أبـو على
2012/10/05, 08:21 AM
http://image.moheet.com/images/15/big/156983.jpg
تلك هي وصيه العقيد / ابراهيم عبد التواب التي القاها علي جنوده لحظه ان وطئت قدماه ارض موقعه ( كبريت ) في التاسع من اكتوبر 1973.
ولد العقيد / ابراهيم عبد التواب بمحافظه اسيوط في العاشر من مايو 1937 وكان والده متدينا محبوبا من اهل قريته ، التحق إبراهيم بالمدرسه الثانويه بالمنيا .. وتعلم منذ الصغر كيف يعتمد علي نفسه ، وما ان انهي سنواتها الثلاث حتي اسرع بتقديم اوراقه للكليه الحربيه وكانت سعادته لا توصف عند قبوله بها فاجتهد حتي تخرج عام 1956.
كان الشهيد رحمه الله مثالاً في الاخلاق والشهامه والتسامح والتواضع الشديد ، فكان يقرا القران كثيرًا ويواظب علي مواعيد الصلاه ثم يتبعها بالتسابيح والدعاء لله سبحانه وتعالي، لذا فلم يكن المصحف والسبحه يفارقان جيبه ابدًا ، حتي اشتهر بين جنوده بلقب " الشيخ " .
تدرج البطل / ابراهيم عبد التواب عقب تخرجه في مناصب القياده المختلفه حتي تولي رئاسه اركان احدي مجموعات الصاعقه ، ثم اصبح قائدًا لاحدي كتائب لواء تابع للقوات الخاصه في حرب اكتوبر .
تولي العقيد / ابراهيم عبد التواب بنفسه تشكيل كتيبه واستكمالها من افراد ومعدات ، فحرص علي حصول ضباطه علي الفرق التعليميه التي تؤهلهم للمناصب التي يشغلها كلٌ منهم ، وكان يقوم بنفسه باعداد طوابير التدريب التكتيكي لوحدته حتي يطمئن الي ان كل فرد قادر علي تنفيذ المهام التي يُكلف بها في كفاءه تامه .
كانت مهمه كتيبه البطل خلال حرب اكتوبر المجيده ، هي اقتحام البحيرات المره الصغري تحت تغطيه من نيران المدفعيه والقصف الجوي للطائرات المصريه ، ثم التحرك شرقــًا علي طريق ( الطاسه ) ثم طريق ( الممرات ) لتهاجم وتستولي علي المدخل الغربي لممر مثلا .
وبالفعل في الموعد المحدد ومع صيحات الله أكبر التي انطلقت من حناجر رجال القوات المسلحة تبث الرعب في قلوب الاعداء ، انطلقت كتيبه البطل لتقتحم البحيرات المره الصغري بنجاح تام وفي فتره زمنيه صغيره للغايه ، بفضل التوجيه المميز للقائد الشهيد / ابراهيم عبد التواب ، حتي وصلت الكتيبه الي البر الشرقي للبحيرات وبدات تنفيذ الشق الثاني من المهمه وهو السيطره علي ممر ( متلا ) ، ورغم العقبات التي واجهت كتيبه البطل وشراسه العدو المصاب الذهول ، الا ان ايمان الرجال بنصر الله ورغبتهم في استعاده كرامه الوطن حولتهم الي اسود مرعبه فرت من امامها مدرعات العدو ودباباته .
استمرت مهمه البطل / ابراهيم عبد التواب ورجاله في تلك المنطقه وكبدوا العدو الاسرائيلي خسائر هائله في الارواح والمعدات ، حتي التاسع من اكتوبر 1973 .. حيث صدرت الاوامر بمهاجمه النقطه الحصينه شرق ( كبريت ) والاستيلاء عليها .
في سعت 630 يوم التاسع من اكتوبر 1973 تحركت كتيبه البطل / ابراهيم عبد التواب نحو نقطه ( كبريت ) الحصينه ، حيث اعتمدت خطه الشهيد علي استغلال نيران المدفعيه والدبابات لاقتحام النقطه الحصينه من اتجاهي الشرق و الجنوب بقوه سريه مشاه ، في نفس الوقت الذي تقوم باقي وحدات الكتيبه بعمليه عزل وحصار من جميع الجهات لمنع تدخل احتياطي العدو الاسرائيلي .
ورغم قصف طيران العدو ، واشتباك وحداته المدرعه في قتال ضار مع كتيبه البطل علي بعد حوالي 3 كم من النقطه الحصينه ، الا ان عزم القائد البطل ورجاله كان اقوي من اي عقبات ، وسرعان ما انهارت قوات العدو وانسحبت مذعوره خلف التباب القريبه ، وانطلق خلفها رجال الكتيبه الابطال ونجحوا في تدمير الدبابات عن اخرها ونجحت خطه اقتحام النقطه الحصينه وتم تطهيرها وتفتيش جميع الدشم والملاجئ ، وارتفع علم مصر خفاقا عاليا فوق هذا الموقع وتعالت صيحات الله اكبر .
وللاهميه البالغه لهذا الموقع، حيث كان مقرًا لاحدي قيادات العدو الاسرائيلي الفرعيه وملتقي الطرق العرضيه شرق القناه ، ويمكن من خلاله السيطره علي كافه التحركات شرق وغرب منطقه ( كبريت ) ، بالاضافه الي انه يعتبر نقطه الاتصال بين الجيشين الثاني والثالث المصريين
لهذا الاسباب فقد كان تخلي العدو الاسرائيلي عن هذا الموقع شيء صعب للغايه ان لم يكن مستحيلاً ، لذا فقد بدات قوات العدو في محاولات مستميته ومتكرره لاستعاده السيطره علي الموقع، حتي ان الهجمات الجويه كانت تستمر لساعات متواصله وبقنابل بلغ وزنها الالف رطل ، بالاضافه الي هجمات الدبابات والمشاه .
ورغم كل هذا لم تسفر محاولات العدو عن اي تقدم ، وظل الموقع صامدًا بفضل القياده الحكيمه من البطل / ابراهيم عبد التواب ، وبراعه جنود مصر الاوفياء .
ونتيجه للفشل الذي مُنيت به هجمات العدو المتواليه ، لم يكن امام قاده اسرائيل الا فرض الحصار حول الموقع علي امل عزل الكتيبه المصريه عن الجيش المصري ومنع الامداد عنها ، ولقد استمر هذا الحصار مده 134 يوما ، نُسجت خلالها ملحمه نادره غير مسبوقه من الصمود والتماسك بين افراد الكتيبه المصريه بقياده الشهيد البطل / ابراهيم عبد التواب .
منذ اليوم الاول للحصار جلس العقيد / ابراهيم عبد التواب وحوله رجاله _ ضباطــــًا وجنود _ يوضح موقف الكتيبه والاجراءات الواجب اتباعها ، وتعاهد الرجال انه لاتفريط في الموقع حتي اخر طلقه واخر نفس يتردد في الصدور .
لقد كان البطل / ابراهيم عبد التواب قدوه في تحمل اثار الحصار لكل الجنود ، فقد كان اقل رجاله استهلاكا للمياه والطعام بل انه في بعض الاحيان كان يتنازل عن التعيين الخاص به لمن يري عدم قدرته علي تحمل حاله التقشف التي اتبعتها الكتيبه منذ اليوم الاول للحصار وانقطاع الامداد من الجيش المصري .
ورغم حاله الاعياء التي بدات تظهر اثارها واضحه علي البطل الشهيد ، بسبب قله الطعام ، والمجهود الرهيب الذي يبذله ، فقد حرص العقيد / ابراهيم عبد التواب علي ان يُصلي برجاله كل الفرائض في مواعيدها ، كان يخطب ايام الجمع يبث الحماس والامل في نفوس رجاله ، ويبشرهم بنصر الله القريب او الفوز بالشهاده .
في الرابع عشر من اكتوبر 1973 وبينما كان البطل يواجه احدي غارات العدو ، سقطت دانه غادره الي جواره فاستشهد رحمه الله بين رجاله .
http://up.haridy.org/storage/ib--hala--ib.gif
تلك هي وصيه العقيد / ابراهيم عبد التواب التي القاها علي جنوده لحظه ان وطئت قدماه ارض موقعه ( كبريت ) في التاسع من اكتوبر 1973.
ولد العقيد / ابراهيم عبد التواب بمحافظه اسيوط في العاشر من مايو 1937 وكان والده متدينا محبوبا من اهل قريته ، التحق إبراهيم بالمدرسه الثانويه بالمنيا .. وتعلم منذ الصغر كيف يعتمد علي نفسه ، وما ان انهي سنواتها الثلاث حتي اسرع بتقديم اوراقه للكليه الحربيه وكانت سعادته لا توصف عند قبوله بها فاجتهد حتي تخرج عام 1956.
كان الشهيد رحمه الله مثالاً في الاخلاق والشهامه والتسامح والتواضع الشديد ، فكان يقرا القران كثيرًا ويواظب علي مواعيد الصلاه ثم يتبعها بالتسابيح والدعاء لله سبحانه وتعالي، لذا فلم يكن المصحف والسبحه يفارقان جيبه ابدًا ، حتي اشتهر بين جنوده بلقب " الشيخ " .
تدرج البطل / ابراهيم عبد التواب عقب تخرجه في مناصب القياده المختلفه حتي تولي رئاسه اركان احدي مجموعات الصاعقه ، ثم اصبح قائدًا لاحدي كتائب لواء تابع للقوات الخاصه في حرب اكتوبر .
تولي العقيد / ابراهيم عبد التواب بنفسه تشكيل كتيبه واستكمالها من افراد ومعدات ، فحرص علي حصول ضباطه علي الفرق التعليميه التي تؤهلهم للمناصب التي يشغلها كلٌ منهم ، وكان يقوم بنفسه باعداد طوابير التدريب التكتيكي لوحدته حتي يطمئن الي ان كل فرد قادر علي تنفيذ المهام التي يُكلف بها في كفاءه تامه .
كانت مهمه كتيبه البطل خلال حرب اكتوبر المجيده ، هي اقتحام البحيرات المره الصغري تحت تغطيه من نيران المدفعيه والقصف الجوي للطائرات المصريه ، ثم التحرك شرقــًا علي طريق ( الطاسه ) ثم طريق ( الممرات ) لتهاجم وتستولي علي المدخل الغربي لممر مثلا .
وبالفعل في الموعد المحدد ومع صيحات الله أكبر التي انطلقت من حناجر رجال القوات المسلحة تبث الرعب في قلوب الاعداء ، انطلقت كتيبه البطل لتقتحم البحيرات المره الصغري بنجاح تام وفي فتره زمنيه صغيره للغايه ، بفضل التوجيه المميز للقائد الشهيد / ابراهيم عبد التواب ، حتي وصلت الكتيبه الي البر الشرقي للبحيرات وبدات تنفيذ الشق الثاني من المهمه وهو السيطره علي ممر ( متلا ) ، ورغم العقبات التي واجهت كتيبه البطل وشراسه العدو المصاب الذهول ، الا ان ايمان الرجال بنصر الله ورغبتهم في استعاده كرامه الوطن حولتهم الي اسود مرعبه فرت من امامها مدرعات العدو ودباباته .
استمرت مهمه البطل / ابراهيم عبد التواب ورجاله في تلك المنطقه وكبدوا العدو الاسرائيلي خسائر هائله في الارواح والمعدات ، حتي التاسع من اكتوبر 1973 .. حيث صدرت الاوامر بمهاجمه النقطه الحصينه شرق ( كبريت ) والاستيلاء عليها .
في سعت 630 يوم التاسع من اكتوبر 1973 تحركت كتيبه البطل / ابراهيم عبد التواب نحو نقطه ( كبريت ) الحصينه ، حيث اعتمدت خطه الشهيد علي استغلال نيران المدفعيه والدبابات لاقتحام النقطه الحصينه من اتجاهي الشرق و الجنوب بقوه سريه مشاه ، في نفس الوقت الذي تقوم باقي وحدات الكتيبه بعمليه عزل وحصار من جميع الجهات لمنع تدخل احتياطي العدو الاسرائيلي .
ورغم قصف طيران العدو ، واشتباك وحداته المدرعه في قتال ضار مع كتيبه البطل علي بعد حوالي 3 كم من النقطه الحصينه ، الا ان عزم القائد البطل ورجاله كان اقوي من اي عقبات ، وسرعان ما انهارت قوات العدو وانسحبت مذعوره خلف التباب القريبه ، وانطلق خلفها رجال الكتيبه الابطال ونجحوا في تدمير الدبابات عن اخرها ونجحت خطه اقتحام النقطه الحصينه وتم تطهيرها وتفتيش جميع الدشم والملاجئ ، وارتفع علم مصر خفاقا عاليا فوق هذا الموقع وتعالت صيحات الله اكبر .
وللاهميه البالغه لهذا الموقع، حيث كان مقرًا لاحدي قيادات العدو الاسرائيلي الفرعيه وملتقي الطرق العرضيه شرق القناه ، ويمكن من خلاله السيطره علي كافه التحركات شرق وغرب منطقه ( كبريت ) ، بالاضافه الي انه يعتبر نقطه الاتصال بين الجيشين الثاني والثالث المصريين
لهذا الاسباب فقد كان تخلي العدو الاسرائيلي عن هذا الموقع شيء صعب للغايه ان لم يكن مستحيلاً ، لذا فقد بدات قوات العدو في محاولات مستميته ومتكرره لاستعاده السيطره علي الموقع، حتي ان الهجمات الجويه كانت تستمر لساعات متواصله وبقنابل بلغ وزنها الالف رطل ، بالاضافه الي هجمات الدبابات والمشاه .
ورغم كل هذا لم تسفر محاولات العدو عن اي تقدم ، وظل الموقع صامدًا بفضل القياده الحكيمه من البطل / ابراهيم عبد التواب ، وبراعه جنود مصر الاوفياء .
ونتيجه للفشل الذي مُنيت به هجمات العدو المتواليه ، لم يكن امام قاده اسرائيل الا فرض الحصار حول الموقع علي امل عزل الكتيبه المصريه عن الجيش المصري ومنع الامداد عنها ، ولقد استمر هذا الحصار مده 134 يوما ، نُسجت خلالها ملحمه نادره غير مسبوقه من الصمود والتماسك بين افراد الكتيبه المصريه بقياده الشهيد البطل / ابراهيم عبد التواب .
منذ اليوم الاول للحصار جلس العقيد / ابراهيم عبد التواب وحوله رجاله _ ضباطــــًا وجنود _ يوضح موقف الكتيبه والاجراءات الواجب اتباعها ، وتعاهد الرجال انه لاتفريط في الموقع حتي اخر طلقه واخر نفس يتردد في الصدور .
لقد كان البطل / ابراهيم عبد التواب قدوه في تحمل اثار الحصار لكل الجنود ، فقد كان اقل رجاله استهلاكا للمياه والطعام بل انه في بعض الاحيان كان يتنازل عن التعيين الخاص به لمن يري عدم قدرته علي تحمل حاله التقشف التي اتبعتها الكتيبه منذ اليوم الاول للحصار وانقطاع الامداد من الجيش المصري .
ورغم حاله الاعياء التي بدات تظهر اثارها واضحه علي البطل الشهيد ، بسبب قله الطعام ، والمجهود الرهيب الذي يبذله ، فقد حرص العقيد / ابراهيم عبد التواب علي ان يُصلي برجاله كل الفرائض في مواعيدها ، كان يخطب ايام الجمع يبث الحماس والامل في نفوس رجاله ، ويبشرهم بنصر الله القريب او الفوز بالشهاده .
في الرابع عشر من اكتوبر 1973 وبينما كان البطل يواجه احدي غارات العدو ، سقطت دانه غادره الي جواره فاستشهد رحمه الله بين رجاله .
http://up.haridy.org/storage/ib--hala--ib.gif