المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب إنشراح الصدر


امانى يسرى محمد
2025/11/15, 09:20 AM
https://i.servimg.com/u/f98/17/16/79/21/13830512.gif

من أسباب انشراح الصدر وطمأنينة البال ما يلي:

السبب الأول والأهم من أسباب إنشراح الصدر: التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه، قال الله تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} سورة الأنعام(125). قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في هذه الآية: "يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به"5. فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه.

السبب الثاني: النور الذي يقذفه الله في قلب العبد، وهو نور الإيمان، فإنه يشرح الصدر ويوسعه، ويفرح القلب، فإذا فقد هذا النور من قلب العبد ضاق وحرج، وصار في أضيق سجن وأصعبه؛ وقد روى الترمذي في جامعه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح). قالوا: وما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال: (الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله)6. فيصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور.

السبب الثالث: العلم؛ فإنه يشرح الصدر ويوسعه؛ حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدراً، وأوسعهم قلوباً، وأحسنهم أخلاقاً، وأطيبهم عيشاً.

https://sl.glitter-graphics.net/pub/1924/1924959exi93qt6bo.gif

السبب الرابع: الإنابة إلى الله -سبحانه وتعالى-، ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه، والتنعم بعبادته، فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك حتى إنه ليقول أحياناً: "إن كنت في الجنة في مثل هذه الحالة فإني إذا في عيش طيب".

السبب الخامس: دوام ذكره على كل حال، وفي كل موطن، فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه7. لأن الله قد قال: {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. وقد شكا رجل إلى الحسن قساوة قلبه فقال: أدنه من الذكر. وقال: مجلس الذكر محياة العلم ويحدث في القلب الخشوع، القلوب الميتة تحيا بالذكر كما تحيا الأرض الميتة بالقطر.

بذكر الله ترتاح القلوب *** و دنيانا بذكراه تطيب8

السبب السادس: الإحسان إلى الخلق، ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه، والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان، فإنَّ الكريم المحسن أشرح الناس صدراً، وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلباً، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدراً، وأنكدهم عيشاً، وأعظمهم هماً وغماً.

https://sl.glitter-graphics.net/pub/1924/1924959exi93qt6bo.gif

السبب السابع: الشجاعة، فإن الشجاع منشرح الصدر، واسع البال، متسع القلب، والجبان: أضيق الناس صدراً، وأحصرهم قلباً، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمي.

السبب الثامن: إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه، وتحول بينه وبين حصول البرء، فإنَّ الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره، ولم يخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه لم يحظ من انشراح صدره بطائل، وغايته أن يكون له مادتان تعتوران على قلبه، وهو للمادة الغالبة عليه منهما.

السبب التاسع: ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل والنوم؛ فإن هذه الفضول تستحيل آلاماً وغموماً وهموماً في القلب تحصره، وتحبسه وتضيقه، ويتعذب بها، بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها، فلا إله إلا الله ما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم! وما أنكد عيشه! وما أسوأ حاله! وما أشد حصر قلبه! ولا إله إلا الله ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم، وكانت همته دائرة عليها، حائمة حولها! فلهذا نصيب وافر من قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} سورة الانفطار (13). ولذلك نصيب وافر من قوله تعالى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} سورة الانفطار(14). وبينهما مراتب متفاوتة لا يحصيها إلا الله -تبارك وتعالى-

فهذه من الأسباب العظيمة التي تكون سبباً لراحة القلب وسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.

نسأل الله أن يشرح صدورنا، وأن ينفس كروبنا، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يقينا شرور أنفسنا.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

موقع إمام المسجد


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRAS-am4DO9fjAuX7e4JhijmEFS9RCUfhIbxg&s

عــادل محمد
2025/11/16, 02:47 PM
نسأل الله أن يشرح صدورنا، وأن ينفس كروبنا، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يقينا شرور أنفسنا.