تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الابتلاء هو صحة ودواء


محمود سالم الاسكندرانى
2020/06/07, 08:50 PM
https://www5.0zz0.com/2020/05/10/02/764648558.gif

حديثنا عن سنة من سنن الأنبياء . حديثنا عن الابتلاء وما أدراك ما الابتلاء هو صحة ودواء ومرضٌ وشفاء ورحمة من الله وارتقاء هو سليل شرف المؤمنين الأقوياء وعزاء كل مريض وصاحب بلاء هو مرض ولكنها اصطفاء وهو داء ولكنه دواء نسير بكم ومعكم في صنوف الابتلاء وفوائد الاجتباء لنعرف أن نعم الله تترا لا تنتهي بلا ابتداءً والا انتهاء.

أيها الأحبة الكرام: إن الابتلاء بأنواع البلايا والمحن في هذه الدنيا الفانية أيها الأحبة الكرام مما كتبه العزيز العلام على الأنام خاصة من هم من أهل الإسلام، قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35].

يقول عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: "نبتليكم بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة". تفسير الطبري (17/ 25).

إذاً فالابتلاء هو داء.. بل هو رحمة وفضل من الله تعالى وارتقاء.

لكن لعدل أرحم الراحمين ورحمته بعباده المسلمين أيها الأفاضل أنه يبتليهم على حسب إيمانهم، وقوة يقينهم وصبرهم، فعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه- قال: "يا رسول الله أَيُّ الناس أَشَدُّ بَلَاءً؟ قال: الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ على حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كان دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كان في دِينِهِ رِقَّةٌ، ابتلي على حَسَبِ دِينِهِ، فما يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حتى يَتْرُكَهُ يمشي على الأرض ما عليه خَطِيئَةٌ". رواه الترمذي، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.

وإن الأمراض والأدواء أيها الأحبة والإخوان هي من أنواع المحن والبلاء التي يُصاب بها عباد الرحمن في دار الفناء!!!

لكن مما ينبغي علينا أن نعلمه أيها الأخيار أن في إصابة المسلم بالأمراض فوائد وثمار يرجع نفعها عليه في الدنيا والآخرة بإذن العزيز الغفار.

فهذه الأمراض التي تَحِلُّ بالعبد قد تكون عقوبة له على ذنب ارتكبه! أو على واجب ضيعه! فيُقدر علام الغيوب أن يُصاب المسلم بمرض ما! ليكون ذلك سببا له في أن يتوب، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ له الْعُقُوبَةَ في الدُّنْيَا، وإذا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عنه بِذَنْبِهِ حتى يُوَافِيَ بِهِ يوم الْقِيَامَةِ ". رواه الترمذي (2396)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.

وقد يصاب المؤمن بالأمراض ولا يكون فيها عقوبة له وتعذيب! وإنما تنقية له من المعاصي والذنوب وتهذيب، وله بها رفعة في الدرجات عند رب البريات، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ في نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حتى يَلْقَى اللَّهَ وما عليه خَطِيئَةٌ". رواه الترمذي (2399)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.

وعن عائشة - رضي الله عنها - أَنَّ رَسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مُصِيبَةٍ يُصَابُ بها الْمُسْلِمُ إلا كُفِّرَ بها عنه، حتى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ". رواه البخاري (5317)، ومسلم ( 2572).

يقول الإمام النووي - رحمه الله -: " فيه تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصائب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها، وفيه رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات، وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير العلماء ". الشرح على صحيح مسلم.

إذاً فالابتلاء هو داء.. بل هو رحمة وفضل من الله تعالى وارتقاء.

أيها المسلم الكريم عليك أن تعتقد أن ما أصابك في هذه الدنيا من البلاء والمحن لم يكن ليُخطئك! وما أخطأك لم يكن ليُصيبك! فعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " ما أَصَابَكَ لم يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ ما أخطاك لم يَكُنْ لِيُصِيبَكَ... ". رواه أبو داود، وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله-.

فيا من ابتُليت بمرض ما! أو بأمراض! اعلم- شفاك الله-أن ذلك في الحقيقة هو منحة لك لا محنة بإذن الله تعالى، لذا يجب عليك أن تصبر على ما نزل بك من البلاء وتحتسب المشقة التي حلت بك عند العزيز المقتدر، وإياك والجزع والسخط وكل ما ينفي الصبر، وتذكر قول نبيك صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مع عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إذا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رضي فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ". رواه الترمذي، من حديث أنس رضي الله عنه، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.

إذاً فالابتلاء هي داء بل هو رحمة وفضل من الله تعالى وارتقاء.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: "وينبغي للإنسان أن يرضى مما يقدره الله عليه من المصائب التي ليست ذنوبا، مثل أن يبتليه بفقر أو مرض أو ذُلٍّ وأذى الخلق له، فإن الصبر على المصائب واجب..." مجموع الفتاوى (8 /191).

وتذكر كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إلا لِلْمُؤْمِنِ، إن أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا له، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا له". رواه مسلم (2999) من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه.

مركزصيانة التليفزيون والشاشات
2020/06/07, 09:06 PM
جزاك الله خيرا

محب الخير
2020/06/08, 01:44 AM
الله يجازيك كل خير على مجهودك الرائع المميز دائماً
وربنا يجعل أعمالك فى ميزان حسناتك يارب
ننتظر جديدك دائماً
ودائماً إلى الأمام

nor esam
2020/08/03, 08:44 AM
جزاك الله خيرا

محمود سالم الاسكندرانى
2020/08/04, 01:26 PM
جزاك الله خيرا
https://upload.3dlat.com/uploads/12871174119.gif

محمود سالم الاسكندرانى
2020/08/04, 01:26 PM
الله يجازيك كل خير على مجهودك الرائع المميز دائماً
وربنا يجعل أعمالك فى ميزان حسناتك يارب
ننتظر جديدك دائماً
ودائماً إلى الأمام



https://upload.3dlat.com/uploads/12871174119.gif

محمود سالم الاسكندرانى
2020/08/04, 01:26 PM
جزاك الله خيرا

https://upload.3dlat.com/uploads/12871174119.gif