تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خارج الصندوق


أبـو على
2014/01/30, 09:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
http://up02.s-oman.net/Dmq9WM0.jpg
في أحدِ أيام شهر أبريل من سنة 1980 مرَّ "تومي أستين"، المفتش الجمركي في ممرِّ أحد المستشفيات زائرًا لصديقه، فإذا بذاك الطفل النحيل يصرخ له: "أنا شرطي، سأقبض عليك"، بادله "تومي" المزاح وتعرَّف عليه، الطفل اسمه "كريستوفر جيمس"، يرقد في المستشفى مصابًا باللوكيميا[1]، بعد أن يئس الطب من شفائه.

عَرَف المفتش الجمركي أن "كريس" يتمنَّى أن يكون شرطيًّا ذات يوم، وعَرَف أنه لن يحيا ليحقِّق هذا الحلم، بعد عدة أيام اتَّفق "تومي" مع أحد أصدقائه الشرطة أن يفاجئوا "كريس"، فأخذوه في جولة في الدورية، وجولة أخرى في الهيلوكوبتر، ووضعوا له شعار (الشرطة - "الأجنحة") على دراجته التي تعمل بالبطارية، وسهرت اثنتان من أفراد شرطة أريزونا ليخيطا له بدلة شرطة بحجمه.

وفي اليوم الآخر سلمت لكريستوفر شهادة موقَّعه (رسمية)؛ ليكون أصغر شرطي متخرِّج في شرطة أريزونا، و"بادج"، أو الشعار الذهبي الذي يحمله الشرطة في أمريكا.. بعدها بثلاثة أيام توفِّي "كريس"، وأقيمت له جنازة عسكرية، مشى فيها أحد عشر ألف متطوِّع من شرطة أريزونا وغيرهم.. حققت شرطة أريزونا لهذا الولد البائس حلمَه قبل أن يموت.

وبعدها ببضعة أيام، في مطبخ منزل أم كريستوفر وبثلاثين دولارًا فقط، ولدت مؤسسة "تمنَّ أمنية"
وكانت ثاني أمنية كانت بعدها بأيام لطفلٍ أراد أن يكون رجل إطفاء، وفي عام 2009م أصبحت هذه المؤسسة الخيرية لها 77 فرعًا في الولايات المتحدة الأمريكية، و27 فرعًا خارجها، وأكملت تحقيق 110 آلاف أمنية لأطفال يهدِّد المرض حياتهم. .

لقد كانت ولادةُ الجمعية من موقفٍ قد يحصل لنا الكثيرُ مثله أو قريب منه في حياتنا اليومية، بل ربما - لو قدر الله - أن يكون أحدنا ممَّن عاش مثل هذا الموقف، لكن الجديد واللافت هنا هو التفكير خارج الصندوق، والانتقال من كونها قصة وموقفًا، إلى اهتمام ورعاية وتفكير، ومن ثَمَّ البَدْء بالتنفيذ، ومع أن الموارد المالية شحيحة في البداية (أقل من 120 ريالاً سعوديًّا)، إلا أن هذا لم يمنع أولئك من العمل والحركة، وما هي إلا سنوات محدودة، فإذا الجمعية تُصبِح جمعيات، والواحد يصبح مئات وألوفًا، بل مئات الألوف، يا ترى، كم بسمة طفل حققتْها هذه الجمعية! بل كم لحظة فرح وسرور أدخلوها على أهل ذلك الطفل! فكيف بك والطفل مريض بمرض، وليس أي مرض؟!

ولد قبل ثمانين عامًا تقريبًا في أسرة ثرية تعيش في شبه القارة الهندية، وتحديدًا في باكستان، هذه الأسرة كانت من طائفة السيخ، وكعادة الأسر الثرية، التي تعهد بأبنائها إلى معلِّمين ومربِّين يعلمونهم ويربُّونهم؛ عهدت هذه الأسرة بابنِها إلى معلم مسلم يتربَّى عنده، تعلَّم هذا الابن وتربى على يد هذا المعلم المسلم، وتلقَّى منه قيم الإسلام وأخلاقه وعقيدة التوحيد، فما كان منه إلا أن أعلن دخوله في هذا الدين، وأسلم لله تعالى؛ غضبتْ أسرته من دخول ابنها في الإسلام، فتبرَّأت منه.

تزوَّج وصار له أبناء، وأدخل أبناءه مدارس تحفيظ القرآن الكريم في بلدته، لكن أبناءه خَذَلوه ولم يستمروا في الدراسة، فشعر بالحزن؛ لأن أمله في أن يحفظ أبناؤه القرآن الكريم قد تبخَّر، شعر مدير المدرسة بالألم الذي أصاب الرجلَ من جرَّاء ترك أبنائه تعلُّمَ القرآن، فطرح عليه فكرة، قال: "أنت تحرص على تعليم أبنائك القرآنَ، فاعتبر أن جميع الطلاب الذين في هذه المدرسة هم أبناؤك، فارعَهم واحرصْ على تعليمهم القرآن، وتبنَّ الاهتمام بهم وتطوير هذه المدرسة، راقت الفكرة لهذا الرجل "محمد يوسف سيتي"، وفكَّر في أن يطور هذه المدرسة، وأن يجلب لها أفضل المعلِّمين من بلاد الإسلام.
وعندما سأل نفسه: أين يمكن أن يجد أفضل المعلمين لتعليم القرآن الكريم؟ لم يجد أمامه إلا إجابة واحدة: مكة المكرمة ستكون الموطن لهؤلاء المعلِّمين المتميزين، حزم أمتعته وتوجَّه إلى مكة يبحث عن معلمين لتعليم القرآن الكريم، لكنه فُوجِئ بأنه لا توجد في مكة جهة تُعنَى بتعليم القرآن الكريم!

عرض الشيخ "محمد يوسف سيتي" فكرتَه في إنشاء جمعية لتحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة على علماء المسجد الحرام، فتحمَّسوا لها ودعموها، فكانت أول جمعية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية، وذلك عام 1382 هـ، وجلب لها الشيخ مائة معلِّم من باكستان لتعليم القرآن الكريم، وبدأت هذه الجمعية المباركة في رحاب المسجد الحرام ومساجد مكة المكرمة.
بعد سنتين انتقل "محمد يوسف سيتي" إلى المسجد النبوي؛ لنقل فكرة تأسيس جمعية لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة النبوية، وعرض الفكرة على علماء المدينة، فرحَّبوا بها وتحمسوا لها، وكانت هذه الجمعية ثاني جمعية لتحفيظ القرآن الكريم.
وفي عام 1386 هـ انتقل إلى الرياض للفكرة نفسها، ألا وهي إنشاء جمعية القرآن الكريم في مدينة الرياض العاصمة، وعرض الأمر على سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - آنذاك، فما كان من الشيخ إلا أن رفع الأمرَ إلى الملك فيصل - رحمه الله - الذي وافق على الفكرة، وكلَّف الشيخ محمد بن إبراهيم بالإشراف على هذه الجمعية.

لم يتوقَّف أثر هذه الفكرة على المملكة العربية السعودية[2]، بل تجاوزه إلى أقطارٍ عدَّة في إنشاء جمعيات متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم؛ حيث أنشئت في دول الخليج، وفي مصر، وفي الشام، وفي الأردن، بل في فلسطين، ولبنان، واليمن، وغيرها من الجهات التي تسابقت لإنشاء مثل هذه الجمعيات، وتسابقت للعناية بتربية هذا النشء على القرآن الكريم[3].
هاتان القصتان تشيران إلى قضية مهمة جدًّا، وهي السعي في التفكير خارج الصندوق، وخاصة في العمل الخيري؛ فمن الإجحاف أن تبقى الجمعيات والمؤسسات الخيرية أسيرةَ أفكار وأنشطة وبرامج محدودة، لا تجد فيها تغيرًا وتجديدًا إلا في النادر، وعند الاستعراض السريع لمؤسساتنا الخيرية نلاحظ أنها تكرر مناشطَ معينةً، وإن اختلفت المسميات، فالجميع - تقريبًا - لديهم كفالة يتيم، وبناء مساجد، وحفر آبار، وطباعة كتب ومحاضرات، وملتقيات، ودورات شرعية، وغير شرعية، ونادرًا ما نسمع أفكارًا جديدة خارج الصندوق، مع وجود مساحات فارغة في العمل الخيري لم يدخلها أحد أو دخلها على استحياء.
لقد كان عنصر الأصالة والأفكار الجديدة منهجًا سار عليه سلفنا الصالح منذ عهد النبوة؛ فعن جَرِير بن عبدالله البجلي - رضي الله عنه -: "جاء ناسٌ من الأعرابِ إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عليهم الصوفُ، فرأى سوءَ حالِهم قد أصابتْهم حاجةٌ، فحثَّ الناسَ على الصدقةِ، فأبطؤوا عنه، حتى رُئِيَ ذلك في وجهِه، قال: ثم إنَّ رجلاً من الأنصارِ جاء بصُرَّةٍ من وَرِقٍ، ثم جاء آخرُ، ثم تتابعوا حتى عُرِفَ السُّرورُ في وجهه، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسنةً، فعُمِل بها بعده، كُتِبَ له مثلُ أجرِ مَن عمل بها، ولا ينقصُ من أجورِهم شيءٌ، ومَن سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً سيئةً، فعُمِل بها بعدَه، كُتب عليه مثلُ وِزرِ مَن عمل بها، ولا ينقصُ من أوزارِهم شيءٌ)).
إن الفكرة الجديدة تكون مفتاحًا لأفكارٍ أخرى تتبعها وتطورها، وما نشاهده من منتجات صناعية وتجارية لم تكن كما هي عليه اليوم حين صُنعت أول مرة، فالعقل البشري لديه قدرةٌ هائلة على التطوير والابتكار، وهذا ليس خاصًّا بالصناعات، ولكن حتى في الأفكار المختصة بالعلوم الإنسانية.
إن كل ما نحتاجه هو التدريب على توليد الأفكار الإبداعية، وإني على يقينٍ أننا سنحقِّق الكثير بجهد قليل حين نحوِّل إبداعنا الفكري إلى نهر من الخير يجري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

--------------------------------------------------------
[1] ابيضاض الدم، أو اللوكيميا؛ هو: عبارة عن مرض خبيث للجملة المكونة للدم، ويتصف بزيادة عدد الكريات البيضاء غير الناضجة في الدم ونقي العظم،
[2] عدد فروع الجمعية في المملكة أكثر من 120 فرعًا.

[3] مجلة البيان؛ العدد 253؛ الشيخ خالد بن عبدالله الفواز.


بقلم دجمال يوسف الهميلي
المصدر شبكة الالوكة الشرعية
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
التفكير خارج الصندوق
اخى الكريم
مصطلح التفكير خارج الصندوق هى من أكثر التفكيرات تعمقا فكرتها الأساسية هي أن تكون خلاقة ومبدعة وتحتاج إلى تحدي الافتراضات الخاصة بنا وتجعلنا ننظر إلى الأمور من زاوية جديدة خارج الحدود التى وضعناها وذلك بتجديد التفكير بدون قيود أو حواجز أو عوائق لإنتاج أفكار مختلفه و فريده من نوعها .

للتوضيح
قديما و في أحد قرى الهند الصغيرة، كان هناك مزارع غير محظوظ لاقتراضه مبلغا كبيرا من المال من أحد مقرضي المال في القرية. مقرض المال هذا – و هو عجوز وقبيح – أعجب ببنت المزارع الفاتنة، لذا قدم عرضا بمقايضة قال : بأنه سيعفي المزارع من القرض إذا زوجه ابنته.........


ارتاع المزارع وابنته من هذا العرض عندئذ اقترح مقرض المال الماكر بأن يدع المزارع و ابنته للقدر أن يقرر هذا الأمر أخبرهم بأنه سيضع حصاتين واحدة سوداء و الأخرى بيضاء في كيس النقود، و على الفتاة التقاط أحد الحصاتين ..............


1.إذا التقطت الحصاة السوداء، تصبح زوجته و يتنازل عن قرض أبيها

2.إذا التقطت الحصاة البيضاء، لا تتزوجه و يتنازل عن قرض أبيها

3.إذا رفضت التقاط أي حصاة، سيسجن والدها


كان الجميع واقفين على ممر مفروش بالحصى في أرض المزارع وحينما كان النقاش جاريا انحنى مقرض المال ليلتقط حصاتين انتبهت الفتاة حادة البصر أن الرجل التقط حصاتين سوداوين ووضعهما في الكيس ثم طلب من الفتاة التقاط حصاة من الكيس ...........


الآن تخيل أنك كنت تقف هناك بماذا ستنصح الفتاة ؟ إذا حللنا الموقف بعناية سنستنتج الاحتمالات التالية :


1. سترفض الفتاة التقاط الحصاة

2. يجب على الفتاة إظهار وجود حصاتين سوداوين في كيس النقود و بيان أن مقرض المال رجل غشاش

3. تلتقط الفتاة الحصاة السوداء و تضحي بنفسها لتنقذ أباها من الدين و السجن تأمل لحظة في هذه الحكاية إنها تسرد حتى نميز الفرق بين التفكير السطحي والتفكير المنطقي.


إن ورطة هذه الفتاة لا يمكن الإفلات منها إذا استخدمنا التفكير المنطقي الاعتيادي وسوف نفكر بالنتائج التي ستحدث إذا اختارت الفتاة إجابة الأسئلة المنطقية في الأعلى .


مرة أخرى ماذا سننصح الفتاة ؟ حسنا هذا ما فعلته الفتاة :


أدخلت الفتاة يدها في كيس النقود و سحبت منه حصاة و بدون أن تفتح يدها و تنظر إلى لون الحصاة تعثرت و أسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى و بذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها الفتاة ...........


" يا لي من حمقاء و لكننا نستطيع النظر في الكيس للحصاة الباقية و عندئذ نعرف لون الحصاة التي التقطتها " هكذا قالت الفتاة و بما أن الحصاة المتبقية سوداء فإننا سنفترض أنها التقطت الحصاة البيضاء و بما أن مقرض المال لن يجرؤ على فضح عدم أمانته فإن الفتاة قد غيرت بما ظهر أنه موقف مستحيل التصرف به إلى موقف نافع لأبعد الحدود .................


من خلال القصة نجد بأن الفتاة لم تحصر تفكيرها في النقاط التى حددها مقرض المال الماكر ولم تدخل نفسها في صندوق مغلق وتغرق في سلبيته بل فكرت لأبعد من هذا وبسرعة بديهية مبدعة جعلتها تحل مشكلتها بكل سهولة .............


وهنا سوف أستنتج بعض النقاط التى تساعدنا على التفكير خارج الصندوق :


1) هناك حل مهما كانت المشكلة التى تواجهنا معقدة يجب أن نحاول التفكير به بدون أن نرهق عقلنا بسلبيات الفشل لأيجاده .

2) قابلية التغيير من نمط حياتنا وتجديد أفكارنا وتثقيف أنفسنا والتحرر من دوامة الروتين

3) الأستماع لرأي الآخرين ودعم أفكارهم الجديده لأنهم قد يجدوا أكثر من حل

4) الثقة بالنفس وعدم ترك باب دخول الأفكار السلبية ينعكس عليها

5) التحدي وطرح الأفكار وتنوعها وتنشيط الذاكره وتحفيزها

مخرج : الأبحار والتعمق والرؤية الثاقبة للآمور حولنا تفتح لنا آفاق المعرفة

صابر عبدالباسط
2014/01/30, 11:51 AM
بسيبسو
سعدت جدا بعودتك مرة اخرى الى المنتدى
واشتقنا الى موضوعاتك ولعل المانع كان خيرا باذن الله وبارك الله فيك اخى الحبيب وجزاك الله خير الجزاء واثابك الفردوس الاعلى وانتظر منك موضوع خطبة الجمعة

اشرف فتحى
2014/01/30, 01:42 PM
أخى الحبيب
بارك الله بك ولك
وجزاك الله خيرا
وأثابك الفردوس الأعلى
على هذا الموضوع القيم

جلال العسيلى
2014/01/30, 05:33 PM
بارك الله فيك أخي
وجعل ماقدمته في موازين حسناتك
تحياتي لك

أبـو على
2014/01/30, 06:23 PM
جزاكم الله كل خير على المتابعة