أبـو على
2018/11/05, 08:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
اراد احدهم ان يتغزل فى زوجته الثخينة فقال لها برقة
حبيبتى انت اجملهن فى نظرى
فقالت له زوجته وهل نظرت الى غيرى يامتعوس اكلتنى لحما ورميتنى عظما طلقنى
ليته سكت دون غزل او بصل
يقول الشيخ على الطنطاوى رحمه اله تعالى
"لبثتُ قاضياً في محكمة النقض سبعاً وعشرين سنة، فوجدتُ أن أكثر حوادث الطلاق سببها غضب الرجل الأعمى وجواب المرأة الأحمق" .
كم من مشكلةٍ حدثت وارتفع غبارُها، وعمَّ أرجاءَ المنزل حتى استحالت الرؤية!
كم مِن مشاحنات وخصومات وقعتْ، حتى كاد يمحو ظلامُ ليلها نورَ فَجْرها، فلا يكاد يَبِين!
كم من مرَّات ضاقت فيها الأنفسُ ذَرْعًا، وتراجعت المحبةُ لتتوارى بين طيَّات الغِلِّ، وتغيب بين زفرات الحقد، ونزعات النفس الأمارة بالسوء.
كم وكم يحدث في البيوت من مشكلات، يظن أطرافُها أنها عظيمة وما هي بعظيمة، يحسبها أهلُها النهاية وما هي إلا بداية؛ بداية فهم وتوضيح وجهات النظر وإنْ ساء التعبير، بداية التعلم من الأخطاء وإنْ كانت مؤلمةً، بداية الاستفادة من المشكلات وإن كانت موجِعةً.
إن مما يؤسَف عليه حقًّا أن نرى ونسمع من الزوجات تلك الكلمة القبيحة، تطلبها الزوجة على غير وعْي، وتتفوَّه بها على غير هُدى، تذْكُرها مع كل عاصفة تَلُوح في أفق حياتها الزوجية، تظن أنها طوق النجاة من عذابات الحياة، وحبْلُ الخلاص من أكدار الدنيا!
تعترف كثيرٌ من الزوجات بأنها لا تنطق بهذه الكلمة، إلا لاستثارة زوجها وقهره والتكبر عليه؛ ليستشعر أنها راغبة عنه، فيرغب فيها!
نعم، هكذا تظن بعض النساء مع الأسف، في حين يعترف الكثير من الرجال أن العكس هو الصحيح، وقد كان مِن أقوى دواعي الفاحشة رغبةُ امرأة العزيز في يوسف، وإظهار هذه الرغبة بقولها: ﴿ هَيْتَ لَكَ ﴾ [يوسف: 23]، ولكن الله ثبَّتَه برغم توافر جميع أسباب وقوع المعصية: ﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 23].
وما سبب ظنِّهن ذلك إلا سوءُ استخدام هذا الترغيب؛ فلا ترغِّب الزوجةُ إلا بأسلوب لا يحبُّه، بل لا يعُدُّه الزوج إلا تنفيرًا!
فتنظر لجميع الأمور من منظورها الشخصي، وتُسقط شعورها على زوجها، فتقرِّر ما الحسَنُ وما القبيح، وما الذي يناسبه وما الذي لا يناسبه، في حينِ تزيد مِن تنفيره، وتسيء من حيث تظن أنها تحسن، ثم تتعجب من ردَّة فعله القبيحة، وتستنكر رغبته برغم تعبها وحرصها!
نعود لمشكلة الطلاق، ورغبة الكثير من الزوجات الحقيقية والوهمية فيه عند اندلاع أول شرارات الاختلاف.
تقول إحدى الزوجات:
"حدَثتْ بيني وبين زوجي مشكلةٌ كما تحدث كثيرًا؛ لكني في هذه المرَّة غضبْتُ واشتدَّ غضبي، حتى طلبتُ منه أن يطلقني، وأخذت أصيح بأعلى صوتي: لا أرغب فيك بعد اليوم، لا بد أن تطلقني حالاً، فطلب مني أن أهدأ؛ لكني تماديت في موجة غضبي، فما كان منه مع شدة غضبي إلا أن أمسك بورقة كانت بجانبه وقلمٍ، وقال: سأريحك!
وكتب على الورقة ما كتب، ثم غادر البيت، وتركني فريسةً لأحزاني.
جلستُ في جانبٍ من البيت، وانزويت على نفسي أبكي، وأتحسَّر على نفسي، وأتخيل حياتي في بيت أهلي، وعودتي إليهم بنفْسٍ كسيرة.
وبماذا أجيب عندما يسألونني عن سبب الطلاق؟!
مر على ذاكرتي شريطٌ كامل لحياتي مع زوجي الحبيب، نعم الحبيب!
لقد كان نِعْمَ الزَّوجُ، والاختلافُ سُنَّة في البشر، فلِمَ تعجَّلْتُ؟! وهكذا بقيتُ ألوم نفسي وأوبِّخها، وأوازن بين عيوب زوجي وميزاته، وامتلأت نفسي بالحسرة، حتى سمعت طرق الباب، وإذا بزوجي - أو مَن كان زوجي - يدخل مِن الباب وهو يبتسم إليَّ، فقمت إليه واعتذرت واعترفت بخطئي، فما كان منه إلا أن أعطاني الورقة التي كتبها، وخرج من الغرفة.
ففتحتها وقرأتُ ما كتَبَ فيها:
(أُحب زوجتي كثيرًا، ولا يمكن أن أُفرط فيها).
خجلتُ من نفسي كثيرًا، كيف استطاع أن يكتب هذا وأنا أرفع صوتي، وأطلب منه الطلاق؟!"
قد يكون هذا الزوجُ حالةً خاصةً أو نادرةً بين الأزواج، لكن دعُونا نعترف أن الأزواج أكثر صبرًا، وأعظم حكمةً من الزوجات!
لا يحكم الرجل - حين يحكم - بعاطفته، وإن كان يُولِيها اهتمامًا، لكن قلَّ أن تؤثِّر في قراراته، أو تتحكم في رغباته، على عكس ما يحدث مع النساء.
عزيزتي الزوجة:
لا تظني الأمر مستحيلاً.
لا تظني أن طلبك للطلاق كلَّ يوم سيرفع من قيمتك ومكانتك عند زوجك.
لا يوسوسْ لكِ الشيطانُ بتَكرار تلك الكلمة مع كل خلاف، فقد يتجاهلها زوجُك في البداية، لكنَّ أُلْفة سماعها يُشعِره بيسْر الأمر وتقبُّل الفكرة.
لا تعتقدي أن التهديد يُجْدِي مع الأزواج؛ بل اجعلي الحكمةَ تحكم تصرفاتك، والمسؤولَ الأول عن أفعالك.
وحتى تستعيني على عدم التفوه بهذه الكلمة؛ راجعي كل مدة واقرئي حول نتائج الطلاق السلبية، وعواقبه الوخيمة!
يقول الأستاذ المحامي (عوض المطيري):
لا يَشعر أبناءُ المطلَّقين بسعادة طفولتهم، وهناءِ جوِّ أُسَرهم؛ لأنه يكون مشحونًا بالنِّزاعات، ومن ثَم يهرب الأبناء من هذا الزلزال الذي أصاب حياتهم، فينقطعون عن الدراسة ويلجؤون إلى أصدقاء السوء، أو استخدام المخدرات كمسكِّن لعذاباتهم وآلامهم النفسية، وحرمانهم من عطف الأب والأم.
وينشأ الطفل ويشب متعطشًا للحنان والرعاية، مفتقدًا لمبادئَ وتعاليمَ كثيرةٍ، فيتخبط في الحياة ولا يقوى على مجابهتها، ولا يستطيع أن يضع له مستقبلاً، ويضْحِي عبئًا على المجتمع وعنصرًا غير مفيد.
ويقول الشيخ (ماهر عليان خضير) قاضي محكمة الاستئناف الشرعية بفلسطين:
لا شك أن الطلاق يترك بصمته وآثاره السلبية في المطلَّقين، وفي أولادهم، وفي المجتمع بأسره، وإن الضرر الذي يقع على هذه الفئات نتيجة الطلاق - لَهُو أكبر بكثير من فوائد ومقاصد الطلاق.
وبنظرة فاحصة مدقِّقة على الجوانب الاجتماعية والتربوية، وإخراج الآثار المزعجة والخطيرة على المجتمع بصفة عامة - تجد أن الضرر يقع على أربع فئات:
أولاً: المرأة المطلَّقة؛ فهي التي تحس بألم الطلاق في المقام الأول، خاصةً إذا لم يكن لها مَن يعولها غير الزوج، أو مصدر رزق آخر.
ثانيًا: الرجل؛ نظرًا لكثرة تَبِعات وآثار الطلاق؛ مِن مؤخَّر صَدَاق، ونفقة، وحضانة، وأمور مالية أخرى.
ثالثًا: الأولاد، وذلك في البعد عن حنان الأم إن كانوا مع الأب، وفي الرعاية والإشراف من قبل الأب إن كانوا مع الأم.
رابعًا: المجتمع بأكمله؛ والذي تكوِّنه تلك الفئات الثلاث.
قد لا يكون الأمرُ في يدكِ أيتها الزوجة، لكنِّي أناشد فقط مَن تُكثر وتتساهل بهذه الكلمة الخطيرة، وأنصحها بالتأنِّي وضبط النفس، واستعراض إيجابيات زوجها عند هبوب العواصف على البيت، والعزم على البعد عن هذا الطلب الذي لا يؤثِّر في حياتك الزوجية إلا أقبحَ التأثير، تذكَّري أن الشيطان يتربص بنا في كل حين.
تذكري أنه كما لزوجك عيوب، فلَكِ مثلها، أو أقل أو أكثر.
تذكري أن جميع البيوت يحدث فيها مثل الذي يحدث في بيتك، ولا تغترِّي بحديث العَدُوَّات في ثوب الصديقات!
تذكري أن رغبتك في زوجك - حتى وقت الخلاف - لا تزيدك في قلبه إلا محبةً، أَزِيلي من قاموس الزوجية كلمة (كبرياء)، واستبدلي بها الاحترام المتبادل، والصبر على العشير، وإياك أن تكوني ممن ذكرهنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديثه: ((لو أحسنتَ إلى إحداهن الدهرَ ثم رأتْ منك شيئًا، قالت: ما رأيتُ منكَ خيرًا قط))؛ متفق عليه.
وفَّقَ الله كلَّ المسلمات، ورزقهن الصبر والحكمة، وأصلح رجال المسلمين، ورزقهم الرفق واللين
مثل العادةمنقول ولكن بتصرف
السلام عليكم
اراد احدهم ان يتغزل فى زوجته الثخينة فقال لها برقة
حبيبتى انت اجملهن فى نظرى
فقالت له زوجته وهل نظرت الى غيرى يامتعوس اكلتنى لحما ورميتنى عظما طلقنى
ليته سكت دون غزل او بصل
يقول الشيخ على الطنطاوى رحمه اله تعالى
"لبثتُ قاضياً في محكمة النقض سبعاً وعشرين سنة، فوجدتُ أن أكثر حوادث الطلاق سببها غضب الرجل الأعمى وجواب المرأة الأحمق" .
كم من مشكلةٍ حدثت وارتفع غبارُها، وعمَّ أرجاءَ المنزل حتى استحالت الرؤية!
كم مِن مشاحنات وخصومات وقعتْ، حتى كاد يمحو ظلامُ ليلها نورَ فَجْرها، فلا يكاد يَبِين!
كم من مرَّات ضاقت فيها الأنفسُ ذَرْعًا، وتراجعت المحبةُ لتتوارى بين طيَّات الغِلِّ، وتغيب بين زفرات الحقد، ونزعات النفس الأمارة بالسوء.
كم وكم يحدث في البيوت من مشكلات، يظن أطرافُها أنها عظيمة وما هي بعظيمة، يحسبها أهلُها النهاية وما هي إلا بداية؛ بداية فهم وتوضيح وجهات النظر وإنْ ساء التعبير، بداية التعلم من الأخطاء وإنْ كانت مؤلمةً، بداية الاستفادة من المشكلات وإن كانت موجِعةً.
إن مما يؤسَف عليه حقًّا أن نرى ونسمع من الزوجات تلك الكلمة القبيحة، تطلبها الزوجة على غير وعْي، وتتفوَّه بها على غير هُدى، تذْكُرها مع كل عاصفة تَلُوح في أفق حياتها الزوجية، تظن أنها طوق النجاة من عذابات الحياة، وحبْلُ الخلاص من أكدار الدنيا!
تعترف كثيرٌ من الزوجات بأنها لا تنطق بهذه الكلمة، إلا لاستثارة زوجها وقهره والتكبر عليه؛ ليستشعر أنها راغبة عنه، فيرغب فيها!
نعم، هكذا تظن بعض النساء مع الأسف، في حين يعترف الكثير من الرجال أن العكس هو الصحيح، وقد كان مِن أقوى دواعي الفاحشة رغبةُ امرأة العزيز في يوسف، وإظهار هذه الرغبة بقولها: ﴿ هَيْتَ لَكَ ﴾ [يوسف: 23]، ولكن الله ثبَّتَه برغم توافر جميع أسباب وقوع المعصية: ﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 23].
وما سبب ظنِّهن ذلك إلا سوءُ استخدام هذا الترغيب؛ فلا ترغِّب الزوجةُ إلا بأسلوب لا يحبُّه، بل لا يعُدُّه الزوج إلا تنفيرًا!
فتنظر لجميع الأمور من منظورها الشخصي، وتُسقط شعورها على زوجها، فتقرِّر ما الحسَنُ وما القبيح، وما الذي يناسبه وما الذي لا يناسبه، في حينِ تزيد مِن تنفيره، وتسيء من حيث تظن أنها تحسن، ثم تتعجب من ردَّة فعله القبيحة، وتستنكر رغبته برغم تعبها وحرصها!
نعود لمشكلة الطلاق، ورغبة الكثير من الزوجات الحقيقية والوهمية فيه عند اندلاع أول شرارات الاختلاف.
تقول إحدى الزوجات:
"حدَثتْ بيني وبين زوجي مشكلةٌ كما تحدث كثيرًا؛ لكني في هذه المرَّة غضبْتُ واشتدَّ غضبي، حتى طلبتُ منه أن يطلقني، وأخذت أصيح بأعلى صوتي: لا أرغب فيك بعد اليوم، لا بد أن تطلقني حالاً، فطلب مني أن أهدأ؛ لكني تماديت في موجة غضبي، فما كان منه مع شدة غضبي إلا أن أمسك بورقة كانت بجانبه وقلمٍ، وقال: سأريحك!
وكتب على الورقة ما كتب، ثم غادر البيت، وتركني فريسةً لأحزاني.
جلستُ في جانبٍ من البيت، وانزويت على نفسي أبكي، وأتحسَّر على نفسي، وأتخيل حياتي في بيت أهلي، وعودتي إليهم بنفْسٍ كسيرة.
وبماذا أجيب عندما يسألونني عن سبب الطلاق؟!
مر على ذاكرتي شريطٌ كامل لحياتي مع زوجي الحبيب، نعم الحبيب!
لقد كان نِعْمَ الزَّوجُ، والاختلافُ سُنَّة في البشر، فلِمَ تعجَّلْتُ؟! وهكذا بقيتُ ألوم نفسي وأوبِّخها، وأوازن بين عيوب زوجي وميزاته، وامتلأت نفسي بالحسرة، حتى سمعت طرق الباب، وإذا بزوجي - أو مَن كان زوجي - يدخل مِن الباب وهو يبتسم إليَّ، فقمت إليه واعتذرت واعترفت بخطئي، فما كان منه إلا أن أعطاني الورقة التي كتبها، وخرج من الغرفة.
ففتحتها وقرأتُ ما كتَبَ فيها:
(أُحب زوجتي كثيرًا، ولا يمكن أن أُفرط فيها).
خجلتُ من نفسي كثيرًا، كيف استطاع أن يكتب هذا وأنا أرفع صوتي، وأطلب منه الطلاق؟!"
قد يكون هذا الزوجُ حالةً خاصةً أو نادرةً بين الأزواج، لكن دعُونا نعترف أن الأزواج أكثر صبرًا، وأعظم حكمةً من الزوجات!
لا يحكم الرجل - حين يحكم - بعاطفته، وإن كان يُولِيها اهتمامًا، لكن قلَّ أن تؤثِّر في قراراته، أو تتحكم في رغباته، على عكس ما يحدث مع النساء.
عزيزتي الزوجة:
لا تظني الأمر مستحيلاً.
لا تظني أن طلبك للطلاق كلَّ يوم سيرفع من قيمتك ومكانتك عند زوجك.
لا يوسوسْ لكِ الشيطانُ بتَكرار تلك الكلمة مع كل خلاف، فقد يتجاهلها زوجُك في البداية، لكنَّ أُلْفة سماعها يُشعِره بيسْر الأمر وتقبُّل الفكرة.
لا تعتقدي أن التهديد يُجْدِي مع الأزواج؛ بل اجعلي الحكمةَ تحكم تصرفاتك، والمسؤولَ الأول عن أفعالك.
وحتى تستعيني على عدم التفوه بهذه الكلمة؛ راجعي كل مدة واقرئي حول نتائج الطلاق السلبية، وعواقبه الوخيمة!
يقول الأستاذ المحامي (عوض المطيري):
لا يَشعر أبناءُ المطلَّقين بسعادة طفولتهم، وهناءِ جوِّ أُسَرهم؛ لأنه يكون مشحونًا بالنِّزاعات، ومن ثَم يهرب الأبناء من هذا الزلزال الذي أصاب حياتهم، فينقطعون عن الدراسة ويلجؤون إلى أصدقاء السوء، أو استخدام المخدرات كمسكِّن لعذاباتهم وآلامهم النفسية، وحرمانهم من عطف الأب والأم.
وينشأ الطفل ويشب متعطشًا للحنان والرعاية، مفتقدًا لمبادئَ وتعاليمَ كثيرةٍ، فيتخبط في الحياة ولا يقوى على مجابهتها، ولا يستطيع أن يضع له مستقبلاً، ويضْحِي عبئًا على المجتمع وعنصرًا غير مفيد.
ويقول الشيخ (ماهر عليان خضير) قاضي محكمة الاستئناف الشرعية بفلسطين:
لا شك أن الطلاق يترك بصمته وآثاره السلبية في المطلَّقين، وفي أولادهم، وفي المجتمع بأسره، وإن الضرر الذي يقع على هذه الفئات نتيجة الطلاق - لَهُو أكبر بكثير من فوائد ومقاصد الطلاق.
وبنظرة فاحصة مدقِّقة على الجوانب الاجتماعية والتربوية، وإخراج الآثار المزعجة والخطيرة على المجتمع بصفة عامة - تجد أن الضرر يقع على أربع فئات:
أولاً: المرأة المطلَّقة؛ فهي التي تحس بألم الطلاق في المقام الأول، خاصةً إذا لم يكن لها مَن يعولها غير الزوج، أو مصدر رزق آخر.
ثانيًا: الرجل؛ نظرًا لكثرة تَبِعات وآثار الطلاق؛ مِن مؤخَّر صَدَاق، ونفقة، وحضانة، وأمور مالية أخرى.
ثالثًا: الأولاد، وذلك في البعد عن حنان الأم إن كانوا مع الأب، وفي الرعاية والإشراف من قبل الأب إن كانوا مع الأم.
رابعًا: المجتمع بأكمله؛ والذي تكوِّنه تلك الفئات الثلاث.
قد لا يكون الأمرُ في يدكِ أيتها الزوجة، لكنِّي أناشد فقط مَن تُكثر وتتساهل بهذه الكلمة الخطيرة، وأنصحها بالتأنِّي وضبط النفس، واستعراض إيجابيات زوجها عند هبوب العواصف على البيت، والعزم على البعد عن هذا الطلب الذي لا يؤثِّر في حياتك الزوجية إلا أقبحَ التأثير، تذكَّري أن الشيطان يتربص بنا في كل حين.
تذكري أنه كما لزوجك عيوب، فلَكِ مثلها، أو أقل أو أكثر.
تذكري أن جميع البيوت يحدث فيها مثل الذي يحدث في بيتك، ولا تغترِّي بحديث العَدُوَّات في ثوب الصديقات!
تذكري أن رغبتك في زوجك - حتى وقت الخلاف - لا تزيدك في قلبه إلا محبةً، أَزِيلي من قاموس الزوجية كلمة (كبرياء)، واستبدلي بها الاحترام المتبادل، والصبر على العشير، وإياك أن تكوني ممن ذكرهنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديثه: ((لو أحسنتَ إلى إحداهن الدهرَ ثم رأتْ منك شيئًا، قالت: ما رأيتُ منكَ خيرًا قط))؛ متفق عليه.
وفَّقَ الله كلَّ المسلمات، ورزقهن الصبر والحكمة، وأصلح رجال المسلمين، ورزقهم الرفق واللين
مثل العادةمنقول ولكن بتصرف