أبـو على
2014/07/28, 04:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
كنت فى زيارة الى احد كبار السن للمعايدة والسلام عليه فاجهش العجوز بالبكاء ولبكاء الكبير وقعه واثره فى النفس فسالته عن سبب نحيبه ولما البكاء واليوم يوم فرح وسرور فتنهد قائلا لقد تذكرت عصيدة امى وبهجة تلك الايام الخوالى وشقوتى معها فقلت له ذكرتنى ايها العجوز الهرم بقصيدة ابن سودون المصرى والذى اشتعل راسه بالشيب واخذ يبكى ويرثى امه بلهجة اهل مصر المحببة للنفس قائلا
لموت امي ارى الاحزان تحنيني = = فطالما لحستني لحس تحنين
وطالما دلعتني حال تربيتي = = خوفا على خاطري كي لا تبكيني
اقول "مم مم" تجي بالاكل تطعمني = = اقول " امبو" تجي بالماء تسقيني
ان صحت في ليلة " وأ وأ" لاسهرها = = تقول "هو هو " بهز كي تننيني
كم كحلتني ولي في جبهتي جعلت = = "صوصوبنيلي"وكم كانت تحنيني
وربما شكشكتني حين اغضبها= = وبعد ذا كشكشتني كي ترضيني
ومن فقيهي ان اهرب ورام ابي = = مسكي وبعثي له كانت تخبيني
وزغرطت في طهوري فرحة وغدت = = تنثر الملح من فوقي وترقيني
وفي زواجي تصدت للجلاء عسى = = على المنصة تلقاني بتزيين
وربت اولادا ايضا مثل تربيتي = = وبعد ذلك ماتت اه وانيني
وخلفتني يتيما ابن اربعة = = واربعين سنينا في حسابيني
يعظم الله فيها الاجر لي وكذا = = لي في من بعدها جودوا بآمين
عندها تبسم الشيخ ضاحكامن قولى وخرجت من عنده حامدا الله تعالى بعد ان اكلنا عنده العصيدة
http://www.trables.com/wp-content/uploads/2009/11/43500259.jpg
تنويه العصيدة اكلة ليبية تصنع من الدقيق والماء وتسبك سبكا بعد تسخينها جيدا على النار وبعد نضجها يسكب عليها زيت الزيتون والعسل المصفى فينسكب عندها اللعاب على ذقون الرجال وهى من ضمن الاكلات التى تفرض نفسها على البيوت ولاعيد بدونها
يقول ابوعلى متنهدا هو الاخر اما اليوم رحل العجوز عنا الى دار ارحب
ياالله ما اسرع ماتمر الايام وتمضى السنون مثل اضغاث الاحلام كتبت ونشرت يا قومى حكايتى هذه منذ عام تقريبا احسبها منذ ساعة
عذرا على اعادتها اننا فى يوم عيد وفيها عبرة وتذكرة لمن له قلب
من الارشيف
السلام عليكم
كنت فى زيارة الى احد كبار السن للمعايدة والسلام عليه فاجهش العجوز بالبكاء ولبكاء الكبير وقعه واثره فى النفس فسالته عن سبب نحيبه ولما البكاء واليوم يوم فرح وسرور فتنهد قائلا لقد تذكرت عصيدة امى وبهجة تلك الايام الخوالى وشقوتى معها فقلت له ذكرتنى ايها العجوز الهرم بقصيدة ابن سودون المصرى والذى اشتعل راسه بالشيب واخذ يبكى ويرثى امه بلهجة اهل مصر المحببة للنفس قائلا
لموت امي ارى الاحزان تحنيني = = فطالما لحستني لحس تحنين
وطالما دلعتني حال تربيتي = = خوفا على خاطري كي لا تبكيني
اقول "مم مم" تجي بالاكل تطعمني = = اقول " امبو" تجي بالماء تسقيني
ان صحت في ليلة " وأ وأ" لاسهرها = = تقول "هو هو " بهز كي تننيني
كم كحلتني ولي في جبهتي جعلت = = "صوصوبنيلي"وكم كانت تحنيني
وربما شكشكتني حين اغضبها= = وبعد ذا كشكشتني كي ترضيني
ومن فقيهي ان اهرب ورام ابي = = مسكي وبعثي له كانت تخبيني
وزغرطت في طهوري فرحة وغدت = = تنثر الملح من فوقي وترقيني
وفي زواجي تصدت للجلاء عسى = = على المنصة تلقاني بتزيين
وربت اولادا ايضا مثل تربيتي = = وبعد ذلك ماتت اه وانيني
وخلفتني يتيما ابن اربعة = = واربعين سنينا في حسابيني
يعظم الله فيها الاجر لي وكذا = = لي في من بعدها جودوا بآمين
عندها تبسم الشيخ ضاحكامن قولى وخرجت من عنده حامدا الله تعالى بعد ان اكلنا عنده العصيدة
http://www.trables.com/wp-content/uploads/2009/11/43500259.jpg
تنويه العصيدة اكلة ليبية تصنع من الدقيق والماء وتسبك سبكا بعد تسخينها جيدا على النار وبعد نضجها يسكب عليها زيت الزيتون والعسل المصفى فينسكب عندها اللعاب على ذقون الرجال وهى من ضمن الاكلات التى تفرض نفسها على البيوت ولاعيد بدونها
يقول ابوعلى متنهدا هو الاخر اما اليوم رحل العجوز عنا الى دار ارحب
ياالله ما اسرع ماتمر الايام وتمضى السنون مثل اضغاث الاحلام كتبت ونشرت يا قومى حكايتى هذه منذ عام تقريبا احسبها منذ ساعة
عذرا على اعادتها اننا فى يوم عيد وفيها عبرة وتذكرة لمن له قلب
من الارشيف