جلال العسيلى
2012/11/26, 08:55 PM
http://www14.0zz0.com/2012/03/25/12/925100616.gif
||~ شــامــل ~||~ لغز مرض هنتنگتون ~|04| ~||
داء هنتنغتون هو مرض عقلي وراثي يشابه تدهور مرحلي للحالة العقلية، بسبب موت خلايا في المخ. يصاب مريض داء هنتنغتون بالخرف ،وفقد الذاكرة. تختلف نسبة حدوث المرض من منطقة لأخرى ،لكن الإحصائيات في الغرب وحده ،تقدر اصابة 5-8 أشخاص لكل 100 ألف شخص.الأعراض الظاهرة للمرض ،تتسم بخلل حركي لا إرادي. وصف المرض لأول مرة 1872 على يد الطبيب النيويوركي جورج هنتنغتون ومن هنا اكتسب المرض هذا الاسم ،فيدعى أحيانا بمرض هنتنغتون أو تناذر هنتنغتون.
http://sl.glitter-graphics.net/pub/88/88801sqb8j0776b.png
بعد نحو عشر سنوات من عزل الجينة المسؤولة عن مرض هنتنگتون
مازال العلماء يبحثون في الكيفية التي توقِع بها هذه الجينة ضررها.
<E.كاتانيو> ـ <D. ريگامونتي> ـ <Ch. زوكاتو>
http://sl.glitter-graphics.net/pub/88/88801sqb8j0776b.png
منقذ للحياة
لحل هذا اللغز، اتجهنا وغيرنا ـ ومنهم<S.زايتلين> [من جامعة كولومبيا] ـ إلى تعيين وظيفة پروتين هنتنگتين السوي في الدماغ. وبدأنا بفحص
تأثيرات استعمال الهندسة الجينية لغرس إما نسخ إضافية من جينة هنتنگتين السوية أو الأشكال الطافرة منها، في عصبونات مستنبتة في المختبر.
في عام 2000 أعلنا أن الخلايا التي تفرط في إنتاج پروتين هنتنگتين سوي تستطيع البُقْيا عندما تحرم من وسط النمو أو عندما تكون تحت ظروف
أخرى تتسبب عادة في موتها. وفضلا على ذلك، يبدو أن پروتين هنتنگتين السوي يبقي العصبونات حية بإيقاف شلال الأحداث الجزيئية التي تقود
عادة إلى الموت الخلوي المبرمج(3) apoptosis. واستنتجنا أن پروتين هنتنگتين السوي يعمل كپروتين منقذ لحياة العصبونات.
لقد عزز زايتلين وزملاؤه هذه النتائج بتوليد ما يسمى الفئران المشروطة التعطيل conditional knockout، التي يمكن فيها تعطيل نسختي
الجينة هنتنگتين متى بلغت الحيوانات سن النضج. فعندما يوقف نشاط الجينة، يتوقف الفأر عن إنتاج الپروتين هنتنگتين ويصاب بتلف شديد في
دماغه.
وقد بينت أيضا مجموعة زايتلين أن إعاقة إنتاج الپروتين هنتنگتين في مراحل مختلفة من حياة الفأر تؤدي إلى موت عصبونات الدماغ موتا
مبرمجا. إضافة إلى ذلك أظهر الباحثون أن الفئران المصابة بنقص في الشكل السوي من الپروتين هنتنگتين تعاني أعراضا عصبية تماثل كثيرا تلك
التي تبديها الفئران التي تمتلك الشكل الطافر للپروتين. توحي هذه الملاحظة أن غياب پروتين هنتنگتين السوي ووجود پروتين هنتنگتين الطافر قد
يكونان وجهين مختلفين للعملة نفسها.
ولكن الدراسات التي أجريت على الفئران لا تستطيع أن تفسر لماذا تُستهدف عصبونات الجسم المخطط على نحو تفضيلي في مرض هنتنگتون.
لحل هذا اللغز، اتجهنا وآخرون إلى دراسة العامل التغذوي العصبي الدماغي (brainderived neurotrophic factor BDNF)، وهو عامل
نمو معروف بأنه أساسي لنشوء العصبونات في الجسم المخطط وبُقْياها. إن العامل التغذوي العصبي الدماغي يتكون عادة في أجسام عصبونات قشرة
الدماغ، ثم ينتقل إلى الجسم المخطط على طول ألياف تمتد بين منطقتي الدماغ. وطبقا لذلك، بدأنا بالبحث عن علاقة بين الپروتين هنتنگتين
والعامل التغذوي العصبي الدماغي.
ومما يثير الاهتمام، أننا اكتشفنا أن پروتين هنتنگتين السوي يحث على إنتاج العامل التغذوي العصبي الدماغي في عصبونات مستنبتة مختبريا.
وعلى وجه الخصوص، يبدو أن الپروتين هنتنگتين ينبه المشغل "on"switch، أو المُحفز promoter، للجينة التي تكوّد العامل التغذوي العصبي
الدماغي. وهذا بدوره، يُشَغِّل جينة العامل التغذوي العصبي الدماغي، محفزا العصبونات لتصنيع المزيد من عامل النمو. في المقابل، لا ينبه پروتين
هنتنگتين الطافر محفز العامل التغذوي العصبي الدماغي، مؤديا إلى نقص في إنتاج العامل التغذوي العصبي الدماغي. ولاحظنا أيضا وجود رابطة
بين الپروتين هنتنگتين والعامل التغذوي العصبي الدماغي في تجارب تَستخدِم فئرانًا كان قد عدّلها جينيا<R.M.هايدن>وزملاؤه [من جامعة بريتش
كولومبيا]. لقد وجدنا أن الفئران التي تفرِط في إنتاج پروتين هنتنگتين السوي، تمتلك أدمغتها كميات كبيرة من العامل التغذوي العصبي الدماغي،
في حين تفتقد هذا العامل تلك التي لديها پروتين هنتنگتين الطافر.
بناء على هذه المعلومات، نخمن حاليا أن مرض هنتنگتون هو علة معقدة للغاية لا تتطابق تماما مع فرضياتنا السابقة. فلا يقتصر الأمر على أن
يولِّد تطفر المرض هنتنگتون كداسات سامة تستطيع أن تقتل خلايا الدماغ مباشرة، ولكنه أيضا يحرم الدماغ من پروتين هنتنگتين السوي ـ الذي
كان يمكنه لولا ذلك أن ينبه جينة عامل النمو (أي العامل التغذوي العصبي الدماغي). وفي الواقع، قد يترابط هذان التأثيران. وفي عام 1999 لاحظ
<M.R .فريدلاندر> وزملاؤه [من بريگهام ومستشفى النساء] أن الشكل الطافر من پروتين هنتنگتين، في الفئران المعدلة جينيا، يستطيع أن يدمر
الشكل السوي.
http://sl.glitter-graphics.net/pub/88/88801sqb8j0776b.png
||~ شــامــل ~||~ لغز مرض هنتنگتون ~|04| ~||
داء هنتنغتون هو مرض عقلي وراثي يشابه تدهور مرحلي للحالة العقلية، بسبب موت خلايا في المخ. يصاب مريض داء هنتنغتون بالخرف ،وفقد الذاكرة. تختلف نسبة حدوث المرض من منطقة لأخرى ،لكن الإحصائيات في الغرب وحده ،تقدر اصابة 5-8 أشخاص لكل 100 ألف شخص.الأعراض الظاهرة للمرض ،تتسم بخلل حركي لا إرادي. وصف المرض لأول مرة 1872 على يد الطبيب النيويوركي جورج هنتنغتون ومن هنا اكتسب المرض هذا الاسم ،فيدعى أحيانا بمرض هنتنغتون أو تناذر هنتنغتون.
http://sl.glitter-graphics.net/pub/88/88801sqb8j0776b.png
بعد نحو عشر سنوات من عزل الجينة المسؤولة عن مرض هنتنگتون
مازال العلماء يبحثون في الكيفية التي توقِع بها هذه الجينة ضررها.
<E.كاتانيو> ـ <D. ريگامونتي> ـ <Ch. زوكاتو>
http://sl.glitter-graphics.net/pub/88/88801sqb8j0776b.png
منقذ للحياة
لحل هذا اللغز، اتجهنا وغيرنا ـ ومنهم<S.زايتلين> [من جامعة كولومبيا] ـ إلى تعيين وظيفة پروتين هنتنگتين السوي في الدماغ. وبدأنا بفحص
تأثيرات استعمال الهندسة الجينية لغرس إما نسخ إضافية من جينة هنتنگتين السوية أو الأشكال الطافرة منها، في عصبونات مستنبتة في المختبر.
في عام 2000 أعلنا أن الخلايا التي تفرط في إنتاج پروتين هنتنگتين سوي تستطيع البُقْيا عندما تحرم من وسط النمو أو عندما تكون تحت ظروف
أخرى تتسبب عادة في موتها. وفضلا على ذلك، يبدو أن پروتين هنتنگتين السوي يبقي العصبونات حية بإيقاف شلال الأحداث الجزيئية التي تقود
عادة إلى الموت الخلوي المبرمج(3) apoptosis. واستنتجنا أن پروتين هنتنگتين السوي يعمل كپروتين منقذ لحياة العصبونات.
لقد عزز زايتلين وزملاؤه هذه النتائج بتوليد ما يسمى الفئران المشروطة التعطيل conditional knockout، التي يمكن فيها تعطيل نسختي
الجينة هنتنگتين متى بلغت الحيوانات سن النضج. فعندما يوقف نشاط الجينة، يتوقف الفأر عن إنتاج الپروتين هنتنگتين ويصاب بتلف شديد في
دماغه.
وقد بينت أيضا مجموعة زايتلين أن إعاقة إنتاج الپروتين هنتنگتين في مراحل مختلفة من حياة الفأر تؤدي إلى موت عصبونات الدماغ موتا
مبرمجا. إضافة إلى ذلك أظهر الباحثون أن الفئران المصابة بنقص في الشكل السوي من الپروتين هنتنگتين تعاني أعراضا عصبية تماثل كثيرا تلك
التي تبديها الفئران التي تمتلك الشكل الطافر للپروتين. توحي هذه الملاحظة أن غياب پروتين هنتنگتين السوي ووجود پروتين هنتنگتين الطافر قد
يكونان وجهين مختلفين للعملة نفسها.
ولكن الدراسات التي أجريت على الفئران لا تستطيع أن تفسر لماذا تُستهدف عصبونات الجسم المخطط على نحو تفضيلي في مرض هنتنگتون.
لحل هذا اللغز، اتجهنا وآخرون إلى دراسة العامل التغذوي العصبي الدماغي (brainderived neurotrophic factor BDNF)، وهو عامل
نمو معروف بأنه أساسي لنشوء العصبونات في الجسم المخطط وبُقْياها. إن العامل التغذوي العصبي الدماغي يتكون عادة في أجسام عصبونات قشرة
الدماغ، ثم ينتقل إلى الجسم المخطط على طول ألياف تمتد بين منطقتي الدماغ. وطبقا لذلك، بدأنا بالبحث عن علاقة بين الپروتين هنتنگتين
والعامل التغذوي العصبي الدماغي.
ومما يثير الاهتمام، أننا اكتشفنا أن پروتين هنتنگتين السوي يحث على إنتاج العامل التغذوي العصبي الدماغي في عصبونات مستنبتة مختبريا.
وعلى وجه الخصوص، يبدو أن الپروتين هنتنگتين ينبه المشغل "on"switch، أو المُحفز promoter، للجينة التي تكوّد العامل التغذوي العصبي
الدماغي. وهذا بدوره، يُشَغِّل جينة العامل التغذوي العصبي الدماغي، محفزا العصبونات لتصنيع المزيد من عامل النمو. في المقابل، لا ينبه پروتين
هنتنگتين الطافر محفز العامل التغذوي العصبي الدماغي، مؤديا إلى نقص في إنتاج العامل التغذوي العصبي الدماغي. ولاحظنا أيضا وجود رابطة
بين الپروتين هنتنگتين والعامل التغذوي العصبي الدماغي في تجارب تَستخدِم فئرانًا كان قد عدّلها جينيا<R.M.هايدن>وزملاؤه [من جامعة بريتش
كولومبيا]. لقد وجدنا أن الفئران التي تفرِط في إنتاج پروتين هنتنگتين السوي، تمتلك أدمغتها كميات كبيرة من العامل التغذوي العصبي الدماغي،
في حين تفتقد هذا العامل تلك التي لديها پروتين هنتنگتين الطافر.
بناء على هذه المعلومات، نخمن حاليا أن مرض هنتنگتون هو علة معقدة للغاية لا تتطابق تماما مع فرضياتنا السابقة. فلا يقتصر الأمر على أن
يولِّد تطفر المرض هنتنگتون كداسات سامة تستطيع أن تقتل خلايا الدماغ مباشرة، ولكنه أيضا يحرم الدماغ من پروتين هنتنگتين السوي ـ الذي
كان يمكنه لولا ذلك أن ينبه جينة عامل النمو (أي العامل التغذوي العصبي الدماغي). وفي الواقع، قد يترابط هذان التأثيران. وفي عام 1999 لاحظ
<M.R .فريدلاندر> وزملاؤه [من بريگهام ومستشفى النساء] أن الشكل الطافر من پروتين هنتنگتين، في الفئران المعدلة جينيا، يستطيع أن يدمر
الشكل السوي.
http://sl.glitter-graphics.net/pub/88/88801sqb8j0776b.png