AbuHossam
2024/01/18, 06:24 AM
إن الشيطان لا يأتي ابن آدم طالبًا منه الوقوع في المعصية مباشرة، بل إنه يستدرجه في حبائله، ولا يزال يَعِدُه ويُمَنِّيه حتى يقع في شراكه، ثم لا تسل عنه وقد حذَّرنا ربنا من ذلك في كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ) [النور: 21]، إنَّ الشيطان يقول لأوليائه وجنده دونكم ثغر العين، فإنَّه منه تنالون بُغيتكم، فإنِّي ما أفسدت بني آدم بشيء مثل النظر، فإنّي أبذر به في القلب بذر الشهوة، ثم أسقيه بماء الأمنية، ثم لا أزال أعِده وأُمنيه حتى أثوى عزيمته وأقوده بزمام الشهوة إلى الانخلاع من العصمة، فلا تهملوا هذا الثغر!!
قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]، لما كان الخطر على الفرج يبدأ من النظر الحرام أمر سبحانه الخلق بغضّ البصر أولاً، ثم ثنَّى بحفظ الفرج؛ فإنَّ الحوادث مبدؤها من النظر، كما أنَّ معظم النار من مستصغر الشرر.
إنَّ البصر من نعم الله –تعالى- على العبد، ولكن إذا استخدمه في الحرام صار نقمة عليه يورده المهالك، فإن النظرة تولِّد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع، وفى هذا قال الشاعر:
كل الحوادث مبدؤها من النظر
ومعظم النار من مستصغَر الشرر*
*كم نظرة بلغت من قلب صاحبها
كمبلغ السهم بين القوس والوتر*
*والعبد ما دام ذا طرف يقلبه
في أعين الغيد موقوف على الخطر**
*يسر مقلته ما ضر مهجته
لا مرحبًا بسرور عاد بالضرر
قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]، لما كان الخطر على الفرج يبدأ من النظر الحرام أمر سبحانه الخلق بغضّ البصر أولاً، ثم ثنَّى بحفظ الفرج؛ فإنَّ الحوادث مبدؤها من النظر، كما أنَّ معظم النار من مستصغر الشرر.
إنَّ البصر من نعم الله –تعالى- على العبد، ولكن إذا استخدمه في الحرام صار نقمة عليه يورده المهالك، فإن النظرة تولِّد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع، وفى هذا قال الشاعر:
كل الحوادث مبدؤها من النظر
ومعظم النار من مستصغَر الشرر*
*كم نظرة بلغت من قلب صاحبها
كمبلغ السهم بين القوس والوتر*
*والعبد ما دام ذا طرف يقلبه
في أعين الغيد موقوف على الخطر**
*يسر مقلته ما ضر مهجته
لا مرحبًا بسرور عاد بالضرر