مشاهدة النسخة كاملة : هارون الرشيد
القائد5100
2015/01/04, 02:54 PM
حياته قبل الخلافة=هارون الرشيد هو ابن الخليفة محمد المهدي من زوجته الخيزران بنت عطاء التي كان لها نفوذ كبير في الدولة, ولد هارون في مدينة الري سنة 763 م كان والده واليا على المدينة, نشأ في صباه مع أخيه موسى الهادي في بغداد وعاش في قصر الخلافة في رعاية جده عاما قبل أن تنتقل أسرته إلى قصرها الجديد قرب الرصافة في الجانب الشرقي من مدينة بغداد,[4] أشرفت على تربيته اسرة البرامكة الفارسية[5] التي كان لها روابط وثيقة بأسرة الخلافة وعائلة المهدي, وتلقى تعليمه على يد العالم علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي عالم النحو المعروف بالكسائي الذي ظل معه حتى وفاته ثم صار أيضا معلما للأمين ابن الرشيد كما تولى تربيته وتعليمه أيضا المعلم المفضل الضبي الذي صنف للمهدي كتاب "المفضليات" [4] وفي عام 158 هـ توفي أبو جعفر المنصور وأصبح المهدي في منصب الخلافة ودفع بابنه هارون للتدرب على الفروسية والرمي وفنون القتال, وعندما أصبح هارون شابا يافعا عينه والده قائدا في الجيش الذي يضم العديد من القواد الكبار وأمراء الدولة وكان عمر هارون وقتها لا يتجاوز الخمس عشر عاما, وخرج الجيش عام 163 هـ إلى أراضي الروم وتوغل فيها وأظهر هارون براعة في قيادته وحاصر قلعة رومية اسمها "سمالوا" ثمانية وثلاثين يوما حتى انتها الأمر بفتحها, وعاد الرشيد بالجيش سالما محملا بالغنائم فاستقبله أهل بغداد وكافأه المهدي بتوليته بلاد المغرب وأذربيجان وأرمينية[6]، لكنه اشتهر بشهرة كبيرة بين الأوساط الشعبية وذلك بعد الحملة العسكرية التي قادها ضد الامبرطورة البيزنطية ايرين ووصل فيها إلى أبواب القسطنطينية, وفي خلال هذا الوقت تزوج هارون ابنة عمه زبيدة بنت جعفر والتي أنجب منها هارون ولده محمد الأمين, أما ابنه الثاني عبد الله المأمون فقد ولد من جارية فارسية اسمها مراجل.[5] وعاد هارون من تلك الغزوة إلى بغداد وقد فرح المهدي بانتصار ابنه وأطلق عليه لقب الرشيد وأخذ له البيعة كولي للعهد بعد أخيه الأكبر موسى الهادي فأصبح هارون الرشيد ولي العهد الثاني[7]
القائد5100
2015/01/04, 02:55 PM
توليه الخلافة=بويع الرشيد بالخلافة في (14 ربيع الأول 170 هـ/14 سبتمبر 786 م)، بعد وفاة أخيه موسى الهادي، وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه مترامية الأطراف متباعدة تمتد من وسط آسيا حتى المحيط الأطلسي، معرضة لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحاسمة يفرض سلطانها الأمن والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلاً لهذه المهمة الصعبة في وقت كانت فيه وسائل الاتصال صعبة، ومتابعة الأمور شاقة.
تولية الحكم بتولي الرشيد الحكم بدأ عصر زاهر كان واسطة العقد في تاريخ الدولة العباسية التي دامت أكثر من خمسة قرون، ارتقت فيه العلوم، وسمت الفنون والآداب، وعمَّ الرخاء ربوع الدولة الإسلامية. ولقد أمسك هارون الرشيد بزمام هذه الدولة وهو في نحو الثانية والعشرين من عمرهِ، فأخذ بيدها إلى ما أبهر الناس من مجدها وقوتها وأزدهار حضارتها.
أصدر الرشيد عند توليه الخلافة عفوا عاما أمن كل من كان هاربا أو مستخفيا عدا بعض الزنادقة.[8]
كما استعمل الرقة عاصمة لهُ بين عامي 799 و800
وأنشأ بمايعرف ببيت الحكمة في بغداد[9] وزودها بأعداد كبيرة من الكتب والمؤلفات من مختلف بقاع الأرض. وكانت تضم غرفًا عديدة تمتد بينها أروقة طويلة، وخُصصت بعضها للكتب، وبعضها للمحاضرات، وبعضها الآخر للناسخين والمترجمين والمجلدين. كما تمت في عهده أول ترجمة إلى العربية لأشهر كتاب علمي عرف في التاريخ وهو "كتاب الأصول (الأركان) في الهندسة والعدد لإقليدس [9]، وتطورت العلوم خصوصًا الفيزياء الفلكية والتقنية، وابتكرت عدد من الاختراعات كالساعة المائية.[2] كما أنشيء في عهده أول مصنع للورق ببغداد سنة 795 م وصار سوق الوراقين لاحقا الذي يضم مئات الحوانيت التي تبيع السلع الورقية الفاخرة مفخرة عاصمة العباسيين وكان ورق بغداد يقدر تقديرا عاليا في المنطقة حتى ان بعض المصادر البيزنطية تسمي الورق بصحف بغداد (Bagdatixon) في ربط مباشر بينه وبين مدينة بغداد[10]
اهتم هارون الرشيد بالإصلاحات الداخلية فبنى المساجد الكبيرة والقصور الفخمة وفي عهده استعملت القناديل لأول مرة في إضاءة الطرقات والمساجد. اعتنى الرشيد أيضًا بالزراعة ومأسسة نظامها، فبنت حكومته الجسور والقناطر الكبيرة وحفرت الترع والجداول الموصلة بين الأنهار، وأسس ديوانًا خاصًا للإشراف على تنفيذ تلك الأعمال الإصلاحية، ومن أعماله أيضًا تشجيع التبادل التجاري بين الولايات وحراسة طرق التجارة بين المدن، وقد شيّد مدينة الواقفة قرب مدينة الرقة على ضفاف الفرات لتكون مقرًا صيفيًا لحكمه.[2]
و غدت بغداد قبلة طلاب العلم من جميع البلاد، يرحلون إليها حيث كبار الفقهاء والمحدثين والقراء واللغويين، وكانت المساجد الجامعة تحتضن دروسهم وحلقاتهم العلمية التي كان كثير منها أشبه بالمدارس العليا، من حيث غزارة العلم، ودقة التخصص، وحرية الرأى والمناقشة، وثراء الجدل والحوار. كما جذبت المدينة الأطباء والمهندسين وسائر الصناع. وكان الرشيد نفسه يميل إلى أهل الأدب والفقه والعلم، حتى ذاع صيت الرشيد وطبق الآفاق ذكره، وأرسلت بلاد الهند والصين وأوروبا رسلها إلى بلاطهِ تخطب وده، وتطلب صداقته.
القائد5100
2015/01/04, 02:57 PM
تصديه للفتن والثورات الداخلية=خماد ثورات الخوارج
ظهرت طائفة الخوارج أثناء القتال الذي جرى بين الامام علي بن أبي طالب ومنازعه على الخلافة معاوية بن أبي سفيان, واستمر خروج هذه الطائفة على خلفاء بني أمية وبني العباس, لكنهم لم يكونوا بالخطورة التي كانوا عليها في العصور السابقة أثناء عصر الرشيد لذلك سهل على الرشيد القضاء على ثوراتهم. كانت أول ثورة قام بها الخوارج قادها الفضل بن سعيد الحروري لكنه قتل بعد فترة وجيزة من خروجه. ثم الصحصح الخارجي بالجزيرة فتصدى له والي الجزيرة لكنه انهزم أمامه وسار الصحصح إلى الموصل فقاومه عسكر المدينة بباجرمي لكنهم لم يتمكنوا منه وعاد إلى الجزيرة, فأرسل له الرشيد جيشا لحقه بدورين فقتله وقضى على ثورته. و في سنة 178 هـ خرج الوليد بن طريف التغلبي بالجزيرة فدخل إلى أرمينية وحاصر مدينة خلاط عشرين يوما فافتدوا منه أنفسهم بثلاثين ألفا. ثم سار إلى أذربيجان ثم إلى أرض حلوان وأرض السواد ثم عبر إلى غرب دجلة وقصد مدينة بلد وافتدى أهلها منه بمائة ألف, وبقي في أرض الجزيرة فأرسل اليه الرشيد قائده يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني الذي واجه الوليد وانتصر عليه وقضى على ثورته وانتهت الأزمة بمقتل الوليد. و في عام 179 هـ خرج حمزة بن أترك السجستاني وعظم أمره عام 185 هـ عندما عاث فسادا في بادغيس بخراسان فتصدى له عيسى بن علي بن عيسى وقتل الكثير من أعوانه وهرب حمزة إلى كابل. و في سنة 191 هـ خرج ثروان بن سيف في سواد العراق فتصدى له طوق بن مالك أدى إلى فرار ثروان ولم يعد له من أثر يذكر.[11]
انهاء الفتن الداخلية
ظهرت حركات استقلالية في دولة الخلافة ترغب في الاستقلال وتصدى لها الرشيد وقضى عليها. في سنة 178 هـ قامت طائفة من قيس وقضاعة على والي مصر فقاتلوه فبعث لهم الرشيد هرثمة بن أعين فقاتلهم حتى أذعنوا له الطاعة وأدوا ما عليهم من الخراج, كذلك أخمد هرثمة فتنة قامت في أفريقيا بقيادة عبدويه الأنباري, وكان الفضل فيها يعود ليحيى البرمكي الذي كاتب عبدوية ووعده الأمان ان استجاب له فاستسلم عبدويه ووفى له يحيى بالأمان. و ظهرت بعض الفتن في عام 176 هـ في الشام بين القبائل المنصرية واليمانية ودامت المعارك بينهما دهرا طويلا فأرسل الرشيد جيشا أنهى تلك الفتنة عام 177 هـ. و في عام 185 هـ خرج أبو الخصيب وهيب بن عبد الله النسائي واحتل أبيورد وطوس ونيسابور ثم هزم في مرو وخرج اليه علي بن عيسى بن ماهان وواجهه وقضى عليه عام 186 هـ[12]
القائد5100
2015/01/04, 02:58 PM
اهتمامه بالعلماء والأدباء=كان الرشيد مثقفا ثقافة عربية واسعة وكان يملك أدبا رفيعا وتذوقا للشعر واللغة لذلك قيل: كان فهم الرشيد فهم العلماء. وكانت مجالسه تملأ الشعراء والعلماء والفقهاء والأطباء والموسيقيين,[29] وكان كثيرا ما يناقش العلماء والأدباء, كذلك كان ينقد الشعر والشعراء. كان يقول: " البلاغة التباعد عن الاطالة, والتقرب من معنى البغية, والدلالة بالقليل على المعنى",[30] قال عنه الذهبي: "و كان يحب العلماء, ويعظم حرمات الدين, ويبغض الجدال والكلام, ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه لاسيما اذا وعظ" ويقول الخطيب البغدادي: "و كان يحب الفقه والفقهاء, ويميل إلى العلماء",[31] ومن أشهر الأدباء الذين عاصروا الرشيد وحضروا مجالسه الشاعر الكبير أبو العتاهية وأبو سعيد الأصمعي. ومن علماء الدين الذين عاشوا في عصره الامام الشافعي صاحب المذهب الشافعي والامام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي في الفقه الذي التقى بالرشيد حين قصد الخليفة منزله بالمدينة المنورة وقرأ عليه الامام كتاب الموطأ[32] وعلى الصعيد العلمي دعم الرشيد عالم الكيمياء المشهور جابر بن حيان وأسس وتلامذته منهج التجربة في العلوم.[33]
القائد5100
2015/01/04, 03:00 PM
خاتمة الرشيد=كان الرشيد رغم كل هذه الأعمال العظيمة التي قام بها يشعر في قرارة نفسه بقلة الحيلة أمام المنافسات والتيارات الخفية في داخل مملكته وأن نكبة البرامكة لم تكن حلا للموقف, فهناك ولداه الأمين والمأمون يضمران النقمة لبعضهما البعض، ومن ورائهما حزبا العرب والعجم ينتظران خاتمة الرشيد ليستأنفا نضالهما من جديد، لذلك كان الرشيد في أواخر أيامه وحيدا حزينا يخفي علته عن الناس، إذ يؤثر عنه أنه كشف عن بطنه لأحد أصدقائه فاذا عليها عصابة من حرير ثم قال له: " هذه علة اكتمها عن الناس كلهم وكل واحد من ولدي على رقيب وما منهم أحد الا وهو يحصي أنفاسي ويستطيل دهري" و اشتدت العلة بالرشيد وهو في طريقه إلى خراسان للقضاء على ثورة رافع ابن الليث وتوفي بمدينة طوس (مشهد الحالية في شمال شرق إيران) ودفن بها في جمادى الآخر في سنة 193 هـ (809 م)[34]
ذكر العلامة سالم الالوسي، ان الرئيس احمد حسن البكر في بداية حكمه، طالب إيران باسترجاع رفات الخليفة هارون الرشيد، كونه رمز لبغداد في عصرها الذهبي، وذلك بدعوة وحث من المرحوم عبد الجبار الجومرد الوزير السابق في عهد عبد الكريم قاسم، ولكن إيران امتنعت ،وبالمقابل طلبت استرجاع رفات الشيخ عبد القادر الكيلاني ،كونه من مواليد كيلان إيران ،وعندها طلب الرئيس من العلامة مصطفى جواد ،بيان الامر ،فاجاب مصطفى جواد : ان المصادر التي تذكر ان الشيخ عبد القادر مواليد كيلان إيران ،مصادر تعتمد رواية واحدة وتناقلتها بدون دراسة وتحقيق ،اما الاصوب فهو من مواليد قرية تسمى (جيل) قرب المدائن ،ولاصحة كونه من إيران أو ان جده اسمه جيلان، وهو ما اكده العلامة حسين علي محفوظ في مهرجان جلولاء الذي اقامه اتحاد المؤرخين العرب وكان حاضرا الالوسي أيضا سنة 1996،وفعلا اخبرت الدولة الإيرانية بذلك ولكن بتدخل من دولة عربية ،اغلق الموضوع.[35] ويرى عدد من المؤرخين والمستشرقين ان قبره ما زال موجودا، ويسمى بالهارونية في طوس (مشهد) وهو ليس مدفون مع ضريح علي بن موسى الرضا (رض)، ولكن قبره هو مايسمى اليوم ضريح ابن سينا [36]
جلال العسيلى
2015/01/05, 01:50 PM
بارك الله فيك اخى الكريم
على الطرح الطيب
حمادة عمر
2015/01/22, 05:29 PM
بارك الله فيك اخى الكريم
محمود عزت ابو محمد
2015/02/21, 02:49 AM
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
محود_ج
2015/03/28, 12:47 AM
جزاك الله خيرا
فتحى عبدالفتاح
2015/04/11, 10:52 AM
جزاك الله خيرا
الرائد/الاستاذ عبدالله
2015/04/13, 05:47 PM
مشككككككككككككككككككوووووووووووووووووور
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd by kootta.com