تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : *** الإعتزاز * شرعي * وغير شرعي* ***


yaqot
2014/01/22, 05:48 AM
http://im35.gulfup.com/E2hoi.gif
الحمد لله رب العالمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإعتزاز مأخوذ من العزة . والعزه مأخوذة من القوة ومن الغلبة والشدة. والعزيز هو الذي لا يرضى أن يغلبه غيره أبداً , هذا هو الإنسان العزيز ويقال " أرض عزاز " أى أرض صلبة . والإنسان العزيز هو الإنسان الذي فيه صلابة وقوة وفيه خشونة

وفي الكتاب العزيز " وإنه لكتاب عزيز " أي كتاب نادر أو ما له مثال !! وقد جاء في وصف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم " وعزيز عليه ماعنتم أي صعب عليه أن تبتعدوا عن هدايته , وتبتعدوا عن أسباب النجاة التي جاءكم بها عليه الصلاة والسلام .

والقرآن الكريم جاء في مواقع كثيرة بوصف الله عز وجل بالعزة " الله العزيز" الذي ضلت العقول في بحار عظمته وحارت الألباب دون ادراك حكمته سبحانه وتعالى . والقرآن الكريم تحدث عن العزة فيما يقرب من تسعون موضعاً , حتى القرآن يريد أن يعيش المسلم حالة الإعتزاز !! أن يعرف أن العزه الحقيقية هي مع الله عزوجل .

لذلك القرآن الكريم في آيات كثيره جداً تحدث عن العزة " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون " فالقرآن ملىء بالآيات التي تتحدث عن العزة وأن العزة مع الله عزوجل.

وإذا أراد انسان أن يطلب العزة فليطلبها من مصدرها , يطلبها من الله عزوجل . أراد الإسلام للمسلم أن يعيش حالة عزة , دائماً تكون معتز بدينك ومعتز بإنتسابك للنبي صلى الله عليه وسلم . ويريد منك النبي صلى الله عليه وسلم أن تموت على هذه العزة , " لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً وقال له : يا رسول الله أرأيت لو أن رجلاً أتى يريد أخذ مالي ! فقال له : لا تعطيه مالك. فقال الرجل: أرأيت إن قاتلني ؟ قال قاتله . قال الرجل : أرأيت إن قتلته ؟ قال: هو في النار. فقال الرجل : وماذا إن قتلني؟ قال رسول الله صلي الله عليه وسم أنت شهيد "

من علامة إسلامك ومن علامة إيمانك ألا تكون نهباً لأي طامع . ألا تجعل من ظهرك مطية لكل من هب ودب . أن تأبى على الذله والإنحناء
فمن الكبائر أن ترضى بالذله ! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أعطى الذله من نفسه طائعاً غير مكره فقد خرج من الإسلام " اياك أن تذل نفسك لإنسان , اياك والتحايل لأحد , هذا إما أن يكون ممر لعطاء الله وإما أن يكون مسد لمنع الله عزوجل " مايفتح الله للناس من رحمه فلا ممسك لها ومايمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم " لذلك قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بتقدير الله عزوجل " أي اذا طلبت شىء فلتطلبه وأنت عزيز . لأن هذا الذي تطلب منه لن تتحرك له يد إلا بإذن الواحد الأحد سبحانه وتعالى , هو الذي يحرك يده سبحانه وتعالى بالإغضاء أو الإعطاء, فكن عزيز بالله عزوجل.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أصبح ساخطاً على الدنيا فقد أصبح ساخطاً على الله عزوجل " فهناك من يستيقظ من نزمه وهو متضايق من الديون أو الإيجار.........إلخ هذا معترض على الله عزوجل . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أصبح حزيناً على الدنيا فقد أصبح ساخطاً على الله عزوجل ومن شكا مصيبه حلت به فكإنما شكا الله , و من قعد إلى غني لينال من ماله فقد ذهب ثلثا دينه, ومن آتاه الله القرآن فدخل النار فأبعده الله ثم أبعده "

لذلك الشيخ " بن قيم الجوزيه " يقول: لا تشتكي إلى غير مولاك فشكوى العبد إلى غير مولاه تشنيع على المولى . وهذه هي وصايا المعصوم اللهم صلي وسلم وبارك عليه . ويطلب منا الرسول عليه الصلاة والسلام ان نعيش في عزة ومرفوعي الرأس . حتى أنك تجد المسلمون يكبرون بصوتهم " الله أكبر " وهذا في كل ركعه وكل سجده لماذا؟ حتى يضع الله في قلبك كمسلم أن أي متكبر بعد الله صغير . وأن أى متعاظم بعد الله حقير . وأن أفضل المسالك أن تقف على باب الواحد الأحد المالك سبحانه وتعالى . فالإسلام يدعوك إلى أن تكون عزيزاً ويطلب منك أن تعتز بدينك , وأن تعتز بربك , وأن تعتز بالإنتماء إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

العزة الشرعيـــــــــة :
هي التي تعتز فيها بالله وبالرسول وبالإسلام . تعتز بهذه المعاني الكبرى ولا تريق ماء وجهك لأحد من الخلق, هذه هى العزة الشرعية والتي قال الله تعالى فيها " من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً " و قال أيضاً " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون " لكن كيف يقول القرآن من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً ثم يقول لله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون !! قال العلماء: أن عزة المسلم وقيام المسلم وافتخار المسلم واعتزاز المسلم هذه العزة التي يكتسبها المسلم انما هي من عزة الله عزوجل .

والآيه الأولى أثبتت أن العزة لله والثانية أثبتت أن من أراد العزة فليس لها طريق إلا من الله عزوجل . وذلك كان ثابتاً عند سلفنا . وقد قالوا مره للحسن البصري : أنت فيك تيــه !! أى كبر فقال والله مافيَ تيه.. ولكنها عزة التوحيد ثم تلا قول الله تعالى " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون "

وقد قيل مره لإمرآه من الصالحات صاحبة هيئه رثــة : أنت في هيئة ذليل !! فتعجبت وقالت أى ذلة ؟؟ من كان مع الإسلام ومن كان معه الإسلام فإن معه العز الذي لا ذل معه , ومعه الغنى الذي لا فقر معه . فاذا كان معك الإسلام, معك التوحيد , معك الدين , ومعك الإيمان بالله تعالى . أنت إذن أعز خلق الله عزوجل , أنت أكرم من على ظاهر الارض بالنسبه لله عزوجل , أنت عزيز بالله عزوجل , والآن : كيف يتحصل الإنسان على هذه العزة الشرعيه ؟ كيف أعتز بالله ؟ العزة بالله ليس لها إلا طريق واحد لا شريك له , هذا الطريق صعب قليلاً ولكنه ثمن العزة بالله تعالى , هو أن تتذلل أنت لله عزوجل

ولذلك قال العلماء: من أراد عزة الله فليلبس ثوب الذل . أو لم تقرؤا قول الله تعالى " ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذله " فإذا حصلت الذله منك حصلت العزة من الله تعالى ويعزك الله عزوجل . ولذلك فإن أوسع باب للدخول على الله عزوجل هو من خلال باب الإفتقار وباب المسكنه وقد كان شيخ الإسلام " بن تيميــــه " يقول : " من أراد السعاده الأبديه فعليه بثوب الذلة والعبودية "

حتى لو معك أكبر أرصدة في البنوك , أو معك أعلى الشهادات الجامعية , لو حدث تعديل صغير في رأسك صرت مجنوناً !! لو أن نقطة دم تقف في رأس الإنسان تزيح ذاكرة كاملة وتصيب بشلل كامل . فأنت فقير إلى الله تعالى . ولا بد أن تتحقق بهذا الفقر وإذا تحققت بهذا الفقر كما قال الشيخ " بن عطاء الله السكندري " "

تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه " فأنت وصفك ذليل وفقير ووصف الله العزيز الغني , وكلما تحققت بالذل حققك هو بالعزة , كلما تحققت بالفقر يحققك هو بالغنى سبحانه وتعالى ولذلك " الإمام الشافعي " رضى الله عنه , لما سمع رجلاً يقول اللهم دلني على شىء أبلغ به رضاك ؟ قال : إذا أردت الشىء الذي تبلغ به رضا الله سبحانه و تعالى فهو الشىء الذي ليس في الله تعالى ! قال: وما هو يا إمام ؟ قال: الذلـــــة والإفتقار !

العزة الغيـــر شرعيـــــة :
هي عزه ليست من الإسلام كأن يعتز الإنسان بماله , بجماله, بمنصبه وشهادته , يعتز بضلاله أو يعتز بإجتماع الناس حوله وهذا " ابراهيم بن أدهم " لما قيل له : ممن تعلمت الزهد ؟ قال من قسيس ! قالوا: قسيس يعلمك يا شيخ الإسلام!! ( الحكمه ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها ) قال نعم . مررت في أثناء عبوديتي لله تعالى وسياحتي في الأرض برجل قسيس في معبده . فقلت له : كم لك في هذا المكان ؟ قال: مرت علي هنا أكثر من سبعون عاماً فتعجب ابراهيم وقال له : سبعون عاماً وأنت في هذا المكان؟ في هذا الإنحناء؟ في هذا الذل؟ قال القسيس : نعــم . قال : وما الذي صبرك على ذلك؟ قال: يا إبراهيم هؤلاء قومي ولي يوم في العام يأتون ويحتفون بي ويزينون المكان وينصبون الأفراح وأنا أتحمل عناء سنة لأجل سعادة وعز هذا اليوم !

فقال له " ابراهيم بن أدهم " ومتى هذا اليوم؟ قال: بعد اسبوع , قال: فمكنني عنده هذا الإسبوع وبعد اسبوع جاء الناس والزينات والأفراح للإحتفاء بالقسيس. وأعطاني القسيس حفنة من القمح وقال لي : ساومهم عليها!! فأخذت حبوب القمح منه وقلت من يشتري حبات القسيس؟ فأخذوا يقولوا حبة بعشرة دنانير وآخر يقول بمائة دينار! حتى باع الحبة بألف دينار !! فهم يرونها بركة من القسيس! قال: فرجعت إليه وأخبرته الخبر .

وكما قال الله تعالى " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً " فقال: يا ابراهيمي ( أي نسبة إلى سيدنا إبراهيم ) أنا أتحمل تعب العام كله من أجل هذا اليوم !! أفلا ينبغي لك أن تتحمل عناء العمر كله من أجل مدى لا نهاية له في جنة عرضها السماوات والأرض ؟! يا ابراهيم إذا كان هذا إعتزاز المخلوقين بعطاء مخلوق , فكيف يكون إعتزاز المسلم بعطاء الواحد الأحد يوم القيامه ؟؟!! ولاحظ أن هذا القسيس كان على باطل ويعتز بباطل!! لكنك أنت تعتز بالله الواحد الأحد الذي لا شريك له.

أقســـــــام النــــاس في الإعتـــزاز:
إن الإعتزاز هو فطره فطر الله الناس عليها , هو جبلة في كل إنسان , وهناك دواع وأشياء فطرية وضعها الله في كل إنسان , هناك دافع مثلاً يسمى دافع الأكل والشرب فإذا جاع الإنسان أكل وهناك أيضاً دافع بقاء النوع . بقاء بسياط الشهوة من أجل أن يبقى النوع الإنساني , وهناك دافع آخر اكتشفه علماء النفس لا يقل في مقداره وتآصله عن دافع الجوع أو دافع بقاء النوع وهو دافع إثبات الذات , دافع الشعور بالأهمية . والإنسان يحاول الإحساس بهذا الدافع عن طريق المنصب أو الحصول على أعلى الشهادات العلمية أو عن طريق أن يكون أكبر شىء في المكان الموجود فيه , هذا الشعور بالأهمية موجود عند كل إنسان لا سيما إذا آمن على طعامه وعنده الزوجة الوفية وبيته ونقوده عندها يبدأ في البحث عن كيفية سد النقص عنده في دافع الإعتزاز ولهذا إنقسم الناس في موضوع العزة إلى ثلاثة أقسام .

أولاً : الكفـــــــــــار:
الذين قال الله تعالى فيهم"واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزة كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا"
حتى أن الكفار لما عبدوا الأصنام عبدوها حتى يطلبوا العزة بهم فقال لهم الله تعالى أنتم خاسرون دنياكم وأخراكم.
وذلك مثل الرجـــل الذي خطــب لإبنتـه شخصاً فقالت له يا أبتي ما الذي أعجبك في هذا الشاب حتى تزوجني له؟
قال : أعجبني فيه أنه من أهل عز, وأهل جاه وأهل شرف وأهل منعة وأهل نصرة فقالت : يا أبتي أنت قدرت أن سيكون بينه وبيني ود ! فما حالك إذا كان ما بيني وبينه كراهية ؟ عندئذ سوف يكون هذا الجاه وهذه المنعة وهذه النصرة عليك لا لك ! وكانت نساء العرب في الجاهلية يتميزون بالعقل والرزانة وفيهم قوة وشكيمة والله ليست موجودة عند الكثير من نساء المسلمات الآن !فالنساء العربيات الذين خرجوا مع أبو سفيان ومع أمية بن خلف بالطبل والزمر ويقولون :
إن تقبلوا نعانق ونفرش النمارق أو تدبروا نفارق فراق غير وامر
أى أن تقبلوا في الحرب وتقاتلوا نقابلكم بالأحضان ونفرش الآسرة أو تتخلفوا فنفارق فراق ليس به رجعة أبداً . أى أن المرآه تقول لزوجها مت رجلاً تكن حبيب إلى قلبي , أما الآن فالنساء تقول لأزواجها نأكل عيش حتى لو مشينا داخل الحائط ! وهذه إمرآه مسلمه . لذلك كان شيخنا الغزالي رحمه الله يقول : هل نحن عرب؟! ما أظن العروبة كذلك !! وهذا عنترة بن شداد كان يقول :
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل اسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذله كجهنــــم وجهنم بالعزة أكــرم منـــــزل
والنبي عليه الصلاة والسلام قال " من قتل دون ماله فهو شهيد, ومن قتل دون أرضه فهو شهيد , ومن قتل دون عرضه فهو شهيد "

ثانيـــــاً : أهــــــــل النفــــــــــاق :
المنافق دينه مصلحته وحياته هي المنفعة التي يريدها مع أعداء الإسلام أو عمالة أو خيانة لقضايا الأمه . المهم أن يضحك هو ولو بكيت جميع أمة محمد عليه الصلاة والسلام , المهم أن يعلو هو ولو هدم بيوت أمة محمد عليه الصلاة والسلام, هذا الشخص منافق..." بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزه فإن العزة لله جميعاً "

هذا الذي يرمي نفسه في أحضان العمالة ويريد أن ينجو بنفسه بأي طريقة كانت . هذا الشخص هو المنافق وهو الذي يعتز بمصلحته على حساب دينه . ووالله هذا الرجل ان كسب الدنيا فهو خاسر كما قال عليه الصلاة والسلام " من اعتز بشىء غير الله كان حقاً على الله أن يجعل ذله على يديه " ولكن ان كسب الدنيا فهو يقيناً خاسر للآخره .

إن الإنسان الذي يعيش الساعة , الذي يعيش اللحظة الحالية. هو إنسان في ميزان الإسلام أحمق !! ولو أردنا أن نقوم بعمل فحص ذكاء الآن ولكن في معمل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام , نريد أن نعرف من هو الذكي يا رسول الله ؟ " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت " هذا هو الذكي الذي ينظر للأمام وليس ليومه , والذي ينظر مالذي سيجرى له عندما يعرض على الله تعالى ؟ وهناك كتاب قديم اسمه "كليله ودمنه" كان بالفارسيه ثم ترجم الى الهنديه وترجمه من الفارسيه رجل عالم يسمى " عبد الله بن المقفع " ذكر فيه قصه جميله جداً اسمها " الثلاث سمكات "

يقول فيها ثلاث سمكات أكيس وكيسه وعاجزه ! أي عاقلة وأقل عقلاً وعاجزة كلياً . وكانت الثلاث سمكات في غدير بينه وبين البحر فتحة تصلهم ببعضهم , فمر على الغدير صيادان , فقال أحدهما للآخر لنذهب ونأتي بالشباك ونصطاد هذه السمكات الثلاث , وسمعت الثلاث سمكات الكلام فقالت الأكيس : لن أنتظر حتى يأتوا بالشباك ليصطادوني ويأكلوني وقالت ( العاقل من يحتاط للأمر قبل وقوعه ) وهذه قاعده سمكيه ذهبيه , وذهبت إلى الفتحة بين الغدير والنهر وألقت بنفسها في النهر .

وأما الكيسة أو الأقل منها عقلاً فتشاغلت وتلاعبت وقالت : علهم لا يأتون وبينما هي في لعبها جاء الصيادان فأيقنت الهلاك وقالت هذا عاقبة التفريط لكن العاقل لا يقنط من منافع الرأي فدبرت لنفسها وتماوتت على سطح الماء وظلت تقلب نفسها ظهراً إلى بطن أمام الصيادين حتى ظنوها ميتة فأخذوها ووضعوها في سد بين الغدير والنهر ولما وجدت نفسها على السد ألقت بنفسها في النهر ونجت لكن بعدما تعبت وظنت الهلاك وعاشت لحظات الرعب .

أما الحمقاء فأخذت تتشاغل وتتلاعب حتى أخذوها وعلى النار وضعوها ثم أكلوها!! هذا هو الأحمق. (والعاقل الذي يحتاط للأمر قبل وقوعه , والأقل عقلاً عند وقوعه, أما الأحمق بعد وقوعه) . وأنت الآن تقدم لك مغريات , اعمل كذا وسوف نفعل لك كذا ... تنازل عن كذا.., راقب كذا ...., افعل كذا وسوف نفعل كذا ولكن العاقل من يحتاط للأمر قبل وقوعه .

قل " الله الغني " . ماذا أفعل لو كسبت الدنيا وخسرت رب الأرباب ؟
أنت لو معك الدنيا مجتمعة يستحيل أن ترضي بها الله اذا غضب عليك ! لذلك وجب على الإنسان ألا يعتز إلا بالله تعالى أما أهل النفاق فيعتزون بالعمالة ويعتزون بالتلون, وهذا المنافق وصفــــــــــه شاعــــــــرفقــــال:
هيهات يخلو مجلس من وجهه لينال من هذا ويطـــــــــــري هذا
ماكان يوماً معطياً أو زاكــــياً بل كان دوماً سائلاً أخــــــــــــاذا
هو في ركابك ماارتجــــــــاك فإن تصب ولا مع المتسللين لياذا

أى هو معك طالما حالتك جيده وتأخذ بالك منه , وإذا حدث شىء عندك أقر بأنه لا يعرفك.

الذين لا يعتزون إلا بالله عزوجل :
الذين العزة عندهم محصورة في الله عزوجل نسأل الله تعالى أن يجعلنا واياكم منهم . الذين يعتزون بالله تعالى ويعتزون بانتسابهم إلى الله تعالى ويعتزون بانتسابهم إلى نبيه عليه الصلاة والسلام , هذه هي العزة التي لها أجر!
كيف أعرف أن لدي هذه العزة ؟ يمكنك أن تسأل أى شخص الآن فيقول لك أنني لا أعتز إلا بالله وهذا منطبق على أي مسلم غني كان أو فقيراً , ذو منصب , متكبر أو متواضع , .......إلخ . سيقول لك عزتي وشرفي بالله تعالى وانك اذا ذهبت لأي صيدليه لقياس الضغط فسوف يقيسونه لك واذا كنت تريد أن تقيس السكر أيضاً فيمكنهم ذلك .. كذلك هناك مقياس لتعرف إذا كنت معتز بالله أو بغير الله ؟؟! وهذا حديث في كتاب اسمه " دلائل النبوة " " للـــــبيهــقـــي " قال: علامات أهل الإعتزاز بالله :-

أولاً : أن يتكاثر بالحكمة لا بالعشيـــــــرة:
أي لا يقول أنا من قومية كذا..... أو أنا إبن كذا.... , فهناك من الناس من يقول أنا ابن فلان ...! وقريب فلان...! وكما قال الشاعر في مثل هذا :
قــل لمــن غــدا فــــــي كل وقــــت يباهينا بأسلاف عظام!
أتقـنــع بالعـظـام وأنــت تعـلــــــــم أن الكلب تقـنعه العظام!

والنبي عليه الصلاة والسلام قال " من افتخر بتسعة من آباءه كانوا على معصية الله في النار. والذي بعثني بالحق نبياً ليكونن هو عاشرهم يوم القيامه " لذلك يجب أن يكون التكاثر عندك بالحكمة بما فتح الله عليك من علم , بالمعرفه , هذا هو ما تعتز به .

ثانيـــاً : الاستعانــــه بالله لا بالمخلوقــــين :
إذا كنت مستعين بالله فلا تريق ماء وجهك لغير الله تعالى ,لا تجعل الحوادث تنهبك وكما قال " الرافعي"
وكن رجلاً كالضرس يرسو مكانه ليطحن
لا يعنيه حلـــــــــــــــو ولا مـــــــــــــــــــــر
واياك من مشكلة بسيطة تزلزلك . كن رجلاً كالضرس هذا هو ميزان الرجولة ولا تمد يدك للناس أمام أي مشكلة.

صابر عيد
2014/01/22, 11:55 AM
أخ ياقوت
ليه متكترتش في مواضيعك في الكافيه
شكرا أخ ياقوت وبارك الله فيك

جلال العسيلى
2014/01/22, 01:38 PM
جزاك الله خيرا وأثابك
ونور الله عقلك
وقلبك بالإيمان

yaqot
2014/01/23, 05:39 AM
أحبائي في الله
شكرا على مروركم الغالي
جزاكم الله خيرا
وأثابكم الفردوس الأعلى

عماد الخمرى
2014/01/23, 08:09 PM
بارك الله فيك أخي
وجعل ماقدمته في موازين حسناتك
تحياتي لك

اشرف فتحى
2014/01/24, 06:07 PM
أخى الحبيب
بارك الله بك ولك
وجزاك الله خيرا
وأثابك الفردوس الأعلى
على هذا الموضوع القيم

صلاح الهرم
2014/01/26, 09:14 AM
بارك الله فيك

أبـو على
2014/01/30, 07:44 AM
أخى الحبيب
بارك الله بك ولك
وجزاك الله خيرا

yaqot
2014/02/25, 02:51 AM
أحبائي في الله
شرفني مروركم الكريم
جزاكم الله خيرا
وأثابكم الفردوس الأعلى