صلاح حماد
2012/07/02, 10:27 AM
في شهر ابريل 2011 .. عندما ظهرت دعاوى الزحف المليوني للقدس .. قال أحدهم للشيخ : انهم يقولون انهم
سيذهبون لفتح القدس يا شيخ!
اعتدل الشيخ (سعيد عبد العظيم) في مقعده ، والتفت اليه ليلمح نظرة سخريه في وجه الشاب الملتحي الذي تحدث الآن ، ولم يتردد في الاجابه عليه بسرعه وحزم برغم ابتسامته المعهوده :
- وما يعلم جنود ربك الا هو .. كم تعبنا ومررنا بتجارب قاصمه من أجل اسقاط النظام .. واسقطه الله على يد شباب لو رأيتهم ربما ظننت أنك أفضل منهم ايماناً وقرباً من الله .. أنت تلتزم بالهدي الظاهر وكل شئ .. فكيف يُقارن هذا الشاب ذو الملابس العجيبه بك عند الله .. هكذا كنت تظن طبعاً ! لكننا رأينا ماذا فعل هؤلاء الشباب من بطولات وتضحيات فارقه .. وكيف أكرم الله كثيرٌ منهم بالشهاده التي طالما تمنيناها ولم ننلها .. دعوهم يذهبون الى القدس .. ولنذهب معهم .. هؤلاء شباب ممتلئ بالعزيمه وربما يجعل الله الفتح على أيديهم .. من أنت لتحدد جنوده ؟!
ساد الصمت وارتسم الانبهار على وجوه الجميع ، ان الشيخ وجه لأكثرهم صفعه كبرى لافاقتهم من تعاليهم بأنهم الأفضل لأنهم الأصح منهجاً والتزاماً .. ذكرهم بما نسوه : لا يعلم جنود ربك الا هو ..
في نفس الوقت تقريباً ، جلس علاء الأسواني ، أحد أشد أعداء الاسلاميين ، على مكتبه ليسطر المقال الأهم في تاريخ الثوره :
رومانيا !
لم يصدق أحد ما حدث ، الكل تناقل المقال بسرعه في ذهول ، هل هذا حقيقي ؟ هل يمكن لثوره اعتمدت على الملايين والتحام الجيش بالشعب ، أن تفشل بعد عام واحد ؟ هل يمكن أن يكون الجيش بهذا الغدر والولاء للنظام القديم ؟ هل يمكن أن يعود النظام القديم ؟
هذه التساؤلات التي أثارت الشباب طوال عام ونصف ، وحتى يقينهم من سقوط (شفيق) وانعدام فرص عودة النظام السابق ، ما كانت لتبرز في عقول الجميع الا بهذا المقال المذهل ..
هكذا كان علاء الأسواني نفسه مُسخراً من عند الله لافشال مخطط الالتفاف على الثوره .. كان مقاله شراره اشتعلت في نفوس الشباب ولم تهدأ الا بسقوط شفيق .
في نفس هذا الوقت تقريباً ، كان هذا الشيخ الهادئ في الحديث والافعال ، البسيط الكلمات ، الفقير من الكاريزما بشكلها الثوري ، يجلس في منزله ليشاهد نجوم التيار الاسلامي من صبحي صالح والبلتاجي والعريان ومحمد حسان ، وهم يتنقلون من قناه لأخرى ، لابراز مشروعهم والتأكيد على حسن نية العسكر ..
هذا الشيخ فجأه حدثت انتفاضه غير طبيعيه له ، في نهاية شهر يوليو هتف بأقوى كلمه قالها سياسي في حق المجلس العسكري : هؤلاء ذئاب وثعالب ..
الكلمه التي صدمت شباب التيار الاسلامي في هذا الوقت ، وجمعتهم - للمرة الأولى منذ الاستفتاء - مع شباب التيارات الأخرى في الانتفاضه ضد العسكر ، وتمر الشهور ، ويحاول الجميع الاستهزاء به ، ثم لما علموا بجدية الموقف حاولوا اسقاطه ، لكنه كان يتقدم بسرعه في كل مره ، فحاز شعبية ضخمه يوماً وراء الآخر ، واستطاع بث الروح الثوريه في شباب التيار الاسلامي بشكل عام .. هكذا أصبح هذا الشيخ الهادئ الغير مشهور ، هو أشهر شيخ وسياسي اسلامي في مصر مع نهاية شهر يناير ..
هكذا كان الشيخ حازم ابو اسماعيل مُسخراً من عند الله لافشال مخطط احتواء التيار الاسلامي كله ونزع ثوريته .. كانت مقالته شراره اشتعلت في نفوس الشباب ولم تهدأ الا بسقوط شفيق ..
في نهاية شهر يناير أيضاً كان نجوم الاخوان التي يسلط الاعلام كل مدافعه نحوهم ، هما البلتاجي والشاطر ، هم الأكثر شهرة وهم الأقرب للحصول على المناصب والأقوى على مستوى الشعبيه والشخصيه ، وتجاهل الجميع ذلك الرجل باهت الشخصيه الذي لم يكن أحد يعلم عن وجه اليقين ما هو دوره في الاخوان ، برغم أنه كان رئيساً لحزبهم !
لكن ما ان انتهت الانتخابات حتى وجدنا شخصاً آخر يتحدث بقوه وطلاقه ويقف وسط العرض العسكري ليتحدث بحزم عن أنه صاحب الأمر والنهي في الجيش ، ويقف في ميدان التحرير ليبهرنا بانطلاقه المتحرر من القيود ويجعلنا نشعر جميعاً بأنه واحد مننا ..
هكذا سيصبح - ان شاء الله - من يسمونه (الاستبن) .. فقير الكاريزما .. مُسخراً من عند الله لافشال مخطط احتواء الرئيس ونزع صلاحياته .. وستكون خطبه هي الشراره التي تشتعل في نفوس الشباب ، ولن تنتهي الا بسقوط حكم العسكر نهائياً ..
عندما تبني حساباتك المنطقيه بعد ذلك ، لابد أن تضع ألف حساب لجند الله ، المُسخرون للظهور المفاجئ .. قد يكون جند الله هؤلاء آخر من تتخيلهم .. قد يكونوا بعض الشباب (السيس) في رأيك .. قد تصبح مقاله هي من جند الله .. قد يصبح فيلم تسجيلي قصير اسمه (كاذبون) من جند الله .. وقتها فقط تنقلب الحسابات رأساً على عقب ليزداد يقينك بأنك مهما دبرت لمواجهة المكر ، فان تدبير الله أكبر ، ومكره بالماكرين أشد .
نقلا عن الاستاذ عمرو عبد العزيز
سيذهبون لفتح القدس يا شيخ!
اعتدل الشيخ (سعيد عبد العظيم) في مقعده ، والتفت اليه ليلمح نظرة سخريه في وجه الشاب الملتحي الذي تحدث الآن ، ولم يتردد في الاجابه عليه بسرعه وحزم برغم ابتسامته المعهوده :
- وما يعلم جنود ربك الا هو .. كم تعبنا ومررنا بتجارب قاصمه من أجل اسقاط النظام .. واسقطه الله على يد شباب لو رأيتهم ربما ظننت أنك أفضل منهم ايماناً وقرباً من الله .. أنت تلتزم بالهدي الظاهر وكل شئ .. فكيف يُقارن هذا الشاب ذو الملابس العجيبه بك عند الله .. هكذا كنت تظن طبعاً ! لكننا رأينا ماذا فعل هؤلاء الشباب من بطولات وتضحيات فارقه .. وكيف أكرم الله كثيرٌ منهم بالشهاده التي طالما تمنيناها ولم ننلها .. دعوهم يذهبون الى القدس .. ولنذهب معهم .. هؤلاء شباب ممتلئ بالعزيمه وربما يجعل الله الفتح على أيديهم .. من أنت لتحدد جنوده ؟!
ساد الصمت وارتسم الانبهار على وجوه الجميع ، ان الشيخ وجه لأكثرهم صفعه كبرى لافاقتهم من تعاليهم بأنهم الأفضل لأنهم الأصح منهجاً والتزاماً .. ذكرهم بما نسوه : لا يعلم جنود ربك الا هو ..
في نفس الوقت تقريباً ، جلس علاء الأسواني ، أحد أشد أعداء الاسلاميين ، على مكتبه ليسطر المقال الأهم في تاريخ الثوره :
رومانيا !
لم يصدق أحد ما حدث ، الكل تناقل المقال بسرعه في ذهول ، هل هذا حقيقي ؟ هل يمكن لثوره اعتمدت على الملايين والتحام الجيش بالشعب ، أن تفشل بعد عام واحد ؟ هل يمكن أن يكون الجيش بهذا الغدر والولاء للنظام القديم ؟ هل يمكن أن يعود النظام القديم ؟
هذه التساؤلات التي أثارت الشباب طوال عام ونصف ، وحتى يقينهم من سقوط (شفيق) وانعدام فرص عودة النظام السابق ، ما كانت لتبرز في عقول الجميع الا بهذا المقال المذهل ..
هكذا كان علاء الأسواني نفسه مُسخراً من عند الله لافشال مخطط الالتفاف على الثوره .. كان مقاله شراره اشتعلت في نفوس الشباب ولم تهدأ الا بسقوط شفيق .
في نفس هذا الوقت تقريباً ، كان هذا الشيخ الهادئ في الحديث والافعال ، البسيط الكلمات ، الفقير من الكاريزما بشكلها الثوري ، يجلس في منزله ليشاهد نجوم التيار الاسلامي من صبحي صالح والبلتاجي والعريان ومحمد حسان ، وهم يتنقلون من قناه لأخرى ، لابراز مشروعهم والتأكيد على حسن نية العسكر ..
هذا الشيخ فجأه حدثت انتفاضه غير طبيعيه له ، في نهاية شهر يوليو هتف بأقوى كلمه قالها سياسي في حق المجلس العسكري : هؤلاء ذئاب وثعالب ..
الكلمه التي صدمت شباب التيار الاسلامي في هذا الوقت ، وجمعتهم - للمرة الأولى منذ الاستفتاء - مع شباب التيارات الأخرى في الانتفاضه ضد العسكر ، وتمر الشهور ، ويحاول الجميع الاستهزاء به ، ثم لما علموا بجدية الموقف حاولوا اسقاطه ، لكنه كان يتقدم بسرعه في كل مره ، فحاز شعبية ضخمه يوماً وراء الآخر ، واستطاع بث الروح الثوريه في شباب التيار الاسلامي بشكل عام .. هكذا أصبح هذا الشيخ الهادئ الغير مشهور ، هو أشهر شيخ وسياسي اسلامي في مصر مع نهاية شهر يناير ..
هكذا كان الشيخ حازم ابو اسماعيل مُسخراً من عند الله لافشال مخطط احتواء التيار الاسلامي كله ونزع ثوريته .. كانت مقالته شراره اشتعلت في نفوس الشباب ولم تهدأ الا بسقوط شفيق ..
في نهاية شهر يناير أيضاً كان نجوم الاخوان التي يسلط الاعلام كل مدافعه نحوهم ، هما البلتاجي والشاطر ، هم الأكثر شهرة وهم الأقرب للحصول على المناصب والأقوى على مستوى الشعبيه والشخصيه ، وتجاهل الجميع ذلك الرجل باهت الشخصيه الذي لم يكن أحد يعلم عن وجه اليقين ما هو دوره في الاخوان ، برغم أنه كان رئيساً لحزبهم !
لكن ما ان انتهت الانتخابات حتى وجدنا شخصاً آخر يتحدث بقوه وطلاقه ويقف وسط العرض العسكري ليتحدث بحزم عن أنه صاحب الأمر والنهي في الجيش ، ويقف في ميدان التحرير ليبهرنا بانطلاقه المتحرر من القيود ويجعلنا نشعر جميعاً بأنه واحد مننا ..
هكذا سيصبح - ان شاء الله - من يسمونه (الاستبن) .. فقير الكاريزما .. مُسخراً من عند الله لافشال مخطط احتواء الرئيس ونزع صلاحياته .. وستكون خطبه هي الشراره التي تشتعل في نفوس الشباب ، ولن تنتهي الا بسقوط حكم العسكر نهائياً ..
عندما تبني حساباتك المنطقيه بعد ذلك ، لابد أن تضع ألف حساب لجند الله ، المُسخرون للظهور المفاجئ .. قد يكون جند الله هؤلاء آخر من تتخيلهم .. قد يكونوا بعض الشباب (السيس) في رأيك .. قد تصبح مقاله هي من جند الله .. قد يصبح فيلم تسجيلي قصير اسمه (كاذبون) من جند الله .. وقتها فقط تنقلب الحسابات رأساً على عقب ليزداد يقينك بأنك مهما دبرت لمواجهة المكر ، فان تدبير الله أكبر ، ومكره بالماكرين أشد .
نقلا عن الاستاذ عمرو عبد العزيز