السيدعبدالعزيز
2010/10/18, 10:19 AM
http://www7.0zz0.com/2010/08/18/14/107901980.jpg (http://www.0zz0.com)
وجهة نظر : حسام البدري .... أرجوك أن ترحل لم نعد نحتمل ..
خسر الأهلي امس مباراة إياب نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي بهدفٍ دون رد ليخرج من البطولة بفعل هدف الترجي في استاد القاهرة في مباراة الذهاب التي انتهت بانتصار الأهلي 2-1 وبغض النظر عن الأداء التحكيمي السيء والسلبي للحكم الغاني إلا أن حساب البدري المدير الفني لبطل القرن يتحمل الكثير والكثير من خسارة الأهلي اليوم وتراجع مستواه بشكل عام خلال العامين الأخيرين.
أبدًا الحديث عن عناوين رئيسية تُمثل أخطاء حسام البدري المُتراكمة مع الأهلي منذ بدأ عمله بعد رحيل جوزيه صيف 2009، هي أخطاء أثبتت أن المدرب العام المميز أقل كثيرًا من أن يكون مديرًا فنيًا مسؤولًا في نادٍ هو الأكبر في مصر وأفريقيا، أثبتت أن البدري يفتقد للكثير من الجوانب الشخصية والفنية ليكون المسؤول عن فريق يعج بالنجوم وينافس على كل البطولات ولا يرضى عن الفوز بديلًا سواء كان المنافس كبير أو صغير وسواء كانت المباراة داخل أو خارج القاهرة.
المشكلة الأولى والأبرز لدى البدري هي التعامل الذهني والنفسي مع المباريات الكبيرة خاصة تلك التي تُلعب في ملاعب تمتاز بصخب جماهيرها، أعود بكم للموسم الثاني وأسترجع نتائج الأهلي في ملاعب الفرق الجماهيرية وسنجد أن الفريق لم يفز في أي مباراة حيث تعادل مع المصري والاتحاد والزمالك والاسماعيلي وخسر أمام المحلة وقاريًا خسر هذا الموسم في زيمبابوي وليبيا والجزائر وتونس وتعادل مع هارتلاند في نيجيريا ..... هناك مشكلة في الإعداد لتلك المباريات والتعامل مع الضغوط الكبيرة التي تميزها وهناك مشكلة في السيطرة على اللاعبين خلال تلك المواجهات الصعبة والتي تحتاج هدوء وتركيز كبير قد يتغلب في أهميته على الجانب الفني والبدني لأنك حين تواجه فريقًا وسط جماهيره الصاخبة فأنت تواجه لاعبين يُعطون 150% من مستواهم الحقيقي ولهذا تحتاج للكثير من العمل الذهني والنفسي لامتصاص ذلك الحماس واخماد تلك الطاقة والسيطرة الذهنية على المباراة وهذا ما فشل به البدري دائمًا وأبدًا بل كان على العكس عاملًا سلبيًا ومُساعدًا على زيادة الضغوطات والتوتر ولهذا نلاحظ توتر اللاعبين خلال كل تلك المباريات تقريبًا.
المشكلة الثانية للبدري هي وقوعه في حيرة كبيرة ما بين الاعتماد على أصحاب الخبرة والمستوى المتواضع أو التعويل على الشباب أصحاب المستوى المميز، حيرة أوقع نفسه بها دون أي حاجة لذلك لأن أي فريق يحتاج جزء من هؤلاء وجزء من الآخرين لكي يسير ويُقدم المستوى المطلوب لكن ما يفعله البدري غريب بالفعل باصراره على تفضيل بعض الأسماء رغم تراجع مستواها بشكل واضح واهماله لأسماء أخرى كلما تُشارك تُبدع وتُبهر، أتحدث هنا عن الاصرار على مشاركة أبو تريكة رغم تراجع مستواه ومقابل إهمال لاعب شاب يمتلئ بالحيوية مثل أحمد شكري !! أسأل عن مواصلة الدفع ببركات رغم تذبذب مستواه الواضح والاصرار على ابقاء عبد الحميد شبانة على مقاعد البدلاء رغم تألقه اللافت في اللحظات القليلة التي شارك بها !! أسأل عن منح الوقت والفرص للثنائي غالي وشوقي على حساب الأهلي ووسط ملعبه وحيويته الخاصة بمشاركة شهاب الذي أبهر الجميع في الموسم الماضي !! .... البدري أوقع نفسه في ذلك الفخ لأنه أولا وافق على التعاقد مع لاعبين لا يحتاجهم الفريق والحديث تحديدًا عن محمد شوقي لأن عودة غالي مهمة وممتازة بما يمتلكه من قدرات فنية في الوسط لا يمتلكها عاشور أو شهاب، وثانيًا لأنه منح اللاعبين الكبار أهمية أكبر من اللازم وأظن أنه يختبئ خلف هؤلاء الكبار وخبراتهم الكبيرة فهو يتمنى أن يُساهموا في الفوز وقيادة الفريق داخل الوسط أو أن يشاركوه مسؤولية الاخفاق كما يحدث الآن وتُوجه أصابع الاتهام لأولئك الكبار.
المشكلة الثالثة الفنية والمهمة للغاية هي انتهاء دور الهجمات المرتدة للأهلي في عصر البدري !! قديمًا كنا مع مانويل جوزيه نجلس ونسترخي حين يتقدم الأهلي بالهدف الأول وننتظر الثاني والثالث لأن الأهلي كان يلعب هجمات مرتدة غاية في القوة والخطورة لامتيازها بالجماعية والسرعة والتحركات الممتازة دون كرة لكننا الآن نفتقد لتلك الهجمات بنسبة 100% حتى أني لا أذكر هدف واحد للأهلي خلال آخر موسمين من هجمة مرتدة سريعة ومنفذة بشكل جماعي سليم !!، الهجمات المرتدة قادت الفريق لتحقيق نتائج كبيرة على الزمالك والإسماعيلي والفوز الخارجي في أفريقيا لكنه الآن إما يكتفي بفارق الهدف أو يدفع الثمن بالتعادل أو الخسارة وقد تكرر الأمر كثيرًا ..... الأهلي لا ينفذ الهجمة المرتدة الآن إلا بطريقة واحدة هي التمريرة الطويلة وغالبًا ما تكون من شريف إكرامي !!! قديمًا كانت التمريرات الطويلة أسلوب في الهجمات المرتدة يُنفذ لوجود فلافيو المميز في الكرات الرأسية ووجود متعب وبركات وتريكة أصحاب الحيوية والحركية الكبيرة بجانبه ولكن الآن لم تنفذ تلك الكرات ونحن لا نمتلك فلافيو وقد تراجع مستوى الثنائي تريكة وبركات البدني وقلت حيويتهما وهو أمر طبيعي للغاية، بجانب أن ذلك الشكل كان أحد الأساليب وكان هناك غيره أما الآن فهو بات الوحيد !!.
المشكلة الرابعة هي المرونة المبالغ بها في الأداء التكتيكي للفريق، لا نعلم حتى الآن كيف يلعب الأهلي في الوسط والهجوم وما هو مؤكد هو تواجد 4 لاعبين في الخط الخلفي، أحيانًا تظهر خطة 4-4-2 وأحيانًا 4-3-3 وأحيانًا 4-2-3-1 وأحيانًا 4-3-2-1 والكثير من الخطط التي تم تجربتها على الفريق خلال موسم وثلث تقريبًا والنتيجة هي توهان اللاعبين في منطقة الوسط والهجوم وعدم وجود انسجام تكتيكي في أداء الجميع، هذا الانسجام يحتاج ثبات في الأداء التكتيكي والتشكيل حتى يحفظ كل لاعب دوره ومهامه ويحفظ كذلك أداء زميله ويساعد في تخطي سلبياته وانعاش إيجابياته .... مثلًا حين يلعب عاشور بجانب شهاب يختلف الأمر حين يلعب بجانب حسام غالي لأن الأول لديه قوة وحيوية دفاعية ولكنه يفتقد للجانب المهاري بعكس غالي المميز مهاريًا وهجوميًا وأقل في الجانب البدني .... لا يمكن أن نرى اليوم مهاجمين وخلفهم لاعبين ثم نرى في المباراة التالية مهاجم وحيد وخلفه 3 لاعبي وسط مهاجم !! هذا الأمر مقبول خلال المباراة وطبقًا لأحداثها لكن غير مقبول في كل مباراة لأنه يُفقد الفريق التحرك الإيجابي دون كرة والاختراق الابتكاري للدفاع المنافس وأسألكم هنا فقط .... هل شاهدتم هجمة للأهلي تُنفذ بالطريقة التي كانت تُنفذ بها الهجمات بين تريكة وفلافيو وبركات وتريكة !!.
سأتحدث الآن عن مباراة اليوم تحديدًا وأخطاء البدري خلالها لكن عبر نقاط سريعة ....
1- خطأ ذهني في اعداد الفريق نفسيًا للمباراة والضغوطات الجماهيرية بل مساهمة في زيادة الضغوطات عبر تجهيز اللاعبين للغضب والاستفزاز من أي قرار خاطئ للحكم، ذلك عبر التصريحات المتكررة عن الحكم وكأنه المشكلة الكبيرة ... هو بالفعل كان مشكلة كبيرة لكن فريق كبير كالأهلي كان يجب أن يتعامل مع تلك السلبية ويمتصها ويبدأ اللعب كما يريد وكان يجب أن يتعامل بهدوء مع الموقف وهو قادر على فرض هدوءه على الحكم لا أن يفرض الحكم عصبيته عليه وهو ما رأيناه في حادثة طرد بركات، فاللاعب أتى من آخر الدنيا ليشارك في المعركة الدائرة مما يعطينا انطباع على توتره الكبير وتأثره بكلام مدربه.
2- الاعداد الذهني والنفسي السلبي للاعبين جميعًا، فالمدرب لم يُعد الفريق لسيناريوهات متعددة للقاء وكأن المباراة لن تسير سوى في صالحه !!، سُجل الهدف باليد ولكن لنفترض أنه سُجل بالرأس فما الحل هنا؟ هل سيتوقف الفريق وينهار لمجرد أحرز به هدف !! أين رد الفعل المطلوب؟ أين التحول لأسلوب جديد وتطبيق سيناريو جديد في الملعب؟ أين الهدوء والثقة والبدء من جديد؟ الفريق انهار معنويًا بعد الهدف وهو أمر لا يجب أن يحدث لفريق كبير كالأهلي خاصة أنه يمتلئ باللاعبين أصحاب الخبرات ولكن توتر المدرب وغياب شخصيته الهادئة ساهمت في ذلك الانهيار.
3- غياب شهاب عن وسط الملعب !! صراحة هي النقطة الأكثر سلبية في أداء البدري اليوم لأن مباراة الذهاب بجانب أن التاريخ يؤكد أن الجانب البدني هو الأبرز عند الفرق التونسية وخاصة الترجي، فهم يعتمدون على اللياقة والسرعة والقوة والضغط في الأداء أكثر من الجوانب المهارية والفنية وبالتالي لتجاريهم أنت بحاجة للاعبين بنفس النوعية أو لأن تفرض أسلوبك عليهم وهذا صعب للغاية في تلك الظروف وتحت تلك الضغوط ... وجود غالي في الوسط مقبول لكن أن يكون بجانب عاشور وشهاب وليس على حساب أحدهما لأن غالي سيضيف للوسط الجانب المهاري ونقل الهجمة للأمام والتقدم بالكرة ولكن أيضًا وجود شهاب يساعد على نقل الكرة بسرعة والعودة بسرعة بجانب سلاح التسديد من بعيد بجانب الميزة الأولى وهي مجاراة لاعبي وسط الترجي في الجانب البدني.
4-أقف مع البدري في اللعب بالثلاثي بركات وتريكة وجدو في الهجوم لأنه بُني على رؤية فنية مقبولة بالاعتماد على الهجمات المرتدة بالاعتماد على تحركات الثلاثي من الوسط والانطلاق للهجوم بالمهارة الفردية، ولكني أختلف معه تمامًا في الحفاظ على ذلك الشكل بعد الهدف التونسي لأنه هنا اختلفت الحسابات وأصبح الأهلي بحاجة لهدف واحد يُربك المنافس الذي حتى لو سجل الهدف الثاني فنحن أيضًا بحاجة لهدف واحد ... هنا كان يجب الدفع بمهاجم أساسي فورًا حتى لو كان محمد غدار الذي أتى ولم يلعب إلا دقائق قليلة في المباريات الودية لأن هذا المهاجم كان سيمنح الفريق العمق الهجومي المطلوب وسيزعج دفاع الترجي خاصة أنه نقطة الضعف البارزة في الفريق.
5- بقاء سيد معوض فترة طويلة في الملعب رغم ظهور تفوق الظهير الغاني عليه بشكل كامل، معوض فشل في الأداء الهجومي ولم يكن الصخرة الدفاعية المطلوبة فلم طال بقاءه في الملعب؟ الأفضل كان خروجه بعد النصف ساعة الأولى واللعب بأحمد السيد بدلا منه وإعادة فتحي للظهير الأيمن وشريف لقلب الدفاع والزج بفضل أو غدار أو حتى شهاب لامتلاك نصف الملعب بالشكل المطلوب.
6- غياب الهجمات المرتدة المنسقة والاعتماد في الهجوم على التمريرات الطويلة فقط وهو أسلوب نجح الى حد كبير لكن كان يجب التنويع بجانبه، ربما يعود الأمر هنا لتراجع مستوى تريكة وطرد بركات لكن الخطأ من البداية في إشراك الأول والمساهمة في توتر الثاني وعمومًا كان يُمكن اشراك أحمد شكري من بداية الشوط الثاني ليُنفذ الهجمات المرتدة مع جدو بالشكل المطلوب.
7- الحفاظ على الخسارة بفارق هدف !! لا أعلم صراحة هل تختلف الخسارة 1-0 عن 2-0 بالنسبة للأهلي والبدري !! لماذا لم يتم المغامرة بكل شيء في الدقائق الـ10 الأخيرة؟ ألم يكن مُمكنًا الدفع بأحمد شكري أو غدار والضغط الهجومي المكثف في الدقائق الأخيرة واللعب بضغط هجومي كبير هدفه تسجيل هدف فقط لأن الترجي حتى وإن سجل الثاني فإن احرازها لهدف يُعيد الأمور لنقطة الـ0 من جديد.
أخيرًا أؤكد أن الحكم ساهم في الخسارة ويتحمل جزء كبير منها خاصة عبر قيادته المباراة في الجانب الذي يتمناه ويُفضله الترجي وهو الجانب البدني لأنه منح لاعبيهم ضمان بعدم احتساب أي خطأ ضدهم بل العكس، ولكن يبقى الأهلي عملاق أفريقيا الأول قادرًا على اللعب في أصعب الظروف ومنها الحكم السيء وقد فعلها كثيرًا.
وجهة نظر : حسام البدري .... أرجوك أن ترحل لم نعد نحتمل ..
خسر الأهلي امس مباراة إياب نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي بهدفٍ دون رد ليخرج من البطولة بفعل هدف الترجي في استاد القاهرة في مباراة الذهاب التي انتهت بانتصار الأهلي 2-1 وبغض النظر عن الأداء التحكيمي السيء والسلبي للحكم الغاني إلا أن حساب البدري المدير الفني لبطل القرن يتحمل الكثير والكثير من خسارة الأهلي اليوم وتراجع مستواه بشكل عام خلال العامين الأخيرين.
أبدًا الحديث عن عناوين رئيسية تُمثل أخطاء حسام البدري المُتراكمة مع الأهلي منذ بدأ عمله بعد رحيل جوزيه صيف 2009، هي أخطاء أثبتت أن المدرب العام المميز أقل كثيرًا من أن يكون مديرًا فنيًا مسؤولًا في نادٍ هو الأكبر في مصر وأفريقيا، أثبتت أن البدري يفتقد للكثير من الجوانب الشخصية والفنية ليكون المسؤول عن فريق يعج بالنجوم وينافس على كل البطولات ولا يرضى عن الفوز بديلًا سواء كان المنافس كبير أو صغير وسواء كانت المباراة داخل أو خارج القاهرة.
المشكلة الأولى والأبرز لدى البدري هي التعامل الذهني والنفسي مع المباريات الكبيرة خاصة تلك التي تُلعب في ملاعب تمتاز بصخب جماهيرها، أعود بكم للموسم الثاني وأسترجع نتائج الأهلي في ملاعب الفرق الجماهيرية وسنجد أن الفريق لم يفز في أي مباراة حيث تعادل مع المصري والاتحاد والزمالك والاسماعيلي وخسر أمام المحلة وقاريًا خسر هذا الموسم في زيمبابوي وليبيا والجزائر وتونس وتعادل مع هارتلاند في نيجيريا ..... هناك مشكلة في الإعداد لتلك المباريات والتعامل مع الضغوط الكبيرة التي تميزها وهناك مشكلة في السيطرة على اللاعبين خلال تلك المواجهات الصعبة والتي تحتاج هدوء وتركيز كبير قد يتغلب في أهميته على الجانب الفني والبدني لأنك حين تواجه فريقًا وسط جماهيره الصاخبة فأنت تواجه لاعبين يُعطون 150% من مستواهم الحقيقي ولهذا تحتاج للكثير من العمل الذهني والنفسي لامتصاص ذلك الحماس واخماد تلك الطاقة والسيطرة الذهنية على المباراة وهذا ما فشل به البدري دائمًا وأبدًا بل كان على العكس عاملًا سلبيًا ومُساعدًا على زيادة الضغوطات والتوتر ولهذا نلاحظ توتر اللاعبين خلال كل تلك المباريات تقريبًا.
المشكلة الثانية للبدري هي وقوعه في حيرة كبيرة ما بين الاعتماد على أصحاب الخبرة والمستوى المتواضع أو التعويل على الشباب أصحاب المستوى المميز، حيرة أوقع نفسه بها دون أي حاجة لذلك لأن أي فريق يحتاج جزء من هؤلاء وجزء من الآخرين لكي يسير ويُقدم المستوى المطلوب لكن ما يفعله البدري غريب بالفعل باصراره على تفضيل بعض الأسماء رغم تراجع مستواها بشكل واضح واهماله لأسماء أخرى كلما تُشارك تُبدع وتُبهر، أتحدث هنا عن الاصرار على مشاركة أبو تريكة رغم تراجع مستواه ومقابل إهمال لاعب شاب يمتلئ بالحيوية مثل أحمد شكري !! أسأل عن مواصلة الدفع ببركات رغم تذبذب مستواه الواضح والاصرار على ابقاء عبد الحميد شبانة على مقاعد البدلاء رغم تألقه اللافت في اللحظات القليلة التي شارك بها !! أسأل عن منح الوقت والفرص للثنائي غالي وشوقي على حساب الأهلي ووسط ملعبه وحيويته الخاصة بمشاركة شهاب الذي أبهر الجميع في الموسم الماضي !! .... البدري أوقع نفسه في ذلك الفخ لأنه أولا وافق على التعاقد مع لاعبين لا يحتاجهم الفريق والحديث تحديدًا عن محمد شوقي لأن عودة غالي مهمة وممتازة بما يمتلكه من قدرات فنية في الوسط لا يمتلكها عاشور أو شهاب، وثانيًا لأنه منح اللاعبين الكبار أهمية أكبر من اللازم وأظن أنه يختبئ خلف هؤلاء الكبار وخبراتهم الكبيرة فهو يتمنى أن يُساهموا في الفوز وقيادة الفريق داخل الوسط أو أن يشاركوه مسؤولية الاخفاق كما يحدث الآن وتُوجه أصابع الاتهام لأولئك الكبار.
المشكلة الثالثة الفنية والمهمة للغاية هي انتهاء دور الهجمات المرتدة للأهلي في عصر البدري !! قديمًا كنا مع مانويل جوزيه نجلس ونسترخي حين يتقدم الأهلي بالهدف الأول وننتظر الثاني والثالث لأن الأهلي كان يلعب هجمات مرتدة غاية في القوة والخطورة لامتيازها بالجماعية والسرعة والتحركات الممتازة دون كرة لكننا الآن نفتقد لتلك الهجمات بنسبة 100% حتى أني لا أذكر هدف واحد للأهلي خلال آخر موسمين من هجمة مرتدة سريعة ومنفذة بشكل جماعي سليم !!، الهجمات المرتدة قادت الفريق لتحقيق نتائج كبيرة على الزمالك والإسماعيلي والفوز الخارجي في أفريقيا لكنه الآن إما يكتفي بفارق الهدف أو يدفع الثمن بالتعادل أو الخسارة وقد تكرر الأمر كثيرًا ..... الأهلي لا ينفذ الهجمة المرتدة الآن إلا بطريقة واحدة هي التمريرة الطويلة وغالبًا ما تكون من شريف إكرامي !!! قديمًا كانت التمريرات الطويلة أسلوب في الهجمات المرتدة يُنفذ لوجود فلافيو المميز في الكرات الرأسية ووجود متعب وبركات وتريكة أصحاب الحيوية والحركية الكبيرة بجانبه ولكن الآن لم تنفذ تلك الكرات ونحن لا نمتلك فلافيو وقد تراجع مستوى الثنائي تريكة وبركات البدني وقلت حيويتهما وهو أمر طبيعي للغاية، بجانب أن ذلك الشكل كان أحد الأساليب وكان هناك غيره أما الآن فهو بات الوحيد !!.
المشكلة الرابعة هي المرونة المبالغ بها في الأداء التكتيكي للفريق، لا نعلم حتى الآن كيف يلعب الأهلي في الوسط والهجوم وما هو مؤكد هو تواجد 4 لاعبين في الخط الخلفي، أحيانًا تظهر خطة 4-4-2 وأحيانًا 4-3-3 وأحيانًا 4-2-3-1 وأحيانًا 4-3-2-1 والكثير من الخطط التي تم تجربتها على الفريق خلال موسم وثلث تقريبًا والنتيجة هي توهان اللاعبين في منطقة الوسط والهجوم وعدم وجود انسجام تكتيكي في أداء الجميع، هذا الانسجام يحتاج ثبات في الأداء التكتيكي والتشكيل حتى يحفظ كل لاعب دوره ومهامه ويحفظ كذلك أداء زميله ويساعد في تخطي سلبياته وانعاش إيجابياته .... مثلًا حين يلعب عاشور بجانب شهاب يختلف الأمر حين يلعب بجانب حسام غالي لأن الأول لديه قوة وحيوية دفاعية ولكنه يفتقد للجانب المهاري بعكس غالي المميز مهاريًا وهجوميًا وأقل في الجانب البدني .... لا يمكن أن نرى اليوم مهاجمين وخلفهم لاعبين ثم نرى في المباراة التالية مهاجم وحيد وخلفه 3 لاعبي وسط مهاجم !! هذا الأمر مقبول خلال المباراة وطبقًا لأحداثها لكن غير مقبول في كل مباراة لأنه يُفقد الفريق التحرك الإيجابي دون كرة والاختراق الابتكاري للدفاع المنافس وأسألكم هنا فقط .... هل شاهدتم هجمة للأهلي تُنفذ بالطريقة التي كانت تُنفذ بها الهجمات بين تريكة وفلافيو وبركات وتريكة !!.
سأتحدث الآن عن مباراة اليوم تحديدًا وأخطاء البدري خلالها لكن عبر نقاط سريعة ....
1- خطأ ذهني في اعداد الفريق نفسيًا للمباراة والضغوطات الجماهيرية بل مساهمة في زيادة الضغوطات عبر تجهيز اللاعبين للغضب والاستفزاز من أي قرار خاطئ للحكم، ذلك عبر التصريحات المتكررة عن الحكم وكأنه المشكلة الكبيرة ... هو بالفعل كان مشكلة كبيرة لكن فريق كبير كالأهلي كان يجب أن يتعامل مع تلك السلبية ويمتصها ويبدأ اللعب كما يريد وكان يجب أن يتعامل بهدوء مع الموقف وهو قادر على فرض هدوءه على الحكم لا أن يفرض الحكم عصبيته عليه وهو ما رأيناه في حادثة طرد بركات، فاللاعب أتى من آخر الدنيا ليشارك في المعركة الدائرة مما يعطينا انطباع على توتره الكبير وتأثره بكلام مدربه.
2- الاعداد الذهني والنفسي السلبي للاعبين جميعًا، فالمدرب لم يُعد الفريق لسيناريوهات متعددة للقاء وكأن المباراة لن تسير سوى في صالحه !!، سُجل الهدف باليد ولكن لنفترض أنه سُجل بالرأس فما الحل هنا؟ هل سيتوقف الفريق وينهار لمجرد أحرز به هدف !! أين رد الفعل المطلوب؟ أين التحول لأسلوب جديد وتطبيق سيناريو جديد في الملعب؟ أين الهدوء والثقة والبدء من جديد؟ الفريق انهار معنويًا بعد الهدف وهو أمر لا يجب أن يحدث لفريق كبير كالأهلي خاصة أنه يمتلئ باللاعبين أصحاب الخبرات ولكن توتر المدرب وغياب شخصيته الهادئة ساهمت في ذلك الانهيار.
3- غياب شهاب عن وسط الملعب !! صراحة هي النقطة الأكثر سلبية في أداء البدري اليوم لأن مباراة الذهاب بجانب أن التاريخ يؤكد أن الجانب البدني هو الأبرز عند الفرق التونسية وخاصة الترجي، فهم يعتمدون على اللياقة والسرعة والقوة والضغط في الأداء أكثر من الجوانب المهارية والفنية وبالتالي لتجاريهم أنت بحاجة للاعبين بنفس النوعية أو لأن تفرض أسلوبك عليهم وهذا صعب للغاية في تلك الظروف وتحت تلك الضغوط ... وجود غالي في الوسط مقبول لكن أن يكون بجانب عاشور وشهاب وليس على حساب أحدهما لأن غالي سيضيف للوسط الجانب المهاري ونقل الهجمة للأمام والتقدم بالكرة ولكن أيضًا وجود شهاب يساعد على نقل الكرة بسرعة والعودة بسرعة بجانب سلاح التسديد من بعيد بجانب الميزة الأولى وهي مجاراة لاعبي وسط الترجي في الجانب البدني.
4-أقف مع البدري في اللعب بالثلاثي بركات وتريكة وجدو في الهجوم لأنه بُني على رؤية فنية مقبولة بالاعتماد على الهجمات المرتدة بالاعتماد على تحركات الثلاثي من الوسط والانطلاق للهجوم بالمهارة الفردية، ولكني أختلف معه تمامًا في الحفاظ على ذلك الشكل بعد الهدف التونسي لأنه هنا اختلفت الحسابات وأصبح الأهلي بحاجة لهدف واحد يُربك المنافس الذي حتى لو سجل الهدف الثاني فنحن أيضًا بحاجة لهدف واحد ... هنا كان يجب الدفع بمهاجم أساسي فورًا حتى لو كان محمد غدار الذي أتى ولم يلعب إلا دقائق قليلة في المباريات الودية لأن هذا المهاجم كان سيمنح الفريق العمق الهجومي المطلوب وسيزعج دفاع الترجي خاصة أنه نقطة الضعف البارزة في الفريق.
5- بقاء سيد معوض فترة طويلة في الملعب رغم ظهور تفوق الظهير الغاني عليه بشكل كامل، معوض فشل في الأداء الهجومي ولم يكن الصخرة الدفاعية المطلوبة فلم طال بقاءه في الملعب؟ الأفضل كان خروجه بعد النصف ساعة الأولى واللعب بأحمد السيد بدلا منه وإعادة فتحي للظهير الأيمن وشريف لقلب الدفاع والزج بفضل أو غدار أو حتى شهاب لامتلاك نصف الملعب بالشكل المطلوب.
6- غياب الهجمات المرتدة المنسقة والاعتماد في الهجوم على التمريرات الطويلة فقط وهو أسلوب نجح الى حد كبير لكن كان يجب التنويع بجانبه، ربما يعود الأمر هنا لتراجع مستوى تريكة وطرد بركات لكن الخطأ من البداية في إشراك الأول والمساهمة في توتر الثاني وعمومًا كان يُمكن اشراك أحمد شكري من بداية الشوط الثاني ليُنفذ الهجمات المرتدة مع جدو بالشكل المطلوب.
7- الحفاظ على الخسارة بفارق هدف !! لا أعلم صراحة هل تختلف الخسارة 1-0 عن 2-0 بالنسبة للأهلي والبدري !! لماذا لم يتم المغامرة بكل شيء في الدقائق الـ10 الأخيرة؟ ألم يكن مُمكنًا الدفع بأحمد شكري أو غدار والضغط الهجومي المكثف في الدقائق الأخيرة واللعب بضغط هجومي كبير هدفه تسجيل هدف فقط لأن الترجي حتى وإن سجل الثاني فإن احرازها لهدف يُعيد الأمور لنقطة الـ0 من جديد.
أخيرًا أؤكد أن الحكم ساهم في الخسارة ويتحمل جزء كبير منها خاصة عبر قيادته المباراة في الجانب الذي يتمناه ويُفضله الترجي وهو الجانب البدني لأنه منح لاعبيهم ضمان بعدم احتساب أي خطأ ضدهم بل العكس، ولكن يبقى الأهلي عملاق أفريقيا الأول قادرًا على اللعب في أصعب الظروف ومنها الحكم السيء وقد فعلها كثيرًا.