هذا هو الأهلى الذى نعرفه ، حتى لو لم يقدم مباراة رفيعة المستوى ، لكنه استطاع الثبات والوقوف على أقدامه وتحقيق فوزا غاليا وهاما جدا سيكون بإذن الله هو بوابة العبور إلى الدور قبل النهائى من بطولة أفريقيا ، وقدم الفريق مباراة دفاعية قوية بسبب خط دفاعه الصلب الفاهم ومن خلفهم إكرامى الذى ساهم بقوة فى تحقيق هذا الفوز ، وكان الرباعى ( جمعه ، نجيب ، شريف و معوض ) هم أبرز وأفضل لاعبى الفريق فى الملعب .
وطوال النصف ساعة الأولى من المباراة ، بدا أن الأهلى يبحث عن ثقته فى نفسه أولا تاركا المساحة أمام لاعبى ليوباردد بلا خطورة كبيرة إلا على فترات ، أثبت خلالها الفريق الكونغولى أنه مسالما للغاية ولم يتغير عن مواجهة كأس السوبر التى جمعته بالمارد الأحمر قبل عدة شهور ، وعندما ضغط لاعبو الأهلى على منافسهم لدقائق قليلة للغاية ، تمكنوا من إحراز هدف المباراة الوحيد ، ورغم أن الفريق المضيف كان الأكثر استحواذا على الكرة وتمريرا ومحاولة ، إلا أن الجسور الدفاعية المنيعة فى تلك المباراة كان عاملا حاسما تماما فى إنهاء المباراة بهذا الهدف الغالى .
نعم كانت الفرص إجمالا لصالح المضيف بالطبع ، لكن عندما تجيد دفاعيا ، ويرافقك التوفيق ( وهو عامل مهم جدا لأى فريق ، لا يأتى إلا لمن يستحقه ) ، فإنك قادر على الفوز ولو بهدف وحيد فى أى ظروف ، ولأن التوفيق أحيانا يكون هو العامل الحاسم فى تحديد نتيجة الكثير من المباريات ، فكان ما كان فى تلك المباراة ، فالكل يتذكر ركلة الجزاء الضائعة من سليمان فى المباراة الماضية ، والتى ربما كانت قد غيرت نتيجتها ، واليوم ، حسم الأهلى المباراة بهدف سليمان من تمريرة "عبقرية" من أبو تريكه كالعادة ، رغم قلة هجمات وفرص الفريق مقارنة بمحاولات مستميتة من الخصم لتعديل الأوضاع ، حملت بعض العشوائية ، وأيضا عدم التوفيق .
ولا يزال ، محمد أبو تريكه ، هو المتحكم فى عصا الأهلى السحرية ، فحتى لو لم يظهر كثيرا فى المباراة ، فكانت تكفى تمريرة أو اثنتين لينهى اللقاء ، وهو الوحيد القادر على ذلك فى صفوف الأهلى ، مع كامل التقدير لكل النجوم ، فقد كان من الضرورى أن يتراجع تريكه للخلف قليلا ليصنع حالة الربط بين خطوط الفريق ، مع ضرورة تقدم سليمان أو السعيد بدلا منه ، لأن تمريرة تريكه ( تختلف عن أى لاعب آخر ) ، وهو ما قد كان فى كرة الهدف ، التى جاءت بسبب كونها هجمة مرتدة وليس تكتيكا ثابتا يجب أن يفكر فيه الجهاز الفنى ، لأن الكثير من المباريات ، حتى فى عهد جوزيه ، كانت تتحول لصالح الأهلى فقط عندما يتواجد أبو تريكه فى وسط الملعب كقائد ومايسترو وممول هو الأهم للكرة .
ورغم أن سليمان أحرز هدفا رائعا وصعبا ، إلا أن الأداء العام له لم يكن على المستوى المطلوب طوال المباراة ، وسيظهر ذلك بالأرقام المجردة التى لا تكذب ، وهو يحتاج إلى بعض الوقت لاستعادة مستواه ، بينما اجتهد السعيد كثيرا فى هذا اللقاء ، بعد النصف ساعة الأولى التى استحق معها مغادرة الملعب ، لكنه عوض ذلك بالتحرك الكثير والمساندة الدفاعية ، ولا يزال فى حاجة لمراجعة تمريراته .. وللأسف لم يقدم السيد حمدى المطلوب منه كمحطة هامة احتاج إليها الفريق ولم يجدها ، وربما كان معذورا لعدم المشاركة المستمرة وهو عذره الوحيد ، وإذا قارناه بالناشئ المميز " عمرو جمال" الذى لعب 15 دقيقة تقريبا بشكل رائع استحق معه الحصول على فرصة اللعب أساسيا فى رأيى المتواضع بدءا من المباراة القادمة .
خط الدفاع تبرز أرقامه بشكل لافت للنظر ، ولا يمكن إغفال حالة التركيز الشديدة التى بدت على رباعى الدفاع ، وما قدمه ظهيرا الأجناب ( شريف ومعوض ) من تغطيات عكسية رائعة جدا قلما نراها فى ملاعبنا ، أنقذت منطقة جزاء الأهلى من هجمات خطرة وفى توقيت أكثر من مبهر ، وبالطبع فإن جمعه ونجيب كانا فى قمة التألق فى هذا اليوم .. والأرقام لا تكذب .
يبقى التعقيب على المستوى الطيب الذى قدمه ( تريزيجيه ) منذ لحظة نزوله إلى الملعب ، وعبر ما يقرب من 20 دقيقة ، كان شعلة نشاط فى وسط الملعب ، بينما ظهر على العكس تماما ( رامى ربيعه ) الذى لم يتمكن من تعويض غياب "عاشور" وكانت تمريراته غير جيدة على الإطلاق مع فقده لعدة كرات والتحرك بطيش وعصبية غير مبررة ، وهى ربما فرصة لمراجعة نفسه حيث كان أداؤه صادما للكثيرين .. بينما كان شهاب مقبولا ، ودومينيك لم يتمكن من تقديم الكثير وإن كان محطة جيدة فى تلك اللحظات ( مع التحفظ على احتفاظه المبالغ فيه بالكرة حتى تفقد منه ) .
إجمالا ، نجح الأهلى فى خطف الفوز الهام جدا من ليوباردد ، وبعد هزيمة الزمالك ( للأسف ) ، يبدو أن الطريق قد يكون ممهدا للأهلى للمرور مع أورلاندو نحو المربع الذهبى بشرط الفوز فى المباريتين القادمتين على ليوباردد ومن بعده الزمالك ، وأظن أن نتائج باقى مواجهات الفرق ستتيح للأهلى فرصة جيدة جدا ربما لإعتلاء قمة تلك المجموعة أيضا .
وإلى أرقام وإحصائيات المباراة :
** سدد لاعبو الأهلي 3 تسديدات (منها 2 بين القائمين و العارضة) بدقة 67 % في مقابل 9 تسديدات لليوبارد الكنغولي (منها 3 تسديدات بين القائمين و العارضة) بدقة 33 %.
** صنع لاعبو الأهلي 14 هجمة على مدار اللقاء اكتمل منها ثلاث هجمات في مقابل 40 هجمة شنها لاعبو ليوبارد اكتمل منها 13 هجمة, هيئت 3 فرص للتسجيل للاعبي الأهلي فيما هدد فريق ليوبارد مرمى الأهلي في 7 فرص .
** عمق الأهلي كان الأكثر فعالية هجومياً من بين جبهات الفريق فشن من خلاله 6 هجمات اكتمل منها ثلاثة فيما فشلت جبهتا الفريق اليمنى و اليسرى من تحقيق أي هجمة مكتملة بينما تدفقت عبر جبهتي فريق ليوبارد اليمنى و اليسرى 14 هجمة اكتمل من جبهته اليمنى 5 هجمات ومن اليسرى 4 هجمات.
** مرر لاعبو الأهلي 204 تمريرة بشكل صحيح بدقة تمرير 91 % في مقابل 330 تمريرة صحيحة للاعبي ليوبارد بدقة 76% بينما يظهر إستحواذ لاعبو ليوبارد على الكرة بنسبة 62 % في مقابل 32 % للأهلي وإن كان استحواذا سلبيا على الكرة.
** سقط لاعبو الأهلي في التسلل مرتين بينما احتسب على لاعبي ليوبارد 5 تسللات خلال المباراة, كما ارتكب لاعبو الأهلي 19 خطأً في مقابل 18 خطأً ارتكبها لاعبو ليوبارد ضد لاعبي الأهلي.
** لكل من وليد سليمان و السيد حمدي تسديدة واحدة على مرمى ليوبارد هي كل تسديدات الفريق بين القائمين والعارضة ( وحتى تسديدة حمدى الرأسية ذهبت ضعيفة للغاية وغير مؤثرة ) , كما صنع أبو تريكة فرصتين للفريق من تمريرتين فعالتين منها واحدة سجل منها وليد سليمان هدف اللقاء كذلك لعبدالله السعيد تمريرة فعالة صنع بها فرصة تهديفية للأهلي.
** للأهلي عرضيتان صحيحتان طوال المباراة مررهما الثنائي وليد سليمان و أبو تريكة ، ولم يعتمد الفريق كثيرا على الهجوم من الجناحين او إرسال العرضيات داخل الصندوق لعدم وجود رأس حربة تقليدى ، حيث جنح حمدى كثيرا نحو الأطراف واعتمد الجهاز عليه كمحطة مثلما كان الحال مع الناشئ عمرو جمال ، وكان الهجوم من القلب هو الحاسم والفعال للأهلى فى تلك المباراة .
** اللاعبون الأكثر دقة في التمرير على الترتيب شهاب الدين أحمد 93%, شريف عبد الفضيل 84% بينما كان الأقل دقة في التمرير رامي ربيعة 52%, وليد سليمان 56%, عبدالله السعيد 56% على الترتيب.
** أكثر من استخلص وقطع الكرة من لاعبي ليوبارد كان محمد نجيب 23 مرة تلاه شريف عبد الفضيل و وائل جمعة 21 مرة لكل منهما, بينما كان أكثر من فقد الكرة وليد سليمان 9 مرات.
** وليد سليمان الأكثر إرتكاباً للأخطاء فاحتسب عليه 5 أخطاء كما وقع أبو تريكة و وليد سليمان في التسلل مرة واحدة لكل منهما.
** الناشئ الواعد ( عمرو جمال ) لعب ما يقرب من 15 دقيقة فى نهاية المباراة ، مرر الكرة بشكل صحيح 7 مرات ولم يمرر أى تمريرة خاطئة ، لم يفقد الكرة مطلقا ، وقدم أداءا رفيع المستوى كمحطة هجومية ثابتة مع بعض اللمحات المهارية وسرعة التمرير الإيجابى ، التى تؤكد أنه قد يكون المهاجم الأساسى فى مباريات قادمة للأهلى .
** حافظ شريف إكرامي على عرين الأهلي فتصدى لثلاث تسديدات بشكل صحيح, و تصدى لست عرضيات بشكل صحيح بينما أخفق في التصدي لكرة عرضية واحدة مرت بسلام , كذلك خرج شريف بشكل صحيح مرتين من مرماه ليحافظ على نظافة شباكة.