المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من درر العلامة ابن القيم عن العقوبة والعذاب


امانى يسرى محمد
2025/11/16, 07:06 PM
(http://digg.com/submit?phase=2&url=www.a-quran.com/showthread.php?p=116975)
https://upload.3dlat.com/uploads/13609661809.gif

[كتاب: الفوائد]


العقوبة بقسوة القلب:

ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله.


https://2img.net/h/sl.glitter-graphics.net/pub/2386/2386699u80m0oe8oa.gif

[كتاب: التبيان في أيمان القرآن]

عذاب كل أمة بحسب ذنوبهم:

كان عذاب كل أمة بحسب ذنوبهم وجرائمهم؛ فعذب عادًا بالريح الشديدة العاتية التي لا يقوم لها شيء.

وعذب قوم لوط بأنواع من العذاب لم يعذب بها أمة غيرهم، فجمع لهم بين الهلاك، والرجم بالحجارة من السماء، وطمس الأبصار، وقلب ديارهم عليهم بأن جعل عاليها سافلها، والخسف بهم إلى أسفل سافلين.

وعذب قوم شعيب بالنار التي أحرقتهم، وأحرقت تلك الأموال التي اكتسبوها بالظلم والعدوان. وأما ثمود فأهلكهم بالصيحة، فماتوا في الحال

https://2img.net/h/sl.glitter-graphics.net/pub/2386/2386699u80m0oe8oa.gif

[كتاب: روضة المحبين ونزهة المشتاقين]

أشدُّ العقوبات:

وأشد العقوبات العقوبة بسلب الإيمان, ودونها العقوبة بموت القلب, ومحو لذة الذكر, والقراءة, والدعاء, والمناجاة منه, وربما دبَّت عقوبة القلب فيه دبيب الظلمة إلى أن يمتلئ القلب بها, فتعمى البصيرة, وأهون العقوبة ما كان واقعاً بالبدن في الدنيا, وأهون منها ما وقع بالمال.

https://2img.net/h/sl.glitter-graphics.net/pub/2386/2386699u80m0oe8oa.gif

[كتاب: مدارج السالكين في منازل السائرين]

لا ينفع ولا ينجي من العذاب يوم القيامة إلا الصدق:

وأخبر سبحانه أنه في يوم القيامة لا ينفع العبد وينجيه من عذابه إلا صدقه, قال الله تعالى: ﴿ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّٰت تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَداۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [المائدة:119]

وقال جل وعلا: ﴿ قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ* لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ* لِيُكَفِّرَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الزمر: 33-35] فالذي جاء بالصدق هو من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله, فالصّدق: في هذه الثلاثة.

لا ينجي من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم:

ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليمٍ

https://2img.net/h/sl.glitter-graphics.net/pub/2386/2386699u80m0oe8oa.gif

[كتاب: تحفة المودود بأحكام المولود]

العذاب في البرزخ على حسب الأعمال:

ينعم المؤمن في البرزخ على حسب أعماله ويُعذب الفاجر فيه على حسب أعماله، ويختص كل عضو بعذاب يليق بجناية ذلك العضو؛ فتُقرض شفاهُ المغتابين الذين يمزقون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم بمقاريض من نار، وتُسجر بطون أكلة أموال اليتامى بالنار، ويُلقم أكلة الربا بالحجارة، ويسبحون في أنهار الدم كما سبحوا في الكسب الخبيث، وتُرضُّ رؤوس النائمين عن الصلاة المكتوبة بالحجر العظيم، ويُشقُّ شدق الكذاب الكذبة العظيمة بكلاليب الحديد قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه، كما شقت كذبته النواحي، وتُعلق النساء الزواني بثديهن، وتحبس الزناة والزواني في التنور المحمى عليه، فيعذب محل المعصية منهم وهو الأسافل، وتُسلط الهموم والغموم والأحزان والآلام النفسانية على النفوس البطالة، التي كانت مشغولة باللهو واللعب والبطالة، فتصنع الآلام في نفوسهم كما يصنع الهوام والديدان في لحومهم، حتى يأذن الله سبحانه بانقضاء أجل العالم وطيِّ الدنيا.

https://2img.net/h/sl.glitter-graphics.net/pub/2386/2386699u80m0oe8oa.gif

[كتاب: الروح]

عذاب القبر ونعيمه:

لتعلم أن مذهب سلف الأمة وأئمتها: أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب, وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه, وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن مُنعَّمة أو مُعذبة, وأنها تتصل بالبدن أحياناً فيحصل له معها النعيم أو العذاب, ثم إذا كان يوم القيامة الكبرى أُعيدت الأرواح إلى الأجساد, وقاموا من قبورهم لرب العالمين. ومعادُ الأبدان متفق عليه بين المسلمين واليهود والنصارى.

أكثر أصحاب القبور معذبين:

أكثر أصحاب القبور معذبين, والفائز منهم قليل, فظواهر القبور تراب, وبواطنها حسرات وعذاب, ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبينات, وفي باطنها الدواهي والبِليَّات تغلي بالحسرات, كما تغلي القدور بما فيها, ويحقّ لها, وقد حيل بينها وبين شهواتها وأمانيها.

تالله لقد وعظت, فما تركت لواعظ مقالاً, ونادت: يا عمار الدنيا لقد أعمرتم داراً موشكة بكم زوالاً, وخربتم داراً أنتم مسرعون إليها انتقالاً, عمرتم بيوتاً لغيركم منافعها وسكناها, خربتم بيوتاً ليس لكم مساكن سواها.

عذاب القبر دائم ومنقطع:

عذاب القبر...نوعان:

نوع دائم, سوى ما ورد في بعض الحديث أنه يخفف عنهم ما بين النفختين, فإذا قاموا من قبورهم قالوا: ﴿يَٰوَيۡلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜ هَٰذَا﴾ [يس:52]

ويدل على دوامه قوله تعالى: ﴿ ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ﴾ [غافر:46]

ويدلُّ عليه ما تقدم في حديث سمرة الذي رواه البخاري في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: (( فهو يفعل به بذلك إلى يوم القيامة ))

النوع الثاني: إلى مدةٍ, ثم ينقطع, وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم, فيعذب بحسب جُرمه, ثم يخفَّفُ عنه, كما يعذب في النار مدة, ثم يزول عنه العذاب

وقد ينقطع عنه العذاب بدعاء أو صدقة أو استغفار, أو ثواب حج....

https://2img.net/h/sl.glitter-graphics.net/pub/2386/2386699u80m0oe8oa.gif
[كتاب: إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان]

من أبلغ العذاب:

ومن أبلغ العذاب في الدنيا تشتيت الشمل وتفرق القلب, وكون الفقر نصب عيني العبد لا يفارقه, ولولا سكرة عُشاق الدنيا بحبها لاستغاثوا من هذا العذاب, على أن أكثرهم لا يزال يشكو ويصرخ منه.

https://2img.net/h/sl.glitter-graphics.net/pub/2386/2386699u80m0oe8oa.gif
[كتاب: بدائع الفوائد]

العقوبة بالتثبيط عن مراضي الله وأوامره:

حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوءٍ:.....والثاني: التهاون بالأمر إذا حضر وقته, فإنك إن تهاونت به ثبطك الله وأقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبةً لك, قال الله تعالى: ﴿فَإِن رَجَعَكَ اللَّـهُ إِلى طائِفَةٍ مِنهُم فَاستَأذَنوكَ لِلخُروجِ فَقُل لَن تَخرُجوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقاتِلوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُم رَضيتُم بِالقُعودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقعُدوا مَعَ الخالِفينَ ﴾

كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ


صيد الفوائد
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcScerLbZ8SPxm0XaQ5ppvyp3m4fDw_3z jK7CQ&s

عــادل محمد
2025/11/17, 10:57 AM
شكرا لكى اختى الكريمة للجهد الطيب
وبارك الله فيكى وجزاكى الله خيرا
............