تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : *** ماذا عن حال الرياضة معك؟ ***


yaqot
2014/02/25, 04:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

الإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، وغذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب، إذا لبى الحاجات الثلاثة تفوق، أما إذا اكتفى بواحدة تطرف، والحديث اليوم عن الحاجة الثالثة، حاجة الجسم، وأخبار الرياضة تملأ الأرض، والحديث اليوم عن الرياضة، وعلاقتها بهذا الدين العظيم، ومتى تغدو تقوية للجسم وتأهيلاً له، ومتى تغدو ديناً آخر يعبد من دون الله، اقتربت الرياضة أن تكون ديناً آخر يعبد من دون الله.
الرياضة توفر للجسم قوته، وتزيل عنه أمراضاً، ومخلفات ضارة بطريقة طبيعية، هي أحسن الطرق في هذا المجال، والناس من قديم الزمان لهم طرق وأساليب في تقوية أجسامهم، وكل أمة أخذت منها ما يناسب وضعها ويتصل بأهدافها.

حكم الرياضة في الإسلام :
أما حكم الرياضة في الإسلام فالحكم العام هو الجواز، لأن الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يحرم شيء إلا بدليل قطعي وثابت، بينما العبادات الأصل فيها الحظر، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت، والرياضة شيء من الأشياء الأصل فيها الإباحة.

أما إذا كانت من أجل تقوية الأبدان، فإنها ترتفع عن مستوى الإباحة إلى مستوى الاستحباب، بل إلى مستوى الندب، بشرط أن تكون الممارسة بريئة من كل معصية، وهادفة إلى تقوية الأبدان، وتقوية الأرواح، وهذا أرجح الأقوال في موضوع الرياضة.

والإسلام لا يمنع تقوية الأجسام بل يريد من المؤمن أن يكون قوياً في جسمه، وفي عقله، وفي أخلاقه، وفي روحه، لأن الحق يحتاج إلى القوة، في الأمم الشاردة الحق هو القوة أما في أمة الوحيين الكتاب والسنة، الحق ما جاء به الوحيان لكنه يحتاج إلى قوة، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:
المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة]
والجسم القوي أقدر على أداء التكاليف الدينية والدنيوية،
والإسلام لا يشرع ما فيه إضعاف الجسم إضعافاً يعجزه عن أداء هذه التكاليف، بل خفف ببعض التشريعات إبقاء على صحة الجسم، فأجاز أداء الصلاة قعوداً لمن عجز عن القيام، وأباح الفطر لغير القادرين على الصيام، ووضع الحج والجهاد عن غير المستطيع، وقد قال النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الله بن عمرو بن العاص، وقد أرهق نفسه بالعبادة صياماً وقياماً:
صم وأفطر، وقم ونم، فإن لبدنك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً
[متفق عليه عن عبد الله بن عمرو بن العاص]

أهمية الرياضة :
لذلك نجد في حياة النبي عليه الصلاة والسلام وفي تربيته لأصحابه ، بل في صميم التشريع الإسلامي سبق واضح إلى التربية البدنية الحديثة ، والتي أصبحت اليوم تمارس في جميع الدول ، وعند كل الشعوب ، كجزء من حياة البشر ، كما دخلت فروع الطب ، وغدت تمارس وقاية وعلاجاً تحت اسم الطب الرياضي ، والطب الرياضي أحد التخصصات الحديثة جداً ، على الرغم من أن الطب الرياضي لم يكن معروفاً قبل الإسلام ،

إن اختصاصي العلاج الطبيعي يعدون أن النبي عليه الصلاة والسلام وضع اللبنة الأولى لبناء هذا العلم عندما شكا إليه قوم التعب من المشي ، فأوصاهم بمزاولة النسلان ، وهو الجري الخفيف ، هذه وصية النبي عليه الصلاة والسلام ، فتحسنت صحتهم ، وكفاءتهم الحركية ، واستطاعوا المشي لمسافات طويلة من دون تعب .

ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر في كتابه “زاد المعاد” عند الكلام عن الرياضة أن الحركة هي عماد الرياضة، وهي تخلص الجسم من رواسب وفضلات الطعام بشكل طبيعي، وتعود البدن الخفة، والنشاط، وتجعله قابلاً للغذاء، وتصلب المفاصل، وتقوي الأوتار والرباطات، وتبعد جميع الأمراض المادية، وأكثر الأمراض المزاجية، إذا استعمل القدر المعتدل منها في دقة، فكل عضو له رياضة خاصة يقوى بها، وأما ركوب الخيل، ورمى النشاب، والصراع، والمسابقة على الأقدام، فرياضة البدن كله، وهى قالعة لأمراض مزمنة.

لعلكم تعجبون من هذا الموضوع، أنا أنطلق من أن الإسلام هو الحياة، هو الحياة الكاملة، ومن كمال الحياة أن يكون الجسم قوياً.
وأعيد وأقول: أنت عقل يدرك، وغذاء العقل العلم، وأنت قلب يحب، وغذاء القلب الحب الذي يسمو بك، وأنت جسم يتحرك، وغذاء الجسم الطعام والشراب والرياضة.

الروح الرياضية في الإسلام:
أقرَّ الإسلام الرياضة، وشجع عليها، و بهذا نعرف مدى شمول الإسلام لكل مظاهر الحضارة، والإطار العادل الذي وضع للمصلحة العامة، ويلاحظ أن التربية الرياضية لا تثمر ثمرتها المرجوة إلا إذا صحبتها الرياضة الروحية الأخلاقية، وإذا كانت هناك مباريات يجب أن يحافظ على أدائها وعلى آدابها التي من أهمها، عدم التعصب الممقوت، فإذا حدث انتصار لفرد أو لفريق، وكان الفرح بذلك على ما تقتضيه طبيعة البشر، وجب أن يكون هناك أدب وذوق، فالقدر قد يخبئ للإنسان ما لا يسره، وقد تكون الجولات المستقبلة في غير صالح الفائز.

tarek1q2q
2014/02/25, 02:32 PM
مشكورررررررررررررررر

جلال العسيلى
2014/02/25, 03:08 PM
بارك الله فيك اخى الكريم
على الطرح الطيب
وعلى الموضوع المميز

mahemd abo adm
2014/02/25, 11:45 PM
بارك الله فيك اخى الكريم

أبـو على
2014/02/26, 09:20 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير اخى الكريم
على هذا الموضوع القيم

اشرف فتحى
2014/02/26, 10:39 PM
أخي الغالي
بارك الله بك ولك
وجزاك الله خير الجزاء
وجعل ما قدمت في موازين حسناتك

الشيخ محمد رشاد
2014/02/27, 12:42 AM
جزاكم الله خيرا وشكرا

yaqot
2014/02/27, 02:01 AM
أحبائي في الله
شرفني مروركم العطر
جزاكم الله خيراً
وأثابكم الفردوس الأعلى

صلاح الهرم
2014/03/04, 02:42 PM
جزاك الله خيرا

yaqot
2014/03/07, 05:13 AM
أخي الحبيب
أسعدني مرورك الغالي
جزاك الله خيرا
وأثابك الفردوس الأعلى