تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ليلي


nile sat2050
2021/01/30, 07:02 PM
قصة ليلي..
بين العتمة والنور..
كان حراس الليل وحراس النهار..
يقفون..
بثيابهم الملونة بألوان الحياة..
في ملتقى الآفاق..
مع الفجر..
مع الغسق..
مع التراب والبحار..
يتبادلون الأدوار..
ويقصون قصص معاناة الفقراء..
في الصراع على لقمة..
دون عرق..
دون دم..ودون غبار..
ويتبادلون قصص البؤساء..
كيف تصدأ أجسادهم..
كيف ينسجون من أرواحهم..أرواحا..
في سجون الظلام والعار..
وكيف يلهو الأثرياء في سباقهم..
فوق العظام والأشلاء..
ولكنها قصة ليلي المحببة..
دائما على الألسن والشفاه..
تغيب وتظهر..
مكللة بالأشواك والغار..
فحراس النهار لم يروا ليلي..
كعادتها..
تتنقل بجراحها..
بين جبال الثلج..وبحار النار..
فسألوا..
من منكم رأى ليلي ..
ساد الوجوم ..
ساد الحزن وساد الاحتيار..
ولكنها ليلي..
لا تخيب الآمال..
حضرت كطائر الفينيق..كالعنقاء..
حضرت مع النجوم والأقمار..
شهاب لا يزول..
ولا يقبل الانطفاء..
مشت ببطء .. توقفت..
فرشت ثوبها الوارف كشجرة الصفصاف..
فوق السهوب والصحاري..
وفوق الجبال والأنهار..
تربعت..
وبعيون الخيل العربية..
رسمت عيونها بجمال وإباء..
بكحل ما زال محفوظا لديها..
منذ الأحرف والكلمات..
منذ الضاد..
في مكاحل..
صنعت من مياه الواحات و رمال الصحراء..
نظرت حولها..
نظرت لثوبها ..ونظرت للسماء..
لاجديد..لا جديد هناك..
أطرقت.. أدمعت..تعبت..
ومن طول رحلتها..
غفت غفوة الغزلان والظباء..
لترى خيالات الموت..
محدقة بها..
تلاحقها..
تحاصرها..
تريد لها الفناء..
وبحسها الأزلي انتفضت..
حاولت الوقوف..
تأرجحت أرجلها الخرافية من اهتزاز. الأرض..
ووقعت تنادي..
زوجي.. أبي.. أولادي.. أجدادي..
إخوتي.. أحفادي..
أين أنتم..!!
أين..
أين أخذتهم..
أين سرقتهم..
أين سجنتهم ..
لم قتلتهم..
ولم خنتني يا فؤادي..!!؟
فقيس أحب ليلى..
لأكثر من ألف ليلة و ليلة..
ولأكثر من ألف عام وعام..
طوقها بأجمل الكلمات..
غنى لها..
أجمل قصائد الحب والأشعار..
وزين جيدها بمكارم الفروسية..
وأخلاق الفرسان وأنفة الكرام..
فزهت بها..
ولا زالت..
تبتسم لها..
ترددها على ثغرها..
وتنحني للحكم فيها بإجلال واحترام..
فلم غربت الأحرف..
لم عهرت الكلمات..
لم هجرت الفروسية..
لم توقفت عن الغناء..
ونحرت المعاني..
ولم..
لم خنتني يا فؤادي..
آه..
ثبتت بالمسامير أطرافي..
طوقتني بالشوك..
ثقبت بالرصاص جسدي..
ونخلت صدري بالحراب..
صلبتني..
طمرتني بالذهب الأسود..
حرقت روحي..
ونشرت السم في أحشائي..
سبيتني..
وأنا الحرة..
سلمتني للغرباء ..
وأنا في جمال أحلامي..
وعنفوان شبابي..
وتناوبت..
أنت والغريب..
على غزوي واغتصابي..
فكيف أدفع هذا البلاء..
عن جسدي وعن خيالاتي..!؟
فغيري ابتلي بواحدة..
أما أنا..
فبالغربب ابتليت..
وابتليت بك يا فؤادي..
فأبكي.. وأبكي..
وأنت تفرح..وتفرح..
وإن جرى دمعي..
من النيل إلى الفرات..
وكأنني لست أمك..
وكأنك لست فؤادي..
آه..
تتأرجح بغيك..
تظن أنك منتصر..
وتظن انك..
بقضبان السجون تسودني..
وبالرصاص..بالموت..
ترسم تقاطيع وجهي..
وتدفن في نعش أفكارك حياتي..
خسئت..
أنا ليلي..
أبي من الصحراء تسلسل..
وأمي شامخة من جبال الأورال..
رضعت الحب والأخوة ..
رضعت الرجولة من جبال لبنان..
ومن الشام..
وأجدادي اعتلوا كل الصعاب..
رفعوا راياتهم على أطراف الدنيا..
وبحوافر خيلهم..
طردوا كل الغزاة..
ألا تراني.. ألا تراني..
دمي ينزف منذ قرون..
يلمع مع خيوط الشمس..
ويضيء عتمة الظلمات..
فأنا لا زلت شباباً..
وإن بدوت منحنية وأتكئ على عصاتي..
أنا ليلي..
أتجدد كالماء..
أضمد مع الأيام كل جراحي..
وبعجينة الحب ألصقها..
رغم ما ببدو محالاً..
فالمحال يتراجع..
المحال..
يسقط أمام صلابتي وثباتي..
أواجه بالحب.
خيانة البعض وشراسة البغاة..
أنا ليلي..
عشت في عمق البحار دون غرق..
احترقت في الشمس..
وما اندثرت بسوافي الصحاري..
عصية على الاغتصاب..
عصية على الموت يا فؤادي..
أنا عروسة الكبرياء..
عروسة البقاء..
أثريت الزمان..
أدبا ودينا..
حضارة وعلما..
غيرت مسار التاريخ..
شكلت الدنيا بشكل جديد..
ورسمت ملامح جديدة لساعات الزمان..
ولوجه التراب والإنسان..
فأضمروا الشر لي وحقدوا..
وأصبحت..
ملاذا لخيانة البعض..
وبؤرة لهاجس الغرباء..
يطوقونني..يحاصرونني..
يتآمرون على ذبحي..
يجرحونني.. يطعنونني..
أدمي..أنزف..اتقطع.. أشارف على الموت..
و أبعث من جديد..
أنتصر..
وإن لبعض الوقت تأخر انتصاري..
فأنا الأقوى.. أنا الأبقى..
أفرش الأرض أملا..
يتناهى من وجه الماء لأعالي السماء..
بقدم الشمس..أنا..
أقدم من الدهر يا فؤادي..
إن مت..تعتم الأرض..
والأرض لن تعتم رغم حالك السواد..
فبوجهي الأسطوري..
بوجهي الحضاري..
بوجهي المتجدد كموج البحر..
سأهزم رسل الموت..
إن كانوا من الغرباء..
وإن كانوا أبنائي..
فقف..
قف يا ولدي..
لا تقنط..
لا تنحن.. لا تركع..
لا تستسلم يا حبيبي..
فأمك.. تضيء العتمة بالنور..
ومع كل شمس..
مع كل قمر تدور..
تمنح للوجود معنى..
وتضيء وجه الناس بالنور..
فأمك أنقى..
أمك أعرق..
أمك أبهى..
أمك أحلى..
فقف..
قف يا ولدي..
أنت أمك ليلى..
فالتاريخ ليس ساعة مكسورة تتوقف عند رقم..
التاريخ حركة وأمل..
تصنعه السواعد القوية..
بروائع الأفكار..
وصلابة الأيادي..

م تامرالقناوى ابواحمد
2021/02/13, 06:53 PM
الله يبارك فيك

محمود سالم الاسكندرانى
2021/02/23, 06:48 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/12871174119.gif