صلاح الهرم
2014/05/03, 11:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يروي لنا التاريخ أن ملكاً من الملوك , كان يسير معه رجل صالح يعظه , وهو في طريقه الى مكان الحكم أو "كرسي الملك" فكان هذا الرجل الصالح ينتظر الملك أمام بيته وعندما يخرج يسير الى جواره لينصحه "نصيحة خالصة لله تعالى" وكان يتركه عندما يجلس على كرسي الحكم ليحكم بين الناس ويدير أمور مملكته
ومما كان يقوله للملك "أيها الملك أحسن الى من أحسن وأترك المسيء الى اساءته" هكذا كان يقول له كل يوم.
لكن أحد رجال الحاشية حسد هذا الرجل لأن الملك كان كلما رأى الرجل الصالح هش في وجهه ورحب به وكان يسير بجواره , فماذا يصنع؟ فماذا يصنع وقد أدرك ان هذا الرجل الصالح قريب الى قلب الملك؟ ولأنه رجل ياكل قلبه الحسد فقال للملك: إن هذا الذي يسير بجوارك يقول عنك: إنك ابخر ورائحة فمك كريهة
فقال الملك :وما يدري إنك صادق؟
قال :ايها الملك انظر اليه وهو يكلمك ألا ترى إنه يضع يده على فمه ثم يدير الى الناحية الاخرى؟
الملك : لم ارى منه هذا .
الرجل الحسود : دقق النظر أيها الملك في الصباح .
وانتظر هذا الرجل صديق الملك وهو خارج الى الملك فأقسم على ان يطعمه طعاما فيه ثوم وبصل .
وعندما حان خروج الملك ذهب , وعندما التقى بالملك كعادته أخذ الملك يحاوره وأخذ الملك يركز على ماقيل له بالأمس . لقد كان الرجل على درجة من الأدب وقد أدرك إن رائحة الثوم والبصل في فمه ولئلا يؤذي الملك برائحة فمه كان يضع يده على فمه .فأدرك الملك ان كلام النمام صحيح فاغتاظ فكتب رسالة لخازن بيت ماله وأغلق الرسالة وأعطاها لهذا الرجل الذي يصحبه. كان في الرسالة: "إن بلغك هذا فاقطع رأسه واسلخ جلده" وعندما أخذ الرجل الرسالة كان ذلك الحاسد ينتظره في الخارج
فقال له :ماذا أعطاك الملك ؟
قال أعطاني رسالة لخازن بيت المال .
الحاسد :انا مسكين لا أجد قوت يومي ولا بد أن الملك اعطاك عطية فاعطني إياها.
الرجل : خذها فأنا عندي ما يغنيني من فضل الله.
ذهب الرجل الى الخازن وهو فرح بما سيناله من عطية وعندما سلم الرسالة أمر الخازن السياف بقطع رأس حامل الرسالة .
فقال الحاسد : لا تقطع فالقطع ليس لي.
السياف :كلام الملوك لا يرد وقطع رقبته وسلخ جلده.
وفي اليوم التالي ذهب الرجل الصالح وسار الى جنب الملك .تعجب الملك وقال: أما ذهبت بالأمس الى خازن بيت المال؟
فقال: أيها الملك عندما خرجت استعطفني صديقك فلان وقال:انا مسكين وعلي ديون... فأعطيته الرسالة.
قال الملك: فما الذي حدث؟ فقص الرجل عليه القصه من أولها...
"احسن الى من أحسن اليك وأترك المسيء الى إساءته"
فما نستنتج من هذه القصة: ان الحاسد كالنار تاكل بعضها بعضا ان لم تجد ما تأكله
فيديو للعظة
oMot_0SCfBI&rel=0
د. عمر عبد الكافي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يروي لنا التاريخ أن ملكاً من الملوك , كان يسير معه رجل صالح يعظه , وهو في طريقه الى مكان الحكم أو "كرسي الملك" فكان هذا الرجل الصالح ينتظر الملك أمام بيته وعندما يخرج يسير الى جواره لينصحه "نصيحة خالصة لله تعالى" وكان يتركه عندما يجلس على كرسي الحكم ليحكم بين الناس ويدير أمور مملكته
ومما كان يقوله للملك "أيها الملك أحسن الى من أحسن وأترك المسيء الى اساءته" هكذا كان يقول له كل يوم.
لكن أحد رجال الحاشية حسد هذا الرجل لأن الملك كان كلما رأى الرجل الصالح هش في وجهه ورحب به وكان يسير بجواره , فماذا يصنع؟ فماذا يصنع وقد أدرك ان هذا الرجل الصالح قريب الى قلب الملك؟ ولأنه رجل ياكل قلبه الحسد فقال للملك: إن هذا الذي يسير بجوارك يقول عنك: إنك ابخر ورائحة فمك كريهة
فقال الملك :وما يدري إنك صادق؟
قال :ايها الملك انظر اليه وهو يكلمك ألا ترى إنه يضع يده على فمه ثم يدير الى الناحية الاخرى؟
الملك : لم ارى منه هذا .
الرجل الحسود : دقق النظر أيها الملك في الصباح .
وانتظر هذا الرجل صديق الملك وهو خارج الى الملك فأقسم على ان يطعمه طعاما فيه ثوم وبصل .
وعندما حان خروج الملك ذهب , وعندما التقى بالملك كعادته أخذ الملك يحاوره وأخذ الملك يركز على ماقيل له بالأمس . لقد كان الرجل على درجة من الأدب وقد أدرك إن رائحة الثوم والبصل في فمه ولئلا يؤذي الملك برائحة فمه كان يضع يده على فمه .فأدرك الملك ان كلام النمام صحيح فاغتاظ فكتب رسالة لخازن بيت ماله وأغلق الرسالة وأعطاها لهذا الرجل الذي يصحبه. كان في الرسالة: "إن بلغك هذا فاقطع رأسه واسلخ جلده" وعندما أخذ الرجل الرسالة كان ذلك الحاسد ينتظره في الخارج
فقال له :ماذا أعطاك الملك ؟
قال أعطاني رسالة لخازن بيت المال .
الحاسد :انا مسكين لا أجد قوت يومي ولا بد أن الملك اعطاك عطية فاعطني إياها.
الرجل : خذها فأنا عندي ما يغنيني من فضل الله.
ذهب الرجل الى الخازن وهو فرح بما سيناله من عطية وعندما سلم الرسالة أمر الخازن السياف بقطع رأس حامل الرسالة .
فقال الحاسد : لا تقطع فالقطع ليس لي.
السياف :كلام الملوك لا يرد وقطع رقبته وسلخ جلده.
وفي اليوم التالي ذهب الرجل الصالح وسار الى جنب الملك .تعجب الملك وقال: أما ذهبت بالأمس الى خازن بيت المال؟
فقال: أيها الملك عندما خرجت استعطفني صديقك فلان وقال:انا مسكين وعلي ديون... فأعطيته الرسالة.
قال الملك: فما الذي حدث؟ فقص الرجل عليه القصه من أولها...
"احسن الى من أحسن اليك وأترك المسيء الى إساءته"
فما نستنتج من هذه القصة: ان الحاسد كالنار تاكل بعضها بعضا ان لم تجد ما تأكله
فيديو للعظة
oMot_0SCfBI&rel=0
د. عمر عبد الكافي