ابومحمود
2010/09/25, 02:28 AM
عملاً بمبدأ "البقاء للأقوى" قررت الجماهير المصرية إثبات قوة الفريق الذى تنتمى إليه وفرض سيطرته عن طريق الشغب والعنف الذى أصبح السمة المميزة لأى مباراة والخطر الذى يهدد المجال الرياضى بشكل عام، الرياضة التى أصبحت مثالاً "للبلطجة" بعد أن كانت هى أساس الأخلاق والروح الجميلة التى تقرب الشعوب وتجمع بين الناس!
http://www.ahlynews.com/ar/images/stories/ta3asob_gam.jpg
لاحظت فى الفترة الأخيرة أن الأخبار الرئيسية التى تملأ صفحات الرياضة والقنوات الرياضية هى أخبار لا تمت للرياضة بصلة، خاصةً فى المباريات الجماهيرية أو مباريات القمة التى أصبحت فعلاً قمة فى العنف و"قلة الأدب"، وأصبحت كلمات "حبس، تحطيم، تخريب" عنواناً رئيسياً للأخبار الرياضية، مما جعلنى أشك فى أنى اقرأ صفحة الحوادث أو اشاهد برنامج "خلف الأسوار".
لقد أصبح شغب الجماهير فى مصر ظاهرة مخيفة اجتاحت ملاعبنا مؤخراً، ولا يستطيع أحد إنكار أنها ظاهرة عالمية متواجدة فى جميع ملاعب العالم، ولكن فى الملاعب المصرية كانت قلة قليلة هى التى تحدث الشغب وأبداً لم تصل فى مصر -البلد التى نجتمع جميعاً خلف منتخبها بمختلف إنتماءتنا فى المحافل الدولية- إلى هذا الحد الذى يؤثر بكل تأكيد على مستقبل الرياضة فى بلدنا الحبيبة.
لم أكن أتوقع يوماً سماع هذه الأخبار من عينة "القبض على عدد من الجماهير"، "تم نقل شخصين إلى المستشفى فى حالة خطرة بعد مباراة كرة قدم"!، وبالطبع اخر هذه الأخبار الموجودة على الساحة الرياضية حالياً هى أحداث الشغب التى قامت بها الجماهير الأهلوية قبل مباراة الفريق التى جمعته بالإسماعيلى والتى انتهت لصالح الأخير بأربعة أهداف مقابل هدفين وعلى الرغم من كون نتيجة اللقاء غير مؤثرة تماماً على موقف الفريقين، إلا أنه تم القبض على 16 مشجعاً من جماهير الأهلي عقب قيامهم بأعمال شغب عند وصولهم لمحطة السكة الحديد حيث قاموا بتكسير بعض المنشأت والألواح الزجاجية وإصابة موظف بالمحطة أثناء تأدية عمله، أى أن هذا حدث قبل بدء المباراة أو معرفة نتيجتها!
http://www.ahlynews.com/ar/images/stories/ta3asob_gamaher.jpg
كما أن "كرة اليد" قد شهدت كارثة جماهيرية أخرى، وهى الأحداث التى صاحبت إنتهاء مباراة القمة التى أقيمت فى ختام الدور الأول من دورى المحترفين، من جانب جماهير نادى الزمالك "العريق" التى أشعلت النيران أمام بوابة النادى الاهلى وقامت بتحطيم العديد من الابواب وسرقة كمبيوتر كما قامت بتحطيم عدد من السيارات وإيقاف حركة المرور، وقامت قوات الامن بالقبض على 32 شخص من التراس الزمالك بسبب عمليات التخريب التى أرتكبوها داخل النادى الاهلى كما قام وائل رياض نجم الاهلى السابق بعمل محضر فى قسم الشرطة نتيجة لتعدى جماهير الزمالك عليه وتكسير سيارته".
المثالان السابقان يمثلان شغب جماهيرى فى لعبتين رياضيتين فقط، وقد يأتى يوماً نسمع فيه أن الجماهير قامت بقتل لاعب "كاراتيه" عقب تغلبه على اللاعب الذى يمثل ناديهم، بحجة أنه أحدث له عاهة مستديمة أو ضربه "تحت الحزام" لا سمح الله "أصل القوى فى الأقوى منه"!، وأعدكم أعزائى القراء أننا إذا وصلنا لهذه المرحلة فتوقعوا أن يتابع كل جمهور مباريات فريقه وهو جالس على "البورش" فى سجن أبو زعبل.
http://www.ahlynews.com/ar/images/stories/t5rib2.jpg
لا أجد سبباً مقنعاً لما وصل له الجمهور المصرى من حالة إحتقان وكراهية شديدة لبعضهم البعض، وما ذنب الجماهير الواعية التى تؤازر فريقها بشكل نموذجى ومحترم -التى أصبحت قلة قليلة- فى الامتناع عن الذهاب إلى الاستاد خوفاً على حياتها "أصل العمر بقى بعزأة فى الملاعب اليومين دول"، وأين ذهب الجمهور المصرى الذى "كان" يحرص على التشجيع النظيف الذى يشد من أزر اللاعبين ويرفع من عزيمتهم، لماذا حل بدلاً منه التعصب الأعمى الذى يمثل النقيض تماماً لمفهوم الإنتماء، هذا التعصب الذى كنا نستنكره ونغضب منه فى الماضى القريب مثلما حدث فى أعقاب مباراة مصر والجزائر، والتى وصفنا بعدها الجمهور الجزائرى بأنه جمهور "همجى"، ولكن الآن أصبحت كلمة همجية تقل فى التعبير عما وصل له حالنا.
وختاماً يمكننى القول أن الحل للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة قد يتمثل فى زيادة الوعى الجماهيرى من خلال الإعلام، أو تشديد العقوبات على كل من يخرج عن النص بدلا من العقوبات الحالية التى تثير الضحك فى بعض الأحيان، ولكنى أعترف فى النهاية أنى لا أعرف الحل المثالى للقضاء عليها ولكن كل ما أعرفه هو أننى أتمنى أن تعود الجماهير المصرية إلى سابق عهدها وتفرق بين التعصب والإنتماء ويعود التشجيع المثالى الذى يتميز به جمهور أم الدنيا إلى ملاعبنا مرة أخرى.
منقول
http://www.ahlynews.com/ar/images/stories/ta3asob_gam.jpg
لاحظت فى الفترة الأخيرة أن الأخبار الرئيسية التى تملأ صفحات الرياضة والقنوات الرياضية هى أخبار لا تمت للرياضة بصلة، خاصةً فى المباريات الجماهيرية أو مباريات القمة التى أصبحت فعلاً قمة فى العنف و"قلة الأدب"، وأصبحت كلمات "حبس، تحطيم، تخريب" عنواناً رئيسياً للأخبار الرياضية، مما جعلنى أشك فى أنى اقرأ صفحة الحوادث أو اشاهد برنامج "خلف الأسوار".
لقد أصبح شغب الجماهير فى مصر ظاهرة مخيفة اجتاحت ملاعبنا مؤخراً، ولا يستطيع أحد إنكار أنها ظاهرة عالمية متواجدة فى جميع ملاعب العالم، ولكن فى الملاعب المصرية كانت قلة قليلة هى التى تحدث الشغب وأبداً لم تصل فى مصر -البلد التى نجتمع جميعاً خلف منتخبها بمختلف إنتماءتنا فى المحافل الدولية- إلى هذا الحد الذى يؤثر بكل تأكيد على مستقبل الرياضة فى بلدنا الحبيبة.
لم أكن أتوقع يوماً سماع هذه الأخبار من عينة "القبض على عدد من الجماهير"، "تم نقل شخصين إلى المستشفى فى حالة خطرة بعد مباراة كرة قدم"!، وبالطبع اخر هذه الأخبار الموجودة على الساحة الرياضية حالياً هى أحداث الشغب التى قامت بها الجماهير الأهلوية قبل مباراة الفريق التى جمعته بالإسماعيلى والتى انتهت لصالح الأخير بأربعة أهداف مقابل هدفين وعلى الرغم من كون نتيجة اللقاء غير مؤثرة تماماً على موقف الفريقين، إلا أنه تم القبض على 16 مشجعاً من جماهير الأهلي عقب قيامهم بأعمال شغب عند وصولهم لمحطة السكة الحديد حيث قاموا بتكسير بعض المنشأت والألواح الزجاجية وإصابة موظف بالمحطة أثناء تأدية عمله، أى أن هذا حدث قبل بدء المباراة أو معرفة نتيجتها!
http://www.ahlynews.com/ar/images/stories/ta3asob_gamaher.jpg
كما أن "كرة اليد" قد شهدت كارثة جماهيرية أخرى، وهى الأحداث التى صاحبت إنتهاء مباراة القمة التى أقيمت فى ختام الدور الأول من دورى المحترفين، من جانب جماهير نادى الزمالك "العريق" التى أشعلت النيران أمام بوابة النادى الاهلى وقامت بتحطيم العديد من الابواب وسرقة كمبيوتر كما قامت بتحطيم عدد من السيارات وإيقاف حركة المرور، وقامت قوات الامن بالقبض على 32 شخص من التراس الزمالك بسبب عمليات التخريب التى أرتكبوها داخل النادى الاهلى كما قام وائل رياض نجم الاهلى السابق بعمل محضر فى قسم الشرطة نتيجة لتعدى جماهير الزمالك عليه وتكسير سيارته".
المثالان السابقان يمثلان شغب جماهيرى فى لعبتين رياضيتين فقط، وقد يأتى يوماً نسمع فيه أن الجماهير قامت بقتل لاعب "كاراتيه" عقب تغلبه على اللاعب الذى يمثل ناديهم، بحجة أنه أحدث له عاهة مستديمة أو ضربه "تحت الحزام" لا سمح الله "أصل القوى فى الأقوى منه"!، وأعدكم أعزائى القراء أننا إذا وصلنا لهذه المرحلة فتوقعوا أن يتابع كل جمهور مباريات فريقه وهو جالس على "البورش" فى سجن أبو زعبل.
http://www.ahlynews.com/ar/images/stories/t5rib2.jpg
لا أجد سبباً مقنعاً لما وصل له الجمهور المصرى من حالة إحتقان وكراهية شديدة لبعضهم البعض، وما ذنب الجماهير الواعية التى تؤازر فريقها بشكل نموذجى ومحترم -التى أصبحت قلة قليلة- فى الامتناع عن الذهاب إلى الاستاد خوفاً على حياتها "أصل العمر بقى بعزأة فى الملاعب اليومين دول"، وأين ذهب الجمهور المصرى الذى "كان" يحرص على التشجيع النظيف الذى يشد من أزر اللاعبين ويرفع من عزيمتهم، لماذا حل بدلاً منه التعصب الأعمى الذى يمثل النقيض تماماً لمفهوم الإنتماء، هذا التعصب الذى كنا نستنكره ونغضب منه فى الماضى القريب مثلما حدث فى أعقاب مباراة مصر والجزائر، والتى وصفنا بعدها الجمهور الجزائرى بأنه جمهور "همجى"، ولكن الآن أصبحت كلمة همجية تقل فى التعبير عما وصل له حالنا.
وختاماً يمكننى القول أن الحل للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة قد يتمثل فى زيادة الوعى الجماهيرى من خلال الإعلام، أو تشديد العقوبات على كل من يخرج عن النص بدلا من العقوبات الحالية التى تثير الضحك فى بعض الأحيان، ولكنى أعترف فى النهاية أنى لا أعرف الحل المثالى للقضاء عليها ولكن كل ما أعرفه هو أننى أتمنى أن تعود الجماهير المصرية إلى سابق عهدها وتفرق بين التعصب والإنتماء ويعود التشجيع المثالى الذى يتميز به جمهور أم الدنيا إلى ملاعبنا مرة أخرى.
منقول