جلال العسيلى
2017/07/01, 07:54 PM
http://www.mexatk.com/wp-content/uploads/2016/04/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%83%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1-2.gif
قراءة في بعض مظاهر الحاضر
يعتبر هذا العصر، عصر التكنلوجيا السريعة والمعلومة، حيث تسير المعرفة والعلوم بسرعة الجن،
محركات البحث الإلكترونية تقول لك اسأل؟ أيها السائل تفضل.
تعج المكتبات بسوامق شامخة من العلم والعرفان وبأثمنة بخسة..
تساوي الحد الأدنى الذي نصرفه في التفاهات.
بيد أنه، وبمقابل ذلك، عندما تتوفر المعلومات والمصادر بكثرة يقل تداولها
وتصنف في طي التأجيلات، هذا إذا أضفنا بطبيعة الحال المقابل الثاني والذي يتمثل في
وسائل الترفيه والترف وقتل الوقت. بمعنى أن هذا العصر الذي نتحدث عنه سيف ذو حدين
أو ناقوس ذو صوتين: صوت وفرة المعلومات والمعارف، وصوت كثرة المغريات
ووسائل التسلية والترفيه المفروشة على بساط الوقت والزمن.
معنى ذلك أن هذا العصر هو عصر المتناقضات ينبغي التعامل معه بحذر ويقظة شديدة،
ومهما فعلت فإنك ستظل خاضعا لسوطه وواقفا في طابوره.
الشيء الثالث، وهو الأخطر على الإطلاق '' الماديات''. ليست الماديات التي يقاس بها العلم،
وإنما ماديات الحياة، أو بعبارة أخرى، معوقات العلم والمعرفة مجسدة في الحاجيات والاستهلاك.
مع التفريق بين هذين المصطلحين والفرق بينهما واضح لا يمكن تجاهله.
فالماديات هي متطلبات الحياة التي نزحف نحوها للحصول عليها لنحقق بها أشياء وأهداف نبيلة.
أما الاستهلاك فيعني الاستهلاك من أجل الاستهلاك وانتهى الأمر.
وفي هذا يقول الفيلسوف اليوناني أرسطو أثناء تجوله وسواحه في الأسواق وهو يبحث:
ما أكثر الأشياء التي لا أحتاجها. أتعرفون ما الذي يبحث عنه ؟
لا عليكم دعوكم من هذا الأمر فالفكرة الأولى واضحة.
إذن، لدينا معادلة صعبة بقوانين مختلفة: المعرفة، الماديات، الاستهلاك بما في ذلك المغريات ووسائل التسلية وكبح جماح الشهوات.
فإذا استطعت التوفيق بينهم ستعيش حياة مضطربة، وإذا تمكنت من تغليب الجانب الإيجابي على الجانب السلبي بشكل مطلق ستواجه الأمرين لكن الغاية تستحق العناء، أما إذا استسلمت للصنف الأخير فإنك مستمتع بالحياة على نحو القرف والعبودية.
قراءة في بعض مظاهر الحاضر
يعتبر هذا العصر، عصر التكنلوجيا السريعة والمعلومة، حيث تسير المعرفة والعلوم بسرعة الجن،
محركات البحث الإلكترونية تقول لك اسأل؟ أيها السائل تفضل.
تعج المكتبات بسوامق شامخة من العلم والعرفان وبأثمنة بخسة..
تساوي الحد الأدنى الذي نصرفه في التفاهات.
بيد أنه، وبمقابل ذلك، عندما تتوفر المعلومات والمصادر بكثرة يقل تداولها
وتصنف في طي التأجيلات، هذا إذا أضفنا بطبيعة الحال المقابل الثاني والذي يتمثل في
وسائل الترفيه والترف وقتل الوقت. بمعنى أن هذا العصر الذي نتحدث عنه سيف ذو حدين
أو ناقوس ذو صوتين: صوت وفرة المعلومات والمعارف، وصوت كثرة المغريات
ووسائل التسلية والترفيه المفروشة على بساط الوقت والزمن.
معنى ذلك أن هذا العصر هو عصر المتناقضات ينبغي التعامل معه بحذر ويقظة شديدة،
ومهما فعلت فإنك ستظل خاضعا لسوطه وواقفا في طابوره.
الشيء الثالث، وهو الأخطر على الإطلاق '' الماديات''. ليست الماديات التي يقاس بها العلم،
وإنما ماديات الحياة، أو بعبارة أخرى، معوقات العلم والمعرفة مجسدة في الحاجيات والاستهلاك.
مع التفريق بين هذين المصطلحين والفرق بينهما واضح لا يمكن تجاهله.
فالماديات هي متطلبات الحياة التي نزحف نحوها للحصول عليها لنحقق بها أشياء وأهداف نبيلة.
أما الاستهلاك فيعني الاستهلاك من أجل الاستهلاك وانتهى الأمر.
وفي هذا يقول الفيلسوف اليوناني أرسطو أثناء تجوله وسواحه في الأسواق وهو يبحث:
ما أكثر الأشياء التي لا أحتاجها. أتعرفون ما الذي يبحث عنه ؟
لا عليكم دعوكم من هذا الأمر فالفكرة الأولى واضحة.
إذن، لدينا معادلة صعبة بقوانين مختلفة: المعرفة، الماديات، الاستهلاك بما في ذلك المغريات ووسائل التسلية وكبح جماح الشهوات.
فإذا استطعت التوفيق بينهم ستعيش حياة مضطربة، وإذا تمكنت من تغليب الجانب الإيجابي على الجانب السلبي بشكل مطلق ستواجه الأمرين لكن الغاية تستحق العناء، أما إذا استسلمت للصنف الأخير فإنك مستمتع بالحياة على نحو القرف والعبودية.