[أبـو على]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

كان ببلاد الواك واك منذ زمن طويل عمدة جليل جمع الله له العلم والحكمة . كان يخطب ويصلح مابين العشيرة ويسير بينهم باحسن سيرة فيجتمع له الناس يسمعون جميل مواعظه وينيرون بصائرهم بمصابيح علمه و أدبه .
وكان لباس عامة أهل هذا البلد سراويل فضفاضة وقمصان واسعة بيضاء اللون وعمامات ملونة جميلة يتفننون في لفها وتزينيها
فإذا أرادوا التوجه إلى مساجدهم أو مجالس كبرائهم أو أعراسهم أضافوا فوق تلك الملابس البيضاء سروالا وقميصا بلا أكمام أسودي اللون .
وذات يوم كان ذلك العمدة يلقى خطابه فوق مكان عال وقد تعلقت به الأبصار و أصاخت إليه الأسماع . وبينما هو منهمك في إلقاء خطابه الحماسى انحلت عقدة سرواله الأسود فسقط سرواله .... انتبه الرجل العمدة لذلك فرفع سرواله وعقده وواصل خطابه بكل اطمئنان
غادر القوم المكان بعد انتهاء الخطاب وكان بينهم _ كشأن كل قوم _ بعض ضعيفي العقول فأخذوا يتندرون بسقوط السروال ويتناقلون ذلك الخبر كصاحب الجزيرة اينما يتوجه لا يات بخير .
لم يقف الأمر عند حد الفكاهة والتندر بل وجد الحاقدون وأعداء كل فضيلة فرصة سانحة فأخذوا يلمزون ويغمزون . فقال نفر منهم أن الشيخ تعمد إسقاط سرواله سخرية من كبير اثرياءالقرية الجالس بالصف الأول . وقال آخرون بل هو شحيح شديد الشح يرتدى سروالا قديما تهرأت عقدته فسقط . وقال فريق أن الشيخ شديد غليظ يضرب زوجته فقطعت عقدة السروال إلا قليلا فسقط بعد قليل من ارتدائه . وقالت فئة أن من فعل ذلك هو الكواء لأن الشيخ قد اعتاد ألا يعطيه أجره
وصلت تلك الروايات إلى مسامع الشيخ فاستاء لذلك لكنه أغضى عنهم لعلمه بضعف عقولهم وترفعا عن الخوض في سقط الكلام ولسان حاله يقول دوس على كل الصعب وسير
لبث الشيخ فترة متذرعا بالصبر والتغاضي علَ الأيام تفعل فعلها فيُنسى الأمر ويلتفت الناس إلى ما ينفعهم . لكن مر وقت طويل ولا هم لذلك الجمع الحاقد سوى نشر تلك الحكاية ومضغها ليلا ونهارا
نفذ صبر الشيخ ذات يوم فغادر قريته التي يحبها إلى قرية أخرى بعيدة فأستقبله أهلها استقبالا رائعا وقدموه ليكون إمامهم وصاروا يتناقلون كلماته بكثير من الإجلال والاحترام
مرت الأعوام وهرِمَ الشيخ فتاقت نفسه ذات يوم إلى رؤية قريته وقرر زيارتها متخفيا .
وصل الرجل إلى مدخل قريته فوجد لوحة ترحيب تقول ( مرحبا بكم في قرية سقط سرواله ) !!!!
ذهل الرجل ذهولا لا مزيد عليه وتقدم قليلا فوجد دكانا صغيرا كُتب عليه ( دكان سقط سرواله ) !!!!
نظر إلى الجهة الأخرى من الطريق فوجد مقهى كتب عليه ( مقهى ليالي سقط سرواله ) وإلى جانبه دكان قصاب كتب عليه ( لحوم ودواجن سقط سرواله ) !!!
دخل الحانوت فوجد شابا فسأله عن هذا الاسم وما معناه .... أخذ الشاب يروى له تلك القصة عن الشيخ الذي سقط سرواله و يردد نفس الإشاعات البغيضة عن تلك الحادثة
قاطعه الشيخ حانقا
.... وهل رأيت أنت ذلك الحادث
قال الشاب
.... لا يا سيدي فلم أكن قد ولدت بعد لانى أنا من مواليد عام خمسه سقط سرواله !!!!!
......
تناسيتم كل شى جميل عنى اما سقوط سروالى فهى فى اذهانكم محفورة

في الحياة ستقابل الكثيرين من أمثال أهل هذه البلدة لا هم لهم إلا ترديد التوافه والأكاذيب وجعلها عنوان حياتهم ، يتجاهلون كل خير وجمال لأن نفوسهم تخلو من أى خير أو جمال
نصيحة منى .... عندما تقابلهم ...
لا تتوقف أمامهم ... واصل طريقك ... فما هم إلا أحجار صغيره .... في درب الحياة

[جلال العسيلى]

بارك الله فيك اخى الكريم
على الطرح الطيب
وعلى الموضوع المميز

[اشرف فتحى]

أخى الحبيب
بارك الله بك ولك
وجزاك الله خيرا
وأثابك الفردوس الأعلى

[&ABO GNA&]

جزاك الله خيرا

[أبـو على]

شكرا
وجزاكم الله كل خير على المتابعة