تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا غرابة ولا عجب


صلاح الهرم
2014/04/27, 07:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمحوا لي أيها السادة الكرام أن أبدأ الموضوع بهذه العبارة الإنجليزية
You hate your life while some people dream of having your life
وتأمل هذه الصورة
http://im62.gulfup.com/k4ZxrU.jpg
والترجمة الحرفية للعبارة السابقة كما لا يخفى على حضراتكم وهي ليس مقصود بها الكل بل بعض الناس
أنت تكره حياتك بينما بعض الناس يحلموا أن تكون حياتهم مثل حياتك.
فبعض الناس بالرغم مما يتمتعون به من نعم أنعم الله بها عليهم إلا أنهم ساخطون متشائمون.

فليس من المستغرب ان تجد معظم الناس يتحاشون المتشائمين ويتجنبون مجالستهم والخوض في احاديث معهم او اخذ مشورتهم. ونجد ان بعض الناس مصابون بمرض الماسوكية التي تجعلهم يفضلون معاشرة هؤلاء الساخطين وذلك حتى يثخنوهم بالجراح فيتلذذون ويتمتعون. ولكننا لسنا مخيرين في انتقاء من نريد معاشرتهم ومن يتسنى لنا مجانبتهم. فلقد يكون الساخط واحد او اكثر من الاهل، ففي مثل هذه الحالة لا يكون السؤال متعلقا بابقاء العرقة او فصمها بل يكون متعلقا بما ينبغي ممارسته من سياسة أزاء هذا الساخط.

ولعل افضل الوسائل التي يجب اتخاذها ازاء هؤلاء الذين كتب علينا ان نتصل بهم والابقاء على علاقاتنا بهم هو عدم اشعال جذوة السخط لديهم وذلك بان نحجب عنهم قدر الامكان الانباء المكدرة بل ابلاغهم بالانباء السارة وتبسيط ما يجابههم من مشكلات. كما يجب ان نؤكد لهم بان حالهم احسن من غيرهم. وان ما اصابهم من سوء اهون مما اصاب الاخرين من مصائب.

ومثل هذا التخفيف يسير على ناحيتين: ناحية عقلية اقناعية وناحية ايحائية وجدانية وليس هناك فصل بينهما. والشئ الاخر هو الحيلولة بين رغبة الساخط في نشر سخطه بيننا. ذلك ان الساخط يجد لديه رغبة محتدمة لجعل الناس يحسون بما يحس به وان ينهجوا نفس النهج الذي يتخذه في الحياة. فاذا لم نحقق له ذلك وفوتنا عليه فرصة اشاعة السخط فيمن يحيطون به فاننا نكون بذلك قد اصبنا اتجاهه النفسي في الصميم. والمسألة هنا شبيهة بانتشار المرض من شخص مريض الى غيره من اشخاص يحيطون به من الاسوياء.

فاذا ما عمدنا الى تحصين انفسنا ضد السخط فاننا نكون بذلك قد نجحنا في اقامة عازل بين النطاق المرضي وبين الرقعة التي يمكن ان ينتشر بها. والمشكلة ستكون اكثر تعقيدا لو ارتبط هذا الساخط بنا بروابط القربى او برابط العمل. انذاك ما علينا الا ان نحاول توجيه ميول الساخط الى واقع ايجابي يعبرون عنه.

وفي الحالات التي لا تكون ثمة رابطة الزامية فيها مع المتشائمين، يكون علينا اذن ان ناخذ حذرنا منهم والا نقع فريسة لحالتهم. فانت كلما عرضت فكرة على احد المتشائمين فانه يعمد الى البرهنة لك على انها فكرة غير مجدية او ضارة بك وبغيرك مع انها قد تكون في الواقع فكرة جيدة ومفيدة بل لعلها تكون فكرة محورية في حياتك ونقطة تحول في مستقبلك.

وعلينا اخيرا ان نعمد الى تحسين حال المتشائمين اجتماعيا وماديا حتى يتسنى لنا ان نغير لون حياتهم وما تصطبغ به من صبغة تشائمية. فالفقير اذا ما وجد الكفاف فانه سوف يتحول الى حالة التفائل. وكذا الحال بالنسبة للمريض وصاحب المشكلات الاجتماعية المتباينة.

وأخيرا قول الحمد لله رب العالمين تحول السخط الى رضا والتشاؤم الى تفاؤل
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

جلال العسيلى
2014/04/27, 07:54 PM
بارك الله فيك اخى الكريم
على الطرح الطيب

صلاح الهرم
2014/04/27, 10:34 PM
شرفني مرورك
ونورت موضوعي
جزاك الله خيرا

yaqot
2014/04/28, 08:56 PM
الله يبارك فيك
ويرضى عنك
ويثيبك الفردوس الأعلى

صلاح الهرم
2014/04/28, 10:16 PM
الله يبارك فيك
ويرضى عنك
ويثيبك الفردوس الأعلى

شرفني مرورك
ونورت موضوعي
جزاك الله خيرا