صلاح الهرم
2014/05/03, 05:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النوبة قبل التهجير
المعروف أن البيئة التي كان يعيش فيها النوبيين قديما – و حديثا أيضا – لم تكن تنتج كثيرا من المحاصيل الزراعية اللهم من القصب و اللوبيا و الطماطم و عدد من الخضروات التي كانت تزرع علي الشريط الأخضر البسيط الذي كان يكفي السكان و العجيب إنه كان يفيض أيضا .. و كان قلة الانتاج يرجع لجغرافية وادي النيل هناك قبل بناء السد العالي و طبيعة منسوب المياه الغير مستقر .. و بالطبع الشق الصحراوي كان الأكثر إستقرارا بما يفيض به نخيل النوبة من تمور شهد لها بالجودة القاصي و الداني .. و كثيرا يعرف طبعا ” بلح إبريم ” نسبة للقرية النوبية الأشهر في إنتاجه .
و طرح السؤال نفسه .. ماذا كان يأكل النوبيين قبل التهجير ؟؟ العجيب إننا لم نجد ما يروي ظمأ التساؤلات سوي صور الصحفي الراحل فتحي حسين الذي سجلت عدسته كافة تفاصيل أهل النوبة قديما .. فأجابت عدسته عن عدد غير قليل من الأسئلة حول الطعام و الشراب وطقوس و مراسم الولائم و مناسباتها ..
http://nobanews.files.wordpress.com/2011/08/14.jpg?w=479
كان الملمح الأبرز أن النوبي هو مضيافا و كريما بفطرته و علي بساطة الطعام إلا أن حميمته في الإستقبال ستدفعك لا محالة لتلبية الدعوة إن كنت غريبا .. ففي الصورة العلوية نجد الطعام قد تم تحضيره أمام المنزل و هو مهيأ لأي عابر سبيل و هي عادة رمضانية في بلاد النوبة القديمة .
و بالطبع كانت اللحوم و الطيور تتصدر قائمة طعام النوبيين و لا سيما الحمام الصغير ” الزغاليل “ و معه ” الجاكود ” او ” الإتر ” و هي الملوخية المطبوخة بالطريقة النوبية و عند قري شمال النوبة يوجد ايضا ” السخينة ” و هي عبارة عن تحمير البصل مع حساء الزغاليل و بالطبع الخبر النوبي المعروف ” بالكابد ” او ” عيش الدوكة ” و احيانا يسمي ” بالقراصة ” لو اشتمل علي رقائق من البصل ممزوجة بالعجين كفيلا وحده بأن يعطيك الإحساس بالشبع .
و الخبر النوبي ” الكابد ” كان يصنع علي طريقة ” القطايف ” اللمصرية و لكن علي قطع حديد مستديرة كبيرة الحجم أو متوسطة تسمي الدوكة و لهذا يصطلح أهل الشمال علي تسميه باسم ” عيش الدوكة ” و كان يخرج الخبز أكبر و سمك أقل من طبقة واحدة و يمكن أن يكون رقيقا جدا حتي يشبه ” الرقاق ” ليستخدم في صناعة مشروب ” الأبريج ” النوبي .
و الأبريج لمن لا يعرف مذاقه هو مشروب مغذي حيث يتم إذابة رقائق الخبز الرفيعة جدا في مياه و ليمون و السكر و يقبل النوبيين علي شرابه عقب الإفطار في رمضان و هناك مشروب نوبي شهير و هو ” الكركديه ” و المعروف شعبيا باسم ” العناب ” .
و لم يقتصر الشراب لدي النوبيين فقط علي الأبريه و الكركديه .. بل إرتبط لدي كثير من أهالي مصر الشاب باللبن بأبناء النوبة .. حيث يطلقون عليه في بعض المقاهي ” شاي نوبي ” ..
و بالطبع إرتبط الشاي بالحليب بالنوبيين حيث يشبهون في تناوله كثيرا طبائع الانجليز في عادتهم في لإحتسائه صباحا و مساءا و يحرصون كثير منهم علي شرب الشاي باللبن بدلا من الشاي السادة الذي يعتاد أهل الصعيد – شمال النوبة – شرابه إلا أن هناك قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين النوبيين و الصعايدة و السودانيين و البدو و غالب الشعوب العربية مثل الإهتمام بالولائم التي تعد أحد المميزات الإجتماعية التي تجمعهم في مناسبات الميلاد و الزواج و الوفاة و كثيرا في العمل .
و النوبي إشتهر لدي غيرهم بإهتمامهم الغير عادي بالنظافة رغم الأجواء شبه الصحراوية إلا أن يحرص علي نظافته الشخصية و البيئية بشكل فطري فعقب كل وليمة – مثلا – يصر صاحب الدعوة علي سكب المياه و احضار الصابون لضيوفه بنفسه .
jN54JFL35gI&rel=0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النوبة قبل التهجير
المعروف أن البيئة التي كان يعيش فيها النوبيين قديما – و حديثا أيضا – لم تكن تنتج كثيرا من المحاصيل الزراعية اللهم من القصب و اللوبيا و الطماطم و عدد من الخضروات التي كانت تزرع علي الشريط الأخضر البسيط الذي كان يكفي السكان و العجيب إنه كان يفيض أيضا .. و كان قلة الانتاج يرجع لجغرافية وادي النيل هناك قبل بناء السد العالي و طبيعة منسوب المياه الغير مستقر .. و بالطبع الشق الصحراوي كان الأكثر إستقرارا بما يفيض به نخيل النوبة من تمور شهد لها بالجودة القاصي و الداني .. و كثيرا يعرف طبعا ” بلح إبريم ” نسبة للقرية النوبية الأشهر في إنتاجه .
و طرح السؤال نفسه .. ماذا كان يأكل النوبيين قبل التهجير ؟؟ العجيب إننا لم نجد ما يروي ظمأ التساؤلات سوي صور الصحفي الراحل فتحي حسين الذي سجلت عدسته كافة تفاصيل أهل النوبة قديما .. فأجابت عدسته عن عدد غير قليل من الأسئلة حول الطعام و الشراب وطقوس و مراسم الولائم و مناسباتها ..
http://nobanews.files.wordpress.com/2011/08/14.jpg?w=479
كان الملمح الأبرز أن النوبي هو مضيافا و كريما بفطرته و علي بساطة الطعام إلا أن حميمته في الإستقبال ستدفعك لا محالة لتلبية الدعوة إن كنت غريبا .. ففي الصورة العلوية نجد الطعام قد تم تحضيره أمام المنزل و هو مهيأ لأي عابر سبيل و هي عادة رمضانية في بلاد النوبة القديمة .
و بالطبع كانت اللحوم و الطيور تتصدر قائمة طعام النوبيين و لا سيما الحمام الصغير ” الزغاليل “ و معه ” الجاكود ” او ” الإتر ” و هي الملوخية المطبوخة بالطريقة النوبية و عند قري شمال النوبة يوجد ايضا ” السخينة ” و هي عبارة عن تحمير البصل مع حساء الزغاليل و بالطبع الخبر النوبي المعروف ” بالكابد ” او ” عيش الدوكة ” و احيانا يسمي ” بالقراصة ” لو اشتمل علي رقائق من البصل ممزوجة بالعجين كفيلا وحده بأن يعطيك الإحساس بالشبع .
و الخبر النوبي ” الكابد ” كان يصنع علي طريقة ” القطايف ” اللمصرية و لكن علي قطع حديد مستديرة كبيرة الحجم أو متوسطة تسمي الدوكة و لهذا يصطلح أهل الشمال علي تسميه باسم ” عيش الدوكة ” و كان يخرج الخبز أكبر و سمك أقل من طبقة واحدة و يمكن أن يكون رقيقا جدا حتي يشبه ” الرقاق ” ليستخدم في صناعة مشروب ” الأبريج ” النوبي .
و الأبريج لمن لا يعرف مذاقه هو مشروب مغذي حيث يتم إذابة رقائق الخبز الرفيعة جدا في مياه و ليمون و السكر و يقبل النوبيين علي شرابه عقب الإفطار في رمضان و هناك مشروب نوبي شهير و هو ” الكركديه ” و المعروف شعبيا باسم ” العناب ” .
و لم يقتصر الشراب لدي النوبيين فقط علي الأبريه و الكركديه .. بل إرتبط لدي كثير من أهالي مصر الشاب باللبن بأبناء النوبة .. حيث يطلقون عليه في بعض المقاهي ” شاي نوبي ” ..
و بالطبع إرتبط الشاي بالحليب بالنوبيين حيث يشبهون في تناوله كثيرا طبائع الانجليز في عادتهم في لإحتسائه صباحا و مساءا و يحرصون كثير منهم علي شرب الشاي باللبن بدلا من الشاي السادة الذي يعتاد أهل الصعيد – شمال النوبة – شرابه إلا أن هناك قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين النوبيين و الصعايدة و السودانيين و البدو و غالب الشعوب العربية مثل الإهتمام بالولائم التي تعد أحد المميزات الإجتماعية التي تجمعهم في مناسبات الميلاد و الزواج و الوفاة و كثيرا في العمل .
و النوبي إشتهر لدي غيرهم بإهتمامهم الغير عادي بالنظافة رغم الأجواء شبه الصحراوية إلا أن يحرص علي نظافته الشخصية و البيئية بشكل فطري فعقب كل وليمة – مثلا – يصر صاحب الدعوة علي سكب المياه و احضار الصابون لضيوفه بنفسه .
jN54JFL35gI&rel=0