عــادل محمد
2017/11/23, 09:27 AM
الآتون من رحم الغضب
للشاعر : سمير فراج
للنّارِ رائحة الرجوعِ إلى مدينتنا القديمة
هي كِلْمة الفتح التي تسري بها الشفةُ الكريمة
وهي البراقُ بمَتْنِهِ معراجُنا فوقَ الهزيمة
النّارُ تنزِع عن ملامحنا تجاعيدَ الهزيمة
***
لي مفرداتٌ تُشْبهُ الآتينَ من رحم الغضَبْ
السالكينَ الموتَ دَرْباً يبحثون عن العربْ
إنْ تقرؤوها تَسْمعُوا نبضَ الشهيدِ وقد أحبْ
لا تُخْدعوا فمِن القصائدِ حمزةٌ وأبو لهبْ
***
بدمي أرتّلُ سُورة البِكْر التي حملتْ بجِيلْ
فأجاءها جمْرُ المخاضِ إلى جُذُوع المستحيلْ
فأتتْ بهِ في كفِّهِ الأحجارُ والثأرُ النبيلْ
جيلٌ سيمْسحُ عنْ عيونِ مدينتي الليل الطويلْ
***
بدموعِ زيْنب كُنْتِ تبكينَ الَّذي للموتِ جاءْ
وتشقَّقتْ شفتاكِ من ظمأِ الحسين بكربلاءْ
منْ ذَا سَيُدْرِكُ أنَّ مَوْتَكِ كانَ منْ أجْلِ الْبقاءْ ؟
والناس تسألني: الفرزدقُ أم جرير في الهجاءْ!
***
لا تسأليني أين أشعاري سيسحقني السؤالْ
هم حرَّقوا أشعارنا كي لا تبشَّر بالقتالْ
واستأنسوا كلماتِنا كيْ يعرضُوها في احتفالْ
فاستْفْتِحي أنتِ القصيدة يا ( سناء ) بالاشتعالْ
***
مِنْ أوّل الحبِّ انطلقْنا مَنْ سَيَبْلُغ آخرَهْ ؟
مَنْ سوْفَ يَزْرعُ قُبْلَةً فوق الجباهِ الضَّامرة ؟
مَنْ بَعْدَ عَزْلِ ابْنِ الوليدِ أَتى يَقُودُ عَساكِرهْ ؟
فَلْتُقْبِلي .. مدَدٌ عُيونُك والحروفُ مَحَاصَرَةْ
***
فَلْتَرْجعي طالَ انتظاري في الليالي المغلَقَةْ
ودَمِي اشتياقٌ يا حبيبةُ للعيونِ المطلَقَةْ
نبْضي تلا عَيْنَيْكِ دِيَوانًا وقَلْبِي حَقَّقَهْ
قالُوا : تَرَاها واقِفًا مِنْ خَلْفِ حَبْل المشْنَقَةْ
***
هَذِي جبال الحزنِ راسيةً على صدْرِ الحروفْ
فبِها أرى تأريخنا هشًّا على صدأِ السيوفْ
فدعُوا الفتاةَ لحبِّها فلسَوْف تخْترقُ الصفوفْ
صلَّتْ هوًى وتلتْ بمسْجِد حُبِّها سُوَرَ النَّزيفْ
***
أحبْبتِنا وصعدْتِ بالأشْواقِ من قاع الوريدْ
وصرخْتِ بالحبّ : اخْرُجوا من بَيْنِ جُدْرَان النشيدْ
أحبَبْتِنا والحبُّ يَقْتُلنا لنُبْعَثَ مِنْ جديدْ
ذكَّرتنا أنَّ الرصاصةَ ماءُ غُسْل للشهيدْ
***
تلك التراتيلُ النديّة في الصباحِ صدًى لهمسِكْ
أشرَقْتِ بَيْن المفرداتِ فصِرْنَ أقمارًا لشَمْسِكْ
ما سَقْطَةُ الشهداءِ موتاً إنها رَقْصٌ بعُرْسِكْ
لنْ يَكتُبَ التاريخُ عنك فأنْتِ تاريخٌ بنَفْسِكْ
***
كيْفَ الْتَقَيْنا يا ابنة الركن الَّنِديِّ منَ الزَّمانْ
وأنا ابْنُ أيَّامٍ يثيرُ سعالُها شبَق الدّخانْ
فَلْتُرْجِئي وَعْدَ الهَوى وحدِيثَ زَهْرِ الأُقْحُوَانْ
فأنا إذا انْتَحَبَ الرَّصَاصُ أضِجُّ مِنْ ضَحِك الْكَمَانْ
***
الثأْرُ نَهْرٌ رافضٌ شَطَّيْهِ فَلْتَكُنِ الروافِدْ
أنا عائدٌ لحبيبتي ، والتينُ والزيتونُ عائدْ
لأَشُدَّ لَحْمَ قَضيِتَّى مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِ الْجَرَائِدْ
ومآذِنُ الْأَقْصَى سَتَصْفَعُ وَجْهَ نَجْمَاتِ الْمَعَابِدْ
***
إنّي أحبُّك يا زجاجاتي المسيلةَ للدموعْ
ذكَّرَتِني بالمسجدِ الأقصى وَقد بَكَتِ الشّموعْ
بجبالِنا وسُعَالِ جَدّي حين يُجْهِدُه الطلوعْ
فَلْتَملَئِى صَدْري دخانًا إنه عَلَمُ الرُّجُوعْ
***
إنّي أُحبّك زهرةً خَصّتْ حُروفي بالْعَبِيرْ
وعمامةً في الصيفِ تَمْسحُ عن عِباراتي الهجيرْ
وحمامةً بالحِبْرِ تَبْني عُشُّها بيْنَ السطورْ
(إنّي أحبّكِ) .. كلمةٌ خرجتْ مع النَّفَسِ الأخيرْ
***
عيناكِ أصل الكائناتِ فكلّ شيء فيه رقَّةْ
مِنْ أوْجهِ المدنِ الرّخامِ إلى انحناءاتِ الأزقَّةْ
حتى الذي جعل المسافة بينَنا في الصدر طلْقَةْ
نَبْضِي رصاصٌ والفؤادُ غَدَا يُصَوِّبُ كلَّ دَقَّةْ
***
وَقّعُ الرصاصةِ في الفؤادِ كأنه إيقاع قُبْلَهْ
مَرَّتْ علَى شَفَتَيْ مُحِبِّ أكَّدَتْ بالموتِ قَوْلَهْ
أنا حاملٌ عَيْنَيْك بُوصَلَةً ونَجْمًا كُلَّ رِحْلَةْ
لَخَّصْتِ أَفْعَالَ الْجِهادِ فَلَنْ تَرَيْنِي حَرْفَ عِلَّةْ
***
عَيْناكِ تِرْيَاقٌ يقاوِمُ في الحشا سُمَّ السكوتْ
كتَبُوا كما قرؤوا ، وأكتبُ في هواكِ كما أَمُوتْ
كَمْ قُلْتِ للنّاس اخرُجوا فالمَوْت يَقْتَحِم البيوتْ
لسْنَا أبا بَكْرٍ وصَاحبَه وَرَاء العنكبوتْ
***
للشاعر : سمير فراج
للنّارِ رائحة الرجوعِ إلى مدينتنا القديمة
هي كِلْمة الفتح التي تسري بها الشفةُ الكريمة
وهي البراقُ بمَتْنِهِ معراجُنا فوقَ الهزيمة
النّارُ تنزِع عن ملامحنا تجاعيدَ الهزيمة
***
لي مفرداتٌ تُشْبهُ الآتينَ من رحم الغضَبْ
السالكينَ الموتَ دَرْباً يبحثون عن العربْ
إنْ تقرؤوها تَسْمعُوا نبضَ الشهيدِ وقد أحبْ
لا تُخْدعوا فمِن القصائدِ حمزةٌ وأبو لهبْ
***
بدمي أرتّلُ سُورة البِكْر التي حملتْ بجِيلْ
فأجاءها جمْرُ المخاضِ إلى جُذُوع المستحيلْ
فأتتْ بهِ في كفِّهِ الأحجارُ والثأرُ النبيلْ
جيلٌ سيمْسحُ عنْ عيونِ مدينتي الليل الطويلْ
***
بدموعِ زيْنب كُنْتِ تبكينَ الَّذي للموتِ جاءْ
وتشقَّقتْ شفتاكِ من ظمأِ الحسين بكربلاءْ
منْ ذَا سَيُدْرِكُ أنَّ مَوْتَكِ كانَ منْ أجْلِ الْبقاءْ ؟
والناس تسألني: الفرزدقُ أم جرير في الهجاءْ!
***
لا تسأليني أين أشعاري سيسحقني السؤالْ
هم حرَّقوا أشعارنا كي لا تبشَّر بالقتالْ
واستأنسوا كلماتِنا كيْ يعرضُوها في احتفالْ
فاستْفْتِحي أنتِ القصيدة يا ( سناء ) بالاشتعالْ
***
مِنْ أوّل الحبِّ انطلقْنا مَنْ سَيَبْلُغ آخرَهْ ؟
مَنْ سوْفَ يَزْرعُ قُبْلَةً فوق الجباهِ الضَّامرة ؟
مَنْ بَعْدَ عَزْلِ ابْنِ الوليدِ أَتى يَقُودُ عَساكِرهْ ؟
فَلْتُقْبِلي .. مدَدٌ عُيونُك والحروفُ مَحَاصَرَةْ
***
فَلْتَرْجعي طالَ انتظاري في الليالي المغلَقَةْ
ودَمِي اشتياقٌ يا حبيبةُ للعيونِ المطلَقَةْ
نبْضي تلا عَيْنَيْكِ دِيَوانًا وقَلْبِي حَقَّقَهْ
قالُوا : تَرَاها واقِفًا مِنْ خَلْفِ حَبْل المشْنَقَةْ
***
هَذِي جبال الحزنِ راسيةً على صدْرِ الحروفْ
فبِها أرى تأريخنا هشًّا على صدأِ السيوفْ
فدعُوا الفتاةَ لحبِّها فلسَوْف تخْترقُ الصفوفْ
صلَّتْ هوًى وتلتْ بمسْجِد حُبِّها سُوَرَ النَّزيفْ
***
أحبْبتِنا وصعدْتِ بالأشْواقِ من قاع الوريدْ
وصرخْتِ بالحبّ : اخْرُجوا من بَيْنِ جُدْرَان النشيدْ
أحبَبْتِنا والحبُّ يَقْتُلنا لنُبْعَثَ مِنْ جديدْ
ذكَّرتنا أنَّ الرصاصةَ ماءُ غُسْل للشهيدْ
***
تلك التراتيلُ النديّة في الصباحِ صدًى لهمسِكْ
أشرَقْتِ بَيْن المفرداتِ فصِرْنَ أقمارًا لشَمْسِكْ
ما سَقْطَةُ الشهداءِ موتاً إنها رَقْصٌ بعُرْسِكْ
لنْ يَكتُبَ التاريخُ عنك فأنْتِ تاريخٌ بنَفْسِكْ
***
كيْفَ الْتَقَيْنا يا ابنة الركن الَّنِديِّ منَ الزَّمانْ
وأنا ابْنُ أيَّامٍ يثيرُ سعالُها شبَق الدّخانْ
فَلْتُرْجِئي وَعْدَ الهَوى وحدِيثَ زَهْرِ الأُقْحُوَانْ
فأنا إذا انْتَحَبَ الرَّصَاصُ أضِجُّ مِنْ ضَحِك الْكَمَانْ
***
الثأْرُ نَهْرٌ رافضٌ شَطَّيْهِ فَلْتَكُنِ الروافِدْ
أنا عائدٌ لحبيبتي ، والتينُ والزيتونُ عائدْ
لأَشُدَّ لَحْمَ قَضيِتَّى مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِ الْجَرَائِدْ
ومآذِنُ الْأَقْصَى سَتَصْفَعُ وَجْهَ نَجْمَاتِ الْمَعَابِدْ
***
إنّي أحبُّك يا زجاجاتي المسيلةَ للدموعْ
ذكَّرَتِني بالمسجدِ الأقصى وَقد بَكَتِ الشّموعْ
بجبالِنا وسُعَالِ جَدّي حين يُجْهِدُه الطلوعْ
فَلْتَملَئِى صَدْري دخانًا إنه عَلَمُ الرُّجُوعْ
***
إنّي أُحبّك زهرةً خَصّتْ حُروفي بالْعَبِيرْ
وعمامةً في الصيفِ تَمْسحُ عن عِباراتي الهجيرْ
وحمامةً بالحِبْرِ تَبْني عُشُّها بيْنَ السطورْ
(إنّي أحبّكِ) .. كلمةٌ خرجتْ مع النَّفَسِ الأخيرْ
***
عيناكِ أصل الكائناتِ فكلّ شيء فيه رقَّةْ
مِنْ أوْجهِ المدنِ الرّخامِ إلى انحناءاتِ الأزقَّةْ
حتى الذي جعل المسافة بينَنا في الصدر طلْقَةْ
نَبْضِي رصاصٌ والفؤادُ غَدَا يُصَوِّبُ كلَّ دَقَّةْ
***
وَقّعُ الرصاصةِ في الفؤادِ كأنه إيقاع قُبْلَهْ
مَرَّتْ علَى شَفَتَيْ مُحِبِّ أكَّدَتْ بالموتِ قَوْلَهْ
أنا حاملٌ عَيْنَيْك بُوصَلَةً ونَجْمًا كُلَّ رِحْلَةْ
لَخَّصْتِ أَفْعَالَ الْجِهادِ فَلَنْ تَرَيْنِي حَرْفَ عِلَّةْ
***
عَيْناكِ تِرْيَاقٌ يقاوِمُ في الحشا سُمَّ السكوتْ
كتَبُوا كما قرؤوا ، وأكتبُ في هواكِ كما أَمُوتْ
كَمْ قُلْتِ للنّاس اخرُجوا فالمَوْت يَقْتَحِم البيوتْ
لسْنَا أبا بَكْرٍ وصَاحبَه وَرَاء العنكبوتْ
***