نور المصطفى
2019/07/17, 10:51 AM
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/50687-حازم-صلاح-الدين.jpg
حازم صلاح الدين
كيف ساعدته والدته لتحقيق أحلامه؟.. وما هو أول نادى لعب بين صفوفه؟
شقيقه محمد لعب دورًا كبيرًا فى تعليمه فنون الكرة.. و«زامورا» اكتشفه فى مباراة لمنتخب بحرى
حلم بالتصوير مع حمادة إمام فوجد نفسه يلعب إلى جواره ويحرز «هاتريك»
(الحلقة الأولى)
«حسن شحاتة يا معلم خللى الشبكة تتكلم»، يعد هذا الهتاف من أشهر الهتافات الكروية، وطبعا كان من نصيب "المعلم" حسن شحاتة نجم الكرة المصرية السابق وصاحب أكبر انجازات المنتخب الوطنى بالحصول على لقب أمم أفريقيا 3 مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010.
مشوار حسن شحاتة مع عالم الساحرة المستديرة سواء لاعباً أو مدرباً لم يكن مفروشاً بالورود، كما يتصور البعض، فهو واجه العديد من "المطبات" الصعبة، فقد تلقى الكثير من أسهم الانتقادات منذ كان لاعبا فى صفوف نادي الزمالك وصولاً إلى محطة قيادة منتخب الفراعنة قبل بطولة "كان 2006"، التي كانت كفيلة بأن تحبط من عزيمته، لكن عشقه للكرة وحب الجماهير له جعلاه لا يهتم بما يقال، ويستمر فى تحقيق إنجازاته وطموحاته، حتى أثبت أن المدرب المحلى لا يقل عن الأجنبى بل ويتفوق عليه إذا وجد المناخ المناسب لتأدية مهامه وإبراز قدراته، وهو ما حدث مع "المعلم"، فليس سهلا أن يصنع مدرب مجدا ونصرا غاليا، وأن يحافظ عليه إلا إذا كان مدرباً بدرجة امتياز.
وينشر "سوبر كورة" السيرة الذاتية لحسن شحاتة فى سلسلة حلقات نرصد فيها أسرار وحكايات خاصة منذ كان يلعب فى شوارع كفر الدوار، مرورا بلحظات الشهد والدموع داخل نادى الزمالك ورحلته فى الكويت، وصولاً إلى التربع عرش القارة الإفريقية كمدرب بفضل إنجازاته التى تتحدث عن نفسها.
فى الحلقة الأولى نتحدث عن كواليس انتقاله إلى القلعة البيضاء والصدفة التى قادته لتحقيق حلمه، ومن اكتشفه؟ وكيف تغلب على الصعوبات فى بداياته؟.
ولد حسن شحاتة فى أسرة بسيطة فى مدينة كفر الدوار إحدى مدن محافظة البحيرة، والده المرحوم على شحاتة كان يعمل موظفاً فى شركة غزل كفر الدوار، ووالدته "ست بيت" مثل أى أم ريفية تفكيرها ينصب على كيفية إرضاء زوجها وترتيبه بين أشقائه قبل الأخير ما بين تسعة أبناء هم محمد وعبده وأحمد ومصطفى والسعيد وزينب وإبراهيم وفاتن.
طفل لم يتخط عمر العشر سنوات اسمه حسن شحاتة مثل كل طفل صغير يعيش في الأرياف ، كان يخرج يوميًا لقضاء وقت فراغه فى اللعب الكرة بالشارع مع زملائه وجيرانه، وعندما وصل إلى سن العاشرة وكان طالبًا بالمرحلة الابتدائية ، وفى احدى المرات حينما كان يلعب رآه عن طريق المصادفة شقيقه الأكبر محمد الذى كان يعمل مدربًا فى نادى غزل كفر الدوار واكتشف أنه موهوب جدًا، وبالفعل بدأ فى تلقينه الدروس الأولى فى ممارسة لعبة كرة القدم.
فى هذه الفترة قرر المسؤول عن فريق كرة القدم فى المدرسة الابتدائية ضمه للفريق المدرسى، وبدأ فى الحصول على قسط من الشهرة بالمدارس المجاورة فى مدينة كفر الدوار، وحصل مع مدرسته على بطولة المدينة، وصعد إلى نهائيات مدارس المحافظات المختلفة، ووقتها كان والده معترضًا تمامًا على فكرة لعب الكرة خوفًا من إهماله لدروسه، فقد كان يريده أن يكون له شأن آخر بعيدًا عن الساحرة المستديرة.
أول شخص علمه فنون الكرة
هنا يحكى حسن شحاتة فى مذكرات سابقة عن حياته نشرتها بالمشاركة مع صديقى الناقد الرياضى محمد القاضى-، عن تلك الفترة : "كنت ألعب فى الشارع مع شقيقى إبراهيم الذى كان يفوقنى فى القوة والمهارة فى لعبة كرة القدم مئات المرات، وكنت أحاول أن أدخل معه فى التحدى أثناء اللعب فى الفريق المنافس لفريقه ودائماً ما كان يتفوق عليّ فى كل شيء خصوصاً فى إحراز أروع الأهداف، وعندما وصلت إلى سن العاشرة كنت طالباً فى المرحلة الابتدائية اكتشفنى عن طريق المصادفة شقيقى الأكبر محمد الذى كان يعمل مدرباً فى نادى غزل كفر الدوار، وبدأ فى تلقينى الدروس الأولى فى ممارسة لعبة كرة القدم والتى كانت بمثابة الدروس الخصوصية بدون سداد أى مقابل مالى، وكان الدرس الأول فى أنها لعبة جماعية يجب فيها التعاون مع زملائى فى الملعب بعيداً عن اللعب بأنانية أو فردية حتى نحقق فى النهاية النتائج الإيجابية، وفى هذه الأحيان قرر المسؤول عن فريق كرة القدم فى المدرسة الابتدائية ضمى للفريق المدرسى، وبدأت فى الحصول على قسط من الشهرة بالمدارس المجاورة فى مدينة كفر الدوار وحصلت مع مدرستى على بطولة المدينة وصعدنا لكى نصفى مع مدارس المحافظات المختلفة".
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/42121-المعلم-حسن-شحاتة.jpg
المعلم حسن شحاتة
والد حسن شحاتة كان يحب "العزوة" مثل أهل القرى فى المحافظات المختلفة فى بر مصر بأكمله فاتخذ قراره بأن يمتلك العديد من الأبناء على أن يكون حريصاً بإعطائهم القسط الكافى من التعليم لمواجهة الزمن الذى نعيش فيه على عكس العديد من الآباء فى تلك الحقبة، وكان دائماً يقول لهم إن العلم سلاح لكل شخص فى مواجهة المجهول، وكان حريصاً على غرس روح الحب والأخوة بينهم ، مؤكداً لهم أنه عندما قرر أن يكون لديه كثرة فى الأبناء ليخافوا على بعضهم ويكونوا "يداً واحدة" فى مواجهة المستقبل.
ويضيف المعلم :"وقتها والدى كان معترضاً تماماً على فكرة لعب الكرة لأنها ستجعلنى أهمل دروسى ، لكنى كنت ألعب الكرة دون أن يعلم، وكانت والدتى الله يرحمها تقوم بمساعدتى لأنى كنت الدلوعة بتاع الكل، خاصة أننى الأخ الأصغر بين أشقائى الرجال، وبعد انتهائى من مرحلة الدراسة الابتدائية ذاع صيتى بشكل كبير حتى علم والدى وأبلغنى أن أى تقصير سوف يحدث فى دراستى بسبب كرة القدم سيواجهه عقاب شديد القسوة".
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/61923-معلم-الكرة-المصرية.jpg
معلم الكرة المصرية
حسن شحاتة يعتبر شقيقه الأكبر محمد نسخة كربونية من والده فى صرامته وخوفه الشديد عليهم، رغم أن المثل الشائع فى الريف المصرى يقول "إنه دائماً ما يكون هناك غيرة بين الأولاد الذين يولدون فوق رؤوس بعض"، إلا أن شقيقه إبراهيم كان هو الأقرب إلى قلبه ومعه شقيقته فاتن.
ويستكمل شحاتة :" بدأت شهرتى تزداد مع مشاركتى فى بطولة الناشئين بالوجه البحرى أثناء فترة دراستى فى المرحلة الإعدادية والتى جاءت بناء على توصية من شقيقى الأكبر محمد، فممارسة كرة القدم فى بداية مشوارها تكون صعبة للغاية وتحتاج إلى يد تساعد اللاعب الموهوب على الدخول إلى النادى الذى ستظهر فيه موهبته، وشاركت مع منتخب الناشئين فى عام 1959،بعدها قرر شقيقى محمد أن أتوجه إلى نادى غزل كفر الدوار الذى كان يلعب فى دورى الدرجة الثانية آنذاك ولعبت بين صفوفه".
فى فترة الخمسينيات من القرن الماضى كانت الدولة تهتم بأن تكون للمصانع أندية يمارس فيها العاملون جميع أنشطتهم وهواياتهم المختلفة، حتى جاء عام 1960 الذى شهد دخول التليفزيون إلى مصر، وكان محدودًا للغاية فى مدينة كفر الدوار من حيث الذين يمتلكون هذا الجهاز، وكان عمر الطفل حسن شحاتة وقتها لم يتجاوز الـ 13 عامًا، ومن كثرة شغفه بكرة القدم كان يذهب عند أحد جيرانه ممن يوجد عندهم جهاز تليفزيون «أبيض وأسود» لكى يشاهد مباريات كرة القدم لقطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، حتى يتطلع على المهارات العالية للاعبى الفريقين.
ويتذكر حسن شحاتة : كنت أنتظر بفارغ الصبر موعد المباريات التى تجمع الناديين، وبدأت فى تشجيع نادى الزمالك بعدما أعجبت بنجومه الكبار أمثال الكابتن حمادة إمام، صاحب المهارات الفنية العالية، وقد أعجبت بذكائه الشديد فى التعامل مع الكرة داخل الملعب، والطريقة التى يراوغ بها لاعبى خط دفاع الفرق المنافسة، والأماكن التى يقف ويتمركز بها فى الملعب، وكنت معجبًا أيضًا بالكابتن طه بصرى، صاحب الرؤية الفنية الجيدة والقيادية داخل أرجاء الملعب، بالإضافة إلى إعجابى بالكابتن عمر النور الملقب «بالفهد الأسود»، والكابتن يكن حسين، ومن الأمور التى أدت إلى ازدياد تشجيعى وحبى للزمالك صوت المرحوم الكابتن محمد لطيف أثناء تعليقه على مباريات الزمالك، وكنت دائمًا فى اشتياق لسماع صوته وهو يعلق ويردد مقولاته الشهيرة، وبسبب زملكاويته قررت أن أشجع القلعة البيضاء.
صدفة لقاء زامورا
ويقول المعلم: ظللت أحلم باليوم الذى سوف ارتدى فيه الفانلة البيضاء، وكنت ألعب مع فريق غزل كفر الدوار ومع منتخب بحرى فى حين واحد، والتحقت بمدرسة صلاح سالم الثانوية التجارية، وذات مرة كنت أشارك بصفة أساسية مع منتخب بحرى شاهدنى عن طريق الصدفة البحتة الكابتن محمد حسن حلمى «زامورا» رئيس نادى الزمالك آنذاك فى إحدى المباريات الودية، وطلب منى ضرورة الحضور إلى القاهرة للانضمام لناشئ الزمالك فى صيف عام 1966، وكان عمرى لم يصل إلى سن 19 عامًا.
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/28648-حلمي-زامورا.jpg
حلمي زامورا
حسن شحاتة فى الزمالك بـ"خمسين قرشاً"
ويضيف: «بالفعل، دون تفكير ركبت القطار فى الفجر من محطة كفر الدوار متجهًا إلى القاهرة لإجراء الاختبارت فى نادى الزمالك، وهذا اليوم بالذات محفور فى ذاكرتى، ولن أنساه فى تاريخى الكروى، وأتذكره كأنه حدث ليلة أمس عندما كنت على أبواب النادى حاملاً فى يدى حقيبة ملابس صغيرة لا يتجاوز ثمنها حاجز الخمسين قرشًا، ورفض أفراد الأمن أن أدخل من الباب رغم أننى أقسمت لهم أن الكابتن حلمى زامورا طلب منى الحضور من بلدتى لمقابلته لكى ألعب مع قطاع الناشئين بالنادى، إلا أن التعليمات كانت صارمة بمنع دخول الغرباء داخل النادى، فشعرت بالإحراج الشديد وقررت الجلوس بجوار الباب أفكر ماذا أفعل، هل سأعود أم أنتظر الكابتن حلمى زامورا على الباب حتى يأتى سواء فى هذا اليوم أو الغد أو حتى بعد أسبوع».
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/84861-حسن-شحاتة-أثناء-اللعب-مع-الزمالك.jpg
حسن شحاتة أثناء اللعب مع الزمالك
تفاصيل أول لقاء مع حمادة إمام.. وماذا قال له الثعلب؟
ويتابع: «لكن الفرج جاء من باب واسع حيث وجدت الكابتن حمادة الشرقاوى يقترب منى، وسألنى عن سبب جلوسى وحيدًا على الأرض بجوار الباب، فحكيت له الموقف المحرج الذى تعرضت له، وعلى الفور وجدته يشدنى من يدى ويدخلنى إلى غرفة خلع الملابس ويطلب منى ضرورة ارتداء ملابسى الرياضية لكى أنزل إلى أرض الملعب ليشاهدنى القائمون على إدارة شؤون الكرة داخل نادى الزمالك، وبالفعل نجحت فى أن أشارك فى أول تقسيمة بنفس اليوم، وكأن الحظ ابتسم لى أخيرًا، وأعجب بى الكابتن حلمى زامورا ومعه عدد كبير من نجوم النادى الكبار، خصوصًا أنها المرة الأولى التى أنزل فيها إلى استاد ميت عقبة، وجدتنى ألعب بجوار الشخص الذى كنت أحلم بأن أراه فى يوم من الأيام وأتصور معه فقط، وهو الكابتن حمادة إمام، ونجحت خلال تلك التقسيمة فى تسجيل ثلاثة أهداف من الأهداف الأربعة التى أحرزها فريقى، وقدمت أول أوراق اعتمادى إلى مسؤولى الزمالك بعدما وقف الكابتن حمادة يصفق لى بحرارة شديدة مع الهدف الثالث الذى أحرزته، ومنذ هذا التوقيت وأنا موجود داخل القلعة البيضاء، وبالتحديد منذ وقعت عقد الانضمام لصفوف الزمالك فى عام 1966».
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/53227-حمادة-إمام.jpg
حمادة إمام
فى الحلقة المقبلة، نتحدث عن كواليس رحيل حسن شحاتة عن الزمالك والانتقال إلى اللعب فى الكويت وحصوله على لقب أفضل لاعب فى آسيا، ثم العودة إلى "البيت الأبيض" مجددًا، وسر اعتزاله اللعب 3 مرات.
حازم صلاح الدين
كيف ساعدته والدته لتحقيق أحلامه؟.. وما هو أول نادى لعب بين صفوفه؟
شقيقه محمد لعب دورًا كبيرًا فى تعليمه فنون الكرة.. و«زامورا» اكتشفه فى مباراة لمنتخب بحرى
حلم بالتصوير مع حمادة إمام فوجد نفسه يلعب إلى جواره ويحرز «هاتريك»
(الحلقة الأولى)
«حسن شحاتة يا معلم خللى الشبكة تتكلم»، يعد هذا الهتاف من أشهر الهتافات الكروية، وطبعا كان من نصيب "المعلم" حسن شحاتة نجم الكرة المصرية السابق وصاحب أكبر انجازات المنتخب الوطنى بالحصول على لقب أمم أفريقيا 3 مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010.
مشوار حسن شحاتة مع عالم الساحرة المستديرة سواء لاعباً أو مدرباً لم يكن مفروشاً بالورود، كما يتصور البعض، فهو واجه العديد من "المطبات" الصعبة، فقد تلقى الكثير من أسهم الانتقادات منذ كان لاعبا فى صفوف نادي الزمالك وصولاً إلى محطة قيادة منتخب الفراعنة قبل بطولة "كان 2006"، التي كانت كفيلة بأن تحبط من عزيمته، لكن عشقه للكرة وحب الجماهير له جعلاه لا يهتم بما يقال، ويستمر فى تحقيق إنجازاته وطموحاته، حتى أثبت أن المدرب المحلى لا يقل عن الأجنبى بل ويتفوق عليه إذا وجد المناخ المناسب لتأدية مهامه وإبراز قدراته، وهو ما حدث مع "المعلم"، فليس سهلا أن يصنع مدرب مجدا ونصرا غاليا، وأن يحافظ عليه إلا إذا كان مدرباً بدرجة امتياز.
وينشر "سوبر كورة" السيرة الذاتية لحسن شحاتة فى سلسلة حلقات نرصد فيها أسرار وحكايات خاصة منذ كان يلعب فى شوارع كفر الدوار، مرورا بلحظات الشهد والدموع داخل نادى الزمالك ورحلته فى الكويت، وصولاً إلى التربع عرش القارة الإفريقية كمدرب بفضل إنجازاته التى تتحدث عن نفسها.
فى الحلقة الأولى نتحدث عن كواليس انتقاله إلى القلعة البيضاء والصدفة التى قادته لتحقيق حلمه، ومن اكتشفه؟ وكيف تغلب على الصعوبات فى بداياته؟.
ولد حسن شحاتة فى أسرة بسيطة فى مدينة كفر الدوار إحدى مدن محافظة البحيرة، والده المرحوم على شحاتة كان يعمل موظفاً فى شركة غزل كفر الدوار، ووالدته "ست بيت" مثل أى أم ريفية تفكيرها ينصب على كيفية إرضاء زوجها وترتيبه بين أشقائه قبل الأخير ما بين تسعة أبناء هم محمد وعبده وأحمد ومصطفى والسعيد وزينب وإبراهيم وفاتن.
طفل لم يتخط عمر العشر سنوات اسمه حسن شحاتة مثل كل طفل صغير يعيش في الأرياف ، كان يخرج يوميًا لقضاء وقت فراغه فى اللعب الكرة بالشارع مع زملائه وجيرانه، وعندما وصل إلى سن العاشرة وكان طالبًا بالمرحلة الابتدائية ، وفى احدى المرات حينما كان يلعب رآه عن طريق المصادفة شقيقه الأكبر محمد الذى كان يعمل مدربًا فى نادى غزل كفر الدوار واكتشف أنه موهوب جدًا، وبالفعل بدأ فى تلقينه الدروس الأولى فى ممارسة لعبة كرة القدم.
فى هذه الفترة قرر المسؤول عن فريق كرة القدم فى المدرسة الابتدائية ضمه للفريق المدرسى، وبدأ فى الحصول على قسط من الشهرة بالمدارس المجاورة فى مدينة كفر الدوار، وحصل مع مدرسته على بطولة المدينة، وصعد إلى نهائيات مدارس المحافظات المختلفة، ووقتها كان والده معترضًا تمامًا على فكرة لعب الكرة خوفًا من إهماله لدروسه، فقد كان يريده أن يكون له شأن آخر بعيدًا عن الساحرة المستديرة.
أول شخص علمه فنون الكرة
هنا يحكى حسن شحاتة فى مذكرات سابقة عن حياته نشرتها بالمشاركة مع صديقى الناقد الرياضى محمد القاضى-، عن تلك الفترة : "كنت ألعب فى الشارع مع شقيقى إبراهيم الذى كان يفوقنى فى القوة والمهارة فى لعبة كرة القدم مئات المرات، وكنت أحاول أن أدخل معه فى التحدى أثناء اللعب فى الفريق المنافس لفريقه ودائماً ما كان يتفوق عليّ فى كل شيء خصوصاً فى إحراز أروع الأهداف، وعندما وصلت إلى سن العاشرة كنت طالباً فى المرحلة الابتدائية اكتشفنى عن طريق المصادفة شقيقى الأكبر محمد الذى كان يعمل مدرباً فى نادى غزل كفر الدوار، وبدأ فى تلقينى الدروس الأولى فى ممارسة لعبة كرة القدم والتى كانت بمثابة الدروس الخصوصية بدون سداد أى مقابل مالى، وكان الدرس الأول فى أنها لعبة جماعية يجب فيها التعاون مع زملائى فى الملعب بعيداً عن اللعب بأنانية أو فردية حتى نحقق فى النهاية النتائج الإيجابية، وفى هذه الأحيان قرر المسؤول عن فريق كرة القدم فى المدرسة الابتدائية ضمى للفريق المدرسى، وبدأت فى الحصول على قسط من الشهرة بالمدارس المجاورة فى مدينة كفر الدوار وحصلت مع مدرستى على بطولة المدينة وصعدنا لكى نصفى مع مدارس المحافظات المختلفة".
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/42121-المعلم-حسن-شحاتة.jpg
المعلم حسن شحاتة
والد حسن شحاتة كان يحب "العزوة" مثل أهل القرى فى المحافظات المختلفة فى بر مصر بأكمله فاتخذ قراره بأن يمتلك العديد من الأبناء على أن يكون حريصاً بإعطائهم القسط الكافى من التعليم لمواجهة الزمن الذى نعيش فيه على عكس العديد من الآباء فى تلك الحقبة، وكان دائماً يقول لهم إن العلم سلاح لكل شخص فى مواجهة المجهول، وكان حريصاً على غرس روح الحب والأخوة بينهم ، مؤكداً لهم أنه عندما قرر أن يكون لديه كثرة فى الأبناء ليخافوا على بعضهم ويكونوا "يداً واحدة" فى مواجهة المستقبل.
ويضيف المعلم :"وقتها والدى كان معترضاً تماماً على فكرة لعب الكرة لأنها ستجعلنى أهمل دروسى ، لكنى كنت ألعب الكرة دون أن يعلم، وكانت والدتى الله يرحمها تقوم بمساعدتى لأنى كنت الدلوعة بتاع الكل، خاصة أننى الأخ الأصغر بين أشقائى الرجال، وبعد انتهائى من مرحلة الدراسة الابتدائية ذاع صيتى بشكل كبير حتى علم والدى وأبلغنى أن أى تقصير سوف يحدث فى دراستى بسبب كرة القدم سيواجهه عقاب شديد القسوة".
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/61923-معلم-الكرة-المصرية.jpg
معلم الكرة المصرية
حسن شحاتة يعتبر شقيقه الأكبر محمد نسخة كربونية من والده فى صرامته وخوفه الشديد عليهم، رغم أن المثل الشائع فى الريف المصرى يقول "إنه دائماً ما يكون هناك غيرة بين الأولاد الذين يولدون فوق رؤوس بعض"، إلا أن شقيقه إبراهيم كان هو الأقرب إلى قلبه ومعه شقيقته فاتن.
ويستكمل شحاتة :" بدأت شهرتى تزداد مع مشاركتى فى بطولة الناشئين بالوجه البحرى أثناء فترة دراستى فى المرحلة الإعدادية والتى جاءت بناء على توصية من شقيقى الأكبر محمد، فممارسة كرة القدم فى بداية مشوارها تكون صعبة للغاية وتحتاج إلى يد تساعد اللاعب الموهوب على الدخول إلى النادى الذى ستظهر فيه موهبته، وشاركت مع منتخب الناشئين فى عام 1959،بعدها قرر شقيقى محمد أن أتوجه إلى نادى غزل كفر الدوار الذى كان يلعب فى دورى الدرجة الثانية آنذاك ولعبت بين صفوفه".
فى فترة الخمسينيات من القرن الماضى كانت الدولة تهتم بأن تكون للمصانع أندية يمارس فيها العاملون جميع أنشطتهم وهواياتهم المختلفة، حتى جاء عام 1960 الذى شهد دخول التليفزيون إلى مصر، وكان محدودًا للغاية فى مدينة كفر الدوار من حيث الذين يمتلكون هذا الجهاز، وكان عمر الطفل حسن شحاتة وقتها لم يتجاوز الـ 13 عامًا، ومن كثرة شغفه بكرة القدم كان يذهب عند أحد جيرانه ممن يوجد عندهم جهاز تليفزيون «أبيض وأسود» لكى يشاهد مباريات كرة القدم لقطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، حتى يتطلع على المهارات العالية للاعبى الفريقين.
ويتذكر حسن شحاتة : كنت أنتظر بفارغ الصبر موعد المباريات التى تجمع الناديين، وبدأت فى تشجيع نادى الزمالك بعدما أعجبت بنجومه الكبار أمثال الكابتن حمادة إمام، صاحب المهارات الفنية العالية، وقد أعجبت بذكائه الشديد فى التعامل مع الكرة داخل الملعب، والطريقة التى يراوغ بها لاعبى خط دفاع الفرق المنافسة، والأماكن التى يقف ويتمركز بها فى الملعب، وكنت معجبًا أيضًا بالكابتن طه بصرى، صاحب الرؤية الفنية الجيدة والقيادية داخل أرجاء الملعب، بالإضافة إلى إعجابى بالكابتن عمر النور الملقب «بالفهد الأسود»، والكابتن يكن حسين، ومن الأمور التى أدت إلى ازدياد تشجيعى وحبى للزمالك صوت المرحوم الكابتن محمد لطيف أثناء تعليقه على مباريات الزمالك، وكنت دائمًا فى اشتياق لسماع صوته وهو يعلق ويردد مقولاته الشهيرة، وبسبب زملكاويته قررت أن أشجع القلعة البيضاء.
صدفة لقاء زامورا
ويقول المعلم: ظللت أحلم باليوم الذى سوف ارتدى فيه الفانلة البيضاء، وكنت ألعب مع فريق غزل كفر الدوار ومع منتخب بحرى فى حين واحد، والتحقت بمدرسة صلاح سالم الثانوية التجارية، وذات مرة كنت أشارك بصفة أساسية مع منتخب بحرى شاهدنى عن طريق الصدفة البحتة الكابتن محمد حسن حلمى «زامورا» رئيس نادى الزمالك آنذاك فى إحدى المباريات الودية، وطلب منى ضرورة الحضور إلى القاهرة للانضمام لناشئ الزمالك فى صيف عام 1966، وكان عمرى لم يصل إلى سن 19 عامًا.
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/28648-حلمي-زامورا.jpg
حلمي زامورا
حسن شحاتة فى الزمالك بـ"خمسين قرشاً"
ويضيف: «بالفعل، دون تفكير ركبت القطار فى الفجر من محطة كفر الدوار متجهًا إلى القاهرة لإجراء الاختبارت فى نادى الزمالك، وهذا اليوم بالذات محفور فى ذاكرتى، ولن أنساه فى تاريخى الكروى، وأتذكره كأنه حدث ليلة أمس عندما كنت على أبواب النادى حاملاً فى يدى حقيبة ملابس صغيرة لا يتجاوز ثمنها حاجز الخمسين قرشًا، ورفض أفراد الأمن أن أدخل من الباب رغم أننى أقسمت لهم أن الكابتن حلمى زامورا طلب منى الحضور من بلدتى لمقابلته لكى ألعب مع قطاع الناشئين بالنادى، إلا أن التعليمات كانت صارمة بمنع دخول الغرباء داخل النادى، فشعرت بالإحراج الشديد وقررت الجلوس بجوار الباب أفكر ماذا أفعل، هل سأعود أم أنتظر الكابتن حلمى زامورا على الباب حتى يأتى سواء فى هذا اليوم أو الغد أو حتى بعد أسبوع».
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/84861-حسن-شحاتة-أثناء-اللعب-مع-الزمالك.jpg
حسن شحاتة أثناء اللعب مع الزمالك
تفاصيل أول لقاء مع حمادة إمام.. وماذا قال له الثعلب؟
ويتابع: «لكن الفرج جاء من باب واسع حيث وجدت الكابتن حمادة الشرقاوى يقترب منى، وسألنى عن سبب جلوسى وحيدًا على الأرض بجوار الباب، فحكيت له الموقف المحرج الذى تعرضت له، وعلى الفور وجدته يشدنى من يدى ويدخلنى إلى غرفة خلع الملابس ويطلب منى ضرورة ارتداء ملابسى الرياضية لكى أنزل إلى أرض الملعب ليشاهدنى القائمون على إدارة شؤون الكرة داخل نادى الزمالك، وبالفعل نجحت فى أن أشارك فى أول تقسيمة بنفس اليوم، وكأن الحظ ابتسم لى أخيرًا، وأعجب بى الكابتن حلمى زامورا ومعه عدد كبير من نجوم النادى الكبار، خصوصًا أنها المرة الأولى التى أنزل فيها إلى استاد ميت عقبة، وجدتنى ألعب بجوار الشخص الذى كنت أحلم بأن أراه فى يوم من الأيام وأتصور معه فقط، وهو الكابتن حمادة إمام، ونجحت خلال تلك التقسيمة فى تسجيل ثلاثة أهداف من الأهداف الأربعة التى أحرزها فريقى، وقدمت أول أوراق اعتمادى إلى مسؤولى الزمالك بعدما وقف الكابتن حمادة يصفق لى بحرارة شديدة مع الهدف الثالث الذى أحرزته، ومنذ هذا التوقيت وأنا موجود داخل القلعة البيضاء، وبالتحديد منذ وقعت عقد الانضمام لصفوف الزمالك فى عام 1966».
http://img.superkora.football/ArticleImgs/2019/7/16/53227-حمادة-إمام.jpg
حمادة إمام
فى الحلقة المقبلة، نتحدث عن كواليس رحيل حسن شحاتة عن الزمالك والانتقال إلى اللعب فى الكويت وحصوله على لقب أفضل لاعب فى آسيا، ثم العودة إلى "البيت الأبيض" مجددًا، وسر اعتزاله اللعب 3 مرات.