الحمد لله رب العالمين
أخي في الله
هذا الموضوع عبارة عن عصارة خبرة رجال فهموا ووعوا وأطلق الله على لسانهم الحكمة لكي يعظوا غيرهم وعلى رأسهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فأرجو أن تقرأها وإن طالت عليك أنسخها وأرجع لها فإنها سوف تضيف لك الكثير والكثير والكثير
فصل أحداث كَثُرَ ما انتفع بها:
يوم عاشوراء:
هو يوم خطير في حياة المسلمين، حزين جداً ولكنه يحمل إليهم عبراً ودروساً كبيرة ودروس الحق الذي لن يهزمهم الباطل أبداً. إنه يوم يجب فيه على المسلمين أن يتحدوا وأن يكونوا قلباً واحداً على اختلاف مذاهبهم لأن عدوهم لا يفرق بينهم وحين عجز هذا العدو أن يهزمهم بثّ بينهم النعرات الطائفية والمذهبية ووقف يسخر منهم يذبح بعضهم بعضاً فمتى سيصحو المسلمون؟؟
في الظن:
- قال أبو هريرة رضي الله عنه: إن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله.
- وقال إيضاً في حديث رفعه : إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث.
- أسوأ الناس حالاً من لا يثق بأحد لسوء ظنه ولا يثق به أحد لسوء فعله.
أخلاق حملة القرآن:
قال عبد الله بن مسعود ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون وبنهاره إذ الناس مفطرون و بحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذ الناس يضحكون وبورعه إذا الناس يخلطون وبخشوعِه إذ الناس يختالون وبصمته إذ الناس يخوضون.
لا ترضَ حتى ترضَ:
لاترض قول امرئ حتى ترضى فعله ولا ترضَ فعله حتى ترضَ عقله ولا ترضَ عقله حتى ترضَ حياءه ، فإن ابن آدم مجبول على أشياء من كرم ولؤم فإذا قوي الحياء قوي الكرم وإذا ضعف الحياء قوي اللؤم.
وصية لرجل أراد السفر:
آثر بعملك ولا تدع لشهوتك رشادك وليكن عقلك وزيرك الذي يدعوك إلى الهدى ويعصمك من الردى ألجم هواك عن الفواحش وأطلقه في المكارم فإنّك تَبَرُّ بذلك سلفك وتشيد شرفك.
أركان السلطان
قال عمر بن عبد العزيز :( إن للسلطان أركاناً لا يثبت إلاّ بها ، فالوالي ركن ،والقاضي ركن ،وصاحب بيت المال ركن ، والركن الرابع أنا) ،وهذه أركان ثابتة على مرِّ التاريخ ، و في كل بقاع العالم ، لذلك تخَيَّر رضي الله عنه ولاته على الأمصار ، وقضاته ، وصاحب بيت المال... وهو مِنْ هو حيث الزهد بالحكم ، و العدالة و الورع ، فاستقامت أمور العباد و البلاد .
دعوهم:
قيل لعائشة رضي الله عنها: أن قوماً يشتمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:دعوهم أبعَدهم الله ،فإنّ الله لما قطع صحابة الرسول العمل بموتهم أحب أن لا يقطع عنهم الأجر .
لا أُطعم خصمي:
اختلف ابن سيرين مع رجل على درهمين فتقاضيا ، فحلف ابن سيرين يميناً أمام القاضي ، فقيل له: أتحلف من أجل درهمين فقال: نعم أحلف لأنّي لا أريد أن أُطعم خصمي مالاً حراماً.
ما لهذا المتخشِّع:
نظرت عائشة رضي الله عنها إلى رجل كاد يموت تخافُتاً فقالت له: ما لهذا ؟ قيل : إنّه من القرّاء ،فقالت: كان عُمَرُ إذا أمشى أسرع ، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع.
كلُّ يُنفق مّما عنده:
يّروى أن السيد المسيح عليه السلام مرّ بقوم فقالوا له شرّاً فقال لهم خيراً فقيل له: إنهم يقولون شراً وتقول لهم خيراً ، فقال عليه السلام :كلّ ينفق ممّا عنده.
كسب القلوب
- مرَّ عيسى عليه السلام بقوم فشتموه ، فكلّما قالوا شرّاً قال خيراً ، فقال له واحدٌ من الحواريين : كلّما زادوك شرّأً زدتهم خيراً حتّى كأنّك تُغريهم بنفسك و تحثّهم على شتمك ، فقال : كلّ إنسان يعطي ممّا عنده – أُتِيَ المنصور برجل أذنَبَ فأمر بقتلِه ، فقال : إنَّ الله يأمر بالعدل و الإحسان ، فإن أخذت غيري بالعدل ، فخذ فيَّ بالإحسان ، فأمر المنصور بإطلاقه.
غاية العفو والإحسان :
فقد ابن مسعود دراهم ،فقال لهم: اللهم إن كان حَمَلتْهُ على آخذها حاجة ، فبارك له فيها ، وإن كان حَمَلتْه جراءة على الذنب،فاجعله آخر ذنوبه .
اجعل مع الدعاء قطراناً:
مرّ شيخ برجل رمدَتْ عيناه ، فقال له: أرى وجع عينك قد طال؟ فبماذا تعالجها؟ قال : بدعاء الوالدة فقال الشيخ له: لو أضفت إليه قليلاً من الدواء لكان أسرع في الإجابة والشفاء .
حُسْنُ الجواب:
دعا عبد الملك بن مروان يوماً بالغذاء وبحضرته رجل فدعاه إلى غذائه ، فقال: ليس بي غداء يا أمير المؤمنين ، قد تغذّيت ، فقال عبد الملك : ما أقبح بالرجل أن بأكل حتّى لا يكون فيه للطعام فقال: يا أمير المؤمنين ، فيّ فضل، ولكن أكره أن آكل فأصير إلى ما استقبحه أمير المؤمنين.
من خطبة لعثمان رضي الله عنه:
- أما بعد ، فإن لكل شيء آفة ، وآفة الدين، وعاهة هذه الملّة قومٌ عيّابون طعّانون ، يظهرون لكم ما تحبون ويسرّون ما تكرهون .
- أنتم إلى إمام فعّال أحوج إليكم إلى إمام قوّال.
عابدٌ يتأسف:
زار إبراهيم بن الأدهم أحد العابدين في مرض موته، فوجده يتنفّس ويتأسّف، فسأله : علام تتأسّف؟ فقال : على ليلة نمتها ما قمتها وعلى نهار أفطرته ما صمته وعلى ساعة غفلت فيها عن ذكر الله.
نظرة زاهد
- نظر زاهد إلى باب سلطان ظلوم ، فقال : باب حديد ، وموت عتيد ، و نزع شديد ، وسفر بعبد .
- زاحم شابُ شيخاً في الطريق ، وقال مجانةً و تكبُّراً ، كم ثمن هذا القوس ؟ - يعيّره بانحنائه – فقال الشّيخ : يا بني إن طال عُمُرك فإنّك مشتريه بلا ثمن.
الشافعي والرشيد
شَرَطَ الإمامُ الشافعيُ على الرشيدِ حينَ طلبَ منهُ أن يعظه ، على أن يأخذَ بِها ، وأنْ يكون صريحاً غير متلمّقاً له ، فوافق على ذلك ، فقال له : اعلم أن من أطال عنان الأمل في الغرة طوى عنان الحذر في المهلة ، ومن لم يعول على طريق النجاة خسر يوم القيامة إذا امتدت به الندامة ) فبكى الرشيد
ناصح متميّز
قال رجل من العامّة لسليمان بن عبد الملك : ( سأطلق لساني بما خرست به الألسن أداءً لحق الله ، ولحقّ أمانتك ، أنّك قد اكتنفك رجال أساؤوا الاختيار لأنفسهم و ابتاعوا دنياك بدينهم ، ورضاك بسخط ربّهم ، خافوك في الله ، ولم يخافوا الله منك ، فلا تصلح دنياك بفساد آخرتك ، فأعظم الناس غبناً يوم القيامة من باع آخرته بدنيا غيره ) ، فقال له سلميان : أمّا أنت فقد نصحتَ و أرجو من الله يعيننا مع ما قلدنا ، وقد جرَّدت لسانك فهو سيفك ، فقال رجل : أجل يا أمير المؤمنين و هو لك عليك.
كبّر عليه أربع تكبيرات:
قصد رجل صديقاً له في حاجة عظيمة فقضاها ، فجاءه بهديّة، فسأله : ولم هذه الهديّة؟ فقال: لأنك قضيت حاجتي،فقال:خذ مالك بارك الله لك فيه،وإذا أنت قصدت أخاك في حاجة يستطيع قضاءها فلم يقضها ، فعد إلى بيتك وتوضأ وكبّر عليه أربع تكبيرات ، وصلّ عليه صلاة الجنازة وعدّهُ في الأموات .
نوادر من الحكمة :
كان كسرى يقول : عليكم بأهل السخاء والشجاعة فإنهم أهل حُسْن الظن بالله ولو أنّ أهل البخل لم يدخل عليهم من ضرّ بخلهم ومذمة الناس لهم وإطباق القلوب على بغضهم إلا سوءُ ظنهم بربهم في الخلف، لكان عظيماً.
أجوبة مسكتة
- خرج بعض الزهّاد في يوم عيدٍ في هيئةٍ رثّة ، فقيل له : تخرجُ في مثل هذه الهيئة و الناسُ يتزينون ؟ فقال : ما يُتَزَيَنُ لله بمثل طاعته ، يقول الله تعالى في كتابه العزيز : ( وَلِبَاْسُ التَقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ).
- وقيل للحسن ما بال المجتهدين أحسن وجوهاً ؟ فقال : لأنّهم خَلَوا بربّهم ، فكساهم من نوره .
الغنى:
قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
يعز غني النفس إنْ قلَّ ماله ويغنى غني المال و هو ذليل
و قال أبو فراس :
إن الغني هو الغنيُ بنفسِهِ ولو أنّه عاري المناكب حافِ
ما كلّ فوق البسيطةِ كافياً فإذا قَنِعتَ فكل شيءٍ كافِ
يقظة عمر:
لمّا ولى عمر بن الخطاب عبد الله بن مسعود قال له: يا ابن مسعود ، اجلس للناس طرفي النهار، وأقرئ القرآن ، وحدث عن السنة وصالح ما سمعت عن نبيك صلى الله عليه وسلم ولا تستنكف إذا سئلت عما لا تعلم أن تقول لا أعلم ، وقل الفُتيا ، فإنك لم تُحِِطْ بالأمور علماً ،وأجب الدعوة ، ولا تقبل الهدية ، وليس بحرام ولكن أخاف عليك القالة والسلام.
ينهى ولده أولاً:
بلغ عمر بن عبد العزيز أن ابنه بالمدينة اشترى خاتماً قيمةُ فصّهِ ألف درهم . فكتب عمر رضي الله عنه : عزمت عليك إلا بعت خاتمك بألف درهم ، وجعلتها في ألف بطن جائع فقير، واستعملت خاتماً من وَرِق (فضة)، جعلت فصه منه ونقشت عليه : ( رحم الله امرأً عرف قدره).
البلاغة والعيُّ:
قال ابنُ عون كنّا جلوساً عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، قال : فجعل يتكلّم ، وعنده رجل من أهل البادية ، فقال له ربيعة: ما تعدون البلاغة فيكم؟ قال : الإيجاز بالصّواب، قال: فما تعدون العيّ فيكم؟ قال: ما كنت فيه منذ اليوم وأنت وأصحابك .
في الهم والديون:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو بـرجل من الأنصار يقال له أبو أمامة جالساً فيه فقال : يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله .فقال : ألا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله عز وجل همّك وقضى دينك...قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن و من العجز و الكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال قال: فقلت ذاك فأذهب الله همي وقضى عني ديني.
من كره من الملوك تقبيل يده :
دخل رجل على هشام بن عبد الملك :فقبّل يده ، فقال : أفُّ له ، إن العرب ما قبّلت الأيدي إلا هلوعاً ، ولا فعلته العجم إلا خضوعاً . وأستأذن رجل المأمون في تقبيل يده ، فقال له: إن قبلت اليد من المسلم ذلّة ، ومن الذمّي خديعة ، ولا حاجة بك أن تذلِ ، ولا بنا أن تُخدع.
نصيب الشاعر:
قال مسلمة بن عبد الملك لنصيب الشاعر: أمدحت فلاناً ؟ يعني رجلاً من أهل بيته ، قال له : قد كان ذاك ، قال : أوحرمك؟ قال: قد كان ذاك ، قال: أفلا هجوته ؟ قال: لا أفعل ، قال: وَلِمَ؟ قال: لأني كنت أحقّ بالهجاء منه ، إذ وضعت مدحي في مثله ، فأعجب مسلمة قولُه ، فقال له: سلني ، قال: لا أُفعل، قال : ولم ؟ قال: لأنّ يدك بالعطاء أسمح منّي بالسؤال . فأعطاه ألف دينار .
أربع كلمات :
لما جلس الملك بُزُرِجِمَهْر سأله أحبابه : بماذا تتعزّى ؟ فقال: بأربع كلمات ، الأولى بقولي : إن كلّ شيء يجري بقضاء الله وحكمه و الثانية :بقولي إن لم أحتمل ماذا أصنع ، والثالثة بقولي : إنه ممكن أن أقع بشرّ أعظم من هذا ، الرابعة بقولي: لعل الفرج قريب وأنا لست أعلم .
الجميع تحت الشرع:
ساوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعرابيا بفرس له ، فلما قامت على ثمن أخذها عمر على أنه فيها بالخيار إن شاء أمسك وإن كره ردّ. قال : فوقعت الفرس في بئر فهلكت . فقال الأعرابي: ضَمِنْتَ فرسي يا أمير المؤمنين قال: كلا ، إني لم أضمنها. قال الأعرابي : فاجعل بيني وبينك رجلاً من المسلمين فجعلا بينهما شُريحاً ، فقصّا عليه القصة ، فقال: ضَمِنْتَ يا أمير المؤمنين فرس الرجل ، لأنك أخذتها على شيء معلوم ، فأنت لها ضامن حتى تردها عليه ، قال: فقبل عمر ذلك ، وبعث شريحاً على قضاء الكوفة.
زهد في الجنّة:
سمع مالك بن دينار رجلاً يقول : لو أعطاني الله بيتاً صغيراً – في الجنة – لرضيت به ، فقال له ابن دينار : ليتك يا بن أخي زهدت في الدنياً كما زهدت في الجنة.
ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً :
إن لم تنفعه فلا تضره . وإن لم تُفْرِحهُ فلا تغمّه.
وإن لم تمدحه فلا تذمه .
أخلاق الفاتحين المسلمين:
وصى أبو بكر رضي الله عنه جيش أسامة فقال:
اغزوا باسم الله وفي سبيل الله ، لا تخونوا،ولا تَغُلّوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا ، طفلاً صغيراً ، ولا شيخاً كبيراً ، ولا مرأة ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه ، ولا تذبحوا شاة ولا بعيراً إلا لمأكلة . وإنكم ستمرون على أقوام فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم و ما فرغوا أنفسهم له . قاتلوا من يقاتلكم وسالموا من يسالمكم.
جواب مسكت:
ضاف أحدهم قوماً فكرهوه ، فقال الرجل لأمرأته: كيف لنا أن نُعلم هذا مقدار مقامه عندنا ؟ فقالت: ألقِ بيننا شرّاً نتحاكم إليه ، ففعلا ، و تحاكما إلى الضيف ، فقالت له المرأة : بالذي يبارك لي في مقامي عندكم شهراً لا أعلم .
من وصايا سيدنا علي بن أبي طالب لابنه الحسن رضي الله عنهما:
- ابذُل لصديقك كلّ المودة ، و أعطه كل المساواة ، و لا تُفشِ إليه كل الأسرار.
- العفاف زينة الفقر ، و الشكر زينة الغنى ، الناس أبناء فلا يُلام الرجل على حب أمّه.
الحاكم رشيد الرأي:
قال عمر بن عبد العزيز لرجل من أهل الأمصار كيف عاملنا قبلكم ؟ قال : يا أمير المؤمنين إذا طابَتِ العَينُ عَذُبَتِ الأنهار.
وكثرت الشكوى إلى جعفر بن يحيى حول عامل له ، فكتب إليه، قد كَثُرَ شاكوك ،فإمّا اعتدلت وإما اعتزلت .
ساعة الفراق:
لمّا حضرت الوفاة ابن مبارك قال لنصر مولاه : اجعل رأسي على التراب ، فبكى نصر ، فقال له ما يبكيك ؟ قال : ذكرتُ ما كُنتَ فيه من نعم و أنتَ هو ذا تموت فقيراً غريباً ، قال: اسكت، فإني سألتُ الله تعالى أن يُحييني حياة الأغنياء و أن يميتني موتَ الفقراء ، ثم قال له: لقّني و لا تعد عليّ ما لم أتكلم بكلام ثان، ولما حانت ساعة الفراق فتحَ عبد الله بن مبارك عينه وضحك ، وقال : لمثل هذا فليعمل العاملون.
رحمة الأم
عن أنس رضي الله عنه قال:
جاءت امرأة إلى عائشة رضي الله عنها ، فأعطتها ثلاث تمرات ، فأعطت كل صبي تمرة ، و أمسكت لنفسها تمرة ، فأكل الصبيّان التمرتين ، و نظرا إلى أمهما ، فعمدت الأم إلى التمرة ، فشقتها ، فأعطت كل صبي نصف تمرة ، فجاء النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته عائشة ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( وما يعجبك من ذلك ؟ لقد رحمها الله برحمتها صبييّها )
وصيّة من عمر
قال رجلُ لعمر بن عبد العزيز بن عبد العزيز : أوصني ، فقال له: أحذر أن تكون ممّن يخالط الصالحين و لا ينتفع بهم ، أو يلوم المذنبين و لا يجتنب الذنوب ، و أو ممن يلعن الشيطان في العلانية ويطيعه في الشرِّ.
وقال مكحول الدمشقي : أربع من كُنَّ فيه كنَّ عليه ، فأما الأربع اللاتي له : فالشكر والإيمان و الدعاء والاستغفار ، وأما الثلاث اللاتي عليه ، فالمكر و البغي و النكث .
صفة النبي صلى الله عليه وسلم:
لقي أبو بكر الصديق رضي الله عنه راهباً ، فقال له: صف لي نبيكم كأنني أنظر إليه فإني رأيت صفته في التوراة والإنجيل . فقال أبو بكر : لم يكن حبيبي بالطويل البائن ، و لا بالقصير ، فوق الربعة ، أبيض اللون ، مشرب بالحمرة، جعد الشعر جمّته(شعره) إلى شحمة أذنه ، صلت الجبين ( واسع) ، واضح الخد ، أدعج العين ، أقنى الأنف ، مفلج الثنايا ، كأن عنقه إبريق فضة ، وجهه كدارة القمر صلى الله عليه وسلم
والقنا: وهو ارتفاع في أَعلاه بين القصبة والمارنِ من غير قبح. ، و أدعج: سواد عينيه كان شديد السواد. ،مفلج الثنايا: وهو خلاف المُتراصِّ الأَسنان.
أقلّ الكلام:
كلّم العتابي يحيى بن الوليد في حاجة له فقال له يحيي: والله ياعتابي لقد قلّ كلامك اليوم ونذر ، فأجاب العتابي: وكيف لا يقلّ كلامي وأنا أدور حول ذُلّ المسألة، وحيرة الطلب ، وخوف الردّ؟ فقال يحيى:و الله ياعتابي لقد تكلمت فأصبت ، وأوجزت فأقنعت ، ولئن قلّ كلامك ، فقد كثرت فوائده.
لله فحسب :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله على مدرجته مَلَكاً ، فلما أتى عليه قال: أريد أخاً لي في هذه القرية ، قال : هل عليك من نعمة تربّها عليه ؟ قال : لا ، غير أني أحببته في الله عز وجل ، قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ) وقوله: هل لك من نعمة ترّها عليه: أي هل صنعت معه معروفاً تريد أن يجزيك عليه وتستفيد منه .
أَطع أبا القاسم:
عن أنس رضي الله عنه قال:
كان غلام يهودي يخدم الرسول فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال : أطع أبا القاسم، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد الله الذي أنقذه من النار.
طلب الدنيا
قال رجل صالح لرجل من الأغنياء : كيف طلب للدنيا ؟ فقال : شديد ، فقال : فهل أدركت منها ما تريد ؟ فقال: لا ، قال : هذه التي صرفت عمرك في طلبها لم تحصل منها ما تريد ، فكيف التي لم تطلبها ؟
وقال رجل للحسن البصري : أوصني ، فقال له: أَعِزَّ أمر الله حيثما كنت يُعِزّكَ الله حيثما أنت.
أخاف الفتنة
قال عبد الملك لأبيه عمر بن عبد العزيز ، يأبَتِ لم لا تنفذ الأمور على عَجَل، فوَ الله ما أبالي لو أنّ القدور غَلَتْ بي وبك في الحق ؟ فقال عمر : لا تعجل يا بني ، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين ، ثم حرمها في الثالثة ، وأنا أخاف أن أحمل الحقْ على الناس جملةً فيدفعونها جملةً، ويكون من وراء ذلك فتنة .
بم سُدْتَ قومك؟
قال معاوية بن أبي سفيان لعرابة الأنصاري : بِمَ سُدْتَ قومك يا عرّابة؟ قال عرّابة: لست بسيدهم ، قال معاوية أتنكر الأمر الواقع يا عرّابة و قد سوّدك قومك عليهم ؟ فقال عرّابة: قُلتُ لست بسيدهم ، ولكني رجل منهم ، أعطيتُ في نائبهم ، وحلمتُ عن سفيههم ، وشددت على يد حليمهم فمن فعل منهم مثل فعلي فهو مثلي و من قصّر عنه فأنا أفضل منه ، ومن تجاوزني فهو أفضل مني.
لست بخيرهم ، ولست بشرّهم
التقى الحسنُ البصري و الفرزدق الشّاعر في جنازة ، فقال الفرزدق للحسن البصريّ و هو إلى جانبه : أتدري ما يقول الناس يا أبا سعيد ؟ قال الحسن : و ما عسى أن يقولوا ؟ قال الفرزدقُ: سيقولون لقد اجتمع في هذه الجنازة خير الناس و شرُّ الناس ، قال الحسن البصري : كلا، فلستُّ بخيرهم ، ولستَ بشرِّهم.
الخليل الصالح
قال لقمان لابنه : يا بني ، ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان خليلاً صالحاً ، فإنما الخليل الصالح كمثل النخلة ، إن قعدت في ظلها أظلتك ، و إن احتطبت من حطبها نفعتك ،وإن أكلت من ثمرها وجدته طيباً . وقال الشيخ محي الدين بن عربي: عليك بمجالس من تنتفع بمجالسته في دينك، من علم تستفيد منه ، أو عمل يكون فيه ، أو خلق حسن يكون عليه ، فإن الإنسان إذا جالس من تذكّرُه مجالسته الآخرة فلا بد أن يتحلى منها بقدر ما يوفقه الله لذلك
دعوات مستجابات:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهم؟ دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، و دعوة الوالد على ولده .
أبغض الناس إلى الله كل طعّان لعان :
قال المكي بن إبراهيم: كنا عند ابن عون ، فذكروا بلال بن أبي بردة (الوالي) ، فجعلوا يلعنونه ويقعون فيه ، وابن عون ساكت ، فقالوا : يا ابن عون ، إنما نذكره لما ارتكب منك ! فقال: إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم القيامة : لا إله إلا الله و لعن الله فلان ، فلأَن يخرجن من صحيفتي يوم القيامة : لا إله إلا الله ، أحبّ إلا من أن يخرج منها : لعن الله فلان .
أجمل الدعاء:
- اللهم ما رزقتني في ما أُحِب فاجعله عونناً لي فيما تُحِب و ما حرمتني فيما تُحِب فاجعله فراهاً لي فيما أحب .
- وجاء في دعاء سيدنا الحسين(سيد شباب أهل الجنة) يوم عاشوراء: اللّهُمَّ اَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ وَرَجائِي في كُلِّ شِدَّة وَاَنْتَ لي في كُلِّ اَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّة كَمْ مِن هَمٍ يَضْعُفُ مِنهُ الفُؤاد وَيَقِلُّ فِيهِ الحِيَل وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّديق وَيَشمَتُ فِيهِ العَدوُّ اَنْزَلتُهُ بِك وَشَكَوتُهُ اِلَيْك رَغبَةً مِنّي اِلَيْك عَمَّنْ سِواكَ فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفتَهُ وَاَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَمُنْتَهىٍّ كُلِّ رَغبَة.
العدلُ أولاً وأخيراً :
قيلَ لأردشير: من الذي لا يخاف أحداً ؟ قال : الذي لا يخافه أحد ، فمن عدلَ في حكمه ، و كفَّ عن ظلمه ، نصره الحقُّ ، وأطاعه الخلق ، وملك القلوب ، وأمن الحروب ، وإنّ أول العدل أن يبدأ الإنسان بنفسه فيلزمها كلَّ خلّة زكيّة ، وخصلة مرضيّة ، ومذهب سديد ، ومكسب حميد ، ليسلم عاجلاً ، و يسعد آجلاً .
متى يتم عقلُ الرجل ؟
- سأل تميم بن عدي اليربوعي عبد الله ابن عباس قائلاً : بماذا يتم عقلُ الرجل ؟ فقال: إذا صنع المعروف مبتدئاً به ، وجاد بما هو محتاج إليه ، وتجاوز عن الزلّة ، وجازى على المكرمة ، وتجنب مواطن الاعتذار ، فقد تم عقله . قال تميم : فحفظت ذلك منه وألصقته في قلبي.
من عابَ ابتلي:
عاب رجلٌ رجلاً عند بعض الأشراف ، فقال له: قد استدللت على كثرة عيوبك بما تكثر من عيوب الناس، لأن طالب العيوب إنما يطالبها بقدر ما فيه منها .
امحُ بقليل عفوك ذنوبي:
خطب عبد الملك بن مروان يوماً خطبةً بليغة ، ثم قطعها و بكى بكاء شديداً ، ثم قال : يا ربّ، إن ذنوبي عظيمة وإن قليل عفوك أعظم منها ، اللهم فامحِ بقليل عفوك عظيم ذنوبي ! فبلغ ذلك الحسن البصري ، فبكى و قال : لو كان الكلام يكتب بماء الذهب لَكُتِبَ هذا الكلام .
ما يقول المسلم إذا مدح المسلم :
قال صلى الله عليه وسلم : " إذا كان أحدكم مادحاً صاحبه لا محالة فليقل : أحسبُ فلاناً والله حسيبهُ ولا أزكي على الله أحداً أحسبهُ – إن كان يعلم ذاك – كذا وكذا "
كتمان السر
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : القلوب أوعية الأسرار ، والشفاه أقفالها ، والألسن مفاتيحها ، فليحفظ كلّ امرئٍ مفتاح سرّه .
وقال حكيم انفرد بسرّك ، و لا تُودِعْهُ حازماً فيزلْ ، ولا جاهلاً فيخون .
وقال آخر : إظهار الرجل سرِّ غيره أقبح من إظهار سرِّ نفسه ، لأنّه يبوء بإحدى وصمتين : الخيانة إن كان مؤتمناً ، و النميمة إن كان مستودعاً .
في الكذب
قال رجل لأبي حنيفة : ما كذبت كذبة قط ، قال : أما هذه فواحدة تشهد بها عليك .
- رأس المآثم الكذب ، وعمود الكذب البهتان (التحيّر) .
- أمران لا ينفكان من الكذب : كثرة المواعيد و شدة الاعتذار .
- الأخرس و الصامت خير من الكاذب.
- قال الفضيل : ما من مضغة أحب إلى الله من اللسان إن كان صدوقاً ، ولا مضغة أبغض إلى الله إذا كان كذوباً .
ما يقول المسلم إذا زكي :
"اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي مالا يعلمون [واجعلني خيراً مما يظنون]"
من خطبة الصديق :
لما ولي أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر و خطب الناس فقال:
أم بعد... أيها الناس :
"إني قد وُلّيتُ عليكم ، ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فُقُوّموني."
العدل أساس المُلك
قال بزر جمهر : العقل حديقة سياجها الشريعة ، والشريعة سلطان يجب لها الطاعة ، و الطاعة سياسة يقوم بها الملك ، و الملك راعٍ يعضده الجيش ، و الجيش أعوان يكفلهم المال ، و المال رزق يجمعه الرعيّةُ سواد يستبعدهم العدل ، و العدل أساسُ به قوام العالم .
الزهد:
دخل رجلٌ على داود الطائي فوجده يأكلُ ملحاً جريشاً بخبزٍ يابس ، فقال له : كيف تشتهي هذا؟ فقال أدعه حتى أشتهيه.
وشكيَ إلى عمر رضي الله عنه غلاء الأسعار اللحم ، فقال : دعوه ترخصوه.
و قيل لسفيان : أيكون الرجلُ زاهداً و يكون له المال ؟ قال : نعم ، إنْ كان إذا ابتُليَ صبر ، و إذا أٌعطيَ شكر .
موعظة معاذ
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه يعظ ابنه يا بني : إذا صليت فصلِّ صلاة مودّع ، لا تظنّن أنك تعود إليها أبداً ، واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين ، حسنة أخّرها . وإنّك تجالس قوماً لا محالة ، يخوضون في الحديث ، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك .
هكذا كان عمر:
لما قدم عمر بن الخطاب الشام وقف على طور سيناء فأرسل البطريق عظمياً لهم ، وقال : انظر إلي ملك العرب ، فرآه على فرس عليه جبّةٌ صوف مرقعة مستقبل الشمس بوحهه و مخلاته في سرج الفرس و عمر يدخل يده فيها فيخرج فلق خبز يابس يمسحها من التبن يلوكها ، فوصفه للبطريق. فقال: لا يد لي بمحاربة هذا .أعطوه ما شاء.
رقعة ذات قيمة:
مات أحدهم فَوُجِدَ في جيبه رقعة مكتوب عليها: ما أكلته مقتصداً فلجسمك ، وما تصدّقت به فلروحك ، و ما خلّفته فلغيرك ، و المحسن حيٌّ و إن نُقِلَ إلى دار البلى ، والمسيء ميّتٌ وإن بقي في الدار الدنيا ، و القناعة تستر الخلة ( الفقير و الحاجة) ، والتدبير يُكثِّر القليل ، وليس لابن آدم أنفع من التوكل على الله سبحانه .
إنها مياهنا :
ورد في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي أنّ شخصاً كان له بقرة ، وكان يشوبُ لبنها بالماء و يبيعه ، فجاء سيلٌ في بعض الأودية و هي ترعى فيه ، فمرَّ عليها فجرفها و أغرقها ، وجلس صاحبها يندبها ، فقال له بعض بنيه ، يا أبتِ لا تندبها ، فإن المياه التي كنّا نخلُطُها بلبنها اجتمعت فأغرقها.
أمة لا تقرأ:
قال أحد الوزراء العرب في الضفة الغربية في فلسطين لمسؤول عبري رفيع المستوى : ألستَ موقناً أننا سننتصر يوماً قال بلا ،فقال له: أتقولها مراءً ، قال :لا و لكن مشكلة العرب والمسلمين الآن أنهم لا يقرؤوا و إذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا سريعاً ما ينسون.
أمر الله :
ورد في كتب التاريخ أن ملكاً من ملوك وسلاطين الأندلس أراد أن يعدم عالماً عابداً ناسكاً ضاق ذرعاً منه،فكتب للجلاّد أن يقطع رأسه و مع ذلك فإن العالم الجليل سلّم أمره لله و ذهب مع الجلاد و لكن قَبْل تنفيذ الجلاد الحكم، عليه أن يقرأ كلمة (يُقتَل )في أمر من الخليفة و لكنه وجدها (يُطلَقْ) فأخذ الورقة من جديد ليراجع الملك فيها فكتب الملك عليها و أعطاها إلى الجلاد الذي تابع طريقه لينفذ الحكم ليتفاجأ بأن الحكم كان (يُطلقْ) فأعاد الكرة إلا الملك والذي بدوره استمر في الخطأ إلى أنْ قال والله لا أُنفذ الحكم فهذا أمر من الله .و بذلك قد سرى أمر الله في حفظ علماء أمته من حكم الملك المتهور والطائش.
الشعور بالآخرين
قيل ليوسف عليه السلام : مالك تجوع وأنت على خزائن الأرض ؟ فقال : أخافُ أن أشبع فأنسى الجياع .
ورُفِعَ إلى أنوشروان أنّ عامل الأحواز جبى من المال ما يزيد على الواجب ، فأمره بردِّ المال على الضعفاء ، وكتب له إن المَلك إذا أكثر ماله بما يأخذ من رعيّته ، كان كمن يُعَمِّر سطح بيته بما يقتلع من قواعد بنائه.
قول عبد الرحمن بن عوف:
كان ابن عوف رضي الله عنه يقول : حبذا المال أصون به عرضي ، و أقرضه ربّي فيضاعفه لي .
علامات العقل
قال ابن الجوزي : يُستدل على عقل العاقل بسكوته و خفض بصره و حركاته في أماكنها اللائقة بها ، و مراقبته للعواقب ، فلا تستفزه عاجلة عقباها ضرر ، و تراه ينظر في القضاء ، فيتخير الأعلى و الأحمد عاقبة من مطعم و مشرب و ملبس و قول و فعل . و يترك ما يخاف ضرره ، و يستعد لما يجوز وقوعه
ذلَّ السائل و المسؤول
قال شريح : من سأل حاجة فقد عرض نفسه على الرقِّ ، فإن قضاها المسؤول منه استعبده بها ، وإن ردّه عنها ، رجع كلاهما ذليلاً : هذا بذل البخل ، وذاك بذل الردِّ و الحديث الشريف : (استأنسوا بالوحدة عن جلساء السّوء) ، وقيل للعتابي : من تجالس اليوم ؟ قال : من أبصق في وجهه و لا يغضب ، قيل له : ومن هو ، قال : الحائط .
احملْ فكرته
كان يزيد الرقاشي يقول : إنه ليخيل إلي أن كلامي لو أنجح في قلب قائله أنجح في قلوبكم ، خذوا الذهب من الحجر ، وخذوا الطيِّبة ممن قالها فإن الله تعالى قال (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) أراك رفيقاً للمنعمين عليك ، أفما عندك مكافأة مطعمك و مشربك في ليلك و نهارك ، إن سرِّك أن تنظر إلى الدنيا بما فيها من ذهبها و فضتها وزخرفها ، فاذهب إلى القبر فاحتمل ما فيه ، لست آمرك أن تحمل تربته ، ولكن احمل فكرته.
المشورة
قال حكيم : لا تُدخِلْ في مشورتك بخيلاً في عطاء فيقصر بك فيصدّك فإنّ البخل و الجبن و الحرص طبيعة واحدة يجمعها سوء الظنّ بالله .
إياك ومصادقة الأحمق
قال الإمام عليّ رضي الله عنه:
يا بني ، إياك و مصادقة الأحمق ، فإنه يريد أن ينفعك فيضرّك ، وإياك و مصادقة اليخيل ، فإنه يبتعد عنك و أنت أحوج ما تكون إليه ، وإياك و مصادقة الفاجر ، فإنه يبيعك بالتافه ، وإياك و مصادقة الكاذب ، فإنه كالسراب ، يُقَرِّبَ عليك البعيد ، ويبعد عنك القريب
نؤثر الفضائل
قال عليّ كرّم الله وجهه ، من مدحك بما ليس فيك من الجميل ، وهو راضٍ عنك ، ذمّك بما ليس فيك من القبيح ، وهو ساخط عليك .
خيارُ الناس يترفّعون من المخْبر بها ، و يؤثرون الفضائل و يتعصّبون لأهلها ، ويطالبون أنفسهم بالمكافأة عليها ، وحسن الرعاية لها .
صورة بليغة
قال النعمان بن بشير على المنبر : أيها الناس خذوا على أيدي سفهائكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن قوماً ركبوا البحر في سفينة فاقتسموها ، وأخذ كل رجل مكاناً ، فأخذ بعضهم الفأس فنقر مكانه ، فقالوا له : ما تصنع ؟ قال : مكاني أصنع به ماشئت . فإن أخذوا على يده نجوا و إن تركوه هلكوا.
في الجود
- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كن سمحاً و لا تكن مبذراً ، وكن مقدّراً ، ولا تكن مقتّراً .
- الكريم من أصاب المال من حِلّه ، و أنفقه في حقّه .
- صنائع المعروف تقي مصارع السوء .
- لا جود مع التبذير ، ولا بخل مع الاقتصاد .
- قال بعض العرب يوصي ابنه : يا بني لا تزهدن في صنع المعروف ، فإن الدهر ذو صروف ، كم راغب كان مرغوباً إليه ، وطالب كان مطلوباً ما لديه .
- قال يحيى البرمكي : أعط الدنيا و هي مقبلة ، فإن إقبالها لا ينقصك منها شيئاً.
تعظيم العلماء :
قال أبو معاوية الضرير– وكان من العلماء – أكلت مع الرشيد يوماً ، فصب على يدي الماء رجل فقال لي : يا أبا معاوية ،أتدري من صب الماء على يديك ؟ فقلت : لا يا أمير المؤمنين ، قال : أنا ، فقلت : أنت فعلت هذا ؟ ، ودعوت له . فقال له الرشيد : إنما أردت تعظيم العلم
قال قبيصة بن جابر :
ما رأيت أحداً أرأف برعيته و لا خيراً من أبي بكر الصديق ، ولا رأيت أحداً أقرأ لكتاب الله و لا أفقه في دين الله و لا أقوم بحدود الله و لا أهيب في صدور الرجال من عمر بن الخطاب ، و لا رأيت أحداً أشدّ استحياء من عثمان بن عفان ، و لا رأيت أحداً أشجع قلباً و لا أوسع علماً من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و لا رأيت أحداً أعطى للمال عن ظهر يده من غير سلطان أصابه من طلحة بن عبيد الله ، و لا رأيت أحداً أَحلَمَ من معاوية ، و لا رأيت أنصع ظرفاً و لا أسرع جواباً من عمرو بن العاص ، و لا رأيت أحداً المعرفة عنده أنفع إلا المغيرة بن شعبة
لا يبلغ العبد الرأي حتى يغلب حكمه جهله ، وصبره شهوته ، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة العلم
فطنَةٌ
وقع أسير بيد أعدائه ، فأجبروه على أن يكتب لقائده خطاباً يعلمه فيه قلّة العدو و تخاذله ، وينصحه بالتقدّم ، وذلك كي يمكّنوا من القضاء على جيش عدوّهم ، فكتب الأسير ما يريدون ، ولكنّه ذيّل خطابه بالعبارة التالية : (نصحت فدعْ ريبك ودع مهلك ).
وصل الخطاب لقائد الأسير ، وهو يعلم إخلاصه ، فانْتبهَ إلى العبارة في نهاية الخطاب ، فقرأها بالعكس ، فكانت : (كلهم عدوّ كبير عد فتحصّن) ، فنجا من مكيدة كانت ستقضي عليه .
ما بال الحسود
قيل لحكيم : ما بال الحسود أزودّ غمّاً ، قال : لا أنّه يأخذ بنصيبه من هموم الدنيا ، ويضاف إلى ذلك غمّه لسرور النّاس .
* * *
قيل لبحّار : ما أعجب ما رأيت من عجائب البحر ؟ فقال : سلامتي منه .
* * *
أجوبة مسكتة:
قيل لزاهد : ما بالك تُدْمِنُ المشي على العصا ولست بكبير ولا مريض ؟ قال : لأعلم أنني مسافر ، وأنّها دار بُلْغَة ( أي يتزود منها للآخرة بالكفاف ) ، وأن العصا من آلة السفر ، قال الشاعر :
حملت العصا لا الضعف أوجب حملها عليَّ و لا أني تحنَّيت من كِبَر
و لكنني ألزمت نفسي حملها لأُعْلِمَها أنّي مقيمُ على سَفَر
إلى أولياء الأمور
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على خدمكم ، ولا تدعوا على أموالكم ..لا توافِقوا ساعة من الله ، فيستجاب بكم .
جاء رجل إلى عبد الله بن مبارك ، ويشكو إليه ولده ، فقال له : هل دعوت عليه ؟ قال : نعم .. فقال :أنت أفسدته .
لو رجع إلى الدنيا
شهد الحسن البصري جنازةَ ، فقال لصاحبه و هو يحاوره : أترى لو رجع إلى الدنيا لعمل صالحاً ؟ فقال : صاحبه : نعم ، فقال الحسن البصريّ : فإن لم يكن هو فكن أنت.
أجِمُّوا هذه القلوب
(أجِمُّوا هذه القلوب ، و التمسوا لها طُرَفَ الحكمة ، فإنّها تملُّ كما تَملُّ الأبدان ، مستوطنة للعجز ، طالبة للراحة ، نافرة عن العمل ، فإن أكرهتها أنضيتها ، وإن أهملتها أرديتها )
خرجت منها طائعاً
قيل لزاهد : كيف سَخَتْ نفسكَ عن الدنيا ؟ قال : أيقنت أنّي خارج منها كارهاّ ، فأحببتُ أن أخرج منها طائعاً.
وصيّة عظيمة
قال الإمام الباقر لابنه جعفر عليهما السلام :
يا بني إن الله عزّ وجل خبّأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء ، خبّأ رضاه في طاعته ، فلا تحقرنّ من الطاعة شيئاً ، فلعلَّ فيه رضاه ، وخبّأ سُخطه في معصيته ، فلا تحقرنّ من المعصية شيئاً فلعلَّ سُخطه فيه ، و خبأ أولياءه في خلقه ، فلا تحقرنَّ أحداَ فلَعلّه ذاك الولي.
الشرك:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر – ثلاثاً - ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين ، وكان متكئاً فجلس ، فقال: ألا ، وقول الزور ، ألا ، وشهادة الزور .
- وقال صلى الله عليه وسلم : إياكم و الشرك الأصغر، قالوا : يا رسول الله : و ما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء . يقول الله تعالى يوم يجازي العباد بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤونهم في الدنيا . فانظروا هل تجدون عندهم جزاء .
أجمل الدعاء
ذكر الجاحظ في مقدمة كتابه البيان و التبيين
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن كما نعوذ بك من العجب بما نحسن ونعوذ بك من السلاطة والهذر كما نعوذ بك من العي والحصر.
خير وصف في قيام الساعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقوم الساعة وثوبهما بينهما لا يبايعانه ولا يطويانه ولتقوم الساعة وقد انصرف بلبن لقحته لا يطعمه ولتقوم الساعة يلوط حوضه لا يسقيه ولتقوم الساعة وقد رفع لقمته إلى فيه لا يطعمها
حتى تكون أسعد الناس
- الإيمان يذهب الهموم ، يزيل الغموم ، و هو قرة عين الموحدين ، وسلوة العابدين .
- إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وعش في حدود اليوم ، وأجمع همك لإصلاح يومك
- لا تقرأ بعض الكتب التي تربي التشاؤم و الإحباط و اليأس و القنوط
- اشكر ربك على نعمة الدين والعقل و العافية و الستر و السمع و البصر و الرزق و الذرية و غيرها.
- اقنع بصورتك و موهبتك و دخلك و أهلك و بيتك تجد الراحة والسعادة.
- البلاء يقرب بينك وبين الله و يعلمك و يذهب عنك الكبر والعجب و الفخر.
- اعلم من اغتابك فقد أهدى لك حسناته و حط من سيئاتك و جعلك مشهوراً و هذه نعمة .
- من أعظم أبواب السعادة دعاء الوالدين ، فاغتنمه ببرهما ليكون لك دعاؤهما حصناً حصينا من كل مكروه.
- عش حياة البساطة و إياك و الرفاهية و الإسراف و البذخ فكلما ترفه الجسم تعقدت الروح .
- كن واسع الأفق و التمس الأعذار لمن أساء إليك لتعيش في سكينة و هدوء ، وإياك و محاولة الانتقام .
- زر المستشفى لتعرف نعمة العافية ، والسجن لتعرف نعمة الحرية ، والمارستان لتعرف نعمة العقل لأنك في نعمة لا تدري بها.
- كن واسع الأفق و التمس الأعذار لمن أساء إليك لتعش في سكينة وهدوء ، وإياك و محاولة الانتقام.
- كن مهذّباً في مجلسك ، صموتاً إلا من خير ، طلق الوجه لجلاسك منصتاً لحديثهم ، ولا تقاطع أثناء الكلام.
يتبع