الأرض والهواء غذاءها وبالمقابل تعطي غذاء أكثر لمحيطها من الحيوان والإنسان، وليس غريباً أن نؤذي هذه الأشجار للحصول على ثمارها
سواء بكسر أغصانها أو بقطعها حتى، وتبقى هي ثابتة راسخة لا تغضب ولا تثور بل تعوض خسارتها لتنتج ثماراً مرة أخرى.
ولذلك قيل في الحكمة ( كن كالشجر يرميه الناس بالحجر ويرميهم بالثمر ).
إن العطاء صعب في البداية ولكنه يصبح سهلاً بالتكرار والتعود عليه،
وإذا رافقته نية صالحة باحتساب الأجر والثواب بهذا العطاء يصبح العطاء عبادة من أفضل العبادات.
والسعادة التي يورثها العطاء للآخرين لا يعلمها إلا من يذوقها، ولكن ربما يُنغص هذه السعادة عدم الوفاء من الآخرين وعدم ذكرهم للفضل، ونكرانهم للجميل.
وكل هذا وارد بل هو من الحقائق التي نراها في معاملاتنا اليومية .. ولأن هذه المنغصات موجودة فهي تمنع بعضهم من العطاء بحجة انتشار اللؤم بين الناس ، فإذا أضفنا حقيقة أن العطاء صعب على النفس، وأن ثقافة الأخذ هي السائدة وهي التي يربى عليها الأولاد من رياض الأطفال وحتى القبر، أصبحت العلاقات بين الناس قاسية والأنانية منتشرة ولا تكاد تجد من يقول خذ بل الكلمة الشائعة بين الناس ( أريد ).
وأصبح حالنا كحال ذلك الرجل الذي أوشك على الغرق وتجمع الناس لإنقاذه وكلما تقدم أحدهم لإنقاذه يقول له ( أعطني يدك ) ليسحبه، فيأبى هذا المسكين، واحتار الناس ماذا يفعلون حتى تقدم أحد الأذكياء وصاح فيه -خذ يدي- فتشبث الغريق بيده ونجا، علم هذا الذكي أن الناس لم يتعلموا على كلمة ( أعطني ) فهم يخافون منها ولو كانت لإنقاذهم مما هم فيه، ولذلك قال له ( خُذ ) يدي، فالأخذ هو ثقافة شعوبنا.
إن المجتمع الأناني يقتل نفسه بيده،وتختفي ثقافة التكامل وتشيع ثقافة التآكل حتى يضعف الجسد ويموت، وتبقى المسألة مسألة وقت ومن يموت أولاً ومن يبقى للنهاية .. ولكن النتيجة واحدة إن هذا الشعب سيهلك مادياً ومعنوياً.
عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي). فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت. ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: (هي النخلة). فالنخلة لا يُهمل منها شئ فكلها مفيدة بلا استثناء، كل جزء منها له فائدة واستخدام، كما أنها مفيدة وهي حية ومفيدة وهي ميتة.
إن الناس بطبعهم يكرهون الأناني المستأثر ولكنهم يمارسون هذا النوع من السلوك، وهم بطبعهم يحبون الكريم الجواد ولكن لا يتعاملون بهذا الخلق إلا باستثناءات. ومما ييسر عليك ذلك أن تفكر بمدى السعادة التي ستعطيها للآخرين وتستحضر الأجر من الله تعالى .. وتفكر بان الحياة صدى لأفعالك فإذا أسعدت الآخرين سينعكس ذلك سعادة عليك .. والعكس صحيح.
وييسر ذلك عليك اعتقادك بان الله تعالى جواد كريم سوف يعوضك خيراً عن كل ما فقدت وأكثر .. وخزائنه ملآنة لا تنفد بكثرة العطاء، ولذلك قال أحد السلف حين عوتب على كثرة عطائه وأنه لا يمسك لأهله مالاً: لقد عودت ربي العطاء وعودني العوض عما أُعطي، وإني أخشى إن تركت ما عودته أن يمنعني ما عودني
منقول
السلام عليكم
اخى الحبيب
أيهما أحب إليك؟ الأخذ أو العطاء؟ أيهما يشعرك بسعادة أكثر؟
عندما تحوز شيئاً ما .. أم عندما يحوزه غيرك وبمساعدة منك؟ إن حب التملك غريزة عند الإنسان تدفعه أحيانا إلى أن يظلم غيره ليحصل على ما يريد، وغالباً ما يبرر لنفسه هذا الظلم بادعاء الحق مرة، أو ادعاء عدم استحقاق الآخر مرة أخرى.
وأيا كان التبرير سواء كان حقاً أم باطلاً فان ثقافة الأخذ والتملك ولو على حساب الآخرين هي الثقافة التي سادت في عالمنا المعاصر، وهي ثقافة فردية يمارسها الفرد كما أنها ثقافة جماعية تمارسها الجماعات والمنظمات والدول، وربما يعد بعض الناس هذه الثقافة نوعاً من الذكاء ويسميها (شطارة)، وكلما حصلتَ على أشياء أكثر كنت أشطر، ونتيجة لهذه الثقافة قُتل أناس أبرياء واستعمرت شعوب وسرقت خيراتها واستغلت بغير وجه حق، بل إن هذه الثقافة دفعت إلى سرقة جهود الآخرين وابتكاراتهم ونسبتها لشخص السارق تفادة
منها بغير وجه حق، وبالمقابل ضَمرت ثقافة العطاء وأوشكت أن تختفي من الوجود بسبب أنانية الإنسان وحبه لذاته دون الالتفات استحقاقات للآخرين، إن ثقافة العطاء هي الأصل في سنن الله تعالى في كونه والتي فطر موجودات عليها من جماد ونبات وحيوان .. فكل هذه الموجودات تأخذ من الأرض بقدر ما تحتاج فقط وهي بالمقابل تعطي لمحيطها أكثر مما تأخذ، إلا الإنسان ( المُخيَّر ) فهو يريد أن يأخذ فقط ، وإذا أراد أن يعطي بحث عن الفتات ليعطيه.
وأبرز المخلوقات التي تبرز فيها ثقافة العطاء بوضوح هي :
النباتات وأبرزها وأظهرها حجماً من النباتات ..
الأشجار ..
http://img806.imageshack.us/img806/7538/36170142594297589814524.jpg
إن الأشجار تأخذ من الأرض والهواء غذاءها وبالمقابل تعطي غذاء أكثر لمحيطها من الحيوان والإنسان، وليس غريباً أن نؤذي هذه الأشجار للحصول على ثمارها
سواء بكسر أغصانها أو بقطعها حتى، وتبقى هي ثابتة راسخة لا تغضب ولا تثور بل تعوض خسارتها لتنتج ثماراً مرة أخرى.
ولذلك قيل في الحكمة ( كن كالشجر يرميه الناس بالحجر ويرميهم بالثمر ).
إن العطاء صعب في البداية ولكنه يصبح سهلاً بالتكرار والتعود عليه،
وإذا رافقته نية صالحة باحتساب الأجر والثواب بهذا العطاء يصبح العطاء عبادة من أفضل العبادات.
والسعادة التي يورثها العطاء للآخرين لا يعلمها إلا من يذوقها، ولكن ربما يُنغص هذه السعادة عدم الوفاء من الآخرين وعدم ذكرهم للفضل، ونكرانهم للجميل.
وكل هذا وارد بل هو من الحقائق التي نراها في معاملاتنا اليومية .. ولأن هذه المنغصات موجودة فهي تمنع بعضهم من العطاء بحجة انتشار اللؤم بين الناس ، فإذا أضفنا حقيقة أن العطاء صعب على النفس، وأن ثقافة الأخذ هي السائدة وهي التي يربى عليها الأولاد من رياض الأطفال وحتى القبر، أصبحت العلاقات بين الناس قاسية والأنانية منتشرة ولا تكاد تجد من يقول خذ بل الكلمة الشائعة بين الناس ( أريد ).
وأصبح حالنا كحال ذلك الرجل الذي أوشك على الغرق وتجمع الناس لإنقاذه وكلما تقدم أحدهم لإنقاذه يقول له ( أعطني يدك ) ليسحبه، فيأبى هذا المسكين، واحتار الناس ماذا يفعلون حتى تقدم أحد الأذكياء وصاح فيه -خذ يدي- فتشبث الغريق بيده ونجا، علم هذا الذكي أن الناس لم يتعلموا على كلمة ( أعطني ) فهم يخافون منها ولو كانت لإنقاذهم مما هم فيه، ولذلك قال له ( خُذ ) يدي، فالأخذ هو ثقافة شعوبنا.
إن المجتمع الأناني يقتل نفسه بيده،وتختفي ثقافة التكامل وتشيع ثقافة التآكل حتى يضعف الجسد ويموت، وتبقى المسألة مسألة وقت ومن يموت أولاً ومن يبقى للنهاية .. ولكن النتيجة واحدة إن هذا الشعب سيهلك مادياً ومعنوياً.
عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي). فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت. ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: (هي النخلة). فالنخلة لا يُهمل منها شئ فكلها مفيدة بلا استثناء، كل جزء منها له فائدة واستخدام، كما أنها مفيدة وهي حية ومفيدة وهي ميتة.
إن الناس بطبعهم يكرهون الأناني المستأثر ولكنهم يمارسون هذا النوع من السلوك، وهم بطبعهم يحبون الكريم الجواد ولكن لا يتعاملون بهذا الخلق إلا باستثناءات. ومما ييسر عليك ذلك أن تفكر بمدى السعادة التي ستعطيها للآخرين وتستحضر الأجر من الله تعالى .. وتفكر بان الحياة صدى لأفعالك فإذا أسعدت الآخرين سينعكس ذلك سعادة عليك .. والعكس صحيح.
وييسر ذلك عليك اعتقادك بان الله تعالى جواد كريم سوف يعوضك خيراً عن كل ما فقدت وأكثر .. وخزائنه ملآنة لا تنفد بكثرة العطاء، ولذلك قال أحد السلف حين عوتب على كثرة عطائه وأنه لا يمسك لأهله مالاً: لقد عودت ربي العطاء وعودني العوض عما أُعطي، وإني أخشى إن تركت ما عودته أن يمنعني ما عودني
منقول