ابدا لا انتوى الهجوم على هؤلاء ..ومؤكد انى لا اقصد اساءه لهؤلاء. كما يشير العنوان . ومن فضلك
حاول ان تحسن الظن .حتى لو اختلفت او كنت ممن يعشقون التصيد والتربص .. او متعصبا اعمى .تدافع وتهاجم
لمجرد العنوان طالما مس شخص ما او جماعه ما او حزب ما تنتمى له او تحبه .. ومهما كان محتوى الكلام .
. فى كل الاحوال .حاول فقط ان تقف على الحياد ..
خاصه وانا مش ملتزم فى راى بعضهم ..يدوب اصلى واصوم واؤدى الفروض وقد لا ازيد .ومن هؤلاء الذين
يمكن ان يقال عنهم ..(افلح ان صدق ) ..لكن فى المقابل انا . من وجهه نظر المتطرفين .وهم بالمناسبه ..
اقليه جدا .. اصاحب المسيحيين . واقاسمهم الطعام والعزومات ..شوف التخلف بتاعى وصل لفين . لا ومش بس كده
.لا وسايبهم يبقوا جيرانى كمان واصحابى . باعتبارى صاحب .البلد وهم لاجئون فيها حسب المفهوم التطرفى المتخلف
.وهو بالمناسبه ..لاصله له بالسلفيه ولا الاخوان فكلنا يعرف .ان الرسول (صلى الله عليه وسلم ) اوصى بهم وحذر من ينقصهم حقوقهم .. وجعله خصما له ..
وشخص مثلى قد لايشاهد التليفزيون الا للبرامج الرياضيه ..ولكن مؤخرا تابعت الحوارات السياسيه ..
وانا لااذكر مره واحده دخلت سينما لفيلم عربى ..ولكنى شاهدتها عفوا ..اما فى زياره للاهل ..او قسرا فى قهوه
كما يقتحمنا مطرب لانعرفه من القهوه او حتى توكتوك يغنى كلام لانقبله ومع ذلك نحفظ الاغنيه ..
وهكذا حدث عفوا ان شاهدت هذا الفيلم الذى بحثت وسالت لاتذكر اسمه ..فقد اعجبتنى فكره الفيلم نفسها ..
.ولعلى تذكرته عندما قفز فى راسى هذا السؤال .. هل يمكن ان تعيش الكيانات التى نشات فى الظلام والقهر
فى النور ومع الحريه . ام انها لاتتعايش الا هناك .حيث الظلام وخلف القضبان ..؟؟ .
الاحداث الاخيره ومنذ تنسم اول نسائم الحريه . جعلتنا جميعا مشدوهون .متوترون .نحاول ان نفهم .
والاحداث الاخيره .خاصه فيما يتعلق بالاستفتاء .. كان ابرز المتحركين ..والذين نالوا القسط الاكبر من النقد
والهجوم .هم الاخوان والسلفيون . نتيجه اقحام واستخدام .الجانب الدينى .والمنابر الدينيه .لخدمه توجهاتهم
ورؤياهم .. التى كانت تدفع فى اتجاه معين .. وحتى بعد ظهور النتيجه . وضح جدا انهم لم يستوعبوا بعد
ممارسه الديموقراطيه .والحريه المسؤوله ..وظلوا كما كانوا قبل الثوره . يستخدمون نفس الطرق التى اعتادوها
قبل الثوره .. وكأنهم اعتادوا وتطبعوا بعدم الوضوح او الالتواء المثير للريبه ..
فانت ترى لافتات تعلق وتحتوى على دعوه دينيه بقول نعم .والا ستكون خارجا عن الدين .. وبعد يوم كامل
يخرج منهم من ينكرها ويشجبها ويتبرا منها . بعد ان تكون قد اتت ما هو مطلوب منها وهو النشر ..
وكذلك .اعلان فى جرائد مدفوع الاجر . من احدى مؤسساتهم . الجمعيه الشرعيه مثلا .. ثم يخرج من يستنكره
ويرفضه .. من نفس الجماعه .. رغم ان الكثير .وصفوهم بانهم منظمون . ولديهم ارضيه .. ورسوخ فى الشارع
وخرجت التحليلات .والتخويف خاصه ممن قالوا لا ..بان اى انتخابات قادمه ستسفر عن اكتساح للاخوان.
ولفلول الحزب السافل .
البعض بنى توقعاته على ما راه من تنظيم لديهم . والبعض ربط توقعاته بفوزهم فى انتخابات 2005 ب 88 مقعد
فى ظل الحزب اياه .فما بالك الان .. وهم اكثر حريه وحركه وبلا تزوير ..
والتضارب والتخبط فى موضوع استخدام الدين ونفيه من كبار قاده الجماعه .. يتناقض مع كلام من وصفوهم
بالتنظيم .الا اذا كانت الحكايه .متفق عليها .. وهو اسلوب ساذج افقدهم الكثير .
وفوزهم ايضا بهذا الكم من المقاعد فى 2005 .ليس دليلا على شعبيتهم .. ولا يعنى فوزهم بنصف هذا العدد الان
لانه ببساطه .الغالبيه العظمى .كانت مستعده ان تقبل اى نواب ولو حتى من اسرائيل . بديلا للحزب الوطنى
وهناك امور ورؤيه كانت داخل الحزب الوطنى هى التى سمحت بهذا العدد .. ربما لتخويف الناس من الاخوان
وانهم متواجون ..وهم البديل للحزب .فى ظل صوره مشوهه جدا لدى الشارع عن الاخوان والسلفيين .
تمهيدا للتوريث .
ومن الواضح جدا .ان الانقسام الذى يحدث الان فى جماعه الاخوان وايضا بين السلفيين . هو نتاج لمناخ الحريه
وستشهد الايام القادمه مزيدا من الانقسام .. نتيجه لاختلاف المناخ الذى اعتادت تلك الجماعات ان تعيشه . وكان العامل الاول فى ترابطها وتنظيمها .. وهو الكبت والتتبع والملاحقه من قبل الدوله ..
الخوف يخلق الترابط ويجعل الكل يعلى المصلحه العامه عن الخاصه . فيكفى ان تكون دوله ما فى حرب . لتجعل
الكل يتناسى خلافاته واطماعه . ليتوحد امام الخطر الاكبر .. وماحدث للجماعات الان .هو زوال الخطر الاكبر
اصبح الكل كافراد لايحتاج الى الجماعه للحمايه من الدوله .. ولديه حريه الانطلاق والتعبير عن ذاته ورايه
دون الحاجه للجماعه .. وهى الفجوه التى تحدث الان بين شباب تلك الجماعات وقادتها ..
ربما سيتفهم البعض العنوان . الذى اردت منه ان اقرب الصوره واجعلها ابسط لمن شاهدوا الفيلم ..
وهى ان هناك من لايعتاد ولا يستطيع ان يتعايش مع الحريه ..لانه نما فى ظل القهر والكبت والسجون ..
وهناك من لايستطيع ان يتعايش فى النور . وقد يموت مثل نباتات الظل . والخفافيش .
والكلام لاينطبق على الاخوان والسلفيين وحدهم .. بل ينطبق على الجميع . فكلنا عشنا القهر والكبت والتهميش.
ولكنهم الاكثر تاثرا .لانهم كانوا الاكثر ملاحقه والاكثر قهرا . وجميعنا . مازلنا نعانى حاله بطل الفيلم اياه .
فنحن فى( كى جى تو حريه ) وديموقراطيه . حتى لو قرانا عنها ..وحتى لو تشدقنا وتسابقنا فى توصيفها
وشرح معانيها . وانتقدنا ممارسات وفهم بعضنا لمفهومها .. وكاننا اباطره ديموقراطيه .. وتبادلنا الاتهامات
بان هذا التصرف ليس ديموقراطى وذاك قبمه الديموقراطيه ..
مازلنا جميعا نتخبط .وسنعانى حاله التخبط .. لاننا وببساطه لم نمارسها بعد ..
يمكنك ان تحصل على اعلى الشهادات النظريه فى علم ما ..ولكن عندما تدخل مجال التطبيق فالموضوع مختلف
تماما. وما قراته وتعلمته .قد يفيدك ..ولكنه ابدا لن يكون كافيا وسوف تخطئ وتتعثر ..لتنهض من جديد
الجماعات التى كانت محظوره .نشات فى الظلان .عانت سنوات القهر خلف القضبان ..
وسوف تعانى نفس حاله البطل فى فيلم لحم رخيص .. اكثر منا جميعا ..لانها الاكثر عرضه للقهر ..
والان ..
هل يمكنك ان تستشف الجانب المضئ للحريه ...؟؟
هل يمكنك ان تعرف من هم الذين يتحركون الان فى الظلام ..؟؟
الجانب المضئ هو انه لا حاجه لاحد بان يتوارى كخفافيش الظلام .. والحريه ستحرم تلك الخفافيش من اسباب
العمل فى الظلام والاضرار بالبلد بعد ان اصبح لديهم مكان ومكانه وحريه حركه وتعبير .
وهو ما سوف اسميه .. مخالب الديموقراطيه الناعمه
والجانب المخيف ..هو ان البعض يستمرئ الهمجيه .. ويحاول ان يفرض رأيه ورؤيته .. بالقوه ويعمل فى الظلام
واما الاجابه الثاتيه هم من تضررورا .وفقدوا سلطانهم وموارد النهب والتهليب والظلم . وفقدوا دولتهم الباغيه
التى عاشت على امتصاص الدماء ..والقهر وتهميش الاخرين ..
نعم سنعانى الحاله لفتره ..نتعلم فيها الوقوف والمشى فى طريق الحريه والممارسه الديموقراطيه .. وبعدها يمكننا
ان نجرى وننطلق .. ولكننا الان نحبو منقول للامانه