المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رعاية المسنين في رمضان


محمد فتحى الطباخ
2014/07/13, 11:20 AM
كبار السن في كل مجتمع هم حكماؤه وحاملو لواء الخبرة وتجارب الحياة، وفي شهر رمضان الكريم يكون هناك العديد من التحديات الصحية التي تقابلها تلك الفئة الكريمة من مجتمعاتنا؛ لذا نسعى في هذا المقال لأخذ جولة حول رعاية المسنين في رمضان من المنظور الطبي، داعين الله أن يمن على آبائنا وأجدادنا بموفور الصحة والعافية. صحة كبار السن في رمضان : صحة كبار السن بشكل عام وفي رمضان بشكل خاص تعتمد على محاور أساسية ينبغي التفكير فيها عند وضع خطة للعناية الصحية بهم، وتشمل هذه المحاور: 1) قدرة المسن على العمل و الحركة : - يشمل هذا القدرة على أداء وظائفه العملية والاجتماعية، بالإضافة لقدرته على الاهتمام بنفسه وحاجته لمساعدة شخص آخر في رعايته من عدمه. - أهمية هذا المحور أنه يوفر تصورًا مبدئيًا للقدرة الجسمانية العامة للمسن التي يمكن على أساسها التنبوء بتأثير الصيام عليه. 2) الأمراض المزمنة، وأدويتها : - إصابة المسنين بأمراض مزمنة مثل الضغط والسكر يعد أمرًا شائعًا، لكن من المهم للغاية أن يتم تقييم مدى استقرار الحالة المرضية للمسن وكذلك انتظامه على خطة العلاج من عدمه. - أهمية هذا أنه يساعد على تحديد ما إذا كان الوضع الصحي العام للمسن يسمح له بالصيام، أم أن الصيام يمثل خطورة على استقرار حالته الصحية. 3) الحالة النفسية للمسن : - تعتبر الحالة النفسية للمسن من أهم العوامل التي تتطلب التعامل معها برفق وحذر؛ لما لنفسية المسن من طبيعة خاصة وحساسة، كما أنها سريعة التأثر بالتغيرات المحيطة سواء سلبية أو إيجابية، وأهم ما تمثله الحالة النفسية للمسن هو انعكاسها الواضح على حالته الصحية العضوية في أغلب الأحيان. - أهمية تقييم الحالة النفسية للمسن بدخول رمضان يتمثل في تحديد ما إذا كان المسن بحاجة إلى نوع خاص من الدعم خلال الشهر الكريم لظروف خاصة مثل فقدان شريك الحياة على سبيل المثال، أو فقدان صديق مقرب؛ حيث إن شهر رمضان في هذه الحالة يمثل مناسبة ذات ذكريات غنية مع الشخص المتوفى مما قد يمثل تحديًا خاصًا. 4) الاحتياجات الغذائية : - تمثل الاحتياجات الغذائية للمسن عاملاً مهمًا في الحفاظ على صحته؛ حيث إنه في كثير من الأحيان تتفاقم أعراض بعض الأمراض أو تظهر من أساسها نتيجة لوجود نقص في أحد الفيتامينات أو العناصر الغذائية المهمة. - أهمية تقييم الاحتياجات الغذائية تتمثل في أنها تساعد على وضع خطة تغذية مناسبة للمسن خلال شهر رمضان، وتحميه من أن يصبح الصيام عاملاً إضافيًا يفاقم أي سوء تغذية أو نقص فيتامينات يعاني منه المسن . صيام كبار السن : وفقًا للمحاور السابق ذكرها يسهل التنبؤ بالتحديات التي يطرحها الصيام في حالة كبار السن، وأهمها: 1 – حماية المسن من آثار الجفاف الناتج عن الامتناع عن الشرب طوال النهار. 2 – حماية المسن من تفاقم حالة سوء التغذية الناتجة عن نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة. 3 – حماية المسن من أي مضاعفات قد ترتبط بين الأمراض المزمنة المصاب بها وبين الصيام. 4 – مساعدة المسن في انتظامه على خطته العلاجية بكافة مكوناتها خلال رمضان. 5 – مساعدة المسن لعدم نسيان المواعيد الجديدة لأدويته خلال رمضان. 6 – الدعم النفسي للمسن خلال الشهر الكريم. 7 – استغلال الأجواء الروحانية والاجتماعية خلال الشهر الكريم لإظهار التقدير والامتنان للمسنين بما يساعد على رفع حالتهم المعنوية بشكل عام. 8 – ترتيب إجراءات رعاية المسن والاهتمام به خلال رمضان. التعامل مع تحديات صيام كبار السن في رمضان : أولاً : خطة الحماية من فقدان السوائل والجفاف : 1) مراجعة الأدوية التي يتناولها المسن مع الطبيب المتابع للحالة، وإذا كان بها أدوية مدرة للبول أو مثلها من الأدوية التي تزيد من فقد السوائل في الجسم ينبغي مناقشة مسألة الصيام مع الطبيب لتحديد درجة تأثير الدواء عليها. 2) الحرص خلال فترة النهار على الحفاظ على رطوبة الجسم من خلال: * تجنب التعرض المباشر للشمس. * الحرص على السير والحركة في أماكن ظليلة. * الحصول على فترات راحة في المشاوير الطارئة الضرورية. * الحصول على دش مياه فاترة يساعد على انتعاش الجسم. 3) الحرص في فترة ما بعد الإفطار على تعويض السوائل المفقودة من خلال: * تناول المياه بكميات وافرة على مدار فترة ما بعد الإفطار. * تناول عصائر الفواكه الطبيعية. * تناول الفواكه الغنية بالسوائل مثل البطيخ والفراولة والخيار والكانتالوب. 4) تجنب المياه الغازية والمشروبات المنبهة؛ لأنها تسبب زيادة فقد السوائل في الجسم. ثانيًا : خطة التغذية الصحية : 1) الحرص على دمج الخضروات الطازجة في الإفطار بشكل أساسي لإعطاء شعور بالشبع مع توفير كميات مناسبة من الفيتامينات للجسم مع أقل كمية من الدهون والعناصر الغير مفيدة. 2) الحرص على استبدال المسليات الصناعية بمسليات طبيعية مثل الفواكه الطازجة. 3) الحرص على تقليل كمية الملح في الطعام بكافة أنواعه حتى لا يؤثر على استقرار ضغط الدم. 4) الحرص على ضبط كميات الحلويات والسكريات حتى لا تؤثر على استقرار نسبة السكر في الدم. 5) الانتباه لاحتواء المكسرات في أغلب الأحيان على كميات من الملح. 6 – الانتباه لاحتواء الأكلات الرمضانية مثل قمر الدين والخشاف على كميات من السكر. ثالثًا : خطة التعامل مع الأمراض المزمنة في رمضان : – عمل زيارة للطبيب المتابع للحالة قبل رمضان يعتبر أمرًا ضروريًا في كل الأحوال من أجل : * تقييم الوضع الحالي للأمراض ومدى التحكم فيها. * تحديد ما إذا كانت الحالة الصحية العامة تسمح بصيام المسن أم لا. * وضع الخطة العلاجية البديلة التي تتناسب مع مواعيد الصيام والإفطار خلال شهر رمضان. * وضع خطة متابعة مناسبة خلال شهر رمضان وفقًا لدرجة كل حالة. رابعًا : خطة تنظيم أدوية المسن خلال رمضان : 1 – يتم الالتزام بالخطة العلاجية التي وضعها الطبيب المتابع لمواعيد الأدوية خلال رمضان. 2 – يتم التأكد من توافر كافة الأدوية وعدم نقص أي دواء خاصة الأدوية التي تستخدم في الحالات الطارئة. 3 – يتم كتابة مواعيد العلاج في ورقة كي لا تنسى. 4 – إذا كان المسن يعيش مع أسرته يتم تعيين فرد معين مسئول عن تذكير المسن بمواعيد دوائه بشكل منتظم. 5 – يتم مراجعة كميات الأدوية كل بضعة أيام للتأكد من انتظام المسن على العلاج وعدم تفويت أي جرعات. ماذا يأكل كبار السن في رمضان ؟ الطرق الصحية لتغذية كبار السن في رمضان ؟ أهم مبادئ تغذية كبار السن بشكل عام هي : 1 – الإكثار من الطعام المرتفع في الألياف الغذائية مثل الخضروات الطازجة والفواكه . 2 – الاعتماد على مصادر البروتين منخفضة الدهون مثل الأسماك. 3 – تقليل كميات اللحوم. 4 – تقليل كميات منتجات الألبان كاملة الدسم. 5 – تقليل كميات السكريات. 6 – توفير كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د. 7 – شرب كميات كافية من المياه والسوائل. 8 – تقليل كميات الملح المضاف للطعام. إفطار كبار السن برمضان : وفقًا للمبادئ السابقة فإن الإفطار الصحي لكبار السن في رمضان يجب أن يتضمن: 1 – مصدر للطاقة: يتمثل في الكربوهيدرات المعقدة التي تضمن إمداد الجسم بالطاقة بعدة ساعات مثل الخير والأرز والمكرونة. 2 – مصدر للبروتين منخفض الدهون: يتمثل في الأسماك كأحد أفضل مصادر البروتين منخفض الدهون مقارنة باللحوم الحيوانية التي تحتوي نسب مرتفعة من الدهون. 3– مصدر الكالسيوم: يتمثل في منتجات الألبان منزوعة الدسم، والتي تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة العظام وحمايتها من الهشاشة والكسور المتكررة. 4 – مصدر الألياف الغذائية: يتمثل في الخضروات الطازجة التي يتم دمجها على مائدة الإفطار من خلال سلطات الخضار التي تحتوي على كميات كبيرة من الخضروات الورقية. 5 – مصدر لتعويض السوائل: يتمثل في المياه وعصائر الفواكه الطازجة، كما أن تناول الفواكه ذات محتوى السوائل المرتفع مثل البطيخ يمثل إضافة جيدة لتعويض السوائل. 6 – إزالة علبة الملح من على مائدة الإفطار تمثل اقتراحًا جيدًا يساعد على تقليل محتوى الملح المضاف لطعام المسنين. 7 – التنويع من يوم لآخر فيما يخص نوعيات الخضروات والفواكه يمثل عاملاً مساعدًا على الحفاظ على إقبال المسن على تناول الطعام بشهية جيدة. هكذا يمكننا بإذن الله أن نطمئن بشأن صحة آبائنا الأفاضل خلال الشهر الكريم...

اقرأ المحتوى الأصلى على موقع كل يوم معلومة طبية
http://www.dailymedicalinfo.com/articles/a-1553

المصدر ©كل يوم معلومة طبية

جلال العسيلى
2014/07/14, 06:27 AM
بارك الله فيك أخي
وجعل ماقدمته في موازين حسناتك
تحياتي لك