- بعد قيام ثورة 25يناير 2011 ، وفى محاولة إعادة بناء ما أفسده النظام البائن ، تحدث الكثيرون عن التجارب التى خاضتها بعض الامم التى سبقتنا ونجحت نجاحا مذهلا فى بناء أوطانها ، فأشار البعض الى تجربة النمور الآسيوية فى جنوب شرق آسيا ، وتحدث الآخرون عن التجربة التركية و الهندية وأيضا التجربة البرازيلية .

- وكانت ( قضية البطالة ) وعدم توفر فرص العمل للشباب من أهم القضايا التى واجهتها تلك الامم ، وهناك من إستطاع أن يتغلب على هذه القضية الشائكة بإنشاء المصانع الحديثة و زيادة الرقعة الزراعية والإهتمام بالمشاريع متناهية الصغر .


- إلا إن ( التجربة البرتغالية ) التى يعتبرمستر مانويل جوزيه من أهم روادها كانت من أنجح التجارب التى إستطاعت القضاء تماما على ( مشكلة البطالة ) فى البرتغال وفى بلاد الجوار أيضا كأسبانيا و فرنسا ..!!

- ففى إحدى زيارته المكوكية الى مسقط رأسه العاصمة البرتغالية ( لشبونه ) تلاحظ له زيادة نسبة البطالة فى العاصمة بشكل مخيف ، وأن هناك نماء مطرد فى أعداد العاطلين ممن يجلسون على المقاهى ولا يجدون فرص للعمل بالبرتغال .

- فتفتق ذهن الرجل عن فكرة ( عبقرية ) للقضاء على مشكلة البطالة البرتغالية ، وهى تصدير الأيدى العاطلة وممن إكتظت بهم المقاهى الى منطقة الشرق الأوسط ، حيث ينتشر مبدأ ( عقدة الخواجة ) و مبدأ ( رزق الهبل ) أيضا .

- فقام ( بإستلقاط ) العديد من رواد المقاهى الى ( قاهرة المعز ) ، ونجح فى ( ضرب باسبورتات ) لهم ، تغير فيها المهنة من ( عاطل بالوراثة ) الى بعض الوظائف الوهمية الاخرى التى لم ينزل الله بها من سلطان ، فظهرت ولأول مرة بجوازات السفر البرتغالية وظيفة ( مخطط أحمال ) و ( محلل أداء ) .. ألخ ..!!

- فوجدنا بدرو مدربا عاما للأهلى ، ربما ليتولى المهمة أيضا ( بالتوريث ) خلفا لمستر مانويل وهناك أيضا فيدالجو ( مخططا للأحمال ) ، بالإضافة لأوسكار ( محللا لأداء اللاعبين ) ..!!

- وبذلك نجح العبقرى ( مانويل جوزيه ) من القضاء على البطالة البرتغالية ، بعد أن إستوعب سوق العمل بأرض الجزيرة للعديد منهم ، و أعتقد إنه سوف يتوافد على منطقة ( ميت عقبة ) وخط القناه ما تبقى من عاطلين على المقاهى البرتغالية ..!!

- وقد يتحدث البعض عن الملايين من الدولارات و اليوروهات التى سوف ( تلهفها ) العمالة البرتغالية الوافدة الى أرض الكنانة ، وذلك فى ظل النقص الحاد فى الموارد التى تشاهده الموازنة المصرية ، بالشكل الذى اضطرت معه حكومة شرف الى السحب من الإحتياطى النقدى للدولة .!

- إلا إنه هذا لا يهم فى سبيل تحقيق هدف أسمى وهو مساهمة مصر وإستمرار أداءها لدورها المميز فى القضاء على ( البطالة البرتغالية ) و المساهمة فى حل كل مشاكل العالم بأسره .!!

- الشيء الغريب إنه بعد إخفاقات النادى الأهلى فى دورى الأندية الأبطال و كأس مصر ، صرح الجهاز الفنى بإن اللاعبين يعانون من الإجهاد ، وهو دور مخطط الأحمال فى المقام الأول ، كما إنه بعد كل مبارة نسمع بأن الكابتن ( اوسكار ) - اعانه الله - قد قام بتحليل أداء كل اللاعبين ، ليتعرف كل لاعب على أخطاءه ، فى محاولة ( علمية ) لتداركها ، ومع ذلك فالأخطاء معادة ومتكررة يعلمها القاصى و الدانى منذ زمن طويل ، ولم ينجح تحليل العبقرى اوسكار فى القضاء عليها أو حتى التقليل منها ؟!!