أبـو على
2013/05/02, 11:48 AM
http://www.felqalb.com/up/uploads/135881060605651.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
يُحكى أنه في العصر العثماني أراد الوالي داود باشا الذي كان تاسع ولاة مصر العثمانية أن يتعلم اللغة العربية، فاستعان بأحد الأزهريين، وكان من الطبيعي أن يبدأ الدرس الأول بالجملة البسيطة التي تتكون من فعل وفاعل ومفعول، وأن يستخدم الشيخ المثال الشائع: ضرب زيد عمرًا.
فسأل الباشا الشيخ: ولماذا زيد؟ وما الجُرم الذي ارتكبه عمرو حتى يضربه؟
فقال الشيخ: يا مولانا إنما هو مثال فقط.
فلم يعجبه الكلام، وأمر بحبسه، واستدعى كل الأزهريين وسألهم عن سبب ضرب زيد لعمرو، وكلهم أصروا على أن عمرًا لم يرتكب جرما، وإنما الأمر لا يعدو أن يكون مثال لتوضيح الفاعل من المفعول. فكان كلما تلقى إجابة من هذا القبيل أمر بسجن صاحبها، حتى لم يبق إلا واحد من المشايخ، وقد فطن للأمر.
فلما سأله الباشا عن سبب ضرب زيد لعمرو، قال له: يا مولانا داود باشا، أنا أجيبك بشرط أن تطلق سراح من سجنتهم من زملائي.
فقال له: لك ذلك.
فقال له: إنما يضرب زيدٌ عمرًا؛ لأن عمرًا لص سرق الواو من مولانا الوالي داود باشا.
فقال له : وكيف ذلك؟
فقال له: إن داود حقها أن تُكتب بواووين، ولكننا نكتبها بواو واحدة، بينما عمرو حقه أن يُكتب بدون واو، ولكنه سرق الواو من داوود وأخذها لنفسه، ولذلك نضربه عقابا له على ما سرق.
فأعجب الوالي داود باشا بإجابته، وأمر بإطلاق سراح زملائه.
ويحكي البعض أن ذلك لم يحدث في مصر بل في العراق، في عهد داود باشا آخر مماليك العراق في القرن التاسع عشر.
ويحكي طه حسين في أيامه: أنه لما أنشئت دار العلوم كان الدرعميون يمازحون الأزهريين ويقولون لهم: ارحموا عمرًا من ضرب زيد، فيرد عليهم الأزهريون قائلين: لا، حتى يرد الواو التي سرقها من داود.
وما زال الأزهريون يضربون عمرًا إلى اليوم.
راجع كتاب شرح متن قطر الندى و بل الصدى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
يُحكى أنه في العصر العثماني أراد الوالي داود باشا الذي كان تاسع ولاة مصر العثمانية أن يتعلم اللغة العربية، فاستعان بأحد الأزهريين، وكان من الطبيعي أن يبدأ الدرس الأول بالجملة البسيطة التي تتكون من فعل وفاعل ومفعول، وأن يستخدم الشيخ المثال الشائع: ضرب زيد عمرًا.
فسأل الباشا الشيخ: ولماذا زيد؟ وما الجُرم الذي ارتكبه عمرو حتى يضربه؟
فقال الشيخ: يا مولانا إنما هو مثال فقط.
فلم يعجبه الكلام، وأمر بحبسه، واستدعى كل الأزهريين وسألهم عن سبب ضرب زيد لعمرو، وكلهم أصروا على أن عمرًا لم يرتكب جرما، وإنما الأمر لا يعدو أن يكون مثال لتوضيح الفاعل من المفعول. فكان كلما تلقى إجابة من هذا القبيل أمر بسجن صاحبها، حتى لم يبق إلا واحد من المشايخ، وقد فطن للأمر.
فلما سأله الباشا عن سبب ضرب زيد لعمرو، قال له: يا مولانا داود باشا، أنا أجيبك بشرط أن تطلق سراح من سجنتهم من زملائي.
فقال له: لك ذلك.
فقال له: إنما يضرب زيدٌ عمرًا؛ لأن عمرًا لص سرق الواو من مولانا الوالي داود باشا.
فقال له : وكيف ذلك؟
فقال له: إن داود حقها أن تُكتب بواووين، ولكننا نكتبها بواو واحدة، بينما عمرو حقه أن يُكتب بدون واو، ولكنه سرق الواو من داوود وأخذها لنفسه، ولذلك نضربه عقابا له على ما سرق.
فأعجب الوالي داود باشا بإجابته، وأمر بإطلاق سراح زملائه.
ويحكي البعض أن ذلك لم يحدث في مصر بل في العراق، في عهد داود باشا آخر مماليك العراق في القرن التاسع عشر.
ويحكي طه حسين في أيامه: أنه لما أنشئت دار العلوم كان الدرعميون يمازحون الأزهريين ويقولون لهم: ارحموا عمرًا من ضرب زيد، فيرد عليهم الأزهريون قائلين: لا، حتى يرد الواو التي سرقها من داود.
وما زال الأزهريون يضربون عمرًا إلى اليوم.
راجع كتاب شرح متن قطر الندى و بل الصدى