albasher_2010
2012/04/06, 06:08 AM
مع كل مشاعر الغضب الجارف والحزن العميق والآلام الروحية والمادية التي تعصف في قلوب امتنا بأسرها من المحيط إلى الخليج فإنني لم أجد من أتوجه إليه هذه اللحظة بخواطري غير القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة ومن ورائها القوات المسلحة لشعوب امتنا العربية وكل قوى المقاومة الشريفة التي فجرتها التجربة القاسية التي أراد الله بها عز وجل أن يمتحن صبرنا وان يختبر صلابتنا
لقد انتظرت وفكرت كثيرا في الجريمة المروعة التي ارتكبت في حق قدس الأقداس من ديننا وتاريخنا وحضارتنا وفي النهاية فإنني لم أجد غير تأكيد جديد للمعاني التي كانت واضحة أمامنا جميعا منذ اليوم الأول لتجربتنا القاسية وذلك انه لا بديل ولا أمل ولا طريق إلا القوة العربية بكل ما تستطيع حشده وبكل ما تملك توجيهه وبكل ما تستطيع الضغط به حتى يتم نصر الله حقا وعزيزا
لقد فتحنا للسلم كل باب ولكن عدو الله وعدونا أغلق دون السلم كل الأبواب ولم نترك وسيلة إلا وجربناها ولكن عدو الله وعدونا عرقل الوسائل وسد مسالكها واظهر للدنيا كلها ما كان خافيا من أمر طبيعته ونواياه
وحين وقعت هذه الجريمة ضد المسجد الأقصى في القدس فإننا لم نتسرع وانتظرنا لا نتصور أن يكون التدبير قصدا مقصودا ولكن الدلائل القاطعة أمام عيوننا الآن لا تترك لأحد أن يتصور شيئا آخر غير الحقيقة وحدها مهما كانت بشعة ومروعة
ولسنا نجد أن هناك فائدة في اللوم والاستنكار وليس يجدي أن نقول بان إسرائيل بعدما حدث للمسجد الأقصى قد أثبتت عجزها عن حماية الأماكن المقدسة كما انه لا نفع من الالتجاء إلى أي جهة طلبا للتحقيق أو طلبا للعدل
إن هناك نتيجة واحدة يجب أن نستخلصها لأنفسنا ويتحتم أن نفرض احترامها مهما كلفنا ذلك ألا وهو ان العدو لا ينبغي له ولا يحق له ان يبقى حيث هو الان
إن العدو لن يتأثر باللوم أو الاستنكار ولن يتزحزح قيد أنملة عن المواقع التي هو فيها لمجرد قولنا بأنه اعجز من مسؤولياتها ولن يتوقف دقيقة لكي يستمع الى صوت أي جهة تطلب التحقيق والعدل
إننا أمام عدو لم يكتف بتحدي الإنسان ولكنه تجاوز ذلك غرورا وجنونا ومد تحديه إلى مقدسات أرادها الله بيوتا له وبارك من حولها
إنني أريد أن يتدبر رجالنا من ضباط وجنود القوات المسلحة مشاعر اليومين الأخيرين وان يتمثلوا معانيها وان يصلوا وجدانهم وضمائرهم بوجدان أمتهم وضميرها وان يعرفوا إلى أعماق الأعماق أنهم يحملون مسؤولية وأمانة لم يحملها جند منذ نزلت رسالات السماء هديا للأرض ورحمة
إنهم في معركتهم القادمة ليسوا جند أمتهم فقط ولكنهم جند الله حماة أديانه وحماة بيوته وحماة كتبه المقدسة
إن معركتهم القادمة لن تكون معركة التحرير فحسب ولكنه أصبح ضروريا أن تكون معركة التطهير أيضا
إن أنظارنا تتطلع الآن إلى المسجد الأقصى في القدس وهو يعاني من قوة الشر والظلام ما يعاني
ومهما كان ما نشعر به في هذه اللحظات فان دعاءنا إلى الله عز وجل مؤمنا وخاشعا هو أن يمنحنا الصبر والمعرفة والشجاعة والمقدرة لكي نزيل الشر والظلام
ولسوف تعود جيوشنا إلى رحاب المسجد الأقصى ولسوف تعود القدس كما كانت قبل عصر الاستعمار الذي بسط سيطرته عليها منذ قرون حتى أسلمها لهؤلاء اللا عبين بالنار
سوف نعود إلى القدس وسوف تعود القدس إلينا ولسوف نحارب من اجل ذلك ولن نلقي السلاح حتى ينصر الله جنده ويعلي حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام
جمال عبد الناصر
23 اغسطس 1969
لقد انتظرت وفكرت كثيرا في الجريمة المروعة التي ارتكبت في حق قدس الأقداس من ديننا وتاريخنا وحضارتنا وفي النهاية فإنني لم أجد غير تأكيد جديد للمعاني التي كانت واضحة أمامنا جميعا منذ اليوم الأول لتجربتنا القاسية وذلك انه لا بديل ولا أمل ولا طريق إلا القوة العربية بكل ما تستطيع حشده وبكل ما تملك توجيهه وبكل ما تستطيع الضغط به حتى يتم نصر الله حقا وعزيزا
لقد فتحنا للسلم كل باب ولكن عدو الله وعدونا أغلق دون السلم كل الأبواب ولم نترك وسيلة إلا وجربناها ولكن عدو الله وعدونا عرقل الوسائل وسد مسالكها واظهر للدنيا كلها ما كان خافيا من أمر طبيعته ونواياه
وحين وقعت هذه الجريمة ضد المسجد الأقصى في القدس فإننا لم نتسرع وانتظرنا لا نتصور أن يكون التدبير قصدا مقصودا ولكن الدلائل القاطعة أمام عيوننا الآن لا تترك لأحد أن يتصور شيئا آخر غير الحقيقة وحدها مهما كانت بشعة ومروعة
ولسنا نجد أن هناك فائدة في اللوم والاستنكار وليس يجدي أن نقول بان إسرائيل بعدما حدث للمسجد الأقصى قد أثبتت عجزها عن حماية الأماكن المقدسة كما انه لا نفع من الالتجاء إلى أي جهة طلبا للتحقيق أو طلبا للعدل
إن هناك نتيجة واحدة يجب أن نستخلصها لأنفسنا ويتحتم أن نفرض احترامها مهما كلفنا ذلك ألا وهو ان العدو لا ينبغي له ولا يحق له ان يبقى حيث هو الان
إن العدو لن يتأثر باللوم أو الاستنكار ولن يتزحزح قيد أنملة عن المواقع التي هو فيها لمجرد قولنا بأنه اعجز من مسؤولياتها ولن يتوقف دقيقة لكي يستمع الى صوت أي جهة تطلب التحقيق والعدل
إننا أمام عدو لم يكتف بتحدي الإنسان ولكنه تجاوز ذلك غرورا وجنونا ومد تحديه إلى مقدسات أرادها الله بيوتا له وبارك من حولها
إنني أريد أن يتدبر رجالنا من ضباط وجنود القوات المسلحة مشاعر اليومين الأخيرين وان يتمثلوا معانيها وان يصلوا وجدانهم وضمائرهم بوجدان أمتهم وضميرها وان يعرفوا إلى أعماق الأعماق أنهم يحملون مسؤولية وأمانة لم يحملها جند منذ نزلت رسالات السماء هديا للأرض ورحمة
إنهم في معركتهم القادمة ليسوا جند أمتهم فقط ولكنهم جند الله حماة أديانه وحماة بيوته وحماة كتبه المقدسة
إن معركتهم القادمة لن تكون معركة التحرير فحسب ولكنه أصبح ضروريا أن تكون معركة التطهير أيضا
إن أنظارنا تتطلع الآن إلى المسجد الأقصى في القدس وهو يعاني من قوة الشر والظلام ما يعاني
ومهما كان ما نشعر به في هذه اللحظات فان دعاءنا إلى الله عز وجل مؤمنا وخاشعا هو أن يمنحنا الصبر والمعرفة والشجاعة والمقدرة لكي نزيل الشر والظلام
ولسوف تعود جيوشنا إلى رحاب المسجد الأقصى ولسوف تعود القدس كما كانت قبل عصر الاستعمار الذي بسط سيطرته عليها منذ قرون حتى أسلمها لهؤلاء اللا عبين بالنار
سوف نعود إلى القدس وسوف تعود القدس إلينا ولسوف نحارب من اجل ذلك ولن نلقي السلاح حتى ينصر الله جنده ويعلي حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام
جمال عبد الناصر
23 اغسطس 1969