تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بريد الاسبوع رسالة الى كل طالب


أبـو على
2013/05/16, 07:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

اخوتى الطلبة والطالبات
بعد أيام سيَحُلُّ ضيفٌ يستثقله كثير من الناس. بعد أيام يعلمُ المجتهدُ نتيجةَ جهده، كما يعلم الكسولُ نتيجةَ كسله. فمن جدّ وجد..ومن زرع حصد
إذا أنت لم تزرعْ وأبصرتَ حاصداً
نَدِِمْتَ على التفريط في زمن البذر
اخوتى الطلبة إليكم هذه الهمسات بين يدي الامتحانات، عسى ربُّ البريات أن ينفع بها المسلمين والمسلمات
أولاً:بادئ ذي بدء، وأول التوجيهات، وقبل أن تأخذ بالأسباب، وبعد أخذك لها، وفي أثنائها اجعل توكلك واعتمادك على الله. إنّ المسلم يتوكّل على الله تعالى في مواجهة اختبارات الدنيا، وصعوبات الحياة، يستعين بالله آخذاً بالأسباب الشرعية والعقلية والحسية، انطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم:«الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ. احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجِزْ»رواه مسلم. هذه مفتاح النجاح وأساسه، التوكل على الله تعالى، والثقة به، مع الأخذ بالأسباب، لا تعتمد على نفسك وعقلك فقط، فكم من طالبٍ دخل قاعة الامتحان، وهو واثق بنفسه قد جمع الكتاب بين ضلوعه، ولم يَدَعْ شاردةً ولا واردة، ولا شاذة ولا فاذة إلا وهو مستوعب لها، فحار فيها لما وُضِعَتْ ورقةُ الاختبار بين يديه، وكأنما يراها لأوَّل مرَّة! فأين تلك المعلومات التي كانت في قبضته قبل قليل! لقد خذله الله، ووكله إلى نفسه وإلى ضعفه وفقره، فباء بخسرانٍ عظيم قال تعالى:﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾، وقال تعالى : ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾
ثانياً: عليك بتقوى الله تعالى، معاشرَ الطلاب والطالبات، أيها الآباء والأمهات! خيرُ الوصايا وأنفعها وأصلحُها، وللخير أجمعُها: الوصيةُ بتقوى الله تبارك وتعالى،قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾، وقال جل شأنه ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً﴾،وقال سبحانه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً ﴾. تفرقون به بين الصواب والخطأ.
أخي المسلم: تجنبْ فعلَ المعاصي، فإن تقوى الله تحْجِزُكَ عن المعاصي، وحينئذٍ يَفْتَحُ اللهُ عليك بالحفظ والفهم. وتذكرْ قول الإمام الشافعي رحمه الله: شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي _ فأرشدني إلى ترك المعاصي.
وأخبرني بأن العلم نورٌ _ ونور الله لا يُهْدَى لعاصي .
ثالثاً: حافظْ أيْ حبيبي الطالب على الصلوات الخمس في المسجد مع الجماعة في أيام الامتحانات وقبلَها وبعدَها. وإذا كنت ممن عرفتَ الله قبل الامتحانات فستكون بإذن الله في معية الله وقت الامتحانات، قال صلى الله عليه وسلم«تعرفْ إلى الله في الرخاء يعْرِفْك في الشدة» رواه الحاكمُ بسند صحيح. فإن كنتَ مقصراً في أداء الصلوات من قبلُ ففرصةٌ أن تجدد توبتك مع الله وأن تحافظَ على الصلاة،﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.
يا عبد الله خير ما يتقوى به: الصبر والصلاة،﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ وأنتم تذاكرون في السَّحَرِ تذكروا أن الله ينزل في ثلثِ الليل الأخير ويقول: هل من سائل فأعطيه، هل من داعٍ فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له. فعليك يا أخي ويا أختي! بالالتجاء إلى الله بالدعاء بالدعاء بأيِّ صيغةٍ مشروعة كأن تقول: ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري، أو نحو ذلك من الأدعية الشرعية. وأكثروا يا باركَ الله فيكم من الاستغفار، فإنه طريق الاستذكار﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة، سبح الله 33 واحمده 33 وكبره 34 عند النوم، فقد صحّ أن النبي صلى الله عليه وسلم علمها لعليّ وابنته فاطمة رضي الله عنهما ليكون هذا الذكرُ قوةً لهما يواجهانِ به تعبَ الحياة.
رابعاً: استعدَّ بالنوم المبكّر، وإياك ثم إياك والسهرَ الطويل، فإن عاقبته تكون خُسْراً،قال صلى الله عليه وسلم «إن هذا السهر جَهْدٌ وثقل» أخرجه الدارمي وغيره بسند صحيح. وقال سلمانُ رضي الله عنه لأبي الدرداءرضي الله عنه:إن لنفسك عليك حقًا. فعقب صلى الله عليه وسلم على قولة سلمان فقال:« صدق سلمان»إن لنفسك عليك حقًا رواه البخاري ولعل فترةَ ما بعد صلاة الفجر من أحسنِ الأوقات للمذاكرة، فعن صخرٍ الغامدي رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها»
رواه أهل السنن بسند صحيح.
عباد الله: إن من أخطر ما يواجه أبناءنا أيامَ الامتحاناتِ استخدامَ الحبوبِ المنشطةِ للسهر ولا يخفى الأثرُ السلبيُّ لها على المدى القريب والبعيد. إن تناولَ هذه الحبوبِ ضررٌ وشرٌّ، وقد تكون بدايةَ إدمانٍ. أحدُ الإخوة يقول: لقد وفقني لله للتوبة بعدَ أن كنتُ مُدْمِنًا وأحببت نصحَ أولياء الأمور بشأن علامات تعاطي المنشطات حتى ينتبهوا لأولادهم وقت الامتحانات: اضطراب وسرعة في الكلام وحركة غير طبيعية في الحنك، جفاف واضح في اللسان والشفتين، نشاط غير عادي، شرب الدخان بشراهة، الإكثار من المشروبات المنبهة.
خامساً: يا أخي الطاب يا أختي الطالبة! يا مسلم يا مسلمة: لا تنسوا دعاء الخروج من المنزل: بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم إني أعوذ بك أن أضِلّ أو أُضل،أو أَزل أو أُزل،أو أًظلم أو أُظلم،أو أجهل أو يُجهل علي. التمس رضا والديك فإن سماع الأبناء والبنات لدعاء الوالدين بالتسديد والتيسير والنجاح من أعظم ما يحتاجونه الآن، وهو من أسباب توفيقِ الله لهم وإدخالِ الطمأنينة إلى نفوسهم وتحسينِ العلاقات معهم. ابدأ أخي الطالب”ببسم الله“ قلها بلسانك فإنك تستعين بربك، ليبارك لك، فكلُّ أمرٍ ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر. واكتب البسملة في ورقة الإجابة.
تأنّ في قراءة الأسئلة وحلّها، قال صلى الله عليه وسلم:« التأني من الله والعجلة من الشيطان » رواه البيهقي بسند حسن. وابدأ بالأسهل، واحرِصْ على كتابة الإجابة بخط واضح مقروء، واهتم بنظافة ورقة الإجابة وتنسيقها حتى لا تتداخل الإجابات مع بعضها. واذكر ربك إذا نسيت فإنّ ذكرَ الله يَطْرُدُ القلق والتوتّر، وإذا استغلقت عليك مسألةٌ فادع الله أن يهوّنها عليك، وقلْ ((اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً أنت إذا شئت تجعل الحزن سهلاً)) وكان صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمرٌ قال: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» رواه الترمذي بسند حسن
عزيزي الطالب: إذا اكتشفت خطأً بعد الامتحان فلا تقل:"لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان". الإيمان بالقضاء والقدر، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنه لن يقع في كون الله إلا ما قدَّره الله ويسَّره. فلو شاء أنجحك ولو شاء أفشلك، بهذا جرى الكتاب، ووقع عليك المقدور، وهذا ما يسرِّي عنك، ويسلي قلبك، ويبعدك عن الوسوسة والتوتر والضيق والضجر قال تعالى﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾. ما منا من أحدٍ إلا ويصاب بشيء : إخفاق في امتحان، طلاق في زواج، خسارة في تجارة، حادث أو مرض ..لكن المسلم يرضى ويسلّم ويحمد الله على كل حال.. يحمد الله أنها لم تكن في دينه وأنها لم تكن أسوأ، ويسترجع، ويسعى في استدراك ما فات وإنقاذ ما تبقى.. فلا إحباط ولا قعود فلنستعن بالله ولنواصل العمل
بارك الله لي ولكم ....
معاشر المعلمين والمعلمات وأساتذة الجامعات: أذكركم بأن تخاطبوا الطلاب والطالبات بلهجةٍ تبعث في نفوسهم التفاؤلَ والأمل وابتعدوا عن عبارات التشاؤم والإحباط والتخويف، فإن هذا مخالفٌ لهدي نبيِّكم أولا ومخالفٌ لأسس التربية والتعليم ثانياً. ولتكونوا عادلين في التصحيح والدرجات، فالظلم ظلمات يوم القيامة.
معاشر الآباء والأمهات: في مثل هذه المواسمِ يتغير برنامجُ البيت إلى الجد والحزم بعد العبث واللهو، وهذا أمر يفرح القلوب؛ لأنه مظهر إيجابي،فلماذا بعد الامتحانات لا يصبح للوقت قيمةٌ في بيوتنا؟ لماذا لا يكون للبرامج الجادة مكانٌ في حياتنا؟. فعلينا بمراجعة أنفسنا فنحن محاسبون أمام الله في وقت الامتحانات وقبلها وبعدها حتى نلقى الله تعالى، فنسأل الله التسديد والتوفيق لكل خير.
عباد الله: في زحمة الامتحانات تتساهل بعضُ الأسر في تمكين المدرسِ الخصوصيِّ من تدريس فتياتهم، وفي ذلك كسرٌ لحاجز الحياء لدى الفتاة، والذي هو عنوان نجاحِها وجمالِ حياتها، مع ما قد يتضمنه من خلوةٍ محرّمة, قال صلى الله عليه وسلم «لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان»رواه الترمذي وهو صحيح، فحفظ دينها وحيائها أولى وأهم من نيلها الشهادات
كلمة أخيرة أهمسها في أذنيك أخي الطالب بعض الطلاب يمارس ما لا يليق بعد خروجه من الامتحان، من هذه الأعمال :
- إلقاء الكتب المدرسية والدفاتر والأوراق ونحو ذلك إلقاؤها ورميها في الشوارع والطرقات، ويكون منظرها مزرياً للغاية. إن لله حرمة، ولكتابه حرمة ولسنة النبي ولكتب العلم حرمة عظيمة، ألا فاتقوا الله فيها، فمن امتهن شيئًا منها فليخش من الله أن يهينه، فهذا عملٌ لا يجوز، وفيه إهدارٌ.
- ومن الأعمال المشينة: العبث بالسيارة والتفحيط والتهور والسرعة القاتلة إما فرحاً أو ضجراً. أهكذا يكون شكر النعمة! أهكذا يتصرف العقلاء! نسأل الله أن يحفظ أولادنا
- وكذلك ظاهرة التسكع عند مدارس البنات ومضايقتهن أثناء خروجهن، وإنني أهيب بالطلاب بأن يتقوا الله ويتذكروا بأن الله مطلع عليهم وأن يتذكروا بأن لهم أخواتٍ وأعرضٌ والجزاء من جنس العمل .
فنصيحتي للآباء والأمهات والمدرسين ومديري المدارس والمعلمات بأن يتقوا الله وأن يلاحظوا الطلاب والطالبات في فترة خروجهم ويوجهوهم، وأن يتعاونوا مع رجال الأمن ورجال الهيئة في ضبطهم وأن يتواصلوا مع أولياء الأمور في ذلك كله، والله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين.
أيها الناس: لنرسخ في قلوب أبنائنا بأن هذه الامتحاناتِ ليست المحطةَ النهائيةَ في حياة المسلم، وأن الرسوبَ الحقيقيَّ في ترك مرضاة الله والتعرض لسخطه كما قال سبحانه ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾.
واللهم أنا نسألك أن توفقنا إلى ما فيه الخير والصلاح والنجاح والفلاح.اللهم نجح أبناء المسلمين في امتحاناتهم الدراسية، وارزقهم الدرجات العالية، واجعلهم قرة عين لأهليهم وأمتهم .
اللهم يسر أمورنا واشرح صدورنا، ووفق أبناءنا وبناتنا، اللهم اجعلهم مشاعل النور والهداية، وخذ بهم إلى سبيل الرضا والولاية يا أرحم الراحمين

جلال العسيلى
2013/05/16, 08:06 PM
جزاك الله خيرا وأثابك
ونور الله عقلك
وقلبك بالإيمان


ونسأل الله العظيم أن يوفق ابنائنا