[سامى عرابى]

أسقط اليوفي ضيفه الإنتر بثلاثية مقابل هدف في ديربي إيطاليا الذي جرى على ملعب يوفنتوس آرينا في اللقاء قبل الأخير للجولة الـ22 من السيري آ، ليبتعد حامل اللقب بالصدارة بوصوله للنقطة 59 بفارق تسع نقاط كاملة عن روما الذي تأجلت مباراته مع بارما اليوم لسوء الأحوال الجوية، بينما أفاعي ميلانو فقد تجمد رصيدهم عند 33 نقطة وفي المركز السادس.



يوفنتوس | ليلة الحلم لبيرلو والحقيقة المرة لبونوشي





لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتمنى نجم الكرة الإيطالية أندريا بيرلو ليلة أفضل من هذه، حتى وإن لم يحرز فيها الأهداف .. أن يكون أمامك لاعبًا ضعيفًا للغاية على الصعيد الدفاعي كماتيو كوفاشيتش وغير مساند من زملائه في الوسط هو أكثر أمر يتمناه "المايسترو"، وإن كان ذلك التشكيل في وسط الإنتر هو بمثابة حكم الإعدام من مدربهم والتر مادزاري، فقد كان نجم ميلان الأسبق هو منفذ ذلك الحكم بعد أن حصل على مطلق الحرية لتوزيع اللعب كيفما شاء و تحديدًا تحريك الجناحين كوادو أسامواه وستيفان ليختشتاينر بتمريرات أمامية رائعة، إضافة لتمريراته البينية لأرتورو فيدال وبشكل أقل لكارلوس تيفيز.



على ذكر الأباتشي، فقد أجاد المدرب أنتونيو كونتي في توظيفه في قلب دفاع النيرادزوري عوضًا عن الاعتماد عليه كقائد للهجمات من الأمام أو كلاعب يربط الوسط بالهجوم ويعود للخلف لاستلام الكرات. أدرك كونتي أنه كان بحاجة لسرعة المهاجم الأرجنتيني من أجل إيقاع المدافع الصلب لكن البطيء رولاندو في الأخطاء، وذلك حدث بالفعل خاصة بعد أن وجد البرتغالي نفسه أمام ضغط من تيفيز واختراقات من ليختشتاينر بسبب سوء أداء زميله البرازيلي في الدفاع جوان جيسوس، فنال كونتي مراده في الوقت الذي تكفل فيه فيرناندو يورينتي بإزعاج هوجو كامبانيارو.



إن كان كونتي قد ترك إدارة زمام المباراة كاملة لبيرلو في شوطها الأول، فقد تحرك المدرب بذكاء في الشوط الثاني بأن منح فيدال وبول بوجبا التعليمات باستلام دفة القيادة من بيرلو بعد أن تأكد من ضعف عمق الأفاعي التام وعدم خطورته هجوميًا، وازداد الأمر بخروج زدرافكو كوزمانوفيتش ونزول دييجو ميليتو وتقلص عدد لاعبي الوسط إلى اثنين. فبينما كان ذلك التغيير يعني بوضوح أن مادزاري حاول اللعب على تقدم أجنحة اليوفي من أجل إرسال العرضيات لرودريجو بالاسيو والأمير عبر هجمات مرتدة، أبطل اليوفي لمدة ليست بالقصيرة مفعول ذلك التغيير حتى قبل أن يتم بامتلاك وسط الملعب وتكثيف وجود الكرة هناك بقيادة التشيلي والفرنسي ومنح الجناحين تعليمات بالالتزام الدفاعي.



لا يمكن لوم كونتي على تراجعه في آخر 20 دقيقة للخلف وهو متقدم بثلاثة أهداف دون رد، لكن ينبغي إلقاء اللوم على تراخي بعد العناصر وبالأخص لاعبي الدفاع الذين سهلوا على الإنتر تسجيل هدفهم الوحيد وممارسة الضغط على مناطق اليوفي. لكن تبقى هناك حقيقة واحدة: ليوناردو بونوشي لم يعد بحاجة لغياب أندريا بارزاليي أو جورجيو كيلِّيني لارتكاب الأخطاء!!



الإنتر | مادزاري حدد نتيجة المباراة قبل بدايتها





صحيح أن إستيبان كامبياسُّو كان غائبًا بداعي الإصابة، لكن لا يوجد أي مبرر كان لوضع ماتيو كوفاشيتش في قلب الوسط حين يكون خافيير زانيتّي على دكة البدلاء، وخاصة حين يكون زدرافكو كوزمانوفيتش متواجدًا في تشكيلك الأساسي!! أولًا: كوفاشيتش ليس كامبياسُّو ليحمي تايدر وكوزما، ثانيًا: هو ليس بيرلو ليقود الهجمات ويحميه الثنائي السابق ذكره، وثالثًا: هذا الثلاثي بهذا التشكيل يلعب لأول مرة! كيف يمكن أن نصف ذلك سوى بحكم الإعدام أمام فريق مثل البيانكونيري مع لاعبين كبيرلو، فيدال وبوجبا؟؟ هو لم يعدم فريقه على الصعيد الدفاعي فقط، بل على الصعيد الهجومي في ظل الفارق الكبير بين خط الوسط من جانب وبين ريكي ألفاريز ورودريجو بالاسيو من جانب آخر.



إن كان اللوم يقع على مادزاري فيما يتعلق بسوء أداء لاعبي الوسط وتأثير ذلك على عناصر الدفاع، لكن يبقى المردود الذي قدمه يوتو ناجاتومو وخاصة جوان جيسوس غير مبرر على الإطلاق، فالياباني كان كضيف شرف في ملعب يوفنتوس ستاديوم ولم يقدم أي إضافة هجومية أو يقم بأي واجب دفاعي، بينما البرازيلي ارتكب أخطاء غريبة للغاية سواء في تشتيت الكرة أو في تطبيق أسلوب دفاع المنطقة، فانشغل بوضوح بتيفيز وفيدال وأهمل تمامًا عنصر انطلاقات النجم السويسري الذي - على سبيل المثال - لم يجد أحدًا يضايقه في لقطة الهدف الأول.



كلما تجرأ مادزاري على منافسيه باللعب بمهاجمين في آن واحد ولاعب خلفهما، كلما قدم الإنتر أداءً أفضل، فلسبب (التراخي) أو لآخر (فعالية هجمات الأفاعي) يتراجع المنافس ويظهر الفريق الأزرق والأسود بشكل أفضل .. لذلك يفرض السؤال نفسه: متى يلجأ مادزاري للمخاطرة إن لم يكن في مباراة قمة بكل المقاييس أمام فريق كيوفنتوس؟ رغم أن ميليتو وبالاسيو ظهرا غير منسجمين بسبب عدم لعبهما معًا منذ وقت طويل، لكنهما شكلا خطورة على مناطق البيانكونيري خاصة بدعم من البديل النشيط - والذي يحتاج للحصول على مساحة أكبر للَّعب - روبين بوتَّا. باختصار، متى سيدرك مادزاري أنه بحاجة للخروج من قوقعة تأثر أداء ونتائج فريقه بأداء بالاسيو؟؟

[نور المصطفى]

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصلـــــــ تالقـــــــكـــ

وبارك الله فيك اخي الحبيب