تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طرفة بن العبد


جلال العسيلى
2014/10/13, 06:31 PM
http://img.qwled.com/i/468d8119a65fd227ed22dc0403673f9d.gif


طرفة بن العبد

http://img.el-wlid.com/imgcache/2013/12/752445.pnghttp://img.el-wlid.com/imgcache/2013/12/752445.png
طرفة بن العبد، هو عمرو بن العبد بن سفيان من بني ضبيعة بن بكر بن وائل وطرفة لقبه وأمه وردة وهي أخت الشاعر المتلمس وكان ل طرفه أخ اسمه معبد و أخوات إحداهن شاعرة اسمها الخرنق أم منازل قومه فكانت البحرين عاش بالفترة (86/539 م-60 ق.هـ/564 م).
حياته
يتم طرفة من ابيه صغيرا فأبى اعمامه ان يقسموا له نصيبه من ارث ابيه وظلمو حقه فنشأ مع امه قي بؤس
فعانى طرفة من اعمامه كثيراولم يجد دفعا لظلمهم عنه سوى الانغماس في اللهو الذي أسلمه للإهمال في رعاية ما تبقى للعائلة من إبل، مما أغضب شقيقه معبد منه...ولما قصد ابن عمه شاكيا نهره بقسوة فعاد لقبيلته مجددا، لكن ذلك لم يدم طويلا، فقد ضاقت القبيلة بتصرفاته اللاهيه فحكمت عليه بالابتعاد عنها، فصوّر ذلك في معلقته بصورة تهكمية، مستمدة من ملامح بيئته الصحراوية، حيث رأى نفسه وكأنه بعير مصاب بالجرب وينبغي إبعاده، بعد تعبيده بالقار علاجا له، عن بقية القطيع حتى لا تصاب بالعدوى، فكان الشاعرطرفه ذلك البعير المعبّد.. المفرد.
حينها بدأ تجوله في جزيرة العرب محتميا بهجائه المهذب, دفعا لغوائل المتربصين بنزقه الملكي، باحثا عن كنزه المفقود وحكمته المتناسلة من أرحام القوافي. وبين تضاعيف ذلك التطواف نظم تلك المعلقة التي ارتفعت به إلى الصف الأول من شعراء العربية على حداثة سنه وقلة إنتاجه. لكن شعره بما فيه المعلقة التي احتلت سدس ديوانه تقريبا، تميز بذلك الحس الإنساني الفريد من نوعه في جاهلية القصيدة العربية. وأضفت نظراته العميقة للموت والحياة وتصاريفهما فلسفة شعرية قلما انتبه إليها المتقدمون من الشعراء. بلغ طرفة في نهاية رحلة التيه مملكة الحيرة، فنادم مليكها عمرو بن كلثوم، لكن لذة الشاعر الموزعة في مثلث المرأة والفروسية والخمر.. كخلاصة لمعنى الحياة أوغرت صدر الملك عليه. فربما هجا الشاعر الملك، أو تباهى عليه بفروسيته، أو شبب بشقيقته فغضب الملك من شاعر النزق الملكي وحكم عليه بالموت. لكنه خشي من مواجهة الشاعر السليط بذلك الحكم القاتل فكتب الملك إلى عامله بالبحرين ان يقتل طرفة فسجنه ثم قتله وهو في نحو السادسة والعشرين من عمره وقد كانت معلقته الذهبية الخالدة قد اكتملت فعلا
وقداشترك طرفة في حرب البسوس وكان معاصرا لملك الحيرة عمرو بن هند وصديقا لاخيه عمرو بن مامة.
موته
وجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث الملك عمرو بن هند، وكان فيه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح).
وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه. وكان المتلمّس حاضراً ، فلما قاما قال له المتلمّس: "يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك". فقال طرفة: "كلا"...
بعدها كتب عمرو بن هند لكل من طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها:
"باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً".
فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو أيضاً فلم يفعل، بل سار حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها.
فلما وقف المكعبر على ما جاء في الرسالة أوعز إلى طرفة بالهرب لما كان بينه وبين الشاعر من نسب ، فأبى . فحبسه الوالي وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عملك من تريد فاني غير قاتله".
فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، وجيء بطرفة إليه فقال له: "إني قاتلك لا محالة .. فاختر لنفسك ميتة تهواها".
فقال: "إن كان ولا بدّ فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك.
شعره
شعر طرفة قليل لأنه لم يعش طويلاً. ولكنه حافل بذكر الأحداث، ويعكس أفكاره وخواطره بالحياة وبالموت، وتبرز فيه الدعوة لقطف ثمار اللذة الجسدية والمعنوية قبل فوات العمر.
وقد ترك لنا طرفة ديواناً من الشعر أشهر ما فيه "المعلّقة".
ويحوي الديوان 657 بيتاً ، أما المعلقة فيبلغ عدد أبياتها (104) بيتاً وهي على البحر الطويل. ومن موضوعاتها:
1 - الغزل - الوقوف على الأطلال ووصف خولة.
2 - وصف الناقة.
3 - يعرّف نفسه ثم يعاتب ابن عمه.
4 - ذكر الموت، ووصيته لابنة أخيه أن تندبه.

http://img.el-wlid.com/imgcache/2013/12/752445.pnghttp://img.el-wlid.com/imgcache/2013/12/752445.png


نموذج من المعلقة
لخِولة أَطْلالٌ بِيَرْقَةِ ثَهْمَدِ ** تَلُوحُ كَبَاقي الْوَشْمِ في طَاهِرِ الْيَدِ
وُقُوفاً بِهَا صَحْبي عَلَيَّ مطِيَّهُمْ ** يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَلَّدِ
كأنَّ حُدُوجَ الَمْالِكِيَّةِ غُدْوَةً ** خَلا يا سَفِين بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ
عَدُو لِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ ابْنِ يَامِنٍ ** يَجُوز بُهَا الْمّلاحُ طَوراً وَيَهْتَدِي
يَشُقُّ حَبَابَ الَماءِ حَيْزُ ومُها بها ** كما قَسَمَ التِّرْبَ الْمَفايِلُ باليَدِ
وفِي الَحيِّ أَخْوَى يَنْفُضُ المرْ دَشادِنٌ ** مُظَاهِرِ سُمْطَيْ لُؤْلؤٍ وَزَبَرْجَدِ
خَذُولٌ تُراعي رَبْرَباً بِخَميلَةٍ ** تَنَاوَلُ أَطْرَافَ الَبريرِ وَتَرْتَدِي
وَتَبْسِمُ عَنْ أَلْمى كأَنَّ مُنَوّراً ** تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَدِ
سَقَتْهُ إِيَاُة الشَّمْس إِلا لِثَاتِهِ ** أُسِفّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بإثْمدِ
وَوَجْهٌ كأنَّ الشَّمْسَ أَلفَتْ رِداءَهَا ** عَلَيْهِ نَقِيُّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ
وَإِني لاُ مْضِي الَهمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ ** بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
أَمونٍ كأَلْوَاحِ الإِرانِ نَصَأتُها ** على لاحِبٍ كأَنّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ
جَمَاِليَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدي كَأنَّها ** سَفَنجَةٌ تَبْري لأَزْعَرَ أَرْبَدِ
تُبارِي عِتَاقاً ناجِياتٍ وَأَتْبَعَتْ ** وَظيفاً وَظيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّرِ
تَرَبَّعَتِ الْقُفّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي ** حَدَائِقَ مَوْليَّ الاسِرَّةِ أَغْيَدِ
تَرِيعُ إِلىَ صَوْتِ الُمهِيبِ وَتَتَّقي ** بذي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكلَفَ مُلْبِدِ
كَأنَّ جنَاحَيْ مَضْرَ حيِّ تَكَنَّفَا ** حِفا فيهِ شُكّا في العَسِيبِ بِمسْرَدِ
فَطَوْراً بهِ خَلْفَ الزّميلِ وَتَارَةً ** على حَشَفٍ كالشَّنّ ذاوٍ مُجَدَّدِ
لها فَخِذَانِ أُكمِلَ النَّحْضُ فيهما ** كأنّهما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ
وَطَيِّ مُحالٍ كالَحنيّ خُلُوفُهُ ** وَأجْرِنَةٌ لُزَّتْ بدَأْيٍ مُنَضَّدِ
كأنّ كِناسَيْ ضَالَةٍ يُكْنِفانِها ** وَأَطْرَ قِسِيِّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَبَّدِ
لها مِرْفَقَانِ أَفْتَلانِ كأنّها ** تَمُرُّ بِسَلْمَيْ داِلجٍ مُتَشَدِّدِ
كقَنْطَرَةِ الرُّوِميّ أَقْسَمَ ربّها ** لَتُكْتَنَفَنْ حتى تُشادَ بِقَرْمَدِ
صُهابِيّةُ الْعُثْنُونِ مُو جَدَةُ الْقَرَا ** بعيدةُ وَخْدِ الرّجْلِ مَوّارَةُ اليَدِ
أُمِرَّتْ يَدَاها فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَتْ ** لها عَضُداها في سَقيفٍ مُسَنَّدِ
جَنُوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثمَّ أُفْرِعَتْ ** لها كتِفَاها في مُعالي مُصَعَّدِ
كأَنَّ عُلوبَ النَّسْعِ في دَأَيَاتِها ** مَوَارِدُ من خَلْقاءَ في ظهرِ قَرْدَدِ
تَلاقَى وَأَحْياناً تَبينُ كأنّها ** بَنائِقُ غَرِّ في قَميصٍ مُقَدَّدِ
وَأَتْلَغُ نَهَّاضٌ صَعَّدَتْ بِهِ ** كسُكّانِ بُوِصيِّ بِدْجِلَةَ مُصْعِدِ
وَجُمْجُمَةٌ مِثْلُ الْعَلاةِ كأنّما ** وَعى الُمْلَتقى منها إِلى حرْفِ مِبْرَدِ
وَخَد كقِرْطاسِ الشّآمي ومِشْفَرٌ ** كسِبْتِ الْيَماني قَدُّهُ لم يُجَرَّدِ
وَعَيْنَانِ كالَماوِيَتَيْنِ اسْتَكَنّتا ** بكهفَي حجَاجَي صَخْرَةٍ قلْتِ مَوْرِدِ
طَحورانِ عُوّارَ الْقَذَى فَتَراهُما ** كمِكْحَلَتَيْ مذعورَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ
وَصَادِفَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّرى ** لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أَوْ لِصَوْتٍ مُنَدِّدِ
مُوَلّلتانِ تَعْرِف الْعِتْقَ فيهِما ** كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ
وَأرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحدُّ مُلَمْلمٌ ** كمِرْداةِ صَخْرٍ في صَفِيحٍ مُصَمَّدِ
وَأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ من اْلأَنفِ مارِنٌ ** عَتيقٌ متى تَرْجُمْ به اْلأَرْضَ تَزْددِ
وَإِنْ شئتُ لم تُرْقِلْ وَإِنْ شئتُ أَرْقَلَتْ ** مَخَافَةَ مَلْوِيِّ مِنَ الْقَدِّ مُحْصَدِ
وَإِنْ شئتُ سلمى وَاسطَ الكورِ رَأسهَا ** وَعامَتْ بضَبْعَيها نجاءَا الخَفَيْدَدِ
على مِثْلِهَا أَمْضي إِذَا قالَ صاحبي, ** أَلا لَيْتَني أَفديكَ منها وَأفْتَدي
وَجاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوفْاً وَخاَله ** مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى على غيرِ مَرْصَدِ
إِذَا الْقَوْمُ قالوا مَنْ فَتًىِ خلْتُ أَنَّني ** عُنِيتُ فلَم أَكْسَلْ وَلَمْ أَتَبَلَّدِ
أَحلْتُ عَلَيْها بالقطيع فأجِذَمَت ** وَقَدْ خَبَّ آلُ اْلأَمْعَزِ اُلمتوَقِّدَّ
فَذالتْ كما ذالتْ وَليدَة مَجْلِسٍ ** تُرِي رَبَّهَا أَذيالَ سَحلٍ مَمددِ
وَلَسْتُ بِحَلاَّلِ التِّلاعِ مَخافَةً ** وَلكِنْ متى يَسْتَرْفِدِ الْقَوْمُ أَرْفِدِ
فَإِنْ تَبْغِني في حَلْقَةِ القَوْمِ تلِقَني ** وَإِنْ تَلْتَمِسْني في الَحْوَانِيتِ تَصْطَدِ
وَإِنْ يَلْتَقِ الَحْيُّ الَجْمِيعُ تُلاِقني ** إِلى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيفِ الُمصَمَّدِ
نَدَامايَ بيضٌ كالنجوم وَقَيْنَةٌ ** تَرُوحُ عَليْنَا بينَ بُرْدٍ وَمَجْسَدِ
رَحيبٌ قِطَابُ الَجْيْبِ منْهَا رَقِيقةٌ ** بِجَسِّ النَّدامَى بَضَّةُ اُلمتَجَردِ
إِذَا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمعِينا انْبَرَتْ لَنَا ** على رِسْلِها مَطْرُوقَةً لم تَشَدَّدِ
إِذَا رَجَعَتْ في صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَها ** تَجاوُبَ أَظْآرٍ على رُبَعٍ رَدِ
وَمَا زالَ تَشْرابي الُخْمورَ وَلَذَّتي ** وَبَيْعِي وَإِنْفَاقي طَريفي وَمُتْلَدِي
إِلى أَنْ تَحامَتْني الْعَشيرَةُ كُلّهَا ** وَأُفْرِدْتُ إِفْرَادَ الْبَعِيرِ الُمعَبَّدِ
رَأَيتُ بَنِي غَبْراء لا يُنْكِرُونَني ** وَلا أَهْلُ هذاكَ الِّطرافِ الُممَددِ
فإِنْ كنتَ لا تسْتطِيعُ دَفْعَ مَنِيَّتي ** فَدَعْني أبادِرْهَا بِمَا مَلَكَتْ يَدِي
ولَولا ثَلاثٌ هُنَّ من عيشةِ الْفَتى ** وَجدِّكَ لم أَحفِلْ مَتى قامَ عُوْدي
فَمِنْهُنّ سَبْقِي الْعاذِلاتِ بِشَربَةٍ ** كُمَيْتٍ متى ما تُعْلَ باَلماءِ تُزْبِدِ
وَكَرِّي إِذَا نادَى اُلمضافُ مُحَنَّباً ** كَسِيدِ الْغَضا نَبّهْتَهُ الُمتَوَرِّدِ
وَتقصيرُ يوم الدَّجنِ والدجنُ مُعجِبٌ ** بِبَهْكَنَةٍ تَحْتَ الخِباءِ الُمعَمَّدِ
كَأَنّ الْبُريَنَ وَالدَّماليجَ عُلِّقَتْ ** على عُشَرٍ أو خِروَعٍ لم يُخَضَّدِ
كَرِيمٌ يروِّي نَفْسَهُ في حَيَاتِه ** سَتَعْلَمُ إِن مُتْنا غَداً أَيّنا الصدي
أَرَى قَبْرَ نَحّامٍ بَخَيلٍ بِمَاله ** كقَبْرِ غوِيِّ في البطالَةِ مُفْسِدِ
تَرَىَ جشوَتَيْنِ من تُراب عَلَيْهمَا ** صَفَائحُ صُمِّ من صَفيحٍ مُنَضَّدِ
أَرى اَلموت يَعْتامُ الكِرَامَ ويَصْطفي ** عَقِيَلةَ مَالِ الْفَاِحشِ اُلمتَشَدِّدِ
أرَى الْعَيْشَ كنزاً ناقصاً كلّ ليْلَةٍ ** وَمَا تَنْقُصِ الأيَّامُ وَالدّهرُ يَنْفَدِ
لَعَمْرُكَ إِنّ اَلموَتَ مَا أَخْطأَ الْفَتى ** لكَالطَّوَلِ اُلمرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَدِ
فمالي أرَاني وَابْنَ عَمِّيَ مَالِكاً ** مَتَى أَدْنُ مِنْه يَنْأَ عَنِّي وَيَبْعُدِ
يَلُومُ ومَا أَدْرِي عَلاَمَ يَلُوُمني ** كما لامني في الحيّ قُرْطُ بنُ مَعْبدِ
وأَيْأَسَنيِ من كل خَيْرٍ طَلَبتُهُ ** كأنَّا وَضَعنَاهُ إِلى رَمْسِ مُلْحَدِ
على غَيْرِ شيءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّني ** نَشَدْتُ فلم أُغْفِل حَمولَةَ مَعْبَدِ
وَقَرّبْتُ بالقُرْبَى وَجدَّكَ إِنَّني ** متى يَكُ أَمْرٌ لِلنّكيثَةِ أَشْهَدِ
وإِنْ أُدْعَ للجُلىَّ أَكنْ مِنْ حُماتِها ** وإِنْ يَأَتِكَ الأَعْدَاءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ
وإِنْ يَقذِفُوا بالقذعِ عِرْضَك أَسْقِهِمْ ** بكَأْسِ حِيَاضِ الموتِ قبلَ التهدُّدِ
بِلاَ حدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْدَثٍ ** هِجائي وقَذْفي بالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي
فَلَوْ كان مَوْلايَ أمْرُءٌا هُوَ غَيْرَهُ ** لَفَرَّجَ كَرْبي أَوْ لأنظَرَني غَدِي
وَلكِنّ مَوْلايَ آمْرُءٌ هُوَ خانقي ** على الشُّكْرِ والتَّسْآل أَوْ أَنَا مُفْتَدِ
وظُلْمُ ذَوي الْقُرْبَى أَشَدُّ مضاضَةً ** على الَمرءِ مِن وَقْعِ الُحسامِ الُمهَنَّدِ
فَذَرْني وَخُلْقي، إِنَّني لَكَ شَاكِرٌ ** وَلوْ حَلّ بَيْتي نائباً عند ضَرْغَدِ
فَلَوْ شَاءَ رَبّي كُنتُ قَيسَ بنَ خَالِدٍ ** وَلَوْ شَاءَ رَبي كُنْتُ عَمرو بن مَرْثَدِ
فأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كثيرٍ وَزَارَني ** بَنونٌ كرامٌ سادَةٌ لُمِسَوَّدِ
أَنا الرّجُلُ الضَّرْب الَّذِي تَعْرِفُوَنهُ ** خَشاشٌ كرَأْسِ الَحيّة الُمَتَوقّدِ
فَآليْتُ لا يَنْفَكُّ كشْجِي بطانَةً ** لِعَضْبٍ رَقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ
حُسَامٍ إِذَا ما قُمتُ مُنتَصِراً به ** كفى الْعَوْدَ منه الْبَدءُ ليسَ بِمعْضَدِ
أَخِيِ تقَةٍ لا يَنْثَنيِ عَنْ ضَرِيبةٍ ** إِذَا قِيلَ مَهْلاً قالَ حاِجزُهُ قَدِي
إِذَا ابتدَرَ الْقَوْمُ السِّلاَحَ وَجدْتَني ** مَنيعاً إِذَا بَلّتْ بقَائِمِهِ يَدِي
وبَرْكُ هُجُودٍ قَد أَثَارتْ مَخَافتي ** بَوَادِيَهَا، أَمشِي بِعَضْبٍ مُجَرَّدِ
فَمرّتْ كَهاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ ** عَقِيلَةُ شَيْخٍ كَالوَبيلِ يَلَنْدَدِ
يَقُولُ وقَدْ تَرّ اْلوَظِيفُ وَسَاقُهَا ** أَلَستَ تَرى أَن قَد أَتَيْتَ بمؤْيِدِ
وقَالَ، ألا ماذَا تَرَوْنَ بِشَارِبٍ ** شَدِيدٍ عَلَيْنا بَغْيُهُ مُتَعَمِّدِ
وقَالَ، ذَرُوهْ إِنَّما نَفْعُها لَهُ ** وإِلاّ تكُفّوا قاصيَ الْبَرْكِ يَزْدَدِ
فَظَلّ اْلإِماءُ يَمْتَلِلْنَ حُوَارَهَا ** وَيُسْعَى بها بالسّديفِ اُلمسَرْهَدِ
فإِنْ مِتُّ فانْعِيني بِما أنَا أَهْلُةُ ** وَشُقِّي عَلَيَّ الَجَيْب يَا أبْنَةَ مَعْبَدِ
وَلا تَجْعَلِيني كامرِىءٍ لَيْسَ هَمُّهُ ** كهَمِّي وَلا يُغْنِي غَنائي ومَشْهَدِي
بَطِيءٍ عَن الُجْلَّي سَرِيع الى الخَنا ** ذَلُولٍ بأَجماعِ الرِّجَالِ مُلَهَّدِ
عَدَاوَةُ ذِي اْلأَصْحَابِ وَالُمَتوَحِّدِ ** عَدَاوَةُ ذِي اْلأَصْحَابِ وَالُمَتوَحِّدِ
ولكِنْ نَفَى عني الرِّجالَ جَراءَتي ** عَلَيْهِمْ وَإِقْدَامِي وَصِدْفي وَمحْتَدِي
لَعَمْرُكَ ما أمْري عَلَيَّ بغُمَّةٍ ** نَهاري وَلا لَيْلي عَلَيِّ بسَرْمَدِ
ويَومٍ حَبَسْتْ النَّفْسَ عندَ عراكهِ ** حِفَاظاً عَلى عَوْراتِهِ والتَّهَدُّدِ
على مَوْطِنٍ يَخْشَى الْفْتَى عِندَهُ الرَّدى ** متى تَعْتَرِكْ فيهِ الْفَراِئصُ تُرْعَدِ
وَأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حِوَارَهُ ** على النارِ واستَوْدَعْتُهْ كَفَّ مُجْمِدِ
ستُبْدِي لكَ الأَيَّامُ ما كُنْتَ جاهِلاً ** وَيَأْتِيكَ باْلأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وَيَأْتِيكَ باْلأَخْبارِ مَنْ لَمْ تَبعْ لَهُ ** بَتَاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعدِ
و يمكن القول بأن القصيدة قد نظمت في أوقات متفرقة فوصف الناقة الطويل ينم على أنه وليد التشرد و وصف اللهو و العبث يرجح أنه نظم قبل التشرد و قد يكون عتاب الشاعر لابن عمه قد نظم بعد الخلاف بينه و بين أخيه معبد .
شهرة المعلقة وقيمتها
بعض النقاد فضلوا معلقة طرفة على جميع الشعر الجاهلي لما فيها من الشعر الإنساني ـ العواصف المتضاربة ـ الآراء في الحياة ـ و الموت جمال الوصف ـ براعة التشبيه ، و شرح لأحوال نفس شابة و قلب متوثب .
فطرفة شاعرا جليلاً من فئة الشبان الجاهليين ففي معلقته من الفوائد التاريخية الشيء الكثير كما صورت ناحية واسعة من أخلاق العرب الكريمة و تطلعنا على ما كان للعرب من صناعات و ملاحة و أدوات.
نقد
طرفة الشاعر الجاهلي المبدع عانى من ظلم الأقرباء وهو أشنع ضروب الاستبداد لأنه يأتي من الأيدي التي نحبها والتي نظنّ أننا نأمن شرّها. ولم تمهله المؤامرات التي حيكت ضده كثيرا فمات في ربيع عمره عن 0(26) عاما، حيث قتل بوحشية لا لذنب اقترفه سوى إبداعه وإن كان بالهجاء.
سقط الشاعر ضحية لخلاف شخصي مع الملك. وإذا صحّت الرواية حول موته وأنه حمل الكتاب الذي يحوي أمراً بقتله، فإنّ هذا يدلّ على مدى عزّة النفس والثقة التي كان طرفة يتمتّع بها، وإن كانت في آخر الأمر، سبب مقتله.
بمقتل طرفة بن العبد في ربيع عمره وفي بداية عطائه حرم عشاق الأدب العربي والباحثين في علوم الصحراء والبداوة وتاريخ العرب من مصدر خصب كان يمكن أن يزوّدهم بالمعلومات التي يحتاجونها، وحرموا من عطاء خيال مبدع.
وتبقى معلّقة الشاعر شاهدا على مجد صاحبها وعلى الظلم والنهاية المؤلمة للشاعر.

أبـو على
2014/10/15, 04:54 AM
فإِنْ كنتَ لا تسْتطِيعُ دَفْعَ مَنِيَّتي ** فَدَعْني أبادِرْهَا بِمَا مَلَكَتْ يَدِي
وظُلْمُ ذَوي الْقُرْبَى أَشَدُّ مضاضَةً ** على الَمرءِ مِن وَقْعِ الُحسامِ الُمهَنَّدِ
رائعة
جزاك الله كل خير

محمد فتحى الطباخ
2014/10/17, 01:14 PM
ستُبْدِي لكَ الأَيَّامُ ما كُنْتَ جاهِلاً ** وَيَأْتِيكَ باْلأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وَيَأْتِيكَ باْلأَخْبارِ مَنْ لَمْ تَبعْ لَهُ ** بَتَاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعدِ
http://www3.0zz0.com/2014/08/11/23/312227435.gif

محمد على قمرة
2014/10/17, 02:19 PM
بارك الله فيك

Taher Al-Sherif
2016/08/06, 11:30 PM
http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/shokr/4/xgfgdf.gif (http://www.samygames.com/)

جلال العسيلى
2016/09/04, 05:50 AM
http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/shokr/4/xgfgdf.gif (http://www.samygames.com/)

اسعدنى مرورك
وشرفنى ردك الطيب

جلال العسيلى
2016/12/04, 09:13 PM
ستُبْدِي لكَ الأَيَّامُ ما كُنْتَ جاهِلاً ** وَيَأْتِيكَ باْلأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وَيَأْتِيكَ باْلأَخْبارِ مَنْ لَمْ تَبعْ لَهُ ** بَتَاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعدِ
http://www3.0zz0.com/2014/08/11/23/312227435.gif

http://up.3dlat.com/uploads/13275742602.gif

chetos alsawy
2016/12/17, 11:15 PM
تسلم ايدك ياغالى على الموضوع الرائع