منصوراوى
2012/02/14, 08:46 PM
http://new.el-ahly.com/Admin/Sitemanager/ArticleFiles/35208-fans__91.jpg
بعد مرور سبعة أعوام علي رحيله وفي ذكراه السابعة أصبح الأهلي ينزف دماً بعدما فقد أكثر من 75 مشجعاً ومحباً من خيرة أبنائه في حادث غاشم أليم أصاب القلوب وأدمع العيون.
نحي اليوم الذكري السابعة لمن مات ثابتاً علي المبادئ والقيم ، لمن لقي ربه وهو متكئاً علي راية الأهلي الذي آبي ألا يتركه إلا مع لحظات الموت.
وتأتي ذكري رحيل البطل السابعة في لحظات هي الأصعب علي الجماهير الحمراء التي تبكي دماً علي فقدان زهرة شباب مصر وخيرة رجال الأهلي اللذين لم يبخلوا بدمائهم في سبيل الكيان الذي يعشقونه لا يتأخرون لحظة في تلبية ندائه.
ولعل ذكري رحيل "البطل" التي تحمل لنا صورة "الثابت" تُعين الأهلاوية علي تحمل مصابهم الأليم في لحظات صمت تُربط فيها الألسنة لنعود بالذاكرة وتتساءل العقول .. ماذا لو كان البطل بيننا اليوم؟
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images.jpg
يمر اليوم سبعة مواسم على رحيل ابن بار من أبناءالنادي الأهلي .. الكابتن"ثابت البطل".. الذي لبى نداء ربه في مساء يوم الإثنين 14 فبراير 2005 .. بعد صراع مع المرضاستمر ثلاث سنوات .. وكان البطل أصيب بسرطان البنكرياس .. وسافر إلى فرنسافي صيف 2005 .. كي يعالج من المرض اللعين .. وعاد بعد أن أظهرت الكشوفاتالطبية .. أن المرض تمكن من البطل .. ويعتبر البطل من ألمع نجوم الكرةالمصرية .. ولعب للأهلي .. ومنتخب مصر ..ثم عمل إداريا في ناديه الأهلي.
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images11.jpg
ومنطرائف القدر أن الفقيد الراحل أصر على أن يحضر مباراة ناديه حبيبه مع ناديالزمالك .. غريمه التقليدي .. وكان ذلك قبل وفاته بيوم واحد .. في يومالأحد 12 فبراير 2005 .. وفي أمسية هذه المباراة كان الجو شديد البرودة .. وصمم البطل أن يصاحب الفريق .. ولم يلحظ أي منا ممن شاهد منظر البطل وهوينزل من أوتوبيس الفريق الإعياء الشديد .. الذي كان عليه البطل .. ولم يحسأحد بحالته المتدهورة .. وفي هذه المباراة .. جلس البطل .. وهو يلتفحببطانية حمراء ثقيلة .. مثله مثل اللاعبين البدلاء.
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images1.jpg
وشهدتهذه المباراة أجمل وأروع لقطة حب وحنان .. من أبو تريكه الفنان .. الذيجرى راكضاً .. ليقبل رأس معلمه .. بعد أن أحرز هدفه الثاني في الزمالك .. وكانت هذه لمسة إعتراف بفضل البطل على أبو تريكه .. وكان أبو تريكه قدإنتقل إلىالنادي الأهلي .. من ناديه القديم الترسانة .. وكان معلم الإنتقال هو الراحل ثابت البطل ..
وإنتهت هذه المباراة بفوز الأهلي 3 / 0 .. على غريمه التقليديالزمالك .. وكان حالة البطل الصحية سيئة للغاية .. ومع كان يفرح لكل هدف .. وكانت هذه الأهداف بمثابة البلسم .. الذي ينزل على روح البطل .. الذي كانينازع النزاع الأخير .. وقد نقل البطل إلى منزله .. وراح في إغفاءة طويلة .. لم يصحو منها .. ولبى البطل نداء ربه . .بعد أقل من 24 ساعة من الفوزالكبير الذي حققهالنادي الأهلي .. على الزمالك ..
وكان خبر الوفاء بمثابة صدمة كبيرة لكل الرياضيين الشرفاء .. بالرغم من أن كل المقربين إليه كانوا يعلمون أن النهاية قد إقتربت بشكلكبير .. وخاصة أثناء المباراة الأخيرة .. التي صمم البطل أن يحضرها فيالملعب .. وكأنه صمم أن يستشهد في ساحة الملعب .
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images2.jpg
رحم الله البطل .. وأكثر من أمثاله .. .. ...
وكان عشق ثابت البطل لناديه لا يقدر .. وقد تربى البطل في كنف ناديه .. لمدة حوالي 33 سنة .. منذ دخولهالنادي الأهلي ..شبلاً عمره تجاوز الـ 17 سبعة عشر عاماً بقليل .. وظل في ناديه جندياًمخلصاً وفيا .. وحارساً لعرين ناديه .. في فترة من أجمل الفترات التي مرتعلى النادي الأهلي ..وكان هو وحبيب عمره الكابتن إكرامي . .حراس مرمى النادي الأهلي ..وحققا معه العديد من البطولات .. وها هي الأيام تجري منا .. ونتذكر رجلليس ككل الرجال .. رجل أحب .. ووهب .. وأعطى ناديه .. وتعلم فيه القيمالقويمة .. وتربى عليها .. وعلمها لأبنائه من بعده.
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images8.jpg
ثابت البطل قصة المجد .. والدموع ... جنازة شعبية في وداع البطل الأسطوري!
مات واقفا ثابت البطل حارس مرمى منتخب مصر .. ومدير الكرة بالنادي الأهلي .. كان يعلم أن أيامه فى الدنيا باتت محدودة .. ورفض الانصياع لأوامرالأطباء .. بالتزام الراحة فى بيته .. وقبل مباراة القمة الأخيرة يوم الأحد 12 فبراير 2005 .. أبى على نفسه أن يترك الفريق .. في أهم مباريات الموسم .. التي انتهت بفوز الأهلي وتحقيقه فوزاً كاسحاً على وصيفه الأزلي .. 3/صفر .. وكان هذا الفوز الكبير .. تتويجا لرحلة المجد التي بدأها الأهلي هذاالموسم .. وحطم خلالها كل الأرقام القياسية .. كان الفوز على الزمالكتتويجا لهذه الانتصارات ..
وكان هذه هي المهمة الأخيرة لثابت البطل مع ناديه .. بل في الدنيا كلها .. فقد أنجزها بنجاح .. ثم غادر بعدما اطمأن على الفريق .. وبعدما حققالفريق في ظل إدارته أعظم انجازاته على الإطلاق ..انتهت المباراة التىحضرها ثابت البطل ملتحفا ببطانية .. فانتهت مهمته في الحياة .. وغادرالملعب .. ولم تكن مغادرته إستاد القاهرة إلا إيذاناً بأنه سوف يغادرالدنيا كلها ... ! .. ولبى البطل نداء بارئه في اللحظة المقررة له يومولادته ..
وكان يوم وداعه مهيباً .. خرجت مدينة الحوامدية بأسرها لوداع واحد منأبر أبنائها .. "ثابت البطل" .. كانت مدينة الحوامدية - قبل ظهوره مقترنةبإنتاج السكر .. وبعدما ظهر ثابت البطل .. وتألق في صفوف الأهلي ومنتخب مصر .. باتت الحوامدية - تعرف بثابت البطل .. !
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images3.jpg
سار آلاف الأشخاص وراء جثمان الفقيد العزيز .. وخرجت النساء من الشرفاتتبكي .. وتنوح .. وتلوح للجثمان .. ولا يقدروا منع الدموع وهي تتساقط منأعينهن .. وقد ارتدت النساء في مدينة الحوامدية .. ملابس الحداد السوداء .. المدينة كلها كانت ترتدى ملابس الحداد .. وقد تحولت المدينة إلى سرادقكبير .. يمتلئ بأناس كثيرون من كل صوب وحدب .. وهم يبكون الغالي الراحل ..
وراء الجثمان كان نجوم الأهلي الذين عاصروه .. والذين أعقبوه .. وعلى رأسهم رئيسالنادي الأهلي ..الكابتن حسن حمدي .. ومصطفى عبده .. وصديق عمر البطل إكرامي .. وزيزو .. وشوبير .. ومجدي عبد الغني .. وفتحي مبروك .. ومحمود صالح .. وطاهر أبو زيد .. وحمادة صدقي .. وهادي خشبة .. وسيد عبد الحفيظ .. وياسر ريان .. وأبوتريكه .. وعلى ماهر .. فضلا عن هشام سعيد عضو مجلس الادارة .. ومحمودباجنيد امين الصندوق .. ومحرم الراغب مدير عام النادي ..
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images4.jpg
وكان الخطيب مسافرا بالخارج .. وظل على اتصال بإكرامي .. خلال الجنازة .. وكان منهارا لأنه لا يستطيع حضور الجنازة .. وأصيب عدد كبير من المشيعينباختناق من جراء الزحام الشديد .. وفى المقبرة كان الجميع هناك .. وبعدماووري جثمان ثابت البطل الثرى وسط دموع الجميع .. راح طاهر أبو زيد يتلوالدعاء له بالرحمة والمغفرة .. والجميع يرددون وراءه آمين بينما الدموعتذرف ..
ومن أفراد عائلة البطل .. وصديق الطفولة كان محيى البطل .. ابن عم البطل .. والذي حكى عمن أيام الصبا .. والشباب .. فقال كنا نلعب سويا في الحقول .. حينما كنا أطفالاً .. وكان ثابت من عشاق البلح الأمهات .. والخص .. وكانيهوى تسلق النخيل وقتها .. وكنا زملاء في مدرسة بسام الابتدائية .. ثمإنتقلنا إلى مدرسة الحوامدية الإعدادية .. وفي تلك الأثناء .. لعب ثابتلأشبال شركة السكر والتقطير .. كحارس مرمى ..
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images7.jpg
ويروى إبن عم البطل أن ثابت ذهب للزمالك قبل الأهلي .. ولم يتم إختياره .. وطلبوا منه إستغناء أولاً .. من نادي شركة السكر .. إلا أن مدربه رفضمنحه الاستغناء .. فقد كان أهلاويا .. وكان أخوة ثابت البطل جميعا أهلاوية .. وكان ثابت يظن أن فرصته في الزمالك .. ربما تكون أسهل من الأهلي .. وفىتلك الأثناء استطاع عبد المنعم البقال كشاف الأهلي الأسطوري .. الذي سبق أناكتشف لاعبين أفذاذ مثل ميمي الشربيني .. ورفعت الفناجيلي .. وطه إسماعيل .. وغيرهم .. إستطاع بحنكته المعهودة .. الحصول على استغناء من نادي السكربالحوامدية مقابل 200 جنيه ..وكان هذا المبلغ كبيرا عام 1972..
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images5.jpg
وقال شقيقه عبد المغيث .. وهو يصغره بأربع سنوات: لم يكن ثابت البطلمجرد أخي الأكبر .. لقد كان صديقي وأبي .. وكان يشجعني على حراسة المرمى .. ويطلب منى أن ارتمى على الكرة دون خوف .. أو وجل .. وكنت أرافقه في رحلاتهالرياضية .. وفى وقت ما طلب منى أن اترك الكرة تماما حرصا على مستقبلي .. فأكملت دراستي وصرت مهندسا .. وتم تعييني بشركة السكر بالحوامدية ..
وقد تخرج ثابت نفسه في كلية الدراسات التعاونية عام 1980 ..وتزوج منحنان حلمي صبري .. وأنجب إبنتيه لينا .. ولميس .. وهما كانا أثناء الوفاة .. يدرسان بالأكاديمية البحرية بالإسكندرية .. وقد تم خطبة الإبنة الكبرىلينا للاعب وائل شيتوس .. وهما يستعدان للزفاف .. بعد أن إحترف في النمسا .. في نادي جراتز .. الذي إحترف فيه صالح سليم .. وكان المرحوم كان شخصيةجادة جدا .. وكان نموذجا في الالتزام والرجولة ..
وكان صريحا مع اصدقائه وزملائه .. وفى ذات الوقت كان طيبا جدا .. وكريما مع الجميع ..
وكان المرحوم خيرا مع الجميع .. يتعاطف مع الفقراء .. كان يقوم في المواسم بشراء العجول .. وذبحها وتوزيع لحمها على الفقراء ..
وكان يرسل الفلوس للفقراء .. ويطمئن بنفسه على انجاز المهمة .. وكان يوصي بالتوجه لبيوت بعض الفقراء وتسليمهم المساعدات ..
وكان البطل يعتز ببلدته .. وكان يقول دائما: "نفسي أعمل حاجة كبيرة لأهلالحوامدية .. نفسي أعمل حاجة لمساعدة الفقراء .. بحيث لا يكون هناك فقراءفي بلدتي " ..
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images6.jpg
ثابت البطل .. نظرة سريعة على سيرته الذاتية ..
ثابت البطل هو واحد من اشهر حراس المرمى الذين تعاقبوا للدفاع عن عرين النادي الأهلي ..على مدار تاريخه الطويل .. فهو يقف في صف واحد مع مصطفي كامل منصور وعبد الجليل حميده .. وعادل هيكل .. وإكرامي ..
البطل من مواليد 16 سبتمبر عام 1953 ..
بدأت حكايته مع الكرة في نادي الحوامدية ..
حتى شاهده عبده البقال أحد أشهر الكشافين في الكرة المصرية لينضم إلى صفوف الأهلي في موسم 1972 /1973 ..
وقبل أن يبدأ أولى خطواته الرسمية مع الفريق الأول .. طرق أبواب الشهرة .. بعد أن نجح في المباراة الودية التي لعبها الأهلي أمام الإتحاد السكندري .. في التصدي لضربة جزاء ببراعة .. ليفوز الأهلي بهدف نظيف ..
تولى ثابت حراسة مرمى الأهلي بشكل رسمي مع بداية موسم 1974/1975 ..
ونجح معه في الفوز ببطولة الدوري العام لأول مرة مع الأهلي ..
وتوالت بعد ذلك الانتصارات والألقاب التي حصدها ثابت البطل مع الأهلي .. سواء على المستوى المحلي .. أو في البطولات الأفريقية للأندية ..
قضى ثابت البطل 17 موسما مع الأهلي ..
واتخذ قراره باعتزال حراسة المرمى بعد مباراة أسوان في نهائي كأس مصر موسم 90/1991 ..
ليكون أفضل ختام مع فوز الأهلي بكأس المسابقة ..
يمتلك ثابت البطل سجلا قويا مع منتخب مصر القومي .. بعد أن انضم إليه عام 1974 ..
وقضى مع المنتخب 14 عاما حقق خلالها العديد من الانتصارات والإنجازات ..
لعل أبرزها الفوز بكأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بمصر عام 1986 .. الذي حرس عرينها وتصدى في المباراة النهائية إلى ضربة الجزاء الأخيرة .. التي أهدرها لاعب الكاميرون ..
كما شارك مع المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية ..
وبعد المشوار الحافل داخل المستطيل الأخضر ...
بدأ ثابت البطل رحلة جديدة مع الأهلي كمدير للكرة ..
ونجح ثابت من خلال منصبه في تحقيق العديد من البطولات منها
بطولات دوري عام متتالية
وكأس مصر مرة واحدة
ومرتين البطولة العربية للأندية الأبطال
وكأس السوبر مرتين ..
وتولى في أواخر أيامه في الدنيا منصب مدير الكرة بالفريق الأول .. مع الجهاز الفني بقيادة مستر جوزيه المدير الفني لفريق كرة القدم الأول بالنادي الأهلي
بعد مرور سبعة أعوام علي رحيله وفي ذكراه السابعة أصبح الأهلي ينزف دماً بعدما فقد أكثر من 75 مشجعاً ومحباً من خيرة أبنائه في حادث غاشم أليم أصاب القلوب وأدمع العيون.
نحي اليوم الذكري السابعة لمن مات ثابتاً علي المبادئ والقيم ، لمن لقي ربه وهو متكئاً علي راية الأهلي الذي آبي ألا يتركه إلا مع لحظات الموت.
وتأتي ذكري رحيل البطل السابعة في لحظات هي الأصعب علي الجماهير الحمراء التي تبكي دماً علي فقدان زهرة شباب مصر وخيرة رجال الأهلي اللذين لم يبخلوا بدمائهم في سبيل الكيان الذي يعشقونه لا يتأخرون لحظة في تلبية ندائه.
ولعل ذكري رحيل "البطل" التي تحمل لنا صورة "الثابت" تُعين الأهلاوية علي تحمل مصابهم الأليم في لحظات صمت تُربط فيها الألسنة لنعود بالذاكرة وتتساءل العقول .. ماذا لو كان البطل بيننا اليوم؟
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images.jpg
يمر اليوم سبعة مواسم على رحيل ابن بار من أبناءالنادي الأهلي .. الكابتن"ثابت البطل".. الذي لبى نداء ربه في مساء يوم الإثنين 14 فبراير 2005 .. بعد صراع مع المرضاستمر ثلاث سنوات .. وكان البطل أصيب بسرطان البنكرياس .. وسافر إلى فرنسافي صيف 2005 .. كي يعالج من المرض اللعين .. وعاد بعد أن أظهرت الكشوفاتالطبية .. أن المرض تمكن من البطل .. ويعتبر البطل من ألمع نجوم الكرةالمصرية .. ولعب للأهلي .. ومنتخب مصر ..ثم عمل إداريا في ناديه الأهلي.
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images11.jpg
ومنطرائف القدر أن الفقيد الراحل أصر على أن يحضر مباراة ناديه حبيبه مع ناديالزمالك .. غريمه التقليدي .. وكان ذلك قبل وفاته بيوم واحد .. في يومالأحد 12 فبراير 2005 .. وفي أمسية هذه المباراة كان الجو شديد البرودة .. وصمم البطل أن يصاحب الفريق .. ولم يلحظ أي منا ممن شاهد منظر البطل وهوينزل من أوتوبيس الفريق الإعياء الشديد .. الذي كان عليه البطل .. ولم يحسأحد بحالته المتدهورة .. وفي هذه المباراة .. جلس البطل .. وهو يلتفحببطانية حمراء ثقيلة .. مثله مثل اللاعبين البدلاء.
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images1.jpg
وشهدتهذه المباراة أجمل وأروع لقطة حب وحنان .. من أبو تريكه الفنان .. الذيجرى راكضاً .. ليقبل رأس معلمه .. بعد أن أحرز هدفه الثاني في الزمالك .. وكانت هذه لمسة إعتراف بفضل البطل على أبو تريكه .. وكان أبو تريكه قدإنتقل إلىالنادي الأهلي .. من ناديه القديم الترسانة .. وكان معلم الإنتقال هو الراحل ثابت البطل ..
وإنتهت هذه المباراة بفوز الأهلي 3 / 0 .. على غريمه التقليديالزمالك .. وكان حالة البطل الصحية سيئة للغاية .. ومع كان يفرح لكل هدف .. وكانت هذه الأهداف بمثابة البلسم .. الذي ينزل على روح البطل .. الذي كانينازع النزاع الأخير .. وقد نقل البطل إلى منزله .. وراح في إغفاءة طويلة .. لم يصحو منها .. ولبى البطل نداء ربه . .بعد أقل من 24 ساعة من الفوزالكبير الذي حققهالنادي الأهلي .. على الزمالك ..
وكان خبر الوفاء بمثابة صدمة كبيرة لكل الرياضيين الشرفاء .. بالرغم من أن كل المقربين إليه كانوا يعلمون أن النهاية قد إقتربت بشكلكبير .. وخاصة أثناء المباراة الأخيرة .. التي صمم البطل أن يحضرها فيالملعب .. وكأنه صمم أن يستشهد في ساحة الملعب .
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images2.jpg
رحم الله البطل .. وأكثر من أمثاله .. .. ...
وكان عشق ثابت البطل لناديه لا يقدر .. وقد تربى البطل في كنف ناديه .. لمدة حوالي 33 سنة .. منذ دخولهالنادي الأهلي ..شبلاً عمره تجاوز الـ 17 سبعة عشر عاماً بقليل .. وظل في ناديه جندياًمخلصاً وفيا .. وحارساً لعرين ناديه .. في فترة من أجمل الفترات التي مرتعلى النادي الأهلي ..وكان هو وحبيب عمره الكابتن إكرامي . .حراس مرمى النادي الأهلي ..وحققا معه العديد من البطولات .. وها هي الأيام تجري منا .. ونتذكر رجلليس ككل الرجال .. رجل أحب .. ووهب .. وأعطى ناديه .. وتعلم فيه القيمالقويمة .. وتربى عليها .. وعلمها لأبنائه من بعده.
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images8.jpg
ثابت البطل قصة المجد .. والدموع ... جنازة شعبية في وداع البطل الأسطوري!
مات واقفا ثابت البطل حارس مرمى منتخب مصر .. ومدير الكرة بالنادي الأهلي .. كان يعلم أن أيامه فى الدنيا باتت محدودة .. ورفض الانصياع لأوامرالأطباء .. بالتزام الراحة فى بيته .. وقبل مباراة القمة الأخيرة يوم الأحد 12 فبراير 2005 .. أبى على نفسه أن يترك الفريق .. في أهم مباريات الموسم .. التي انتهت بفوز الأهلي وتحقيقه فوزاً كاسحاً على وصيفه الأزلي .. 3/صفر .. وكان هذا الفوز الكبير .. تتويجا لرحلة المجد التي بدأها الأهلي هذاالموسم .. وحطم خلالها كل الأرقام القياسية .. كان الفوز على الزمالكتتويجا لهذه الانتصارات ..
وكان هذه هي المهمة الأخيرة لثابت البطل مع ناديه .. بل في الدنيا كلها .. فقد أنجزها بنجاح .. ثم غادر بعدما اطمأن على الفريق .. وبعدما حققالفريق في ظل إدارته أعظم انجازاته على الإطلاق ..انتهت المباراة التىحضرها ثابت البطل ملتحفا ببطانية .. فانتهت مهمته في الحياة .. وغادرالملعب .. ولم تكن مغادرته إستاد القاهرة إلا إيذاناً بأنه سوف يغادرالدنيا كلها ... ! .. ولبى البطل نداء بارئه في اللحظة المقررة له يومولادته ..
وكان يوم وداعه مهيباً .. خرجت مدينة الحوامدية بأسرها لوداع واحد منأبر أبنائها .. "ثابت البطل" .. كانت مدينة الحوامدية - قبل ظهوره مقترنةبإنتاج السكر .. وبعدما ظهر ثابت البطل .. وتألق في صفوف الأهلي ومنتخب مصر .. باتت الحوامدية - تعرف بثابت البطل .. !
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images3.jpg
سار آلاف الأشخاص وراء جثمان الفقيد العزيز .. وخرجت النساء من الشرفاتتبكي .. وتنوح .. وتلوح للجثمان .. ولا يقدروا منع الدموع وهي تتساقط منأعينهن .. وقد ارتدت النساء في مدينة الحوامدية .. ملابس الحداد السوداء .. المدينة كلها كانت ترتدى ملابس الحداد .. وقد تحولت المدينة إلى سرادقكبير .. يمتلئ بأناس كثيرون من كل صوب وحدب .. وهم يبكون الغالي الراحل ..
وراء الجثمان كان نجوم الأهلي الذين عاصروه .. والذين أعقبوه .. وعلى رأسهم رئيسالنادي الأهلي ..الكابتن حسن حمدي .. ومصطفى عبده .. وصديق عمر البطل إكرامي .. وزيزو .. وشوبير .. ومجدي عبد الغني .. وفتحي مبروك .. ومحمود صالح .. وطاهر أبو زيد .. وحمادة صدقي .. وهادي خشبة .. وسيد عبد الحفيظ .. وياسر ريان .. وأبوتريكه .. وعلى ماهر .. فضلا عن هشام سعيد عضو مجلس الادارة .. ومحمودباجنيد امين الصندوق .. ومحرم الراغب مدير عام النادي ..
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images4.jpg
وكان الخطيب مسافرا بالخارج .. وظل على اتصال بإكرامي .. خلال الجنازة .. وكان منهارا لأنه لا يستطيع حضور الجنازة .. وأصيب عدد كبير من المشيعينباختناق من جراء الزحام الشديد .. وفى المقبرة كان الجميع هناك .. وبعدماووري جثمان ثابت البطل الثرى وسط دموع الجميع .. راح طاهر أبو زيد يتلوالدعاء له بالرحمة والمغفرة .. والجميع يرددون وراءه آمين بينما الدموعتذرف ..
ومن أفراد عائلة البطل .. وصديق الطفولة كان محيى البطل .. ابن عم البطل .. والذي حكى عمن أيام الصبا .. والشباب .. فقال كنا نلعب سويا في الحقول .. حينما كنا أطفالاً .. وكان ثابت من عشاق البلح الأمهات .. والخص .. وكانيهوى تسلق النخيل وقتها .. وكنا زملاء في مدرسة بسام الابتدائية .. ثمإنتقلنا إلى مدرسة الحوامدية الإعدادية .. وفي تلك الأثناء .. لعب ثابتلأشبال شركة السكر والتقطير .. كحارس مرمى ..
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images7.jpg
ويروى إبن عم البطل أن ثابت ذهب للزمالك قبل الأهلي .. ولم يتم إختياره .. وطلبوا منه إستغناء أولاً .. من نادي شركة السكر .. إلا أن مدربه رفضمنحه الاستغناء .. فقد كان أهلاويا .. وكان أخوة ثابت البطل جميعا أهلاوية .. وكان ثابت يظن أن فرصته في الزمالك .. ربما تكون أسهل من الأهلي .. وفىتلك الأثناء استطاع عبد المنعم البقال كشاف الأهلي الأسطوري .. الذي سبق أناكتشف لاعبين أفذاذ مثل ميمي الشربيني .. ورفعت الفناجيلي .. وطه إسماعيل .. وغيرهم .. إستطاع بحنكته المعهودة .. الحصول على استغناء من نادي السكربالحوامدية مقابل 200 جنيه ..وكان هذا المبلغ كبيرا عام 1972..
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images5.jpg
وقال شقيقه عبد المغيث .. وهو يصغره بأربع سنوات: لم يكن ثابت البطلمجرد أخي الأكبر .. لقد كان صديقي وأبي .. وكان يشجعني على حراسة المرمى .. ويطلب منى أن ارتمى على الكرة دون خوف .. أو وجل .. وكنت أرافقه في رحلاتهالرياضية .. وفى وقت ما طلب منى أن اترك الكرة تماما حرصا على مستقبلي .. فأكملت دراستي وصرت مهندسا .. وتم تعييني بشركة السكر بالحوامدية ..
وقد تخرج ثابت نفسه في كلية الدراسات التعاونية عام 1980 ..وتزوج منحنان حلمي صبري .. وأنجب إبنتيه لينا .. ولميس .. وهما كانا أثناء الوفاة .. يدرسان بالأكاديمية البحرية بالإسكندرية .. وقد تم خطبة الإبنة الكبرىلينا للاعب وائل شيتوس .. وهما يستعدان للزفاف .. بعد أن إحترف في النمسا .. في نادي جراتز .. الذي إحترف فيه صالح سليم .. وكان المرحوم كان شخصيةجادة جدا .. وكان نموذجا في الالتزام والرجولة ..
وكان صريحا مع اصدقائه وزملائه .. وفى ذات الوقت كان طيبا جدا .. وكريما مع الجميع ..
وكان المرحوم خيرا مع الجميع .. يتعاطف مع الفقراء .. كان يقوم في المواسم بشراء العجول .. وذبحها وتوزيع لحمها على الفقراء ..
وكان يرسل الفلوس للفقراء .. ويطمئن بنفسه على انجاز المهمة .. وكان يوصي بالتوجه لبيوت بعض الفقراء وتسليمهم المساعدات ..
وكان البطل يعتز ببلدته .. وكان يقول دائما: "نفسي أعمل حاجة كبيرة لأهلالحوامدية .. نفسي أعمل حاجة لمساعدة الفقراء .. بحيث لا يكون هناك فقراءفي بلدتي " ..
http://new.el-ahly.com/admin/sitemanager/articlefiles/35208-images6.jpg
ثابت البطل .. نظرة سريعة على سيرته الذاتية ..
ثابت البطل هو واحد من اشهر حراس المرمى الذين تعاقبوا للدفاع عن عرين النادي الأهلي ..على مدار تاريخه الطويل .. فهو يقف في صف واحد مع مصطفي كامل منصور وعبد الجليل حميده .. وعادل هيكل .. وإكرامي ..
البطل من مواليد 16 سبتمبر عام 1953 ..
بدأت حكايته مع الكرة في نادي الحوامدية ..
حتى شاهده عبده البقال أحد أشهر الكشافين في الكرة المصرية لينضم إلى صفوف الأهلي في موسم 1972 /1973 ..
وقبل أن يبدأ أولى خطواته الرسمية مع الفريق الأول .. طرق أبواب الشهرة .. بعد أن نجح في المباراة الودية التي لعبها الأهلي أمام الإتحاد السكندري .. في التصدي لضربة جزاء ببراعة .. ليفوز الأهلي بهدف نظيف ..
تولى ثابت حراسة مرمى الأهلي بشكل رسمي مع بداية موسم 1974/1975 ..
ونجح معه في الفوز ببطولة الدوري العام لأول مرة مع الأهلي ..
وتوالت بعد ذلك الانتصارات والألقاب التي حصدها ثابت البطل مع الأهلي .. سواء على المستوى المحلي .. أو في البطولات الأفريقية للأندية ..
قضى ثابت البطل 17 موسما مع الأهلي ..
واتخذ قراره باعتزال حراسة المرمى بعد مباراة أسوان في نهائي كأس مصر موسم 90/1991 ..
ليكون أفضل ختام مع فوز الأهلي بكأس المسابقة ..
يمتلك ثابت البطل سجلا قويا مع منتخب مصر القومي .. بعد أن انضم إليه عام 1974 ..
وقضى مع المنتخب 14 عاما حقق خلالها العديد من الانتصارات والإنجازات ..
لعل أبرزها الفوز بكأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بمصر عام 1986 .. الذي حرس عرينها وتصدى في المباراة النهائية إلى ضربة الجزاء الأخيرة .. التي أهدرها لاعب الكاميرون ..
كما شارك مع المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية ..
وبعد المشوار الحافل داخل المستطيل الأخضر ...
بدأ ثابت البطل رحلة جديدة مع الأهلي كمدير للكرة ..
ونجح ثابت من خلال منصبه في تحقيق العديد من البطولات منها
بطولات دوري عام متتالية
وكأس مصر مرة واحدة
ومرتين البطولة العربية للأندية الأبطال
وكأس السوبر مرتين ..
وتولى في أواخر أيامه في الدنيا منصب مدير الكرة بالفريق الأول .. مع الجهاز الفني بقيادة مستر جوزيه المدير الفني لفريق كرة القدم الأول بالنادي الأهلي