ابو حسن2010
2010/12/01, 12:14 AM
المدرب العادي هو الذي لا تشعر بقيمته في الملعب برغم جودة الأدوات التي يملكها بين يديه، هو الذي حين تذكر اسمه لا يسعك إلا أن تترحم على أيام من سبقه وحقق لفريقك إنجازات استثنائية.
أراهن على أن أغلبكم يظن أن الكلمات السابقة موجهة لحسام البدري المدير الفني للأهلي، برغم أنها أيضا تنطبق على رافايل بينيتث مدرب إنتر ميلان الإيطالي.
فيتشابه المدربان في أن كل منهما جاء بعد مدير فني متميز حقق العديد من الإنجازات، وفي أنهما غير قادرين على نيل رضا جماهير نادي كل منهما، وأن كلاهما يملك من الحجج والأسباب الخارجة عن إرادتهما الكثير لتبرير سوء نتائجهما.
وفي إيطاليا بات لقب بينيتث "المدرب العادي" The Normal One، تهكما عليه كون مورينيو ملقب بـ"المدرب الاستثنائي" أو The Special One.
دعوني أتحدث عن بينيتث الذي تولى مسؤولية إنتر خلفا للاستثنائي جوزيه مورينيو، ثم أربط ما يحدث في قلعة النيراتزوري بما يقع في بيت الشياطين الحمر.
جدو وإيتو
بينيتث فشل في خلق توليفة تستوعب نجوم الفريق، وبدلا من أن يستفيد إنتر من وجود لاعب بقيمة صامويل إيتو وآخر بقدرات دييجو ميليتو، بات هذا الثنائي صداعا للمدرب الإسباني.
فالأزمة الأساسية التي يعاني منها بينيتث خططيا مع إنتر أن إيتو يرفض اللعب على الجناح، إلا لو منحه المدرب الإسباني الحرية ورفع عنه الواجبات الدفاعية.
وفي ظل وجود ميليتو وأهميته، وبالنظر إلى أن الأرجنتيني الدولي لا يستطيع شغل أي دور سوى رأس الحربة، فإن بينيتث وقع في أزمة جعلته يغير طريقة اللعب التي فاز بها مورينيو بالثلاثية.
فتارة يدفع بينيتث بإيتو مع ميليتو كثنائي صريح خلفهما ويسلي شنايدر، ليصبح الفريق مثقلا بأصحاب المهام الهجومية ويتأثر الجانب الدفاعي.
وأخرى يدفع بينيتث بإيتو كجناح أيسر ويمنحه حرية الانتقال للعمق من دون مهام دفاعية، فتصبح الجبهة اليسرى لإنتر هشة وسهلة الاختراق للغاية.
وفي الأهلي، يعاني البدري الأمر ذاته مع جدو الذي لم يندمج كلاعب وسط مع بركات وأبو تريكة، وبات ثقلا على الجهاز الفني إلا حين يكون إلزاما على الجميع أن يلعب مهاجما بسبب الإصابات.
فجدو لعب كجناح فظهر أن مجهوده يضيع في أدوار دفاعية لا يجيدها، نقله البدري إلى عمق الهجوم ليصبح سيد معوض عاريا في اليسار والكل يحاول استغلال تلك الجبهة في الأهلي، وهكذا.
تغيير المراكز
النقطة الثانية التي أخطأ فيها بينيتث تتعلق بتغييره لمراكز لاعبيه بشكل مستمر، ما يفقد اللاعب إحساسه بالمكان ويقلص من مردوده وتركيزه في الملعب.
ففي دربي ميلان، ومع غياب مايكون الظهير الأيمن لإنتر عن المباراة، وقلب الدفاع والتر صامويل، لجأ بينيتث لتغيير موقع قلب الدفاع إيفان كوردوبا وأشركه كظهير أيمن، ودفع بماركو ماتيراتزي الغائب منذ زمن عن المباريات في مركز قلب الدفاع إلى جوار لوسيو.
النتيجة أن قلب دفاع إنتر ظهر هشا جدا أمام ميلان، ومن خطأ لماتيراتزي خسر النيراتزوري الدربي.
البدري في المقابل فعل الأمر ذاته حين فقد سيد معوض وأحمد السيد بسبب الإصابة، وذلك حين دفع بمحمد سمير في عمق الدفاع وحول شريف عبد الفضيل لمركز الظهير الأيسر.
بينيتث والبدري يمكنهما ببساطة تبرير تغييرات مراكز المدافعين بأن فريق كل منهما عانى من إصابات عديدة، وهذا صحيح نظريا، ولكن.
كان الأفضل أمام البدري أن يعتمد على أيمن أشرف كظهير أيسر ويمنحه بعض الثقة، لأنه على الأقل وقتها سيستفيد من كامل إمكانيات شريف عبد الفضيل في قلب الدفاع، وسأثبت لكم هذه النظرية بشكل عملي وحسابي.
دعونا نضع الحالتين تحت الاختبار ونرى حسابيا أيهما أفيد .. أن يلعب أيمن أشرف كظهير أيسر وشريف عبد الفضيل كقلب دفاع؟ أم أن يلعب عبد الفضيل كظهير أيسر ومعه سمير كقلب دفاع.
شريف عبد الفضيل في مركز الظهير الأيسر يعطي مردودا يمكن تقييمه بـ5 من 10، ومحمد سمير كقلب دفاع يعطي مردودا قيمته 3-10، بالنظر لمستوى اللاعبين في مباراة إنبي تحديدا.
المجموع هو 8 درجات، ولتحويلها إلى نسبة مئوية نجد أن الأهلي يحصل على 40% من حاجته من كلا اللاعبين.
الحالة الثانية هي مشاركة عبد الفضيل كقلب دفاع ووقتها سيمنح الأهلي مردودا يقدر بـ9 من 10، بينما يمنح أيمن أشرف الأهلي كظهير أيسر ما يوازي 3-10 في أسوأ الحالات.
في هذه الحالة يجمع الأهلي 12 درجة وبتحويلها إلى نسبة مئوية يمكن القول إن الفريق يستفيد 60% من وجود اللاعبين، أي أعلى 20% من الحالة الأولى.
فحين تعتمد على لاعب جديد في التشكيل يصبح لديك احتمال وجود ثغرة واحدة، أما حين تغير مركز لاعب وتدفع بآخر بلا خبرات يصبح لديك احتمال ظهور ثغرتين.
فقدان التوازن
مع بينيتث، لا تشعر بأن هناك شيء ما معد ومجهز في التدريبات، الإحساس العام الذي ينتاب من يشاهد إنتر أن اللاعبين يجتهدون فقط من دون نظام.
جمهور الأهلي كان يشجع البدري في الموسم الماضي لأن الإحساس العام بأن القائمة تحتاج لإضافات حتى تحقق الكثير للفريق، أما الموسم الحالي فالجميع يشعر بأن النجوم متكدسة والنتائج سلبية، وهذا في الحقيقة سببه أن القائمة غير متزنة.
فبرغم أن ميلان لعب بعشرة لاعبين أغلب الشوط الثاني، لم يصنع إنتر هجمة منظمة واحدة على مرمى الروسونيري.
ولاعب مثل ويسلي شنايدر الذي من المفترض أنه يربط خطوط إنتر بعضها البعض كان يصوب مع كل كرة تصل إلى قدميه، ما يدل على عجزه عن إيجاد حلول لأن رفاقه لا يتحركون بنظام.
الأهلي أيضا تشعر حين تشاهده بالأمر نفسه، الخطوط غير مترابطة دفاعا وهجوما، بعكس ما كان يحدث في السنين الماضية تحت إدارة مانويل جوزيه.
وصحيح أن جوزيه امتلك قائمة رائعة من اللاعبين في فترته الثانية، لكنه كذلك صنع فريقا "منظما" وناجحا خلال فترته الأولى برغم أن رضا شحاتة كان النجم الأبرز، وفي وجود علاء إبراهيم ومحمد فاروق وأبو المجد مصطفى وصنداي.
وحتى لو سلمنا إلى أن الفريق الحالي منقوص هجوميا، بسبب عدم وجود صفقات جيدة، فلماذا دفاع الأهلي مكشوف إلى درجة أن أحمد حسن فرج أهدر سبعة أهداف في لقاء واحد؟
وكيف يكون الدفاع مكشوفا إلى هذا الحد والأهلي يلعب بثلاثي ارتكاز؟
الإجابة أن الفريق مفتقد للتوازن لأن زيادة عدد المدافعين ليس بالضرورة معناه زيادة قدرات الفريق الدفاعية، والأمر ذاته هجوميا.
حالة اللاعبين
النقطة الأهم هنا، هي أن لاعبي إنتر يظهرون بعيدين تماما عن الحالة الرائعة التي كانوا عليها في الموسم الماضي.
ميليتو ومايكون وشنايدر وجوارن بانديف وغيرهم، يظهر كل منهم أقل كثيرا من مستواه الطبيعي، ودائما في تلك الظروف يلقى باللوم على المدير الفني وإعداده للاعبين.
فمن شروط المدير الفني المتميز أن يستخرج أفضل ما في لاعبيه، وهو ما لا يحدث حاليا في إنتر ولا في الأهلي.
ميليتو تائه في أرض الملعب لا يعرف أين يتحرك، ومايكون ظهر في حالة رثة أمام جاريث بال في مباراة إنتر وتوتنام، وكان سببا رئيسيا في خسارة النيراتزوري.
صحيح أن بال متألق جدا هذه الأيام وهو لاعب رائع فعلا وسريع بشكل مخيف، إلا أنه ليس ليونيل ميسي ولا صاحب مهارة تجعله يمر من مايكون في كل مواجهة فردية بينهما.
سرعة بال يمكن إيقافها بأن تقلل المساحات المكشوفة أمامه، لكن ما حدث من تفوق تام للويلزي على مايكون يؤكد أن البرازيلي الذي كان أفضل ظهير في العالم العام الماضي غير جاهز حاليا.
هذا طبعا بالإضافة إلى أن بينيتث لم يساعد مايكون على الوقوف أمام بال بتكليف أحد لاعبي إنتر بمساعدة الظهير البرازيلي في الجبهة اليمنى.
ويتشابه الأمر في الأهلي، فبرغم أن بعض لاعبي الفريق الأحمر تقدموا في العمر وباتوا أضعف من ذي مضى، هناك أسماء أخرى تؤكد أن البدري لم يستخرج الأفضل من لاعبيه حتى الآن.
أحمد فتحي على سبيل المثال يبدو بعيدا عن مستواه المتميز وباتت جبهته اليمنى مصدعة برغم أنه لاعب لم يستطع أحد من عمالقة القارة السمراء المرور منه حين يكون في حالته.
إنتر هنا مثال جيد لأن لاعبي الفريق الإيطالي لم يتقدموا في العمر سوى أسابيع منذ تتويجهم بالثلاثية، وبرغم ذلك لا يظهرون تحت إدارة بينيتث مثلما كان الحال مع مورينيو.
حاليا في إنتر، مايكون وشنايد وميليتو بعيدين عن حالتهم، كيفو وبانديف تائهين خططيا، والدفاع مكشوف بسبب الإصابات، وبالتالي النتيجة الطبيعية هي الخسارة أمام ميلان.
في الأهلي، أبو تريكة وفتحي وحسام غالي ومحمد شوقي بعيدين عن حالتهم، معوض وجدو لا يجدان مساندة خططيا، والهجوم ومركز قلب الدفاع المجاور لوائل جمعة يعانيان من النقص منذ موسم الانتقالات، وبالتالي النتيجة الطبيعية أن يقدم الفريق عروضا باهتة.
مدرب ومدير
قبل نهاية الموسم الماضي قلت إن البدري اقترب من العلامة الكاملة في عامه الأول كمدرب لأنه وقتها كان ينجح برغم أنه يعمل بشروط الأهلي وليس شروطه هو، لأنه لا يستطيع رفض عرض تدريب الشياطين الحمر.
أما هذا الصيف فكان عليه أن يملي شروطه على مجلس الإدارة لأنه حقق بطولة دوري وفاز على الزمالك بنتيجة كبيرة والجماهير باتت تدعمه.
لكنه إما لم ينجح في إملاء شروطه من صفقات على الإدارة، أو أن كلمته غير مسموعة داخل لجنة الكرة، وفي الحالتين هو يتحمل جزء من مسؤولية القائمة غير المتزنة للفريق.
ما أود قوله أن البدري في الموسم الماضي نجح كمدرب، لكنه حتى الآن لم يقدم ما يجعله "مدير" يستحق قيادة دفة القلعة الحمراء.
هذا ليس معناه أن البدري مدرب فاشل وأن على الأهلي تغييره، وأستشهد له في ذلك بتحضيره الجيد لمباراة الزمالك في كأس مصر.
فقط هو وبينيتث تائهان وسط ظروف الصفقات والإصابات والمباريات المتتالية ولا يأخذان القرارات السليمة في تلك المواقف، فجعلوها تتحكم في فريق كل منهما بدلا من أن يتحكما هما فيها.
أصبحا يلومان الظروف ولا ينتبهان لأخطائهما العديدة، التي يجب أن يصلحوها برؤية سليمة إن كانوا يريدون أن يقدموا موسما "استنثائيا" يجعلهم على درجة جوزيه ومورينيو.
أراهن على أن أغلبكم يظن أن الكلمات السابقة موجهة لحسام البدري المدير الفني للأهلي، برغم أنها أيضا تنطبق على رافايل بينيتث مدرب إنتر ميلان الإيطالي.
فيتشابه المدربان في أن كل منهما جاء بعد مدير فني متميز حقق العديد من الإنجازات، وفي أنهما غير قادرين على نيل رضا جماهير نادي كل منهما، وأن كلاهما يملك من الحجج والأسباب الخارجة عن إرادتهما الكثير لتبرير سوء نتائجهما.
وفي إيطاليا بات لقب بينيتث "المدرب العادي" The Normal One، تهكما عليه كون مورينيو ملقب بـ"المدرب الاستثنائي" أو The Special One.
دعوني أتحدث عن بينيتث الذي تولى مسؤولية إنتر خلفا للاستثنائي جوزيه مورينيو، ثم أربط ما يحدث في قلعة النيراتزوري بما يقع في بيت الشياطين الحمر.
جدو وإيتو
بينيتث فشل في خلق توليفة تستوعب نجوم الفريق، وبدلا من أن يستفيد إنتر من وجود لاعب بقيمة صامويل إيتو وآخر بقدرات دييجو ميليتو، بات هذا الثنائي صداعا للمدرب الإسباني.
فالأزمة الأساسية التي يعاني منها بينيتث خططيا مع إنتر أن إيتو يرفض اللعب على الجناح، إلا لو منحه المدرب الإسباني الحرية ورفع عنه الواجبات الدفاعية.
وفي ظل وجود ميليتو وأهميته، وبالنظر إلى أن الأرجنتيني الدولي لا يستطيع شغل أي دور سوى رأس الحربة، فإن بينيتث وقع في أزمة جعلته يغير طريقة اللعب التي فاز بها مورينيو بالثلاثية.
فتارة يدفع بينيتث بإيتو مع ميليتو كثنائي صريح خلفهما ويسلي شنايدر، ليصبح الفريق مثقلا بأصحاب المهام الهجومية ويتأثر الجانب الدفاعي.
وأخرى يدفع بينيتث بإيتو كجناح أيسر ويمنحه حرية الانتقال للعمق من دون مهام دفاعية، فتصبح الجبهة اليسرى لإنتر هشة وسهلة الاختراق للغاية.
وفي الأهلي، يعاني البدري الأمر ذاته مع جدو الذي لم يندمج كلاعب وسط مع بركات وأبو تريكة، وبات ثقلا على الجهاز الفني إلا حين يكون إلزاما على الجميع أن يلعب مهاجما بسبب الإصابات.
فجدو لعب كجناح فظهر أن مجهوده يضيع في أدوار دفاعية لا يجيدها، نقله البدري إلى عمق الهجوم ليصبح سيد معوض عاريا في اليسار والكل يحاول استغلال تلك الجبهة في الأهلي، وهكذا.
تغيير المراكز
النقطة الثانية التي أخطأ فيها بينيتث تتعلق بتغييره لمراكز لاعبيه بشكل مستمر، ما يفقد اللاعب إحساسه بالمكان ويقلص من مردوده وتركيزه في الملعب.
ففي دربي ميلان، ومع غياب مايكون الظهير الأيمن لإنتر عن المباراة، وقلب الدفاع والتر صامويل، لجأ بينيتث لتغيير موقع قلب الدفاع إيفان كوردوبا وأشركه كظهير أيمن، ودفع بماركو ماتيراتزي الغائب منذ زمن عن المباريات في مركز قلب الدفاع إلى جوار لوسيو.
النتيجة أن قلب دفاع إنتر ظهر هشا جدا أمام ميلان، ومن خطأ لماتيراتزي خسر النيراتزوري الدربي.
البدري في المقابل فعل الأمر ذاته حين فقد سيد معوض وأحمد السيد بسبب الإصابة، وذلك حين دفع بمحمد سمير في عمق الدفاع وحول شريف عبد الفضيل لمركز الظهير الأيسر.
بينيتث والبدري يمكنهما ببساطة تبرير تغييرات مراكز المدافعين بأن فريق كل منهما عانى من إصابات عديدة، وهذا صحيح نظريا، ولكن.
كان الأفضل أمام البدري أن يعتمد على أيمن أشرف كظهير أيسر ويمنحه بعض الثقة، لأنه على الأقل وقتها سيستفيد من كامل إمكانيات شريف عبد الفضيل في قلب الدفاع، وسأثبت لكم هذه النظرية بشكل عملي وحسابي.
دعونا نضع الحالتين تحت الاختبار ونرى حسابيا أيهما أفيد .. أن يلعب أيمن أشرف كظهير أيسر وشريف عبد الفضيل كقلب دفاع؟ أم أن يلعب عبد الفضيل كظهير أيسر ومعه سمير كقلب دفاع.
شريف عبد الفضيل في مركز الظهير الأيسر يعطي مردودا يمكن تقييمه بـ5 من 10، ومحمد سمير كقلب دفاع يعطي مردودا قيمته 3-10، بالنظر لمستوى اللاعبين في مباراة إنبي تحديدا.
المجموع هو 8 درجات، ولتحويلها إلى نسبة مئوية نجد أن الأهلي يحصل على 40% من حاجته من كلا اللاعبين.
الحالة الثانية هي مشاركة عبد الفضيل كقلب دفاع ووقتها سيمنح الأهلي مردودا يقدر بـ9 من 10، بينما يمنح أيمن أشرف الأهلي كظهير أيسر ما يوازي 3-10 في أسوأ الحالات.
في هذه الحالة يجمع الأهلي 12 درجة وبتحويلها إلى نسبة مئوية يمكن القول إن الفريق يستفيد 60% من وجود اللاعبين، أي أعلى 20% من الحالة الأولى.
فحين تعتمد على لاعب جديد في التشكيل يصبح لديك احتمال وجود ثغرة واحدة، أما حين تغير مركز لاعب وتدفع بآخر بلا خبرات يصبح لديك احتمال ظهور ثغرتين.
فقدان التوازن
مع بينيتث، لا تشعر بأن هناك شيء ما معد ومجهز في التدريبات، الإحساس العام الذي ينتاب من يشاهد إنتر أن اللاعبين يجتهدون فقط من دون نظام.
جمهور الأهلي كان يشجع البدري في الموسم الماضي لأن الإحساس العام بأن القائمة تحتاج لإضافات حتى تحقق الكثير للفريق، أما الموسم الحالي فالجميع يشعر بأن النجوم متكدسة والنتائج سلبية، وهذا في الحقيقة سببه أن القائمة غير متزنة.
فبرغم أن ميلان لعب بعشرة لاعبين أغلب الشوط الثاني، لم يصنع إنتر هجمة منظمة واحدة على مرمى الروسونيري.
ولاعب مثل ويسلي شنايدر الذي من المفترض أنه يربط خطوط إنتر بعضها البعض كان يصوب مع كل كرة تصل إلى قدميه، ما يدل على عجزه عن إيجاد حلول لأن رفاقه لا يتحركون بنظام.
الأهلي أيضا تشعر حين تشاهده بالأمر نفسه، الخطوط غير مترابطة دفاعا وهجوما، بعكس ما كان يحدث في السنين الماضية تحت إدارة مانويل جوزيه.
وصحيح أن جوزيه امتلك قائمة رائعة من اللاعبين في فترته الثانية، لكنه كذلك صنع فريقا "منظما" وناجحا خلال فترته الأولى برغم أن رضا شحاتة كان النجم الأبرز، وفي وجود علاء إبراهيم ومحمد فاروق وأبو المجد مصطفى وصنداي.
وحتى لو سلمنا إلى أن الفريق الحالي منقوص هجوميا، بسبب عدم وجود صفقات جيدة، فلماذا دفاع الأهلي مكشوف إلى درجة أن أحمد حسن فرج أهدر سبعة أهداف في لقاء واحد؟
وكيف يكون الدفاع مكشوفا إلى هذا الحد والأهلي يلعب بثلاثي ارتكاز؟
الإجابة أن الفريق مفتقد للتوازن لأن زيادة عدد المدافعين ليس بالضرورة معناه زيادة قدرات الفريق الدفاعية، والأمر ذاته هجوميا.
حالة اللاعبين
النقطة الأهم هنا، هي أن لاعبي إنتر يظهرون بعيدين تماما عن الحالة الرائعة التي كانوا عليها في الموسم الماضي.
ميليتو ومايكون وشنايدر وجوارن بانديف وغيرهم، يظهر كل منهم أقل كثيرا من مستواه الطبيعي، ودائما في تلك الظروف يلقى باللوم على المدير الفني وإعداده للاعبين.
فمن شروط المدير الفني المتميز أن يستخرج أفضل ما في لاعبيه، وهو ما لا يحدث حاليا في إنتر ولا في الأهلي.
ميليتو تائه في أرض الملعب لا يعرف أين يتحرك، ومايكون ظهر في حالة رثة أمام جاريث بال في مباراة إنتر وتوتنام، وكان سببا رئيسيا في خسارة النيراتزوري.
صحيح أن بال متألق جدا هذه الأيام وهو لاعب رائع فعلا وسريع بشكل مخيف، إلا أنه ليس ليونيل ميسي ولا صاحب مهارة تجعله يمر من مايكون في كل مواجهة فردية بينهما.
سرعة بال يمكن إيقافها بأن تقلل المساحات المكشوفة أمامه، لكن ما حدث من تفوق تام للويلزي على مايكون يؤكد أن البرازيلي الذي كان أفضل ظهير في العالم العام الماضي غير جاهز حاليا.
هذا طبعا بالإضافة إلى أن بينيتث لم يساعد مايكون على الوقوف أمام بال بتكليف أحد لاعبي إنتر بمساعدة الظهير البرازيلي في الجبهة اليمنى.
ويتشابه الأمر في الأهلي، فبرغم أن بعض لاعبي الفريق الأحمر تقدموا في العمر وباتوا أضعف من ذي مضى، هناك أسماء أخرى تؤكد أن البدري لم يستخرج الأفضل من لاعبيه حتى الآن.
أحمد فتحي على سبيل المثال يبدو بعيدا عن مستواه المتميز وباتت جبهته اليمنى مصدعة برغم أنه لاعب لم يستطع أحد من عمالقة القارة السمراء المرور منه حين يكون في حالته.
إنتر هنا مثال جيد لأن لاعبي الفريق الإيطالي لم يتقدموا في العمر سوى أسابيع منذ تتويجهم بالثلاثية، وبرغم ذلك لا يظهرون تحت إدارة بينيتث مثلما كان الحال مع مورينيو.
حاليا في إنتر، مايكون وشنايد وميليتو بعيدين عن حالتهم، كيفو وبانديف تائهين خططيا، والدفاع مكشوف بسبب الإصابات، وبالتالي النتيجة الطبيعية هي الخسارة أمام ميلان.
في الأهلي، أبو تريكة وفتحي وحسام غالي ومحمد شوقي بعيدين عن حالتهم، معوض وجدو لا يجدان مساندة خططيا، والهجوم ومركز قلب الدفاع المجاور لوائل جمعة يعانيان من النقص منذ موسم الانتقالات، وبالتالي النتيجة الطبيعية أن يقدم الفريق عروضا باهتة.
مدرب ومدير
قبل نهاية الموسم الماضي قلت إن البدري اقترب من العلامة الكاملة في عامه الأول كمدرب لأنه وقتها كان ينجح برغم أنه يعمل بشروط الأهلي وليس شروطه هو، لأنه لا يستطيع رفض عرض تدريب الشياطين الحمر.
أما هذا الصيف فكان عليه أن يملي شروطه على مجلس الإدارة لأنه حقق بطولة دوري وفاز على الزمالك بنتيجة كبيرة والجماهير باتت تدعمه.
لكنه إما لم ينجح في إملاء شروطه من صفقات على الإدارة، أو أن كلمته غير مسموعة داخل لجنة الكرة، وفي الحالتين هو يتحمل جزء من مسؤولية القائمة غير المتزنة للفريق.
ما أود قوله أن البدري في الموسم الماضي نجح كمدرب، لكنه حتى الآن لم يقدم ما يجعله "مدير" يستحق قيادة دفة القلعة الحمراء.
هذا ليس معناه أن البدري مدرب فاشل وأن على الأهلي تغييره، وأستشهد له في ذلك بتحضيره الجيد لمباراة الزمالك في كأس مصر.
فقط هو وبينيتث تائهان وسط ظروف الصفقات والإصابات والمباريات المتتالية ولا يأخذان القرارات السليمة في تلك المواقف، فجعلوها تتحكم في فريق كل منهما بدلا من أن يتحكما هما فيها.
أصبحا يلومان الظروف ولا ينتبهان لأخطائهما العديدة، التي يجب أن يصلحوها برؤية سليمة إن كانوا يريدون أن يقدموا موسما "استنثائيا" يجعلهم على درجة جوزيه ومورينيو.