السارق الذي يسرق في غفلة من العيون
يتصور في العادة أنه يقوم بعمل من أعمال الذكاء ..
كما يظن الإنتهازي الذي يقفز على أكتاف الآخرين بالرشوة واختلاس الفرص أنه أمهر وأقدر من غيره ..
كما يتخيل صاحبنا الذي يخترق إشارة المرور ..
أو يحدث أعلى ضوضاء في الشارع ..
أو يلقي بمخلفات بيته أمام باب جاره ..
أو يتهرب من الضريبة ..
أنه شاطر وصاحب حيلة .. وأنه استطاع أن يفوز بنصيب الأسد في مجتمع المغفلين ..
ولو أن هؤلاء تابعوا فاتورة أعمالهم إلى مجموعها النهائي .. وتابعوا ما تعرضوا له من خصومات لــفوجئوا بأن الأعمال ترتد على صاحبها دائمًا ..
فالذين يخترقون إشارات المرور يتعطلون في النهاية أمام اختناقات وحوادث تخصم من رصيدهم وأعمالهم أيامًا وشهورًا في المستشفيات ..
والذي يتبول في النهر هو الذي يشرب منه ..
فأين يهرب المجرم بجريمته ونحن فى سفينة واحدة .. !
متى ندرك هذا ونعيه جيدًا ؟!
لو أدركناه ووعيناه جميعا لانتهى الإهمال والتواكل والرشوة والتسيب في بلدنا .. ولأصبحنا على مستوى المواطن الأوروبي في شهور ..
..
-- د. مصطفى محمود || كتاب : نار تحت الرماد --