المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلف المصالح المشتركة ايران - اسرائيل - امريكا


عاصفة الصحراء
2012/07/13, 05:58 AM
يحدث عنوان كتاب «حلف المصالح المشتركة» الصادر عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» صدمةً لدى القارئ عندما يعلم أن هذا الحلف يتكون من اسرائيل وإيران والولايات المتحدة وكيفيّة أجراء التعاملات السرية بينها. لكن هذه الصدمة لا تلبث أن تتلاشى الى حدّ ما، بعد أن يدرك القارئ أن الكتاب يتابع التحول القائم في العلاقات بينها منذ العام 1948 ولغاية يومنا الحاضر.


تريتا بارزي، الخبير في السياسة الخارجية الأميركية، مؤلف يتمتع بخبرة تربو على عقد من الزمن. اعتمد على مقابلات أجراها مع كبار صنّاع السياسة الأميركيين والإيرانيين والإسرائيليين، ومن خلالها حصل على روايات للأحداث وتعرف الى طريقة التفكير التي أنتجت القرارات الاستراتيجية من مصادر عليمة، مع الذهاب في الوقت نفسه الى ما هو أبعد من نقاط الحديث والتبريرات العامة التي صدرت عن إيران وإسرائيل بهدف إخفاء الطبيعة الحقيقية للتوتر بينهما.


وبصفته مستشاراً لدى أحد أعضاء الكونغرس الأميركي، تمكن المؤلف من الاطلاع على بعض التعاملات السرية بين هذه البلدان أوردها في فصول الكتاب الأخيرة.


السياق التاريخي
عاد المؤلف في معالجته طبيعة العلاقات الإسرائيلية الإيرانية الى تاريخ إنشاء إسرائيل، وقد قام بذلك في ثلاثة أقسام منفصلة، عالج في القسم الأول منها السياق التاريخي للمثلث الأميركي الإسرائيلي الإيراني في أيام الشاه، إضافةً الى روابط الطرفين السرية في أيام الجمهورية الإسلامية.


بعد ذلك، قام بتفحص المعلومات الخاصة بالاتفاق التفاهمي الإسرائيلي الإيراني وخيانة الشاه لإسرائيل من خلال اتفاقية الجزائر عام 1975، فضلاً عن الجهود الإسرائيلية المكثفة لترقيع العلاقات الأميركية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي وسياسة إيران المزدوجة في تعاملها مع إسرائيل انطلاقاً من إنكار حقها في الوجود من ناحية والقبول بدعمها وضبابية تعاملها مع القضية الفلسطينية من ناحية أخرى.
ولكن، برز عالمياً ما لم يكن في الحسبان، فقد عاد صدام حسين في 2 أغسطس من العام 1990، وجعل نفسه النقطة المركزية في الحسابات الاستراتيجية الإيرانية والأميركية والإسرائيلية عبر غزوه دولة الكويت. كما انهار، بعد ذلك بوقت قصير الاتحاد السوفياتي وانتهت الحرب الباردة بدون إراقة دماءٍ تقريباً.


حقبة أحادية القطب
بين عشية وضحاها تحول النظام والتركيبة الدولية ثنائية القطبين الى تركيبة أحادية القطب بقيادة الولايات المتحدة. لكن التحولات الجيوسياسية ستضمن رؤية إسرائيل لقليل من الفائدة في القفزات التي تقوم بها إيران بعد آية الله الخميني نحو تبنّي البراغماتية.


لكن الاستراتيجية السياسية الايرانية كانت تطمح في بداية ثورتها الى أبعد من ذلك، وقد عبّر عنها أحد واضعيها بقوله: «تخيل لو كان في مقدورك إسقاط صدام وإقامة جمهورية إسلامية هناك... سيؤدي ذلك الى تغيير موازين كل شيء، وسيكون في مقدورك الهيمنة على المنطقة، سيكون في مقدورك الهيمنة على الشرق الأوسط بأكمله!».


في الفصل الثاني يبين المؤلف كيف غيّرت هذه الهزة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي وهزيمة العراق في حرب الخليج في العام 1991 العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل بشكل جذريّ.


ففي الشرق الأوسط الجديد الذي برز بعد هذا التصدع الجيوسياسي، لم تعد إيران وإسرائيل تنظران الى بعضهما كشريكين محتملين في موضوع الأمن، بل كمتنافستين في تحديد التوازن في الشرق الأوسط. وهنا يناقش المؤلف تحوّل إيران الى خصم نشيط لإسرائيل، والتحوّل الكليّ لتل أبيب الى معارضة التقارب الأميركي الإيراني بدلاً من دعمه، إضافة الى الجهود التي تبذلها كل من إيران وإسرائيل لإجهاض السياسات الأميركية في المنطقة التي يعتبرها كل من الطرفين بأنها تصبّ في مصلحة الآخر.


مواجهة المستقبل
تساءل وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر يوماً: «من الذي يهيمن على الشرق الأوسط؟ إيران أم الولايات المتحدة؟». وبمجرد طرحه لهذا السؤال تكمن مقدرة إيران على التاثير في ماجريات الأمور في المنطقة سلباً أو إيجاباً. وهذا أيضاً ما جعل المؤلف يعنون قسمه الثالث بالتطلع الى المستقبل.


في هذا القسم يتم استعراض الخيارات ومناقشتها. بماذا تفكر واشنطن في الوقت الراهن؟ وكيف يمكن أن تستفيد من إيران القوية بمثابة حاجز يحول دون وصول الصين الى مصادر الطاقة في الخليج العربي وحوض قزوين كما سبق أن خدمت كحاجز في وجه الاتحاد السوفياتي قبل انهيار الشيوعية؟


لكن إسرائيل تعارض فكرة أن تؤدي إيران دوراً هامّاً أو تكون الأولى في المنطقة، ولذلك أسهمت في جعل البرنامج الايراني النووي مصدر قلق دولياً واسعاً وأقنعت واشنطن بتبني سياسة أكثر تشدداً، وهي لا تثق في الوقت نفسه، بحسب أوزي أراد، مدير الاستخبارات السابق في الموساد، بأن الإصلاح في إيران سوف يزيل الخطر الاستراتيجي الذي يهدد إسرائيل.


كيف ستواجه هذه الأطراف حقيقة الأوضاع الراهنة؟ كيف ستواجه المستقبل المليء بالتحديات والنزاعات؟ هل تتمتع إدارة بوش ببعض الحظوظ للتخفيف من حدّة المنافسات الإسرائيلية والإيرانية والتقليل من خطر نشوب حرب كارثية تعمّ الشرق الأوسط ـ وأميركا ـ على عدة عقود قادمة؟ أسئلة يجيب عنها المؤلف في خاتمة كتابه بافتراضات منطقية تبقى قيد الأسر في ظل أوضاع قابلة للانفجار بين يوم وآخر.
ويجدر بنا إزاء هذا الكتاب المليء بالكثير من التفاصيل المذهلة والتحليلات الدقيقة أن نختم بقول مستشار الأمن الأميركي السابق زبيغنيو بريجنسكي إنه «دراسة ثاقبة ومثيرة، وفي الوقت المناسب تماماً تفك ألغاز كيفية تلاعب كل من إيران وإسرائيل بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بالرغم من أن العلاقات بين الطرفين تراوحت بين التواطؤ السرّي والتصادم العلني». ومن هنا جاء عنوان الكتاب «حلف المصالح المشتركة»!

أبـو على
2012/07/13, 06:29 AM
شكرا لك اخى الكريم معلومات يجهلها الكثير منا اللهم اجعل تدميرهم فى تدبيرهم