تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حَجْب الموقِع أم حَجْب القلب؟


امانى يسرى محمد
2025/07/13, 08:53 PM
(https://akhawat.islamway.net/forum/topic/357457-%D8%AD%D9%8E%D8%AC%D9%92%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%90%D8%B9-%D8%A3%D9%85-%D8%AD%D9%8E%D8%AC%D9%92%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8%D8%9F/?do=findComment&comment=4329421)

https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2019_12/image.jpeg.c3e244c815644f4d889e0810143bc9c3.jpeg (https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2019_12/image.jpeg.c3e244c815644f4d889e0810143bc9c3.jpeg)



تَعمَد عددٌ من الدول إلى حجب المواقع التي تسيء إلى بلدانها ورموزها السياسية، والقليل من هذه الدول التي تحجب تلك المواقع التي تنشر الفحش والفجور الأخلاقي، والمواد الإباحية! ولقد تفنن الناسُ في البحث عما يكسر هذه الحُجُب؛ بإصدار البرامج التي تتجاوز الحجب، ليمتّع ناظريه بما حُجِب عنه! وهنا تبدأ رحلةٌ لكن من نوعٍ آخر، إنها رحلةُ حجب القلب عن مقام نظر الرب!

إن الإحصائيات التي تنقلها المواقع المعتمَدة في عدد الدخول إلى أمثال هذه المواقع الإباحية -في الدول العربية والإسلامية- أرقامٌ مرعبة ومحزنة! وهي تثبت أن المنع وسيلةٌ -مع أهميتها وضرورة بقائها- لكنها ليست هي الأقوى.

وفي نظري أن الأهم في التعامل مع هذه المشكلة أن يُكثَّف الحديث عن الأكسير الأكبر -في تقليل آثار هذه المواقع التي تتزايد في الدقيقة الواحدة-، ذلكم هو: تقوية عبادة المراقبة والخوف من الله، والتأمل في أثر هذه المواقع وإدمانها في "حجب القلب" عن الله؛ فذاك العذاب الأكبر عند أهل القلوب الحيّة!

إنني أكتب هذه الأحرف، ورسائل الشكوى التي يرسلها المكتَوون بنار تقليب صفحات تلك المواقع ماثلةٌ أمامي، وآهاتُ أصحابها المكتوبة كأنما هي -من شدة الألم- تنطق عما أحدثته في نفوسهم!

كم شكى عددٌ من الشباب مِن فقد لذة العبادة التي كان يجدها! وكم حُرِمَ مِن قيام ليلٍ كان يراه جنةَ قلبه في هذه الحياة المنغَّصة! وكم نسي عددٌ منهم ما كان يحفظ من كتاب الله! وكم فتحت لهم هذه المعصية أبواباً أخرى من المعاصي! وكم هَوَتْ قلوبٌ -بسبب هذه المناظر- من علياء التألق الإيماني إلى دَرَكٍ من الهمّ والغمّ! وكم أبعدتهم عن مجالس الأخيار لشعورهم بتأنيب داخلي، وتناقُضٍ بين ظاهرهم وباطنهم؛ فقادهم هذا الانقطاع إلى الارتباط بصداقات جديدة قرّبتهم من المنكرات، وأنستهم مجالس الذكر والعِبَر والعظات!

https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT8xz_omyAjZLbM3PSuJi0fG-orEemxb_v4VoyOeilefy_8lZqF&key=c36e70d172e1ae9e60bb70534e40d4a057fa62a79ecc5c 1f827c929160d21af0 (https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT8xz_omyAjZLbM3PSuJi0fG-orEemxb_v4VoyOeilefy_8lZqF)

إن من المهم أن يتدارك -المبتلى بهذا الداءِ- نفسَه قبل أن يصطدم بجدار الموت، أو يستمر "حجب قلبه" والعياذ بالله.

ومن الأسباب المعينة على ذلك:

أولاً: استشعار مراقبة الله تعالى للعبد، وأنه مطّلع عليه، وأن يتخيل نفسَه لو دخل عليه رجلٌ من كرام عشيرته، ورآه على معصيةٍ ما، ما حاله؟! الله أولى بهذا الحياء! وليحذر أن يكون له نصيب من هذه الآية التي ذمّ الله أهلها: ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً﴾[النساء: 108].

ثانياً: تذكرُ ثمرة خوف الله في الخلوات، فإن ذلك يورث عز الدنيا والآخرة: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾[النازعات: 40، 41]، وليست هي جنةً واحدة، بل جنتان: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان﴾[الرحمن: 46].

ثالثاً: البعد بل الحذر من الاقتراب من كل ما يمهّد السبيل للنظر الحرام، وإغلاق الباب مبكراً، ولهذا جاء التعبير القرآني في النهي عن الزنا بقوله: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾[الإسراء: 32]، ولم يقل: ولا تزنوا؛ لأن الزنا غالباً تكون له مقدمات، ومن أخطرها أمثال هذه المواقع.

رابعاً: التفكرُ فيما يفوت المُطلق لبصرِه من بركاتٍ وآثار على القلب، والتي لو لم يكن منها إلا ضعفُ أو فَقْدُ التلذذ بالعبادة -التي شكى منها كثيرون- لكفى بها حسرة! ولا عجب! "فأعظم عذاب الروح انغماسها وتدسيسها في أعماق البدن، واشتغالها بملاذّه، وانقطاعها عن ملاحظة ما خُلِقَتْ له، وهُيئت له، ولكن سُكْرَ الشهوات يحجبها عن مطالعة هذا الألم والعذاب، فإذا صحتْ من سُكْرِها، وأفاقتْ من غَمْرَتِها، أقبلت عليها جيوشُ الحسرات من كل جانب، فحينئذ تتقطع حسراتٍ على ما فاتها من كرامة الله وقُربِه، والأُنس به"([1]).

وما أجمل تَذَكّر تلك الوصية التي أوصى بها أحدُ السلف تلميذَه فقال: «اتق الله في خلواتك، وحافظ على أوقات صلواتك، وغض طرْفَك عن لحظاتك؛ تكن عند الله مقرباً في حالاتك»([2]).

"زهّدنا الله وإياك زهادةَ من أمكنه الحرام والذنوب في الخلوات، فعلم أن الله سبحانه وتعالى يراه فتركه"([3]).

https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSmawHwp1bjE8KDq0uDgDYLY4pLXq7_R jTGe5oXlvL3tCQBBxmA&key=271852baf00af40f449c6ada7b900bc6ce405d951e8e20 a013beecc8420fc54e (https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSmawHwp1bjE8KDq0uDgDYLY4pLXq7_R jTGe5oXlvL3tCQBBxmA)

............................

([1]) مفتاح دار السعادة (1/150).

([2]) حلية الأولياء (10/ 162).

([3]) هذه دعوة كان يقولها التابعي الجليل بكر بن عبدالله المزني -رحمه الله- إذا لقي أحداً من إخوانه، كما في حلية الأولياء (6/ 303).


الموقع الرسمى لدكتور عمر المقبل

https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSiU2fPLpVWoyu95Znxi7tpcJpT_hSXV SG5C-JPreFw-_HSWKTZ&key=33834d1e0ab96e9058534d660fd75dcdf0bcbb1bd20a4d 86319458d472706553 (https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSiU2fPLpVWoyu95Znxi7tpcJpT_hSXV SG5C-JPreFw-_HSWKTZ)

عــادل محمد
2025/07/15, 11:31 AM
بالفعل الامر ليس حجب المواقع فقط
ولكن تربية وعقيدة
ربنا يسترها على كل اولادنا
اللهم امين
............