[جلال العسيلى]

المعاني النفسية للأمراض الجسدية



هل هنالك طريقة موثوقة لفهم لغة الجسم وأمراضه ؟ صحيح أن الطب الحديث يعزو أسباب بعض الأمراض لعوامل نفسية ولكنه ما زال غير معترف بشكل رسمي بالاستنتاجات التي توصل إليها الباحثون في مجال تقاطع لغة النفس مع لغة الجسم . لذا بقي هذا الحيز المهم من الأبحاث من اختصاصات أنواع الطب البديل . وقد قام ميشال أودول , اختصاصي تقنيات الطاقة والتطور الشخصي , بتأسيس ما تسمى " علوم الطاقة النفسية " في فترة التسعينات , وهو علم يعتبر اليوم طريقة حقيقية لفك ألغاز لغة الجسم المريض .
ليست محاولة أودول بعيدة عن المحاولات الأخرى التي قامت بها البشرية لربط الجسم بالنفس وخاصة لدى الحضارات الشرقية التقليدية . فالمرض بالنسبة للإنسان الشرقي عقبة أمام تفتح الوعي الكامل لديه . وتجدر الملاحظة أن هكذا نظرة إلى الإنسان أقرب إلى المفهوم الذي يدمج الجسد والنفس والكيان من المفهوم النفس – جسدي التقليدي . وفي أي حال من الأحوال , ان أية نظرة تقارب بين الجسم والنفس تتعارض مع المفهوم المادي الميكانيكي السائد في أيامنا هذه من خلال الطب الحديث .
وهكذا فإن المشكلات الصحية لا تختصر بأعطال في " آلة الجسم " ولكنها تعبر عن ضيق داخلي عميق . كما وأن هذه الطريقة تمكن المريض من الالتزام مباشرة وشخصياً في البحث عنى حل لمرضه بدل أن يتهم المصادفة أو أي معتد خارجي . وقد حاول ميشال أودول أن يلفت الرأي العام ليس فقط إلى البعد المتعلق بالمسؤولية الشخصية ولكن أيضا إلى ما يقدمه من فرص ثمينة للتعمق في معرفة الذات لذا , أعاد هذا الباحث ابتكار علم الطاقة النفسية , اعتمادا على أسس تقليدية ولكن مناسبة أيضا لعصرنا .

ثلاثة أنماط من التعبير

تحتاج النفس , كما يقول ميشال أودول إلى الجسم لتعبر عن ذاتها , كما الحاسوب يحتاج الشاشة أو الطابعة . ولكن لا ينبغي أن تكون وسائل التعبير هذه قديمة جداً حتى تتمكن من أن تتناغم مع قدرة الحاسوب الحديث . وفي المقابل ينبغي أن يكون الحاسوب هو أيضاً بالمستوى التكنولوجي ذاته لوسائل التعبير. هذا الأمر ينطبق على الجسم والنفس وضرورة بقائهما في حالة تناغم , لئلا تظهر الأخطاء على الشاشة . والأخطاء هي بالطبع الأمراض التي يقسمها ميشال أودول إلى ثلاث فئات :
v
1-التوترات : هي النمط الأول المستخدم للتعبير عن مشكلة . قد يظهر التوتر بواسطة ألم في الظهر أو مصاعب في الهضم , أو الكوابيس أو أيضاً الضيق النفسي ... ما لم يتم التعرف إلى هذه الرسالة لمصلحة تغيير ما في الشخصية , فإن رسائل أكثر قوة ستأخذ مكانها
2-الصدمات : هي النمط الثاني من التواصل بين الجسم والنفس , ويحمل فوائد مزدوجة : أولها أنه لا يمكن البتة تجاهل الصدمة , كما كنا نفعل مع حالة التوتر , وثانيها أنها تفرض على الفرد فترة توقف وراحة تمكنه من التفكير . وتعتبر الصدمات الناجمة عن حوداث ( الجروح , والكسور , الإصابات المختلفة ..) نوعاً من الأفعال اللاواعية تحدث في أماكن محدودة من الجسم وتكون غنية بالمعاني المختلفة . وكلما ظلت التوترات مكبوتة لمدة أطول كانت الصدمة أعنف .www.tartoos.com

3-الأمراض : وهي ثالث وآخر نمط تعبير عن المشكلة تجبر المرء على التوقف بالكامل ليسأل نفسه عما يجري . بالطبع , أن الطريقة التي يقارب فيها الطب الحديث المرض , بالتخلص منه بسرعة لا تفسح مجالاً لهذه الفسحة من التأمل الضرورية للوصول إلى الصحة الحقيقية .. هذا مع العلم أن التعبير الحر عن مرض , يرافقه علاج تطهيري طبيعي لا ينقذ فقط من التوكسينات المتراكمة ولكن أيضا من التوترات النفسية , فيسهم في عودة الانسجام بين النفس والجسم بقدر ما يستطيع المريض فهم رسالة المرض .

ثلاث بنيات

يتميز علم الطاقة النفسية لميشال أودول أيضا بتوزيع ثلاثي ما بين بنيات ثلاث:

1-البنية الميكانيكية : المكونة من النظام العظمي والنظام العضلي والوتري , وهي تمثل أساساً النماذج القديمة والعميقة لدى الفرد , معتقدات الحياة وبنى اللاوعي .
2-البنية العضوية : وهي تحتوي على الجهاز العصبي , والجهاز التناسلي البولي , والجهاز الهضمي والتنفسي والجلدي واللمفاوي والدورة الدموية والغدد الصماء . وهي تمثل المشكلات النفسية الوظيفية ذات العلاقة الرمزية المباشرة مع كل جهاز من الأجهزة . فالجهاز الهضمي مثلا يقيم علاقة رمزية مع القدرة على هضم مشكلات الحياة .
3-الأمراض الخارجة عن الأنظمة : حيث نجد أمراض العينين والأذنين والفم والشعر والشهية أو الصوت . وهي تقيم علاقة مع مشكلات نفسية محددة . فالأمراض التي تطال الوجه مثلا تتعلق بمشكلة الهوية . وهكذا يحلل كل نظام هنا حسب وظيفته الرمزية . وفي علاقته مع تعابير اللغة الشعبية الغنية بالمعاني ( كالقول مثلا " انفطر قلبي " أو " غلى دمي " ) مع الأخذ بعين الاعتبار أيضا معطيات الطب الصيني وخاصة تلك المتعلقة بوظائف الطاقة ونقاط الوخز بالإبر . مجمل الطريقة المتبعة تتسم بالانسجام العام وتقدم لكل منا شبكة قراءة تمكنه من فهم ذاته مع العلم أن الأمور لا يجب أن تؤخذ بالحرف ولا أن يتم إجراء تعميمات مغلوطة . فكل حالة فريدة من نوعها , ولا ينبغي التأكيد أن هذا المرض أو ذلك يحمل معنى واحدا محددا ونهائيا والأفضل أن نكتسب في هذا المجال وعيا لأهمية الآليات النفسية والنفس جسدية ونترك التشخيص الدقيق للأخصائيين في هذا العلم .
قاموس معاني الأمراض
· الحموضة في المعدة : ترجع إلى التوتر الناجم عن مصاعب مادية مالية , مهنية قانونية .. يزيدها حدة الاجترار الذهني .
· الحساسية : تعني ردة فعل دفاعية منهجية ورفض الآخرين والعالم الخارجي .
· انقطاع الطمث : كثير الحدوث بعد انفصال أو وفاة شخص عزيز . وغياب الدورة الشهرية يعني غالبا شكا في القدرة على الأمومة أو رفضا للتبعية .
· فقر دم : يعني بشكل عام نزعة للقلق وانهاك النفس من دون جدوى . وعندما يلاحظ المرء انعدام النتيجة يدخل في " حالة يأس " يؤدي إلى فقر الدم .
·التهاب اللوزتين : غالبا ما يحدث عندما يشعر المرء أنه غير قادرة على " بلع " تصرف معين تم إزاءه أو حين يكون عاجزا عن التعبير عن مشاعره الخاصة .
· ذبحة صدرية : تدل من ناحية على عدم القدرة على الاستمتاع بلذات الحياة البسيطة , وعلى هوس من ناحية ثانية إزاء الواجب أو الفعالية .
· الامتناع عن الطعام : يكون عامة نتيجة طفولة أمضاها الإنسان مع أم غائبة أو قليلة الحب , ويترافق الامتناع عن الطعام مع قرف من الحياة .
· تصلب الشرايين : حين تكون الانفعالات قوية جدا , أو حين نكبتها بسبب نقص الليونة في الحياة يحدث ارتفاع ضغط الدم وتصلب جدران الأوعية .
·التهاب المفاصل : غالبا ما يكون فقدان الليونة البدنية نتيجة فقدان الليونة النفسية وخوفا من التغييرات وتصلب الأنا .
· الربو : يعبر عن الإحساس باعتداء خارجي يسبب توترا نفسيا عميقاً .
·الانتفاخ : يرتبط بخجل شديد أو رفض التخلي .
·البثور : غالبا ما تكون متعلقة بشيء ما يزعجنا وتزداد مع حدة الغضب .
·الحصى في المرارة : كما غالبية أمراض المرارة , تعني الحصى صعوبة في توضيح المشاعر وخاصة تلك المتعلقة بالمكانة التي نحتلها في العالم .
·الحصى في الكلى : يدل على تصلب المخاوف والمعتقدات .
·السرطان : يشهد على جروح لا تريد أن تندمل فنكبتها وخاصة حين تكون مرتبطة بإحساس بالذنب . ويصير السرطان نوعا من العقاب الذاتي حين يكون مرتبطا بإحساس بالفشل .
·الكوليسترول : ينجم عن شعور بفقدان الأمان وتصيب زيادة الكوليسترول أولئك الذين يخشون العوز أو الفقدان .
·الدورة الدموية : مؤشر على صعوبة الاستسلام الحر للسعادة والحب في الحياة .
·التشنجات : ترتبط بتشنج نفسي هي تعني عندما تصبح مزمنة معيقات خارجية أو داخلية تحول دون أن نعيش حياة كالتي نرغب فيها .
·التهاب المثانة : يعبر عن مخاوف لا يمكن التغلب عليها تتعلق بالاجداد أو بصورة الأهل .
·الحكة : حاجة إلى التعبير عن مشكلة في العلاقة مع الآخرين .
·الأسنان : صعوبة في عيش الحياة بكل نواحيها .
·التهاب الجلد : رد فعل دفاعي إزاء عدوان خارجي .
·سكري : غالباً ما يلي طفولة تتسم بأب شديد التسلط . يظهر السكري تدريجيا لشدة السعي إلى رموز الأمومة كما الطعام , ويعلن عن نفسه نتيجة صدمة نفسية تدمر حس الأمان العاطفي .
·الاكزيما : مرض معترف به على أنه نفسي جسدي حتى من قبل الطب الغربي وهو عبارة عن ردة فعل عند الشخص الحساس على اعتداء خارجي .
·الغثيان : عادة ما يكون عجزا عن هضم وضع شخصي صعب , فتشبع المقاومة النفسية ويحدث الغثيان خاصة إذا كان مترافقا بحالة اضطراب نفسي .
·زيادة الوزن : هي مشكلة معقدة , قد تكون ناجمة عن خوف لا واع من النقص أو عن خوف من مواجهة الحياة والعوز , أو أيضا عن إرادة لمعاقبة الذات أو الإقلال من شأنها .
·الكبد : اضطرابات الكبد غالبا ما تكون مرتبطة بمشكلة الغضب . الغضب المتفجر ينهك الكبد والغضب المكبوت يزيده طاقة مما يترجم عن نفسه بفشل كبدي .
·سيلان الدم : متعلق بصعوبة في حسن إدارة الانفعالات والمصاب بهذا المرض يحتاج إلى أن يحمي نفسه من كل شيء .
·التهاب البواسير : نتيجة إحساس بفقدان الأمان والتهاب البواسير متعلق بنوع من رد فعل انعكاسي نفسي يكمن في التعلق بالأشياء .
·الطمث الغزير: غالبا ما ينجم عن تناقض ما بين الحاجة إلى أن تكون المرأة منتجة والحاجة إلى أن تكون حرة .www.tartoos.com
·ارتفاع الضغط : يجد سببه النفسي في الخوف من الموت وعامة في الخوف من عدم العثور على حل للمشكلات في الوقت المناسب , هذا التوتر يقف عائقا أمام الانفعالات ويعطي لكل حدث أحجاما كبيرة .
·العجز الجنسي : غالبا ما يرتبط بالاحساس بالذنب وتضخيم المسؤولية فيعتبر المرء المتعة غير ضرورية , والعجز أو البرود الجنسي هو مؤشر صعوبة على الاسترخاء .
·الأرق : هو مؤشر آخر لقلة الثقة في النفس وإرادة السيطرة على كل شيء .
·ثقل الساقين : مرتبط بتوتر في العلاقات مع الآخرين ومع العالم بشكل عام .
·الدوخة والغثيان في السيارة : إشارة على وجود صعوبة في التطور الشخصي بالنسبة إلى المرتكزات الخارجية .
·ألم الرأس : صعوبة في قبول بعض الأفكار أو المشاعر .
·اضطراب الذاكرة : تظهر عامة لتقي الوعي من زيادة عبء خلال فترات الاكتئاب أو ببساطة خلال فترات الإرهاق أو المضايقات أو الهموم .
·قصر النظر : مرتبط بالخوف اللاواعي من المستقبل .
·ألم الرقبة : تعاني الرقبة من عجزنا عن تحقيق أفكارنا نتيجة قلة ثقتنا في ذواتنا .
·التهاب الأذن : قد يحصل نتيجة رفض سماع ما يجري في بيئة الفرد .
·البروستات : اضطرابات البروستات تتعلق بالخوف لأذى يحمله النشطاء من الرجال انطلاقا من سن معين . وهو خوف من ألا يكونوا على المستوى المطلوب ومن ضعف قوتهم .
·سن اليأس : عوارض انقطاع الطمث وسن اليأس مرتبطة بالشعور بفقدان الفائدة والمعنى .
·الزكام : مرتبط بالحاجة إلى أخراج خيبة أمل أو فشل أو أسف لعدم القيام بما نريد القيام به .
·الدوالي : تتعلق بقلة النشاط النفسي .
·الثآليل : ترتبط بالمضايقات والموانع عند الأشخاص الحساسين غير القادرين على التعبير عن أحاسيسهم .
·الدوخة : مرتبطة بالخوف من فقدان الأمان .
·التقيؤ: هو رفض للمشكلات المادية .

[@@@ محمد كمبيوتر @@@]

جزاك الله خيرا اخى الكريم

شكرا على المشاركة القيمة والنافعة

جعلها الله فى موازين حسناتك