م - ناصر ابوعلاء
2018/09/08, 11:12 PM
http://www2.0zz0.com/2018/09/09/00/500618777.jpg (https://www.0zz0.com)
تظهر قوة مصر القديمة ليس في العمارة والتطور الحضاري، الذي عرفوه، لكن تظهر أيضًا في التراث والعادات، التي ما زالت مستمرة حتى الآن، فهناك العديد من الكلمات التي نستخدمها بشكل يومي في لغتنا الدارجة "العامية" والفصحى كذلك، بجانب الأعياد والعادات في الجنائز والأفراح وأسماء المدن التي أخذت اسمها الحالي تحريفًا لاسمها القديم. ومن أشهر العادات التي نتوارثها هي "أربعين الميت"، والتي تعود أصلها إلى مدة التحنيط التي تستمر إلى 40 يومًا، وكذلك النادبات أو النائحات، تلك المهنة التي كانت منتشرة في فترة ليست ببعيدة، ومظاهر الحزن التي كانت تحدث في الجنائز القديمة من البكاء والنواح وجذب الشعر، ثم مزار المقبرة التي يذهب إليها أهل المتوفى لتقديم الأدعية والتراتيل على روحه، وهناك في المقابر ما يسمى بالباب الوهمي الذي توضع أمامه الأطعمة، يحتوي على نقوش وأدعية لروح المتوفى.
http://www2.0zz0.com/2018/09/09/00/866180874.jpg (https://www.0zz0.com)
وظهرت في مصر القديمة فيما يعرف بالخطابات إلى الموتى، بحيث يقوم الفرد بالكتابة على البردي أو الأواني الفخارية أو الكتان ويضعها للمتوفى في مقبرته بغرض مساعدة ومشاركة المتوفي له في مشكلاته، وفي أيامنا هذه من الممكن أن يذهب الشخص إلى قبر أحد المتوفين من أقاربه والتحدث معه أو عن طريق الكتابة على جدران المقبرة أو إرسال خطابات قصيرة إلى الأولياء الصالحين.
http://www2.0zz0.com/2018/09/09/00/434408911.jpg (https://www.0zz0.com)
أما الأعياد فيعد عيد شم النسيم من أشهر الأعياد التي ما زلنا نحتفل بها اجتماعيًا، حيث جاءت من الكلمة القديمة "شمو" التي كانت ترمز إلى أحد فصول السنة في مصر القديمة، وكان المصري القديم يحتفل بذلك العيد من خلال الخروج للمتنزهات والحدائق، وكذلك الاحتفال بـ"عيد الأوبت"، الذي كان يتم عن طريق موكب احتفالي بين معبدي الكرنك والأقصر، وتقام بمحافظة الأقصر احتفالية مولد "سيدي أبو الحجاج" بموكب مشابه لنفس الموكب القديم تسمى "موكب الدورة"، وهو آخر احتفالات مولد أبو الحجاج الأقصري، وهو عبارة عن حمل النعوش وتوابيت القماش المزركش، من ساحة أبو الحجاج إلى معبد الكرنك، وكذلك الاحتفال بعيد وفاء النيل
http://www14.0zz0.com/2018/09/09/00/737177823.jpg (https://www.0zz0.com)
وفي أعمال التعاويذ والرقى، فظهر في مصر القديمة فيما يعرف بنصوص اللعنة، وهي عبارة عن تعاويذ تكتب على تماثيل أو فخار ضد أشخاص بعينهم أو ضد أعداء مصر أثناء فترات الاحتلال، ثم تكسر هذه التماثيل والأواني، وكانت هناك تماثيل تغرز بالدبابيس، وذلك مثلما يحدث من صنع عروسة من الورق ونخزها بـ"الدبوس، ثم تحرق للحماية من الحسد.
http://www14.0zz0.com/2018/09/09/00/736050802.jpg (https://www.0zz0.com)
أما عن أسماء المدن والمحافظات، فهناك عدد من المدن ما زلت تحتفظ في أسمائها بالروح المصرية القديمة، ومن تلك المدن أسوان التي كان يطلق عليها "سون" بمعنى السوق، وأبو صير في محافظة الجيزة فكانت تسمى "بو أوزير" بمعنى مقر أوزير، الفيوم كانت تسمى "با-يم" بمعنى البحيرة، سقارة اتخذت اسمها نسبة إلى أحد معبودات العالم الآخر، وهو المعبود "سوكر"، وتل بسطة التي كانت تسمى "بر باستت" نسبة إلى معبودة المنطقة "باستت" التي كانت تتخذ شكل القطة.
http://www14.0zz0.com/2018/09/09/00/548367808.jpg (https://www.0zz0.com)
وفي سياق الكلمات فالشهور القبطية ارتبط بمصر القديمة فنذكر منها "توت"، الذي ينسب إلى المعبود تحوت، و"أمشير" نسبة إلى أحد المعبودات المسئولة عن الزوابع في مصر القديمة، و"هاتور" نسبة إلى المعبودة حتحور، و"كيهك" نسبة إلى أحد الأعياد التي كانت تسمى "كا حر كا". ومن الكلمات العامية التي نستخدمها في حياتنا اليومية مثل مكحكح من "كِح كِح" إشارة إلى السن الكبير، ويفطفط من "فِت فِت" إشارة للشخص الذي لا يستقر في مكان ودائم الحركة، وإدي من "دِي" بمعنى يعطي، ومأأ الشخص الذي ينظر للشئ بتركيز، وبطط من "بِت بِت" الشخص إذا دمر شيئًا، وفي الفصحى فتوجد أيضًا كلمات مثل "مِسح" بمعنى تمساح، و"بِسچ" بمعنى بصق، "چِنح" بمعنى جناح، و"شِنوت" بمعنى الشونة، و"مِركبت" بمعنى المركب.
اتمنا ان تنال اعجابكم مع ارق واجمل تحياتى اخوكم | ابوعلاء
تظهر قوة مصر القديمة ليس في العمارة والتطور الحضاري، الذي عرفوه، لكن تظهر أيضًا في التراث والعادات، التي ما زالت مستمرة حتى الآن، فهناك العديد من الكلمات التي نستخدمها بشكل يومي في لغتنا الدارجة "العامية" والفصحى كذلك، بجانب الأعياد والعادات في الجنائز والأفراح وأسماء المدن التي أخذت اسمها الحالي تحريفًا لاسمها القديم. ومن أشهر العادات التي نتوارثها هي "أربعين الميت"، والتي تعود أصلها إلى مدة التحنيط التي تستمر إلى 40 يومًا، وكذلك النادبات أو النائحات، تلك المهنة التي كانت منتشرة في فترة ليست ببعيدة، ومظاهر الحزن التي كانت تحدث في الجنائز القديمة من البكاء والنواح وجذب الشعر، ثم مزار المقبرة التي يذهب إليها أهل المتوفى لتقديم الأدعية والتراتيل على روحه، وهناك في المقابر ما يسمى بالباب الوهمي الذي توضع أمامه الأطعمة، يحتوي على نقوش وأدعية لروح المتوفى.
http://www2.0zz0.com/2018/09/09/00/866180874.jpg (https://www.0zz0.com)
وظهرت في مصر القديمة فيما يعرف بالخطابات إلى الموتى، بحيث يقوم الفرد بالكتابة على البردي أو الأواني الفخارية أو الكتان ويضعها للمتوفى في مقبرته بغرض مساعدة ومشاركة المتوفي له في مشكلاته، وفي أيامنا هذه من الممكن أن يذهب الشخص إلى قبر أحد المتوفين من أقاربه والتحدث معه أو عن طريق الكتابة على جدران المقبرة أو إرسال خطابات قصيرة إلى الأولياء الصالحين.
http://www2.0zz0.com/2018/09/09/00/434408911.jpg (https://www.0zz0.com)
أما الأعياد فيعد عيد شم النسيم من أشهر الأعياد التي ما زلنا نحتفل بها اجتماعيًا، حيث جاءت من الكلمة القديمة "شمو" التي كانت ترمز إلى أحد فصول السنة في مصر القديمة، وكان المصري القديم يحتفل بذلك العيد من خلال الخروج للمتنزهات والحدائق، وكذلك الاحتفال بـ"عيد الأوبت"، الذي كان يتم عن طريق موكب احتفالي بين معبدي الكرنك والأقصر، وتقام بمحافظة الأقصر احتفالية مولد "سيدي أبو الحجاج" بموكب مشابه لنفس الموكب القديم تسمى "موكب الدورة"، وهو آخر احتفالات مولد أبو الحجاج الأقصري، وهو عبارة عن حمل النعوش وتوابيت القماش المزركش، من ساحة أبو الحجاج إلى معبد الكرنك، وكذلك الاحتفال بعيد وفاء النيل
http://www14.0zz0.com/2018/09/09/00/737177823.jpg (https://www.0zz0.com)
وفي أعمال التعاويذ والرقى، فظهر في مصر القديمة فيما يعرف بنصوص اللعنة، وهي عبارة عن تعاويذ تكتب على تماثيل أو فخار ضد أشخاص بعينهم أو ضد أعداء مصر أثناء فترات الاحتلال، ثم تكسر هذه التماثيل والأواني، وكانت هناك تماثيل تغرز بالدبابيس، وذلك مثلما يحدث من صنع عروسة من الورق ونخزها بـ"الدبوس، ثم تحرق للحماية من الحسد.
http://www14.0zz0.com/2018/09/09/00/736050802.jpg (https://www.0zz0.com)
أما عن أسماء المدن والمحافظات، فهناك عدد من المدن ما زلت تحتفظ في أسمائها بالروح المصرية القديمة، ومن تلك المدن أسوان التي كان يطلق عليها "سون" بمعنى السوق، وأبو صير في محافظة الجيزة فكانت تسمى "بو أوزير" بمعنى مقر أوزير، الفيوم كانت تسمى "با-يم" بمعنى البحيرة، سقارة اتخذت اسمها نسبة إلى أحد معبودات العالم الآخر، وهو المعبود "سوكر"، وتل بسطة التي كانت تسمى "بر باستت" نسبة إلى معبودة المنطقة "باستت" التي كانت تتخذ شكل القطة.
http://www14.0zz0.com/2018/09/09/00/548367808.jpg (https://www.0zz0.com)
وفي سياق الكلمات فالشهور القبطية ارتبط بمصر القديمة فنذكر منها "توت"، الذي ينسب إلى المعبود تحوت، و"أمشير" نسبة إلى أحد المعبودات المسئولة عن الزوابع في مصر القديمة، و"هاتور" نسبة إلى المعبودة حتحور، و"كيهك" نسبة إلى أحد الأعياد التي كانت تسمى "كا حر كا". ومن الكلمات العامية التي نستخدمها في حياتنا اليومية مثل مكحكح من "كِح كِح" إشارة إلى السن الكبير، ويفطفط من "فِت فِت" إشارة للشخص الذي لا يستقر في مكان ودائم الحركة، وإدي من "دِي" بمعنى يعطي، ومأأ الشخص الذي ينظر للشئ بتركيز، وبطط من "بِت بِت" الشخص إذا دمر شيئًا، وفي الفصحى فتوجد أيضًا كلمات مثل "مِسح" بمعنى تمساح، و"بِسچ" بمعنى بصق، "چِنح" بمعنى جناح، و"شِنوت" بمعنى الشونة، و"مِركبت" بمعنى المركب.
اتمنا ان تنال اعجابكم مع ارق واجمل تحياتى اخوكم | ابوعلاء