تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معادن الناس الخبيثة الثمانية في القرآن الكريم


امانى يسرى محمد
2025/10/29, 09:29 PM
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://upload.3dlat.com/uploads/13666053934.gif&key=87170c852e928d936419afebc25ab0d2e7ca9a49b3c796 82568c152dfd31ca0b (https://upload.3dlat.com/uploads/13666053934.gif)
الصنف الأول: من الناس المنافق الكاذب، من يعيش على النفاق والخداع والكذب؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 8 - 10].

الصنف الثاني: من الناس من هو واقع في أشد أنواع الظلم؛ حيث يساوي حبه لله سبحانه وحبه لغيره، فيكون بذلك قد اتَّخذ من دون الله أندادًا؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 165].
أما المؤمنون، فحبُّهم لله لا يساويه أيُّ حبٍّ، ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165] أما الظالمون فسيرون عاقبة ظلمهم هذا، ﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165].

الصنف الثالث: من الناس مَن هو مضطرب سريع التقلب، ضعيف الإرادة، يخشى الناس أكثر من خشية الله، فلا يضحِّي من أجل ربه ولا دينه، ولا يثبت على إيمانه؛ قال تعالى:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 10].

الصنف الرابع: مِن الناس من هو مُجادل مغرور جاهل، مُعرض عن هدى الله، مُتبعٌ لكل شيطان من الإنس والجن، فهو مع شرع الله ودين الله مُجادل مماري مُخذِّل، ومع الباطل والشيطان نصيرٌ مُستجيب ومؤيدٌ؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾ [الحج: 3].
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [الحج: 8].

الصنف الخامس: من معادن الناس من هو عبدٌ لشهوته مُتبعٌ لهواه؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان: 6].
فتراه ينشغل بذكر المخلوقين وأخبارهم عن ذكر الخالق وآياته.
يلهو بالأغاني والملاهي عن طاعة الله وعبادته، بل ربما يمضي الساعات الطويلة يُقلب الجوال أو القنوات الفضائية، لا لفائدة ولا لمنفعة، بل للهو والحرام؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لَيَبِيتَنَّ أقوامٌ من أمتي على أكل ولهو ولعب، ثم ليُصبحنَّ قردةً وخنازيرَ»؛ [صحيح الجامع].

الصنف السادس: من معادن الناس من هو عبدٌ للدنيا فالدنيا عنده الهدف والغاية وميزان السعادة والشقاوة، حتى لو أن أحدهم سأل الله أو دعاه، تراه لا يسأل إلا للدنيا ومتاعها؛ قال تعالى: ﴿ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ﴾ [البقرة: 200].
وقال صلى الله عليه وسلم: «تَعِس عبدُ الدنيا، تعس عبدُ الدرهم، تعس عبدُ الخميصة، تعس عبدُ الخميلة إن أُعطي رضي، وإن لم يُعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش»؛ [رواه البخاري].

الصنف السابع: من الناس من هو ماكر مخادعٌ مغرور، ثعلبٌ ماكر وجبانٌ، حاقد يتحيَّن الفرصة؛ ليطعن من وراء الظهر، يَعشِق إثارة الفتن، ويسعى للتخريب والإفساد في الأرض، والعجيب أن يُقسم الإيمان المُغلظة أن ما يقوله بلسانه هو الذي في قلبه وكذب، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ﴾ [البقرة: 204].
والله العليم الخبير ببواطن الأمور يَفضَح حقيقة حاله وأمره، فيقول: ﴿ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾ [البقرة: 204]، لا يرى الناس من معسول كلامه ووعوده سيئًا؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205].
وهو في نفس الوقت مُعجبٌ بنفسه مغرور مُستكبر لا يتقبل النصح، ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ﴾ [البقرة: 206].
إلى أين مصيره ومآله: ﴿ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 206].

الصنف الثامن: من الناس من هو نفعي خوَّار يتلوَّن بحسب الظروف والمصالح الشخصية العاجلة، يدور مع المادة حيث دارت، تراه عند وجودها يتظاهر بالصلاح وكأنه ولي من أولياء الله، مُحب ومُؤيد للصالحين، وعند تعرُّضه للنقص والحرمان المادي، سرعان ما ينقلب على وجهه عن الدين وأهله لماذا؟
لأنه يعبد الله على حرف، فتأمل قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الحج: 11].

https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://upload.3dlat.com/uploads/13606711765.gif&key=2997cbae8a2c87f9c95ddce1124f466c70bbff4fb400bc 0fac5f03eb34956684 (https://upload.3dlat.com/uploads/13606711765.gif)


عباد الله، هذه هي المعادن الخبيثة التي ذكرها الله في كتابه الكريم.
ما مظاهرهم ما هي علاماتهم؟


أولًا: عقيدتهم فاسدة وأعمالهم خبيثة، وقد ضرب الله لذلك هذا المثل؛ قال تعالى: ﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾ [إبراهيم: 26].

ثانيًا: قلوبهم تشمئز عند ذكر الله، وتستبشر عند ذكر غيره؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر: 45].

ثالثًا: قسوة قلوبهم وتحجُّرها، وذلك لكثرة معاصيهم وذنوبهم؛ قال تعالى: ﴿ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16].
وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74].

رابعًا: يَميلون مع شهواتهم المحرمة، لا يَهنؤون بالحلال الطيب، لا يرتاحون ولا يطمئنون إلا بالحرام؛ قال تعالى: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [النور: 26].
وقال تعالى: ﴿ الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 3].

خامسًا: نفوسهم خبيثة وقلوبهم مريضة، يكرهون الطيبات وأهلها، فيؤثرون ويُحبون الخمر النجسة والأطعمة الخبيثة، والمال الخبيث على الطيبات؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90].

سادسًا: ومنصفاتهم أنهم يسخرون من أهل الإيمان والفضيلة، ويضحكون منهم كلما وجدوا فرصة لذلك؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴾ [المطففين: 29].


سابعًا يعملون للهدم والفساد، فيأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ويبخلون بأموالهم في الخير؛ قال تعالى: ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 67].

ثامنًا: ينفقون الكثير من الأموال لكن للمباهاة والسهر واللهو واللعب، فأستاذهم في ذلك إبليس؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 27].

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين.

د. أمير بن محمد المدري


شبكة الالوكة
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/edgecast-upload/1/2/8/0/2/2/7/58c2f790de13a.png&key=f233c32ff991ae25a5df48f3ac1a303373b80c60ee031e fd1083701c5bae2e24

محمد حسن زويل
2025/10/30, 07:44 AM
جزاك الله خيرا على الموضوع المهم االمهم العمل بما جاء فى المقاله

عــادل محمد
2025/10/30, 02:23 PM
شكرا لكل ما تقدميه بالقسم الاسلامى اختى امانى
...........