[أبـو على]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

اقول وانا كثير الاضاعة قليل البضاعة من بحار الخطايا اغترفت وبالعصيان والذنوب اعترفت هذه رسالتى الى التجار الاعزاء لعل وعسى ان تلامس شغاف قلوبهم فتجد الرحمة والشفقة الى تلك القلوب سبيلا
اقول وعلى الله اتكالى واعتمادى
شهر رمضان المعظم شهر رحمة وبر مغفرة
تجار الامة الاعزاء
ايها المرابطون على ثغور الجيوب
الرحمة بكل جيب ومحفظة الرحمة بكل غلبان زهفان لا تغلو عليه الاسعار ولا تنظروا له باستصغار واستكبار
هل تعلمون ان بعض الدول الغير المسلمة بيخفضوا الاسعار عشان الجاليات المسلمة
واحنا فى ديار الاسلام خلينا الدنيا تولع نار
الرحمة والشفقة ايها التجار حتى يبارك لكم الله تعالى فى الاموال والذرية الكبار منهم و الصغار
انقل لكم سادتى حال الكادح الغلبان امام سوق الغويللى المجمع حيث به كل مالذ وطاب من فواكه ومرطبات و لحوم واجبان وخضروات وغيره مما تشتهيه البطون ويجعل اللعاب يسيل على الذقون لكن مشكلة سوق الغويللى ما تسطر فى الاشعار عن الاسعار

قفا نبكى من ذكر الغلاء المشعلل
فلست اراه عن قريب سينجلي
بسوق ( الغويللى ) أرى كل حاجتي
ولكن باسعار تفوق تخيلي

أمر عليه كل يوم .. وليلة
ولما يراني قادما كم وكم ( يبص لي )

ينادى : تعال ايها الغالى علينا ترى
الاجبان وتمرمحشو بلوز معسلل
وعندي البطيخ و العنب اللذيذ اطايب
و تين شهى ولحم طرى متدلل

وعندي ( جاتوه ) وعندي كنافة
هيا تعال إلى سوقى هيا لتدخلِ

وما زال يغريني بكل طريقة
فقلت له : رحماك علينا يابن الصعيدلى

فإني بلا مال .. لأني موظف
ألست تراني بالحذاء المبهدلِ

وإني وإن كانت هدومي تهلهلت
فما كان شعري بالقديم المهلهلِ

وإني وإن كنت الفقير بماله
فشعري كما الخنساء أو السمؤال

فلم يفهم الأمي قولي .. وفاتني
لألعن حظي في وضعى ( المتنيل )

وايقن أني لست منه سأستشري
وبص بحمرة عينيه وانسحبت طهقانا لمنزلي

وعدت له يوما ولكن ( لفرجة )
فأقبل مثل الثور يسعى لمقتلي

واشبعني شتما ونادى صبيه
وصاح له : ( هات له المقشة يا صبى )

فأطلقت نعلى و ساقي للرياح مسابقا
لانجو من ضرب الرءوس وارجلِ

وكنت إذا اشتقت يوما لكي أرى
صنوفا من البكلاوة تغري بمأكلِ

أبص من الشباك وفي الخفا
وانظر للحوم كالنسر من علِ

يقول ابوعلى وبعد هروبى وفرارى حافيا من عند ابن الغويللى مررت وانا عطشان بشارع ابن تعسان العام
وسمعت عنده صوتا شجيا ينادى بكل رقة وحنان وما ذاك الصوت عنى ببعيد او غريب يامقشرنى
رايت منظرا عجبا يهز الوجدان فتخرج الدراهم بلا استئذان

تاجر يبع فى الهندى اوالتين الشوكى وهى فاكهة هندية المنشا والمولد انها فاكهة لذيذ طعمها سريع هضمها ميسور ثمنها عظيم نفعها لا عيب فيها ولا خلل يعتريها سوى شوكها و هى مع هذا لاتقل شانا وجمالا عن فواكه التاجر الغويللى صاحب السوق المجمع وقد كتبت متغزلا فى ثمار الهندى المبهرة قائلا
صباح الخير يا هندى وما احلاك مقشرا عندى
وليت جنيك ياهندى يكن مثل المانجا باليد
فلا شوك ولا طز ولا حك على الجلد
اشتريت منه بدراهم معدودة وعدت الى دارى وانا ادارى وجهى عن سوق الغويللى وفى نفسى تحايا لا تخبو ولا تهدا لشجرة الصبار و لكل صابر غلبان

[جلال العسيلى]

بارك الله فيك اخى الكريم
على الطرح الطيب
وعلى الموضوع المميز

[أبـو على]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جلال العسيلى

بارك الله فيك اخى الكريم
على الطرح الطيب
وعلى الموضوع المميز

جزاك الله خيرا على المتابعة اخى الكريم

[محمد فتحى الطباخ]

ياريت حد كان يسمعك "بس للاسف لا حياة لمن تنادي