تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رأي في الأحلام وحقيقتها وتفسيرها


abdulmohsin
2014/04/04, 05:16 PM
الحلم زائر الليل الذي ربما يكون جميلاً تستيقظ على أثره مبتهجاً أو كابوساً تفزّ منه مرتعباً.
ذات الشخصان الحالمان ربما يتضادان فصاحب الحلم الجميل ربما لا يتمنى أن يستيقظ من نومه لينهي حلمه فواقعه أليم ملؤه المعاناة! وربما صاحب الكابوس حياته ملؤها الراحة والسعادة!

الكثير من الناس يهتمون بتفسير الأحلام وتداعيات الأحلام عليه وحتى لو لم يهتم به كثيراً فيسكون بحسبانه.
من منا لم يسمع عن احلام أصبحت قصصاً يتداولها الناس ويحكون بها أنها حكم ودروس وعبر؟
من منا لم يسمع بواعظ يحكي للناس قصة حلم شخص في الزمن الحالي أو الماضي كوسيلة من وسائل وعظه؟

الحلم يا سادة بـ(برأيي المتواضع) لا ينفك عن كونه رموز شخصية تتجلى بحلم لتعكس واقع أو خيال يعيشه صاحب الحلم، وبذلك يكون صاحب الحلم وعن طريق عقله الباطن الذي غذاه بالأفكار والمعتقدات والأحاسيس من خلال حياته اليومية هو واضع هذه الرموز والدلالات وهو نفسه خير من يقوم بربط معانيها وتفسير دلالاتها ومن يحس بها.
كيف...؟!
أكثر قراء مقالتي الكرام يتكلمون لغة واحدة وربما يعرفون التواصل بلغة أخرى لتكن (الأنجليزية) وسؤالي هنا هل حَلَمَ شخص يتكلم العربية بحلمٍ كان الحوار فيه باللغة الصينية مثلاً وتواصل بها...؟!
أكيداً لا فحلمه بالعربية وربما ببعض الكلمات الأنجليزية التي هو أصلاً يعرفها.

في الأنسان عقل باطن تتجمع فيه الأفكار والتجارب والأحاسيس التي يؤسس لها ذات الأنسان فتتجلى تلك على شكل دلالات ورموز وأفكار في النوم أحياناً عندما يكون العقل الباطن بعيداً عن هيمنة هذا الأنسان الغاط في نومٍ عميق، وأحياناً تتتسرب له بأحلام يقظة لدى سيره وحيداً أو جلوسه وحيداً.

تتجلى رموز يصنعها الأنسان في حياته اليومية وبتأثير المحيط الأجتماعي والأعتقاد الديني يفسرها أنها رموز خير أو شر (أفعى، عقرب، جبل، نهر، إمرأة قبيحة، إمرأة جميلة، رجل وسيم، رجل دميم، طير، حشرة، نقود، ذهب، مسجد، كنيسة، معبد، طقوس، حشود ناس، خلوة ووحدة...ألخ) ربما بحكم تجارب الحياة الشخصية والمعتقد الديني وفحوى الحلم يربط صاحب الحلم أن الأمرأة الجميلة هي فتنة مثلما يفسرها شخص اخر أنها رحمة.

أفضل من يفسر الحلم ويربط دلالاته هو صاحب الحلم، وخير وسيلة لتذكر الحلم كي لا يتلاشى بعد الأستيقاظ هو أن بمجرد ما يستيقظ الشخص من حلمه فليبق مستلقياً على فراشه مسترخياً ويغمض عينيه ويركز في استرداد تفاصيل حلمه.

تتأثر الأحلام بمؤثرات أخرى فوجبة عشاء دسمة وتناول بصلاً كثيراً مثلاً أو فراش غير مريح ربما يجلب أحلاماً مزعجة مثلما تساعد الرائحة الزكية والخبر المفرح على جلب أحلاماً سعيده.

نبي الله يوسف (ع) في قصته الشهيرة في القران الكريم مع السجين فسرها نبي الله بدلالتها الرمزية وكذلك حلم الملك بالبقرات السمان والنحاف والسنابل الخضر واليابسات فكان تفسيرها بدلالات سنين وشبع وجوع ولمن يريد المراجعة فسورة يوسف.
ولكنه نبي! وهو ينطق عن الله جل وعلا وليس عن الهوى فحكمة الله اقتضت أن يكون الحلم وسيلة ووحي لنبيه.

هذه الطريقة (برأيي المتواضع) أفضل من الخزعبلات الموجودة بكتب تفسير الأحلام والأدهى وجود مواقع تفسير احلام اونلاين...؟!
أكثر كتب تفسير الأحلام الموجودة في المكتبات وعلى ارصفة الشوارع وكذلك مواقع انترنت متخصصة بالتفسير أكثرها مبنية على ترهات وخزعبلات وغير محققة ولا طائل منها سوى النفع المادي أو لتغذية فكر متخلف أو موروث.

طبعاً هذا الكلام عن الأحلام لمن يهتم بتفسيرها فحقيقة الأمر أن الكثير من الناس و(انا منهم) لا يهتمون كثيراً بالأحلام ودلالاتها ولا يبذلون جهداً لا بتفسير ولا بربط دلالات ويكتفون بالأعتقاد انه مجرد حلم وأنتهى الأمر.
وما فائدة هذه المقالة أذاً...؟!
لأن الناس ليسوا سواء وهي مقالة بسيطة تحمل أفكاراً للصالح العام، والعام مختلف الرؤى والأفكار كما هو معروف.

ربما يتخذ الكثير من رجال الدين الحلم وسيلة من وسائل الوعظ ولتقوية الدليل على معتقد أو فتوى أو موروث ولابد أن من القراء الكرام من سمع بموعظة كان قوامها حلم، والسؤال هنا هل أن الحلم دليل منطقي لتقوية حكم شرعي أو عقائدي؟!

كان ذلك مجرد رأي ولو خالف الرأي السائد، وليست سيادة الرأي دليل على أحقيته.

جلال العسيلى
2014/04/04, 07:20 PM
الرؤى والأحلام من الناحية الشرعية

الغيب مما اختص الله بعلمه: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون) لكن الناس اليوم وفي مثل هذه العصور المتأخرة أولوا ولعا شديداً بالحديث عن الغيبيات، وتاقت نفوس ضعيفة إلى مكاشفتها، ما بين مؤمن بالخرافة راض بالكهانة، وآخرين يقذفون بالغيب في كل حين، والناجون من هذا وذاك تطلعت نفوسهم إلى أمرٍ آخر، واشرأبت نفوسهم إليه، ألا وهي تلك المنامات التي يرونها، وقل في بعضهم: يتراءونها، مما أصبحت اليوم هي حديث الناس وسؤالهم.
وتكالبت همم كثير من الناس عليها، وتعلقت النفوس بهذه الرؤى والمنامات، وأصبحت شغل الناس الشاغل عبر المجالس والمنتديات والمجامع، بل أصبحت سوقا رائجة لها زبائن كثر في القنوات الفضائية، فأجلبت الفضائيات بخيلها في ذلك، وعقدت مجالس للرؤى والمنامات لما رأت تهافت الناس السريع على ذلك.
وأصبحنا نرى مغمومين يكلمك أحدهم أنه لم ينم ليالي عدداً، لمه؟ لرؤيا مقلقة رآها، وقد يكون عبرها له جاهل بسوء، وأصبحت ترى فرحين سعداء، كأنهم يترقبون بيوتهم تنقلب بساتين وقصوراً، أو وسائدهم تنقلب ذهباً، بسبب رؤيا رأوها.
من أجل ذلك كله أبين المنهج الشرعي والهدي النبوي تجاه الرؤى والأحلام، قال تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتقون*لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم).
قال عدد من الصحابة والتابعين عند هذه الآية: “(لهم البشري في الحياة الدنيا) هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يبق بعدي من النبوة إلا المبشرات)، قالوا: وما المبشرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة) رواه البخاري.
وهذه الرؤيا هي التي قال عنها الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة) رواه البخاري ومسلم.
لذلك فإن الرؤيا لها منرلة عظيمة ومكانة رفيعة في الإسلام، ولا ينكرها إلا جاهل، وتعجب كثيرون من حقيقتها، وكيف تأتي الإنسان، قال المازري رحمه الله في حقيقتها: “والصحيح ما عليه أهل السنة أن الله يخلق في قلب النائم اعتقادات، كما يخلقها في قلب اليقظان، وهو سبحانه يفعل ما يشاء، لا يمنعه نوم ولا يقظة، فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه جعلها علماً على أمور يخلقها في ثاني الحال أو كان قد خلقها”.
والرؤى ثلاثة أنواع: جلاها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن ماجة في سننه وصححه الألباني أنه عليه الصلاة والسلام قال: “إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة”.
إذا، النوع الأول هي الرؤيا السيئة التي من الشيطان، وهناك آداب شرعية تجاهها، فقد روى مسلم في صحيحه أن أبا سلمة قال: كنت أرى الرؤيا فأمرض منها، حتى لقيت أبا قتادة فذكرت ذلك له فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلماً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثاً ويتعوذ بالله من شرها، فإنها لن تضره) قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من الجبل، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث فما أباليها.
لذلك جاء أعرابي كما في مسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: (لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك).
لذلك للسنة تجاه مثل هذه الرؤى السيئة آداب: أن يتعوذ بالله من شر ما رأى ثلاث مرات، وأن يتعوذ بالله من شر الشيطان ثلاث مرات، وأن يتفل عن يساره ثلاث مرات، وأن لا يحدث بها أحداً ولا يطلب تفسيرها، وقد صح في مسلم أيضاً أن يتحول عن الجنب الذي كان عليه، وأن يصلي عقبها.
وأما النوع الثاني من الرؤى فهو ما يحدث به المرء نفسه في يقظته، كمن يكون مشغولاً بسفر أو تجارة أو نحو ذلك، فينام فيري في منامه ما كان يفكر فيه في يقظته، وهذا من أضغاث الأحلام التي لا تعبير لها.
وأما النوع الثالث فهو الرؤيا الصادقة الصالحة التي تكون من الله، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها) أخرجه البخاري، وعند مسلم: (ولا يخبر بها إلا من يحب)
كثير من يتهافت في هذا الزمان على المفسرين للرؤى ويشغلون أهل العلم بأحلام سيئة أو أخلاط مواقف لا رابط لها، لذا شرع أهل العلم في بيان علامات لأضغاث الأحلام أو الرؤيا السيئة, وعلامات للرؤيا الصادقة حتى يفرق الناس.
فمن علامات أضغاث الأحلام أو الرؤى الفاسدة أن النائم يرى في منامه مناظر متناقضة ومتداخلة، لا يعرف أولها من آخرها، ومن علاماتها أن بعض الناس يمرض فيرى في منامه ما يوافق مرضه، ومن علامتها كأن يرى مستحيلات لا يمكن أن تقع، أو يرى ما تحدث به نفسه في اليقظة، ومن علامات الرؤيا الصادقة انتفاء جميع ما تقدم من علامات الرؤيا الفاسدة، ومن علاماتها أن يكون الرائي معروفا بالصدق في كلامه، كما قال صلى الله عليه وسلم “أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا” وهذا في الغالب، وإلا فقد يرى غير الصادق رؤيا صادقة يكون فيها إيقاظ لغفلته، ومن علاماتها أن يعرف أولها وآخرها، فلا تكون متقطعة لا ترابط بينها، ومن علاماتها أن تكون تبشيرا بالثواب على الطاعة أو تحذيرا من المعصية.
والرؤيا الصالحة قد تكون واضحة لا تحتاج إلى تأويل كما رأى إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ابنه في المنام، وقد تكون خافية برموز تحتاج فيها إلى عابر يعبرها كرؤيا صاحبي السجن مع يوسف عليه السلام.
فإن الرائي لحال كثير من الناس اليوم يرى أخطاء فادحة تجاه الرؤى وجهلا ذريعا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك، لذا فهذه تنبيهات على بعض أخطاء الناس في ذلك.
أولا: انشغال الناس بهذه الرؤى وتقديسها، وصرف الأوقات الكثيرة في تذاكرها والسؤال عنها، ولو سألت كثيرين من أولئك عن صلواتهم وبعض أحكام دينهم لرأيت ما يحزنك، ولا أدل على ذلك من واقع الناس اليوم، انظر إلى مجالس المعبرين ولقاءاتهم كم يحضرها، ومجالس تعليم أحكام الشرع والدين، ألا فاقدروا للأمر قدره فلا إفراط ولا تفريط.
ثانيا: إقامة المجالس واللقاءات الطويلة في تعبير الرؤى، مما زاد في إشغال الناس بهذا أكثر وأكثر، ويتبجح بعضهم بما جاء في صحيح مسلم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يسأل أصحابه بعد الفجر: “من رأى منكم رؤيا؟”. فيجاب عن هذا بأن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يقاس عليه غيره، وكان في طور تنزل الوحي ومن ثم فإنه لم يثبت عن أحد من الصحابة كالخلفاء الأربعة ولا من بعدهم أنهم كانوا يقيمون المجالس من أجل تعبير الرؤى، ولا سيما وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عارف بتعبير الرؤى.
ثالثا: من الأخطاء في الرؤيا خطورة الكذب فيها، ففيه إثم عظيم، أخرج البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تحلم بحلم لم يره كلف ـ أي: يوم القيامة ـ أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل” قال الإمام الطبري رحمه الله: “الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره”.
رابعا: بعض الناس إذا رأى رؤيا لم يترك أحدا إلا وقد سأله عنها، وقد يسأل أحيانا جهالا لا يفقهون فيها شيئا. تفسير الرؤى يا رعاكم الله ـ علم ليس لأي أحد أن يتكلم فيه، سئل الإمام مالك رحمه الله: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال مالك: أبالنبوة يلعب؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالما” أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وهنا تعلم خطورة نصب الإنسان نفسه مفتيا في الرؤى، يتكلم بتخمينه وظنونه، فأينه من قول الله: “ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا”.
خامسا: يخطئ بعض الناس في اقتنائه لكتب الرؤى والاعتماد عليها، فكلما رأى في منامه شيئا فتح كتابه، ألا فليعلم أن الرؤى يعبرها أهل العلم باعتبارات مختلفة، وقد تكون الرؤيا واحدة لشخصين لكن التأويل مختلف.
جاء رجل صالح لابن سيرين فقال: رأيت أني أؤذن في المنام فعبرها له بأنه سيحج لقوله تعالى: “وأذن في الناس بالحج” وجاء بعده آخر رأى أنه يؤذن في المنام فعبرها له بأنه يسرق لقوله تعالى: “ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون”.
وختاما من أراد الرؤيا الصالحة فعليه بالصدق في أقواله وأفعاله، وألا ينام إلا على وضوء، وينام على جنبه الأيمن، ويأتي بالأوراد الثابتة عند النوم، ويسأل الله الخير، ولا يغتر بما يرى ولو عبر بما عبر فالإمام أحمد رحمه الله يقول: “الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره”.

جلال العسيلى
2014/04/04, 07:35 PM
تفسيرالأحلام .. حقيقة أم أوهام ؟؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

اخوانى الاحبة

رأيت الكثير يتحدث على الاحلام وتفسيرها

فجمعت هذا الموضوع ليكون عونا ودليلا لكل الاحبة هنا فى منتدانا الغالى

وسميت هذا الموضوع

(( تفسير الاحلام ... حقيقة أم أوهام ؟؟ ))

وبداية اقول :

(( يجب أن لاتبنى علي الاحلام أية أحكام أو عمل أحداث بناء عليها ))

فقد شاع بين الناس وبكثرة هذه الأيام مسألة الحرص الشديد على
تعبير المنام وتفسير الأحلام حتى غدوا يسألون القاصي
والداني ومن يعرف ومن لا يعرف
وكأن الأمر في غاية الأهمية والخطورة ونسوا أو تناسوا ما هو أحسن لهم وأفضل لدينهم ، وأكثر ما يقع في ذلك النساء ولقد رأيت عجباً
حتى إنهن ليحرصن على أتفه الأمور
بل وما يستحى من ذكرها


اعلم أن ما يراه النائم في المنام ينقسم إلى قسمين :
1- الرؤى .
2- أضغاث الأحلام .
وأضغاث الأحلام تنقسم بدورها إلى قسمين كذلك :
1- تخويف الشيطان .
2- أحاديث النفس .
ويمكن أن يقال أن ما يراه النائم ينقسم إلى أقسام ثلاثة :
1- الرؤيا من الله .
2- تخويف الشيطان .
3- أحاديث النفس .
يدل على هذا التقسيم ما ثبت في صحيح مسلم برقم
2263 من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : ( إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ :
فَالرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ
وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ
وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ
، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلا يُحَدِّثْ
بِهَا النَّاسَ ...) .
وعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ :
مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ ، وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي
يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ ، وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ
جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ) صحيح سنن ابن ماجه 3155 .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: (الرُّؤْيَا ثَلاثٌ : فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ ،وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ
رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا
يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي ) صحيح سنن ابن ماجه 3154 .

وإليك جملة من الأحاديث الصحيحة التي فيها إرشاد إلى أدب الرائي تجاه ما يراه في منامه :

1- عن أبي قتادة قال :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ
مِنَ اللَّهِ وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا
يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا
فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ ) رواه البخاري 3292 .

2- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

قَالَ كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعْرَى مِنْهَا غَيْرَ أَنِّي لا أُزَمَّلُ حَتَّى لَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ
يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَنْ
تَضُرَّهُ ) رواه مسلم 2261.

3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( إِذَا رَأَى
أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَتَحَوَّلْ وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ
ثَلَاثًا وَلْيَسْأَلِ اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا وَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا ) . صحيح سنن ابن ماجه .

4- عَنْ جَابِرٍ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ
جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ) رواه مسلم 2262.

5- وقد بين لنا النبي صل الله عليه وسلم الفرق بين الرؤيا وبين الحلم فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا
وَلا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ ) رواه البخاري 7045 .

فتبين أن الرؤيا الطيبة السارة من الله وأن الرؤيا السيئة التي يكرها الإنسان فإنها حلم من الشيطان فعليه أن يستعيذ من شرها .

6- عن أبي هريرة قال :
قال النبي صل الله عليه وسلم : (... فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ
فَلْيُصَلِّ وَلا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ ) رواه مسلم 2263
.
7- عَنْ جَابِرٍ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لأَعْرَابِيٍّ
جَاءَهُ فَقَالَ : إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَأَنَا أَتَّبِعُهُ ،
فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ :
( لا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ ) رواه مسلم 2268 .

ويمكن أن يستخلص الإنسان أهم الآداب المتعلقة
لمن رأى ما يكره في منامه من هذه الأحاديث فأهم الآداب :

1- أن يعلم أن هذا الحلم
إنما هو من الشيطان يريد إحزانه فليرغم الشيطان ولا يلتفت إليه.
2- ليستعذ بالله من
الشيطان ال رجيم .
3- ليستعذ بالله من شر هذه
الرؤيا .
4- أن ينفث عن يساره ثلاثا ، والمتأمل في روايات هذا الأدب من الأحاديث يلحظ أنه قد ورد الأمر بالنفث والتفل والبصق فلعل المراد أن ينفخ العبد مع شيء يسير من الريق .
5- أن لا يحدث بها أحدا .
6- أن يتحول عن جنبه الذي
كان عليه فإن كان على جنبه الأيسر تحول للأيمن والعكس بالعكس .
7- أن يقوم فيصلي .
فإن التزم العبد هذه الآداب فيُرجى له أن لا
تضره هذه الرؤيا المكروهة كما ورد في النصوص والله أعلم .

سؤال رقم 6537- آداب الرؤى وتفسير الأحلام
أريد شيئا عن تفسير الأحلام في الإسلام ..... لديّ كتاب لابن سيرين وأريد معلومات إضافية ؟
الحمد لله

1. الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة . ( البخاري 6472 ومسلم 4201)

2. والرؤيا مبدأ الوحي . ( البخاري 3 وسلم 231 )

3. وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . ( مسلم 4200 )

4. وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيكون للمؤمنين شيء من العوض بالرؤيا التي فيها بشارة لهم أو تصبير وتثبيت على الدّين . ( البخاري 6499 وسلم 4200 )
ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم .

5. والأحلام ثلاثة أنواع منها رحماني ومنها نفساني ومنها شيطاني وقال النبي صل الله عليه وسلم "الرؤيا ثلاثة رؤيا من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث به الرجل نفسه في اليقظة فيراه في المنام" . ( البخاري 6499 ومسلم 4200 )

6. ورؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة ولهذا أقدم الخليل على تنفيذ أمر الله له في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام .

7. وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها . وهذا مسألة خطيرة جدا ضلّ بها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم .

8. ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر الشرعي واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صل الله عليه وسلم وينام على طهارة كاملة مستقبل القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة .


9. وأصدق الرؤى رؤى الأسحار فإنه وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية .
انظر لما سبق " مدارج السالكين " ( 1 / 50 - 52 ) .
وقال الحافظ ابن حجر :


10. جميع المرائي تنحصر على قسمين :
أ.الصادقة ، وهي رؤيا الأنبياء ومَن تبعهم مِن الصالحين ، وقد تقع لغيرهم بندور ( أي نادرا كالرؤيا الصحيحة التي رآها الملك الكافر وعبّرها له النبي يوسف عليه السلام ) والرؤيا الصّادقة هي التي تقع في اليقظة على وفق ما وقعت في النوم ( اى انها تتحقق )


ب. والأضغاث وهي لا تنذر بشيء ، وهي أنواع :
الأول : تلاعب الشيطان ليحزن الرائي كأن يرى أنه قطع رأسه وهو يتبعه ، أو رأى أنه واقع في هَوْل ولا يجد من ينجده ، ونحو ذلك .


والثاني : أن يرى أن بعض الملائكة تأمره أن يفعل المحرمات مثلا ، ونحوه من المحال عقلاً.


الثالث : أن يرى ما تتحدث به نفسه في اليقظة أو يتمناه فيراه كما هو في المنام ، وكذا رؤية ما جرت به عادته في اليقظة ، أو ما يغلب على مزاجه ويقع عن المستقبل غالبا وعن الحال كثيراً وعن الماضي قليلاً .
انظر : " فتح الباري " ( 12 / 352 - 354 ) .


11. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال النبي صل الله عليه وسلم : "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها : فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها ، وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره : فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره " . رواه البخاري ( 6584 ) ومسلم ( 5862 ) .

- وعن أبي قتادة قال ، قال النبي صل الله عليه وسلم : " الرؤيا الصالحة من الله ، والحلُم من الشيطان ، فمَن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره".
رواه البخاري (6594) ومسلم (5862) .
والنفث : نفخ لطيف لا ريق معه .
- وعن جابر رضي الله عنه ، عن النبي صل الله عليه وسلم قال : " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً ، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً ، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه " .
رواه مسلم (5864).
قال ابن حجر : فحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا الصالحة ثلاثة أشياء :

أ . أن يحمد الله عليها .

ب . وأن يستبشر بها .

ج. وأن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره .

وحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا المكروهة أربعة أشياء :

أ . أن يتعوذ بالله من شرها .

ب . ومن شر الشيطان .

ج . وأن يتفل حين يهب من نومه عن يساره ثلاثا .

د . ولا يذكرها لأحد أصلاً .

هـ. ووقع ( في البخاري ) في باب القيد في المنام عن أبي هريرة خامسة وهي الصلاة ولفظه فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصّه على أحد وليقم فليصلّ ووصله الإمام مسلم في صحيحه .

و. وزاد مسلم سادسة وهي : التحول من جنبه الذي كان عليه .....
وفي الجملة فتكمل الآداب ستة ، الأربعة الماضية ، وصلاة ركعتين مثلا والتحوّل عن جنبه إلى النوم على ظهره مثلا .
انظر : " فتح الباري " ( 12 / 370 ) .


21. وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادّ بتشديد الدال اسم فاعل من الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت .
انظر : " فتح الباري " ( 12 / 369 ) .

قال الإمام البغوي :

13 . واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً ، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب ، أو من جهة السنة،أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ، وقد يقع على الضد والقَلْب ( أي العكس ) . أ.هـ " شرح السنة " ( 12 / 220 ) .
قلت : وذكر رحمه الله أمثلة ، ومنها :
= فالتأويل بدلالة القرآن : كالحَبْل ، يعبَّر بالعهد ، لقوله تعالى ** واعتصموا بحبل الله } .
= والتأويل بدلالة السنة : كالغراب يعبر بالرجل الفاسق ، لأن النبي صل الله عليه وسلم سماه فاسقاً .
= والتأويل بالأمثال : كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر ، لقولهم : من حفر حفرة وقع فيها .
= والتأويل بالأسماء : كمن رأى رجلا يسمى راشداً يعبَّر بالرُشْد .
= والتأويل بالضد والقلب : كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى ** وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً } .

14 . أما كتاب " تفسير المنام " المنسوب لابن سيرين : فقد شكك كثير من الباحثين في نسبته إليه، وعليه : فلا يجزم بتلك النسبة لهذا الإمام العلَم .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد



سؤال رقم 9577- سُبل الوقاية من الكوابيس والمنامات المزعجة
السؤال :
كيف نتخلص من المنامات المزعجة (الكوابيس)؟.
الجواب :
الحمد لله
1. ما يراه النائم في منامه مما يزعجه ويؤرقه إنما هو من الشيطان ، وما يراه النائم عموما لا يعدو أن يكون رؤيا صالحة وهي من الله ، وحديث نفْس وهو ما كان يخطر على قلبه ويفكر فيه بعقله ، والثالث حُلُم وهو من الشيطان .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب ، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءاً من النبوة ، والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله ، ورؤيا تحزين من الشيطان ، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه … " . رواه مسلم ( 2263 ) .
2. وقد دلَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على ما نتخلص به من تأثير الشيطان أثناء النوم ، ويكون ذلك بقراءة آيات من القرآن والأدعية المأثورة قبل النوم .
أ. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكَّلني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذتُه فقلت : لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم … فقال : إذا أويتَ إلى فراشكَ فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صدقك وهو كذوب ذاك شيطان " . رواه البخاري ( 3101 ) .
ب. عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الآيتان مِن آخر سورة البقرة مَن قرأهما في ليلة كفتاه " . رواه البخاري ( 3786 ) ومسلم ( 807 ) .
قال النووي :
قوله صلى الله عليه وسلم : " الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه " قيل : معناه كفتاه من قيام الليل ، وقيل : من الشيطان ، وقيل : من الآفات .
ويحتمل : من الجميع .
" شرح مسلم " ( 6 / 91 ، 92 ) .
ج. عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ ** قل هو الله أحد } وبالمعوذتين جميعاً ، ثم يمسح بهما وجهه وما بلغتْ يداه مِن جسده ، قالت عائشة : فلمَّا اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به . رواه البخاري ( 5416 ) ومسلم ( 2192 ) .
د. عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر . رواه مسلم ( 2713 ) .
هـ. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أبو بكر : يا رسول الله مُرني بشيءٍ أقوله إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ ، قال : قل " اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شرِّ نفسي ومِن شرِّ الشيطان وشِركه " قال : قُله إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ وإذا أخذتَ مضجعك .
رواه الترمذي ( 3392 ) وأبو داود ( 5067 ) .
3. كما دلَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على ما نفعله إذا رأى الإنسان في نومه ما يكرهه فقام على إثره ، وهي : التفل عن اليسار ، والتعوذ من الشيطان ، وتغيير الجنب ، والصلاة إن شاء.
أ. عن أبي قتادة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا الصالحة من الله والحُلُم من الشيطان ، فإذا حَلَمَ أحدكم حُلُماً يخافه فليبصق عن يساره ، وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره " . رواه البخاري ( 3118 ) ومسلم ( 2261 ) .
ب. وعن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا ، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً ، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه".
رواه مسلم ( 2262 ) .
ج. عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " .. فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس " .
رواه مسلم ( 2263 ) .
فيرجى إن التزم المسلم ما وصَّى به النبي صلى الله عليه قبل النوم أن لا يقربه شيطان .
وإذا التزم ما وصَّى به عند فزعه واستيقاظه أن يزول عنه الهم والغم .
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

رقم الفتوى 4473 تفسير الرؤيا جائز
تاريخ الفتوى : 16 صفر 1420
السؤال
بسم الله الرحمن الر حيم،
هل تفسير الأحلام عند علماء الدين حلال أم حرام؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تفسير الأحلام أي الرؤيا جائز، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم رؤياه ورؤيا غيره، وفسرها أبو بكر بحضرته، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يحدث أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها، فالمستكثر منهم والمستقل، وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به ، ثم أخذه رجل آخر فعلا به ، ثم أخذه رجل آخر فانقطع به، ثم وصل، فقال أبو بكر: يا رسول الله بأبي أنت والله لتدعني فأعبرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اعبر" قال: أما الظلة فالإسلام، أما الذي تنطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذ رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت وأمي أصبت أم أخطأت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصبت بعضاً، وأخطأت بعضاً" قال: فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت، قال: " فلا تقسم".
فهذا الحديث يدل على جواز تفسير الرؤيا ، وعلى جواز ذلك لغير النبي صلى الله عليه وسلم. وأما تفسيره لها صلى الله عليه وسلم فأحاديثه كثيرة مخرجة في الصحاح.
وقد قسم النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا إلى ثلاثة أقسام، فعن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الرؤيا ثلاثة: منها أهاويل الشيطان ليحزن به ابن آدم، ومنها ما يهتم به في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزءاً من ستة وأربعين جزءا من النبوة" أخرجه ابن أبي شيبة وابن ماجه وغيرهما، وهو حديث صحيح.
فأما القسم الأول الذي هو أهاويل الشيطان فلا ينبغي تعبيره بل ولا التحدث به، فعن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وهو يخطب فقال: يا رسول الله رأيت فيما يرى النائم البارحة كأن عنقي ضربت، فسقط رأسي فاتبعته فأخذته ثم أعدته مكانه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدثن به الناس" أخرجه مسلم.
وأما القسم الثاني فكذلك، لأنه ليس رؤيا، وإنما هو أشياء يهتم بها الإنسان في يقظته، فتبقى في ذاكرته فيراها في النوم.
وأما القسم الثالث الذي هو جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة فهو الذي ينبغي تعبيره، وقيل لمالك رحمه الله: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: لا، أبالنبوة يلعب ؟! وقال: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها فإن رأى خيراً أخبر به، وإن رأى غير ذلك فليقل خيراً أو ليصمت. وبالجملة فتعبير الرؤيا لا خلاف فيه عند العلماء لكثرة أدلته، والرؤيا لا ينكرها إلا أهل الإلحاد، أو شرذمة من المعتزلة.
قاله ابن عبد البر في التمهيد.
والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

رقم الفتوى 7314 تأويل الأحلام من إنعام الله ولا يؤخذ من الكتب
تاريخ الفتوى : 29 ذو الحجة 1421
السؤال
هل يوجد كتاب لتفسير الأحلام تنصحون به للسائل بحيث لا يقع السائل في الخطأ الشرعي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتعبير الرؤى أمر عظيم، وذلك لأنها جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة، كما ثبت في الحديث المتفق عليه من رواية أنس رضي الله عنه، ولذلك لما سئل الإمام مالك: هل يعبِّرُ الرؤيا كل أحد؟ قال: أبالنبوة يلعب؟!. ذكره أبو عمر ابن عبد البر.
ومن اللعب بالرؤيا الاعتماد في تعبيرها على الكتب، جاء في الفواكه الدواني للنفراوي المالكي: (ولا يجوز له تعبيرها بمجرد النظر في كتاب، كما يفعله بعض الجهلة يكشف نحو ابن سيرين عندما يقال له: أنا رأيت كذا، والحال أنه لا علم له بأصول التعبير، فهذا حرام، لأنها تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان وأوصاف الرائين، فعلمها عويص يحتاج إلى مزيد معرفةٍ بالمناسبات، ولذلك سأل رجل ابن سيرين بأن قال له: أنا رأيت نفسي أؤذن في النوم. فقال: له تسرق وتقطع يدك.
وسأله آخر وقال له مثل ما قاله الأول، فقال له: تحج.
فوجد كل منهما ما فسر له به، فقيل له في ذلك، فقال: رأيت هذا بِسِمَةٍ حسنة، والآخر بسمة قبيحة. ولا تخرج الرؤيا عن معناها، ولو فسرت بغيره على الصحيح) اهـ.
ومما يبين أن علمها عظيم الشأن لا يصح أن يتكلم فيه كل أحد قوله تعالى - حكاية عن يوسف -: (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث) [يوسف: 101]، فقد قرن ما أنعم الله به عليه من الملك، بما أنعم به عليه من علم تأويل الرؤيا، ولا يخفى ما في ذلك.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

رقم الفتوى 8138 مطابقة الرؤيا للواقع... أمر مشهور
تاريخ الفتوى : 26 صفر 1422
السؤال
غالبا ما يخيل لي في أمور حدثت أني رأيتها في أحلامي مسبقاً أولاحقا. ما تفسير ذلك؟
أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن كان قصدك أنّ ما تراه في منامك يتحقّق في يقظتك، فقد روى البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".
قال ابن حجر عند الكلام على حديث "الرؤيا الحسنة" قال المهلب: فالناس على هذا ثلاث درجات: الأنبياء ورؤياهم كلها صدق، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير.
والصالحون والأغلب على رؤياهم الصدق، وقد يقع فيها مالا يحتاج إلى تعبير.
ومن عداهم يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث.
ثم نقل قول القرطبي: المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حاله حال الأنبياء، فأكْرِمَ بنوع مما أكرم به الأنبياء وهو: الاطلاع على الغيب.
وأما الكافر، والفاسق، والمخلِّط: فلا، ولو صدقت رؤياهم أحياناً، فذاك كما قد يصدق الكذوب، وليس كل حديث عن غيب يكون خبره من أجزاء النبوة كالكاهن والمنجم.
فمطابقة الرؤيا المنامية للواقع في بعض الأحيان حقيقة لا يجادل فيها إلا مكابر، ووقوع ذلك للمسلم الملتزم على وجه الخصوص أمر مستفيض، ولا غرابة في ذلك ما دام يلتقي مع النبوة عند نقطة واحدة وهي: اتحاد المصدر، فالكل - إذا - من عند الله، فرؤيا المسلم خبر صادق من الله لا كذب فيه، كما أن معنى النبوة نبأ صادق من الله لا يجوز عليه الكذب.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

تاريخ الفتوى : 24 ربيع الثاني 1422
السؤال
هناك فتاة نصرانية في بلاد الغرب كانت ترى (وهي مستيقظة أو نائمة) جرائم قتل (بأدق التفاصيل حتى أنها كانت تسمع الكلام الذي يقوله القاتل للضحية) ثم بعد فترة من الزمن تتحقق رؤيا هذه الفتاة بالضبط. ما تفسير هذا؟ وكيف يحدث هذا لفتاة نصرانية والرؤيا الصالحة(الصادقة) جزء من النبوة ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن رؤيا الكافر نصرانياً كان أو يهودياً أو وثنياً قد تصدق نادراً، كرؤيا صاحبي السجن التي قصاها على يوسف عليه السلام، ورؤيا ملكهما بعد ذلك.
وكرؤيا الموبذان وزير كسرى حين رأى ليلة ولد النبي صلى الله عليه وسلم إبلا صعاباً تقود خيلاً عراباً، وقد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، فكان تأويل ذلك بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وانتشار الفتوح.
وقد كثرت مثل هذه المرائي لما اقترب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت مرائي صادقة.
وكذلك رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يصيب قريش يوم بدر.
وبناءً على ذلك، فلا تختص الرؤيا الصادقة بالمؤمن الصالح اختصاصاً كلياً، وإن كانت تقع منه أكثر من غيره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً" كما في صحيح مسلم.
وقد قسم بعض أهل العلم - كما قال الحافظ في الفتح - الناس في هذا الباب إلى ثلاثة أقسامٍ:
- الأنبياء: ورؤياهم كلها صادقة.
- الصالحون: والأغلب على رؤياهم الصدق.
- ومن عداهم: ويقع في رؤياهم الصدق والأضغاث، وهؤلاء أيضاً ينقسمون إلى ثلاثة أقسام.
- مستوري الحال: والغالب في رؤياهم استواء الحال، فتصدق تارة، وتكون أضغاثاً تارة.
- الفسقة: والغالب على رؤياهم الأضغاث.
- كفار: يندر في رؤياهم الصدق جداً.
وبهذا يعلم السائل أنه لمثل ما يحصل لهذه النصرانية نظائر متقدمة، وأنه لا مانع منه شرعاً، ولا يدل على فضل الرائي، ولا صلاحه.
وليس ما يراه الكفار من تلك المرائي التي تصدق أحياناً جزءاً من أجزاء النبوة وقد نقل الحافظ في الفتح عن ابن العربي قوله: رؤيا المؤمن الصالح هي التي تنسب إلى أجزاء النبوة، ومعنى صلاحها: استقامتها وانتظامها. قال: وعندي أن رؤيا الفاسق لا تعد في أجزاء النبوة، وقيل: تعد من أقصى الأجزاء. وأما رؤيا الكافر، فلا تعد أصلاً.
ثم نقل عن القرطبي أيضاً قوله: المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حاله حال الأنبياء، فأُُكرم بنوع مما أكرم به الأنبياء، وهو الإطلاع على الغيب، وأما الكافر والفاسق والمخلط فلا، ولو صدقت رؤياهم أحياناً، فذلك كما يصدق الكذوب، وليس كل من حدث عن غيب يكون خبره من أجزاء النبوة، كالكاهن والمنجم. انتهى كلامه.
والله تعالى أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

رقم الفتوى 9555 يستأنس بتأويلات الصادق المشهور بالتأويل
تاريخ الفتوى : 15 جمادي الأولى 1422
السؤال
هل يجوز الايمان بمفسري الأحلام؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الله تعالى قد يلهم بعض عباده تأويل الأحلام (الرؤى) كما قال الله تعالى عن يوسف عليه السلام: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) [يوسف:21].
قال مجاهد وغيره: هو تأويل الرؤيا.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤول المرائي التي يراها، ويؤول ما يعرض عليه من مرائي أصحابه رضي الله عنهم.
وقد اشتهرت طائفة من السلف بتأويل الرؤيا، مثل: ابن سيرين وغيره.
وعلى ذلك، فمن كان معروفا بالصدق والديانة، مشهوراً بالإصابة في التأويل، فلا حرج في تصديقه فيما يقول.
وننبه إلى أن المرائي لا تؤخذ منها أحكام شرعية، ولا تبنى عليها أمور مستقبلية، وغاية ما فيها هي أن ما كان منها حسناً فهو من المبشرات التي يستأنس بها فقط، وقديما قيل: الرؤيا الصالحة تسر ولا تغر.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

رقم الفتوى 25645 نبذة عن ابن سيرين، ومدى صحة نسبة كتاب (تفسير الأحلام) إليه
تاريخ الفتوى : 25 رمضان 1423
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأي العلماء الأفاضل في كتاب (تفسير الأحلام) لابن سيرين؟ ونبذة مختصرة عن ابن سيرين.
وجزاكم الله خيرا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كتاب تعبير الرؤيا المتداول بين الناس المنسوب للإمام محمد بن سيرين رحمه الله لم نقف على من نسبه إليه من أهل التحقيق ممن ترجموا له كالإمام الذهبي في السير، والحافظ ابن كثير في البداية والنهاية.
ولو كان هذا الكتاب له لما خفي أمره على هذين الإمامين وأمثالهما، فالغالب على الظن أنه ليس له، ولكنهم جميعًا ذكروا موهبته وبراعته في تعبير الرؤيا، وذكر الذهبي نماذج من ذلك وعقب عليها بقوله: جاء عن ابن سيرين في التعبير عجائب يطول الكتاب بذكرها، وكان له في ذلك تأييد إلهي.
ومما ذكره عنه الإمام الذهبي قال: عن عبد الله بن مسلم المزوي قال: كنت أجالس ابن سيرين فتركته وجالست بعض أهل البدع؛ فرأيت كأني مع قوم يحملون جنازة النبي صلى الله عليه وسلم فأتيت ابن سيرين فذكرته له، فقال: مالك جالست أقوامًا يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم!.
ومما ذكره: أن رجلاً قص على ابن سيرين فقال: رأيت كأن بيدي قدحًا من زجاج فيه ماء فانكسر القدح وبقي الماء، فقال له: اتق الله فإنك لم تر شيئًا، فقال: سبحان الله، قال ابن سيرين: فمن كذب فما عليَّ؛ ستلد امرأتك وتموت ويبقى ولدها.
فلما خرج الرجل قال: والله ما رأيت شيئًا ! فما لبث أن ولد له وماتت امرأته.
إلى غير ذلك من عجائب ذكرها، وهي موجودة أو أكثرها في الكتاب المنسوب لابن سيرين، ولعل بعض المتأخرين جمعها ونسبها إليه. والله أعلم.
أما الإمام محمد بن سيرين فهو شيخ الإسلام أبو بكر الأنصاري البصري مولى أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في آخر خلافة عمر، سمع أبا هريرة، وأنسًا، وابن عباس، وابن عمر وغيرهم من الصحابة، وروى عنه خلق كثير من التابعين.
توفي رحمه الله بعد الحسن البصري بمائة يوم، سنة عشر ومائة للهجرة.
والله أعلم.

الشيخ محمد رشاد
2014/04/04, 10:05 PM
جلال العسيلى (http://www.masrawysat.com/vb/member.php?u=4088) http://www.masrawysat.com/vb/images/statusicon/user_offline.gif
كبير مراقبين الاقسام الاسلامية و الاقسام العامة
http://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gif
(http://www.masrawysat.com/vb/member.php?u=4088) http://img153.imageshack.us/img153/4130/47291341.gif

اشرف فتحى
2014/04/05, 01:21 AM
جلال العسيلى (http://www.masrawysat.com/vb/member.php?u=4088) http://www.masrawysat.com/vb/images/statusicon/user_offline.gif
كبير مراقبين الاقسام الاسلامية و الاقسام العامة
http://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gifhttp://www.masrawysat.com/vb/images/rating/star1.gif


أخى الحبيب
بارك الله بك ولك
وجزاك الله خيرا
وأثابك الفردوس الأعلى

جوهركامل
2014/04/05, 03:05 PM
مشاركتك منطقيه وأيجابيه ومفيده أستاذ جلال ألعسيلى
ربنابيارك فيك ويجعله فى ميزان حساناتك

ايمن خميس محمد عبدالغني
2014/04/09, 12:11 PM
بارك اللة فيك