albasher_2010
2012/09/10, 04:59 PM
ولقد وقفت امام الكعبة واحسست بخواطري تطوف بكل ناحية من العالم وصل إليها الاسلام ، ثم وجدتني أقول لنفسي :
- يجب ان تتغير نظرتنا إلى الحج ، لا يجب أن يصبح الذهاب إلى الكعبة تذكرة إلى دخول الجنة بعد عمر مديد ، أو محاولة ساذجة لشراء الغفران بعد حياة حافلة.
يجب ان تكون للحج قوة سياسية ضخمة ، ويجب ان تهرع صحافة العالم إلى متابعة انبائه ، لا بوصفه مراسم وتقاليد تصنع صور طريفة لقراء الصحف ، وإنما بوصفه مؤتمراً سياسياً دورياً يجتمع فيه كل قادة الدول الاسلامية ورجال الرأي فيها ، وعلماؤها في كافة أنحاء المعرفة ، وكتابها ، وملوك الصناعة فيها ، وتجارها ، وشبابها ، ليضعوا في هذا البرلمان الاسلامي العالمي خطوطاً عريضة لسياسة بلادهم وتعاونها معاً ، حتى حين يحين موعد اجتماعهم من جديد بعد عام .
يجتمعون خاشعين .. ولكن أقوياء ، متجردين من المطامع … لكن عاملين ، مستضعفين لله … ولكن اشداء على مشاكلهم واعدائهم ، حالمين بحياة أخرى … ولكن مؤمنين ان لهم مكاناً تحت الشمس يتعين عليهم احتلاله في هذه الحياة .
واذكر أنني قلت بعض خواطري هذه لجلالة الملك سعود ، فقال لي الملك :
- ان هذه هي فعلاً ، الحكمة الحقيقية في الحج .
وفي الحق اني لا أستطيع ان اتصور للحج حكمة أخرى وحين أسرح بخيالي إلى ثمانين مليوناً من المسلمين في أندونيسيا وخمسين مليوناً في الصين . وبضعة ملايين في الملايو وسيام وبورما وما يقرب من مائة مليون في الباكستان . وأكثر من مائة مليون في منطقة الشرق الأوسط ، واربعين مليوناً داخل الاتحاد السوفياتي ، وملايين غيرهم في ارجاء الأرض المتباعدة – حين اسرح بخيالي إلى هذه المئات من الملايين الذين تجمعهم عقيدة واحدة ، اخرج بإحساس كبير بالامكانيات الهائلة التي يمكن ان يحققها تعاون بين هؤلاء المسلمين جميعاً ، تعاون لا يخرج عن حدود ولائهم لأوطانهم الأصلية بالطبع ، ولكنه يكفل لهم ولإخوانهم في العقيدة قوة غير محدودة .
***
ثم أعود إلى الدور التائه الذي يبحث عنه بطل يقوم به …
ذلك هو الدور ، وتلك هي ملامحه وهذا هو مسرحه …
ونحن وحدنا بحكم " المكان " نستطيع القيام به .
- يجب ان تتغير نظرتنا إلى الحج ، لا يجب أن يصبح الذهاب إلى الكعبة تذكرة إلى دخول الجنة بعد عمر مديد ، أو محاولة ساذجة لشراء الغفران بعد حياة حافلة.
يجب ان تكون للحج قوة سياسية ضخمة ، ويجب ان تهرع صحافة العالم إلى متابعة انبائه ، لا بوصفه مراسم وتقاليد تصنع صور طريفة لقراء الصحف ، وإنما بوصفه مؤتمراً سياسياً دورياً يجتمع فيه كل قادة الدول الاسلامية ورجال الرأي فيها ، وعلماؤها في كافة أنحاء المعرفة ، وكتابها ، وملوك الصناعة فيها ، وتجارها ، وشبابها ، ليضعوا في هذا البرلمان الاسلامي العالمي خطوطاً عريضة لسياسة بلادهم وتعاونها معاً ، حتى حين يحين موعد اجتماعهم من جديد بعد عام .
يجتمعون خاشعين .. ولكن أقوياء ، متجردين من المطامع … لكن عاملين ، مستضعفين لله … ولكن اشداء على مشاكلهم واعدائهم ، حالمين بحياة أخرى … ولكن مؤمنين ان لهم مكاناً تحت الشمس يتعين عليهم احتلاله في هذه الحياة .
واذكر أنني قلت بعض خواطري هذه لجلالة الملك سعود ، فقال لي الملك :
- ان هذه هي فعلاً ، الحكمة الحقيقية في الحج .
وفي الحق اني لا أستطيع ان اتصور للحج حكمة أخرى وحين أسرح بخيالي إلى ثمانين مليوناً من المسلمين في أندونيسيا وخمسين مليوناً في الصين . وبضعة ملايين في الملايو وسيام وبورما وما يقرب من مائة مليون في الباكستان . وأكثر من مائة مليون في منطقة الشرق الأوسط ، واربعين مليوناً داخل الاتحاد السوفياتي ، وملايين غيرهم في ارجاء الأرض المتباعدة – حين اسرح بخيالي إلى هذه المئات من الملايين الذين تجمعهم عقيدة واحدة ، اخرج بإحساس كبير بالامكانيات الهائلة التي يمكن ان يحققها تعاون بين هؤلاء المسلمين جميعاً ، تعاون لا يخرج عن حدود ولائهم لأوطانهم الأصلية بالطبع ، ولكنه يكفل لهم ولإخوانهم في العقيدة قوة غير محدودة .
***
ثم أعود إلى الدور التائه الذي يبحث عنه بطل يقوم به …
ذلك هو الدور ، وتلك هي ملامحه وهذا هو مسرحه …
ونحن وحدنا بحكم " المكان " نستطيع القيام به .