جلال العسيلى
2012/11/26, 08:38 PM
http://www14.0zz0.com/2012/03/25/12/925100616.gif
الجوع إحساس نفتقده
الجوع بمعناه الحقيقي دون صيام أو رجيم ، الجوع بمعني أنه لا طعام وأن المعدة تطلبه ولا مجيب ، الجوع بمعني انتهاء المخزون وبداية الإعياء ، يا له من إحساس مميز فيه استعلاء علي الجسد ورهافة للروح وفيه أيضا محفزات للسعي والعمل وتقوية للنفس البشرية وتعويدها مواجهة الصعاب .
كثير منا لم يعرف الجوع بمعانيه العميقة والجدية أبدا وكذلك أولادنا ، كيف يعرفونه ودائما الثلاجة ممتلئة والسفرة عامرة وماما تحايل كل فرد لتحقيق مهمتها المقدسة ويدور هذا الحوار : ألن تأكل يا بني ؟
يرد بعد فترة تفكير : عندك إيه ؟
تقول : فراخ وكوسة وأرز
يرد : الفراخ مشوية وبالخلطة ؟
ترد بخوف : لا محمرة ، ثم بتملق : بس لذيذة .
يقول : لا بلاش وكمان أنا لا آكل الكوسة .
تذهب للولد الثاني فيبادرها : كبري يا ماما كبري ، أنا أكلت مع أصحابي .
أما البنت فتقول : سوف أطلب بيتزا وشيبسي وبيبسي .
ـ ـ ـ ـ
تلك طريقتنا في التربية وفهمنا الخاص جدا للإسلام ومقاصده ، أصبحنا نكثر من الصيام ولكن دون تحقيق مقاصده ، إن يوم صيام النافلة يتحول لحفلة تخمة بعد المغرب وهكذا لا يعرف أولادنا معني الجوع ، صيام ثم تخمة معناه تأجيل موعد الطعام فقط .
يقول أجدادنا ( حشو البطن بيموت ) وتؤكد الإحصائيات العالمية الأخيرة أن عدد سكان العالم الذين يموتون من كثرة الأكل أكثر ممن يموتون من الجوع ، كثيرا ما أدخل بيتا لأفاجأ بمستوي السمنة العالي فيه وخاصة ذلك الطفل الذي اختفت ملامحه وبرز خديه وانتفخ بطنه ، وتلك الطفلة الأنثي التي بلغت في سن الثامنة بسبب ارتفاع مستويات الغذاء وهكذا توقف طولها وصارت مشتتة بين طفولتها الضائعة و أنوثتها المبكرة .
من الشائع حاليا اعتقاد الأم أن مهمتها الأولي توفير الطعام الشهي للأبناء حتي لا يشعروا يوما بالحرمان ، مع أن الملوك والخلفاء كانوا يرسلون أبناءهم للبادية ليخشوشنوا ويجربوا ذلك الشعور العميق بالجوع ، وتقول أحدث الدراسات أن الجسد يحتاج الجوع علي الأقل مرتين أسبوعيا ليتخلص من الشوارد المتراكمة فيه ويستعيد عافيته و أن قلة الطعام تعطي صحة أفضل وجسدا أقوي .
وفي أسبانيا التي كانت مسلمة يحتفظون بطقس أندلسي إذ يخصصون يوما في الأسبوع اسمه ( بقيه ) تتناول الأسرة فيه بقايا الطعام في الثلاجة فقط ثم يفصلونها استعدادا لأسبوع جديد ، لماذا كل احتفالاتنا وتحيتنا وضيافتنا واهتمامنا طعام وشراب ؟
إن توفير الراحة والطعام والملابس والتليفون والأجهزة الفاخرة للأبناء يضعف دوافعهم الفطرية للكفاح والعمل ويؤدي بهم للاسترخاء والتكاسل ، لماذا لا يجربون الجوع و أنه لا طعام في البيت إلا كسرة من الخبز و الجبن مثلا ؟
يقول الهدي النبوي ( ما ملأ ابن آدم وعاءا قط شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) هذا الحديث فيه أصول الحمية الغذائية التي لو التزمنا بها لتجنبنا السمنة وسلسلة الأمراض المرتبطة بها حتى إن طبيبا أمريكيا متخصصا في علم التغذية أسلم بسبب هذا الإعجاز في الحديث.
وقد أصدرت اليابان حديثا قانون يحدد وزن ومحيط خصر العاملين ويتجدد قياسه كل سنة لتلفت نظر من يتجاوز المعدل المناسب بسرعة حتى لا يفقد عمله لأن من يتركون أنفسهم لشهوة الطعام والسمنة يصابون بأمراض عديدة تكلف مؤسساتهم الكثير في علاجها .
ليس الجوع فقط هو ما لا يعرفه أولادنا ولكنهم لا يعرفون أيضا لذة العمل والكفاح ومتعة الإنجاز وقيمة الطموح والنجاح وذلك بسبب بيوتنا التي تحولت لغرفة عناية مركزة للأبناء تحيطهم بالمدرسين والألعاب والأجهزة ومن المعروف أن نزيل العناية المركزة لا يصلح للعمل الجاد والكفاح ومصارعة أهوال الحياة .
الجوع إحساس نفتقده
الجوع بمعناه الحقيقي دون صيام أو رجيم ، الجوع بمعني أنه لا طعام وأن المعدة تطلبه ولا مجيب ، الجوع بمعني انتهاء المخزون وبداية الإعياء ، يا له من إحساس مميز فيه استعلاء علي الجسد ورهافة للروح وفيه أيضا محفزات للسعي والعمل وتقوية للنفس البشرية وتعويدها مواجهة الصعاب .
كثير منا لم يعرف الجوع بمعانيه العميقة والجدية أبدا وكذلك أولادنا ، كيف يعرفونه ودائما الثلاجة ممتلئة والسفرة عامرة وماما تحايل كل فرد لتحقيق مهمتها المقدسة ويدور هذا الحوار : ألن تأكل يا بني ؟
يرد بعد فترة تفكير : عندك إيه ؟
تقول : فراخ وكوسة وأرز
يرد : الفراخ مشوية وبالخلطة ؟
ترد بخوف : لا محمرة ، ثم بتملق : بس لذيذة .
يقول : لا بلاش وكمان أنا لا آكل الكوسة .
تذهب للولد الثاني فيبادرها : كبري يا ماما كبري ، أنا أكلت مع أصحابي .
أما البنت فتقول : سوف أطلب بيتزا وشيبسي وبيبسي .
ـ ـ ـ ـ
تلك طريقتنا في التربية وفهمنا الخاص جدا للإسلام ومقاصده ، أصبحنا نكثر من الصيام ولكن دون تحقيق مقاصده ، إن يوم صيام النافلة يتحول لحفلة تخمة بعد المغرب وهكذا لا يعرف أولادنا معني الجوع ، صيام ثم تخمة معناه تأجيل موعد الطعام فقط .
يقول أجدادنا ( حشو البطن بيموت ) وتؤكد الإحصائيات العالمية الأخيرة أن عدد سكان العالم الذين يموتون من كثرة الأكل أكثر ممن يموتون من الجوع ، كثيرا ما أدخل بيتا لأفاجأ بمستوي السمنة العالي فيه وخاصة ذلك الطفل الذي اختفت ملامحه وبرز خديه وانتفخ بطنه ، وتلك الطفلة الأنثي التي بلغت في سن الثامنة بسبب ارتفاع مستويات الغذاء وهكذا توقف طولها وصارت مشتتة بين طفولتها الضائعة و أنوثتها المبكرة .
من الشائع حاليا اعتقاد الأم أن مهمتها الأولي توفير الطعام الشهي للأبناء حتي لا يشعروا يوما بالحرمان ، مع أن الملوك والخلفاء كانوا يرسلون أبناءهم للبادية ليخشوشنوا ويجربوا ذلك الشعور العميق بالجوع ، وتقول أحدث الدراسات أن الجسد يحتاج الجوع علي الأقل مرتين أسبوعيا ليتخلص من الشوارد المتراكمة فيه ويستعيد عافيته و أن قلة الطعام تعطي صحة أفضل وجسدا أقوي .
وفي أسبانيا التي كانت مسلمة يحتفظون بطقس أندلسي إذ يخصصون يوما في الأسبوع اسمه ( بقيه ) تتناول الأسرة فيه بقايا الطعام في الثلاجة فقط ثم يفصلونها استعدادا لأسبوع جديد ، لماذا كل احتفالاتنا وتحيتنا وضيافتنا واهتمامنا طعام وشراب ؟
إن توفير الراحة والطعام والملابس والتليفون والأجهزة الفاخرة للأبناء يضعف دوافعهم الفطرية للكفاح والعمل ويؤدي بهم للاسترخاء والتكاسل ، لماذا لا يجربون الجوع و أنه لا طعام في البيت إلا كسرة من الخبز و الجبن مثلا ؟
يقول الهدي النبوي ( ما ملأ ابن آدم وعاءا قط شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) هذا الحديث فيه أصول الحمية الغذائية التي لو التزمنا بها لتجنبنا السمنة وسلسلة الأمراض المرتبطة بها حتى إن طبيبا أمريكيا متخصصا في علم التغذية أسلم بسبب هذا الإعجاز في الحديث.
وقد أصدرت اليابان حديثا قانون يحدد وزن ومحيط خصر العاملين ويتجدد قياسه كل سنة لتلفت نظر من يتجاوز المعدل المناسب بسرعة حتى لا يفقد عمله لأن من يتركون أنفسهم لشهوة الطعام والسمنة يصابون بأمراض عديدة تكلف مؤسساتهم الكثير في علاجها .
ليس الجوع فقط هو ما لا يعرفه أولادنا ولكنهم لا يعرفون أيضا لذة العمل والكفاح ومتعة الإنجاز وقيمة الطموح والنجاح وذلك بسبب بيوتنا التي تحولت لغرفة عناية مركزة للأبناء تحيطهم بالمدرسين والألعاب والأجهزة ومن المعروف أن نزيل العناية المركزة لا يصلح للعمل الجاد والكفاح ومصارعة أهوال الحياة .